دفنت وجهها بين كفيها وظلت تبكي وتشهق بعنف بينما جاسم اتسعت عيناه بصدمة وذهول واصابه الحزن كيف لحبيبته ان تري كل هذا كيف تحملت صعوبة الموقف الان فقط قد فهم لماذا كانت تبكي كلما اتت سيرتها فحبيبته تعاني حقاً وبشدة كيف لها ان تتحمل كل هذا وحدها استمع الي شهقات بكائها فنهض من مكانه وسحب كرسي بجانبها وجلس عليه ثم ابعد يدها عن وجهها وجعلها تنظر له فهتف قائلاً بحنان :- خلاص كفاية عياط متعيطيش ياندي مش هجيبلك سيرتها تاني انا اسف .
ندي ببكاء عنيف :- بابا مات بسببها مات وسابني ياجاسم .
جاسم بحب :- وغلاوتك عندي هجيبلك حقك منها ومش هسيبك لوحدك متخافيش .
ظلت ندي تبكي لبعض الوقت حتي هدأت قليلاً فهتف جاسم بابتسامة :- احسن دلوقتي !
ندي بهدوء :- الحمدالله . ثم نظرت له بخجل قائلة :- انا اسفة صدعتك وعملتلك قلق .
جاسم بحنو :- متقوليش كدة المهم انتي تبقي كويسة .
ابتسمت له ندي ابتسامة بسيطة يشوبها الحزن :- انا هدخل انام عاوز حاجة .
جاسم بحب :- لا شكراً انتي ادخلي نامي يلا تصبحي ع خير .
نهضت ندي من مكانها وذهبت متوجهة الي غرفتها حتي تنام بينما ظل جاسم بمكانه يفكر في كل مايحدث لقد فرح بشدة لوجود ندي معه بنفس المنزل والان لن يسمح لها بالرحيل سيتزوجها وسيجعلها بجانبه ظل يفكر لبعض الوقت حتي هاجمه النوم فنهض الي غرفته وغرق في نوماً عميق للغاية …
******************************************
في منزل اسر :-
وصل اسر وحياة الي منزلهم كادت حياة ان تدلف الي غرفتهم حتي امسكها اسر من معصمها وسحبها الي احضانه ودفن وجهه في رقبتها حتي يستنشق عبيرها وهتف قائلاً بهمس حنون :- وحشتيني .
ابتسمت حياة بحنان وحاوطته وظلت تربت علي ظهره وتعبث بشعره بأصابعها الرقيقة بينما شعر اسر بالراحة الشديدة والسكينة تغمره فأغمض عيناه وهو يستمتع بجمال تلك اللحظة ظلوا علي وضعهم هذا بعض الوقت حتي هتف اسر بخفوت :- حياة .
حياة بهدوء :- نعم .
اسر بتساؤل خافت :- انتي نمتي !
حياة بضحكة رقيقة :- لا صاحية افتكرتك انت اللي نمت .
ابتعد اسر عنها قليلاً ولكنه لم يفلتها من بين احضانه وهتف قائلاً بابتسامة :- لا منمتش يلا عشان ناكل لاني جعان جداً .
حياة برقة :- حاضر هغير هدومي وهعملك تاكل .
ثم تحركت باتجاه الغرفة وفور ان دلفت وجدته خلفها يسير كالطفل الذي يقوم بتتبع والدته اينما ذهبت خوفاً من ضياعها
فتوقفت حياة قائلة باستغراب :- انت رايح فين !
اسر ببراءة :- داخل الاوضة .
حياة بهدوء :- اسر انا قولتلك اني هغير هدومي .
اسر بنفس البراءة :- طب ماتغيري هدومك انا مالي .
حياة برفعة حاجب وهي تتخصر امامه :- آسسسسررر .
اسر بابتسامة بريئة :- نعم .
حياة بضحكة :- خلاص ماشي انا هدخل اغير ف الحمام .
اسر بضيق :- طب ماتغيري هنا انا زي جوزك يعني .
ضحكت حياة ابتسامة جذابة ابتسم اسر علي اثرها فهتف قائلاً :- خلاص ماشي غيري ف الحمام وانا هغير هنا .
اخذت حياة ملابسها واتجهت نحو المرحاض فهتف اسر منادياً باسمها فالتفتت وهي تنظر له بتساؤل فهتف اسر بمنتهي البراءة وصوت هادئ وديع للغاية :- لو سمحتي ياحياة متطلعيش من الحمام لحد مااغير هدومي لاني بتكسف ممكن يعني .
نظرت له حياة بصدمة ثم انفجرت ضاحكة ودلفت الي المرحاض وهي تقول بضحك :- مجنون والله .
ضحك اسر هو الاخر وبعد قليل من الوقت خرجت حياة من المرحاض وهي ترتدي منامة من اللون الاحمر الغامق فوق الركبة
بقليل ذات حمالات رفيعة للغاية مما اعطاها انوثة ورقة شديدة لم تجد اسر بالغرفة فادركت انه بالخارج ينتظرها توجهت الي الخارج فوجدته يجلس علي الاريكة ويشاهد التلفاز ولم ينتبه لها فتوجهت نحو المطبخ حتي تقوم بتحضير الطعام لهم وبعد مرور بعض الوقت انتهت حياة مما تفعله واحضرت الاطباق الي الخارج ثم ذهبت قائلة بنبرة مرتفعة بعض الشئ :- اسر يلا انا جهزت الاكل .