بينما في الداخل كانت ندي نائمة لا تشعر بشئ من حولها واية وحياة بجانبها وعلي ملامحهم يبدو حزن عميق فهتفت اية قائلة بحزن :- صعبانة عليا اوي ياحياة انا حاسة بيها جداً انا صحيح بابا وماما ماتوا وانا صغيرة اوي وجاسم مش محسسني بحاجة بس برضه ساعات كتير بحس اني مفتقداهم اوي ونفسي يكونوا معايا .
احتضنتها حياة وهي تحاول الا تبكي وهتفت قائلة :- اهدي يااية ومتعيطيش كدة ان شاءالله ربنا هيعوضها بحاجات حلوة
تنسيها وتصبرها بس احنا مينفعش نبين قدامها اننا ضعاف عشان تقوي بينا احنا اصحابها واقرب ناس ليها دلوقتي .
ابتعدت عنها اية قليلاً ثم مسحت دموعها وهي تقول :- معاكي حق ياحياة احنا بقينا اقرب ناس ليها تخيلي ياحياة مرات باباها مسألتش ولا تعرف عنها حاجة ومختفية لحد دلوقتي .
حياة باستغراب :- نعم دة ازاي دة هي مش عايشة معاهم ف نفس البيت ولا ايه !!
اية بتنهيدة :- دة المفروض بس محدش يعرف عنها حاجة خالص ولا شافها من يومها .
حياة بتوجس :- ربنا يستر لان انا مش مرتاحة للي بيحصل دة ولا للست دي .
اية بحزن :- وانا برضه ربنا يستر ثم نظرت الي حياو وابتسمت قائلة :- المهم قوليلي انتي عاملة ايه مبسوطة مع اسر !
حياة بفرحة وابتسامة :- مبسوطة اوي يااية الحمدالله .
اية بحب :- كنت قلقانة عليكي اوي ياحياة الفترة بتاعت الفرح دي كان شكلك مش مبسوطة خالص .
حياة بحنان وهي تتذكر مواقف اسر معها :- الوضع اختلف كتير عن الاول ياحياة كان ف حاجات كتير مش فهماها ولا عارفاها
المهم اني مبسوطة اوي دلوقتي .
اية برقة :- الحمدالله ياحبيبتي .
استمعوا الي صوت طرق خفيف علي الباب فنهضوا من مكانهم ووجدوا اسر وجاسم واقفان بالخارج ينتظروهم فهتف جاسم قائلاً بلهفة :- هاا لسة مصحيتش لحد دلوقتي !
اية بحزن :- لا مصحيتش خالص كانها بتهرب من اللي حصل بالنوم .
حياة بجدية :- الفترة دي النوم احسن ليها .
اومئ لها جاسم ولم يتحدث بينما هتف اسر قائلاً :- يلا ياحياة عشان نمشي .
نظرت له حياة وابتسمت ثم اقتربت منه ووقفت بجانبها ولم يلبث هو حتي اقترب منها وامسك بيدها وكأنه بهذه الحركة يطمئن
نفسه بانها بجانبها ولم ترحل بينما هي شعرت براحة تغمرها من تلك الحركة فهو دائماً يفعلها حتي اذا كانوا بالمنزل يشاهدون التلفاز او يتحدثون سوياً بامر ما وهي سعيدة بتلك الحركة كثيراً ودعهم اسر وحياة ورحلوا الي منزلهم بينما اخبرت اية جاسم بانها ستذهب الي النوم فأخبرها جاسم بانه ايضاً سينام دلف الي غرفته واخذ حماماً حتي يهدئ من اعصابه ويسترخي وبعد ان ارتدي ملابس البيت خرج من الغرفة وهو ينوي التوجه الي المطبخ حتي يتناول بعض الماء وفور ان اقترب من المطبخ توقفت انفاسه وهبط قلبه بين قدميه وشعر بنبضاته تتوقف واتسعت عيناه برعب وهو يري ……………..
في منزل جاسم :-
بعد ان رحل آسر وحياة الي منزلهم دلفت اية الي غرفتها حتي تنام وبالفعل بعد ان استلقت علي الفراش ذهبت في ثبات عميق علي الفور من شدة التعب والارهاق بينما جاسم ذهب الي غرفته حتي ينام وبعد ان اخذ حماماً بارداً يهدئ به اعصابه وعضلات جسده من الارهاق شعر بالعطش ف خرج من غرفته وتوجه الي المطبخ حتي يرتوي ببعض الماء ولكن بعد ان وصل
الي هناك توقف قلبه عن النبض وهبط بين قدميه واتسعت عيناه برعب وهو يري هذا المنظر الذي امامه فقد كانت ندي تقف ف منتصف المطبخ وتمسك بأحدي السكاكين الصغيرة الخاص بتقطيع الطعام وتضعها علي شرايين يدها وتحاول الانتحار صرخ جاسم بفزع :- ندي اوعي تعملي كدة .
نظرت له ندي بأعين باكية وحمراء من كثرة بكائها ووجه شاحب وشعر مشعث لم تكن هذه الفتاة هي ندي التي عرفها فالاخري كانت مفعمة بالحياة اما تلك الفتاة اخري غيرها فهذه بائسة يائسة تريد ان تنهي حياتها قبل ان تبدأ وبعد ان نظرت له
هتفت قائلة ببكاء عنيف :- ابعد عني متقربليش .
جاسم برعب :- حاضر مش هقرب بس سيبي اللي ف ايديك دي وخلينا نتكلم .
ندي بنفس بكائها :- لا انا هموت نفسي انا مش عايزة اعيش .
حاول ان يقترب منها فصرخت ف وجهه قائلة :- لو قربتلي هموت نفسي دلوقتي انا كدة كدة هموت ابعد عني .
توقف جاسم مكانه وهو يحاول ان يسيطر علي خوفه من الذي ممكن ان يفعله لذلك اخذ نفساً عميقاً وهو يراقب اقل حركة تقوم بها ثم هتف قائلاً بحنان يشوبه الجدية :- ماشي مش هقربلك ومتسبيش السكينة بس تقدري تقوليلي هتستفيدي ايه لما تموتي كافرة عشان انتحرني يعني هتخسري دنيتك واخرتك عشان ايه .
ندي ببكاء :- انا عاوزة اروح ل بابا مش عاوزة ابقا لوحدي انا مليش حد غيره انا بخاف اقعد في البيت لوحدي وهو عارف كدة