وتستغفليني .
ثم القاها من يده وكأنها جرثومة حتي وقعت علي الارض وهي تبكي وتحاول ان تكتم شهقات بكائها بينما اتجه اسر حتي يفتح باب المنزل فوجد امامه زوجة الحارس الخاص بالبناية فهتف قائلاً بتساؤل :- ايوة خير !
السيدة بوجه بشوش :- صباح الخير ياباشا لامؤاخذة يعني ممكن تندهلي الست حياة .
استغرب اسر من معرفة تلك السيدة بحياة فهو لم يعرفها علي احد بالبناية حتي انه يوم ان اتي بها الي هنا لم يري الحارس
وزوجته اذا كيف عرفت حياة افاق من شروده وهتف قائلاً باستغراب :- وانتي عايزاها ف ايه !
السيدة بتلقائية :- اصل الست حياة كانت نزلتلي من شوية عشان تبعتني اجيبلها شوية طلبات للبيت بس انا البت بنتي كانت تعبانة شوية والست حياة ربنا يسترها فضلت جمبها وعملتلها شربة اعشاب وبعدها انا سيبتهم تحت وروحت اجيب الطلبات ولما رجعت لقيت جوزي جيه وبيقولي ان الست حياو طلعت اول ماهو جيه فانا طالعة عشان اديها الطلبات واشكرها
علي اللي عملته مع بنتي .
وظلت تدعوا لها كثيراً بينما اسر لم يستمع الي كل ماقالته بعد ذلك وظل ينظر لها بعدم استيعاب مالذي قالته تلك السيدة هل حياة حقاً بريئة ولم تكن تنوي الهرب منه شعر بسعادة لم يشعر بها منذ زمن عندما ادرك انها لم تكن تريد الهرب ولكن تذكر فجأة مافعله معها منذ قليل وصدم من نفسه كيف فعل معها هذا وماهذا العنف الذي تعامل به معها ولكنه لم يكن يشعر
بنفسه كان يشعر بالخوف الشديد لانه لن يراها مجدداً ولا يعلم كيف تناول تلك الاغراض من زوجة الحارس او كيف رحلت او ماذا اخبرها عن حياة ولكنه فور رحيلها اغلق الباب مسرعاً والتفت ولكنه لم يجدها بمكانها علي الارض وضع مابيده علي طاولة السفرة وتحرك مسرعاً باتجاه الغرفة ودلف الي الداخل ووجدها قد خلعت الاسدال وترتدي احدي البيچامات الكرتونية الخاصة بها ومتكورة علي نفسها في منتصف الفراش وتأخذ وضع الجنين وتبكي وتشهق بعنف استمع الي شهقات بكائها وشعر
بالحزن عليها فهو حقاً قد ظلمها ولم يعطي لها فرصة حتي تشرح له هي بالتأكيد الان تكرهه وبشدة ومن الممكن ان تطلب الرحيل حقاً نفض عن رأسه تلك الفكرة فهو لن يسمح لها بالرحيل وتركه مطلقاً حياة له وملكه منذ اليوم الاول الذي رأها به ولن يتركها ترحل ابداً اقترب منها ببطء وهي مازالت تبكي وقف بجانب الفراش وهتف بندم قائلاً :- حياة .. حياة انا ..
قاطع استرساله لحديثه صوت بكائها وشهقاتها العالية ولم يستطع ان يتحمل اكثر من ذلك فتمدد بجانبها علي الفراش سريعاً وحاوطها بذراعيه وقربها منه حتي اصبح ظهرها ملاصق لصدره واحتضنها بشدة بينما هي ظلت تعافر معه حتي تبعده عنها ولكنه هتف بصرامة بسيطة حتي لا يجعلها تخاف منه قائلاً :- حياة انا مش هبعد عنك وقولتلك قبل كدة متعافريش معايا وتقاوميني عشان متجننيش عليكي اكتر وهتشوفي مني رد فعل مش هيعجبك وقتها .
ظلت تقاومه لمدة دقيقة ثم توقفت عن المقاومة وسكنت تماماً عندما فكرت ف حديثه ف هي قد ادركت انها لن تستطيع ان تنتصر عليه من الناحية الجسدية لذلك اثرت الصمت وسكنت بين يديه فهي تشعر بكل جسدها يؤلمها بسبب ماحدث وفعله بها بينما هو شعر بآلمها فظل يربت علي جسدها وظهرها صعوداً وهبوطاً برفق وحنان ثم هتف قائلاً بصوت خافت رقيق يغلفه
الندم :- لما صحيت ملقتكيش جمبي اتجننت وبعدها قومت وفضلت ادوار عليكي ف الشقة كلها وانادي باسمك زي العيل اللي بينادي علي مامته بس مردتيش عليا وقتها انا اتجننت اكتر وحسيت الدنيا كلها بتسود ف وشي لما اتخيلت اني مش هشوفك تاني ولما لقيتك بتفتحي الباب وداخله عليا فرحت بس بعدها معرفش ايه اللي حصلي ومحستش بنفسي او باللي بعمله .
طبع عدة قبلات علي شعرها ووجهها ورقبتها برفق ورقة بالغة ثم هتف قائلاً بحنان :- انا اسف ياحياة غصب عني صدقيني
مش بكون ف وعي انا عارف انك بتكرهيني بس سامحيني المرادي بس انا اسف .
بينما حياة كانت تستمع له وتبكي ولا تعلم هل تبكي علي ماحدث لها ام تبكي علي حاله وتلك المعاناة التي يعانيها اسر حقاً يتألم به آلم وجرح كبير ولا تعلم كيف تداويه او كيف تجعله يثق بها فهو حتي لم يعطيها فرصة حتي تجعله يثق بها التفتت له واصبحت مستلقية علي ظهرها بين يديه ونظرت له بأعين باكية بينما هو ظل ينظر لها بلهفة وهو يلتهم تفاصيل وجهها الرقيق
ولكن لهفته تحولت الي ذهول عندما رأي اثار اصابعه مطبوعة علي وجهها وتلك الكدمة علي وجنتها ياالهي كيف فعل بها ذلك شعر بالندم اكثر وكاد ان يتكلم حتي يعتذر لها مجدداً فقاطعته قائلة بصوت رقيق ضعيف :- انا مش بكرهك انا بكره تضرفاتك معايا وعنفك اللي بتعاملني بيه ونظراتك ليا من اول شوفتني فيه معرفش انا عملتلك ايه لكل دة .
نظر لها اسر بندم اكبر وهتف قائلاً :- غصب عني مش بأرادتي كل اللي بيحصل دة صدقيني .
حياة بحنان وهي تحاول ان تجعله يتحدث حتي يخفف من آلمه قليلاً :- طب قولي مالك وايه اللي مخليك كدة يمكن اخفف عنك شوية .
نظر لها اسر بوجع وحزن وكأنه يخبرها بنظراته انه حقاً يتألم ولكنه لا يستطيع ان يبوح بما في داخله …
تنهد اسر بوجع وهتف قائلاً :- متاخديش ف بالك كأني مقولتش حاجة .
ثم نظر لها بنظرات حانية وهو يهتف :- المهم انتي مسمحاني ع اللي عملته فيكي .
نظرت له حياة بصمت وعلي فجأة تعلقت برقبته واحتضنته بشدة وكأنها شعرت بمدي معاناته ووجعه فأرادت ان تخفف عنه ولم تشعر بنفسها وهي تحتضنه وتقربه منها الي هذا الحد هي فقط ارادت ان تطمئنه انها لن ترحل وتتركه ولكن دون حديث بينما هو صدم في البداية من حركتها المفاجأة ولكنه لم يلبث حتي احتضنها بشدة وقوة وهو يحاول ان يزرعها بين اضلعه ودفن وجهه في رقبتها وظل يستنشق عبيرها الاخاذ شعر بانه يرغب ان يظل بين احضانها هكذا ويبكي ويتوقف العالم بعد ذلك من