عاودت ندي البكاء بشدة وعنف وقالت بصريخ :- متجبيش سيرتها خالص قدامي هي السبب هي السبب مش عايزة اسمع سيرتها مش عايزة .
صدمت اية من ردة فعلها وجاسم ايضاً ولم تفهم جملة ” هي السبب ” ومالذي تقصده ندي بحديثها ذاك بينما جاسم قد استغرب حديثها بشدة وشعر ان هناك سبب قوي وراء مرض والد ندي وان هذا السبب له علاقة بزوجته ولكن ماالذي حدث لا
احد يعلم حتي الان فاقتربت منها اية سريعاً واحتضنتها وهي تقول :- حاضر مش هجيب سيرتها خالص بس انتي اهدي ومتعمليش ف نفسك كدة .
ظلت ندي تبكي في احضان اية بينما الاخيرة تقرأ لها القرآن وظل جاسم علي وقفته بجانبهم وهو يتابعهم وينتظرون خروج الطبيب حتي استمعوا الي صوت باب الغرفة ينفتح ويخرج منه الطبيب فهبت ندي واقفة علي الفور وذهبت باتجاهه وبجانبها اية وجاسم فاقتربت منه وهتفت قائلة بلهفة وقلق :- خيري يادكتور بابا بقا كويس صح هو فاق خلاص .
نظر لها الطبيب بملامح حزينة وبائسة وهتف قائلاً :- انا اسف جدا بس هو كان جاي متأخر وحالته صعبة البقاء لله .
شهقت اية وبدأت بالبكاء وهي تنظر الي ندي واغمض جاسم عيناه بأسي فهو قد توقع ان يحدث ذلك فمنذ ان نظر الي وجه والد ندي قبل ان يضعوا في سيارة الاسعاف استشعر ان تلك ستكون النهاية فقد كان يبدو علي وجهه بأنه توفي ولكنه كان يكذب احساسه ويتمني ان يحدث عكس ذلك ولكن ماالعمل الان فأمر الله قد نفذ ولكن يبدو علي ندي انها لن تتقبل الامر
بسهولة فمنذ ان سمعت ماقاله الطبيب وهي تنظر له دون ردة فعل طبيعية لم تبكي او تصرخ فقط تنظر له بملامح وجه بيضاء وشاحبة للغاية كالاموات ولم تصدر اي ردة فعل تدل علي انها استمعت الي ماقاله الطبيب فهي تبدو وكأنها تجمدت ولكنها تتحرك الان ونظرت لاية ثم له بنظرة لم يستطيع تحديد معناها ولكنه شعر بها تترنح وكانه سيغشي عليها وبالفعل حدث ماتوقعه فندي اغمضت عيناها واستسلمت الي هذا الظلام الذي يسحبها وفقدت الوعي ولكن تلقفتها ذراعي جاسم بدلاً من الارض وهو يصرخ باسمها بلوعة بينما ندي لم تشعر بشئ بعد ذلك ….
******************************************
في مبني ادارة امن الدولة :- انهي اسر عمله بعد وقت طويل وهو يشعر بالارهاق الشديد فهو قد اخد اجازة قبل الفرح باسبوع حتي يستطيع السفر الي بلدة حياة وخلال هذا الاسبوع تراكمت عليه الكثير من الاعمال والتقارير التي كان يجب عليه ان يراجعها ورقة ورقة قبل تسليمها وبالفعل قام بمراجعتها بمنتهي الدقة ولكنه شعر بألم في جسده كما انه يشعر بان رأسه ثقيلة بعض الشئ وضع يده علي مقدمة رأسه فشعر ببعض الحرارة ولكنه قرر ان يتجاهل الامر وتسائل في نفسه عن جاسم
ولماذا لم يأتي اليه الي الان استغرب قليلاً ثم قرر ان ينهض ويذهب الي مكتبه حتي يراه وبالفعل خرج اسر من مكتبه وذهب باتجاه مكتب جاسم وطرق الباب ولم يأتيه رد ففتح الباب ودلف الي الداخل فتعجب عندما لم يري جاسم بمكانه فخرج الي الخارج وقام بالسؤال عنه فأخبره احد العساكر ان خرج منذ عدة ساعات استغرب اسر كثيراً خرج ومنذ عدة ساعات واثناء وقت العمل وايضاً لم يخبره فعلي مايبدو ان هناك كارثة قد حدثت قرر اسر ان يهاتفه حتي يعلم ماذا حدث واين هو كل تلك الساعات
اخرج هاتفه من جيب بنطاله ثم طلب رقمه ووضع الهاتف علي اذنه وانتظر ان يجيبه جاسم ولكن لم يأتيه رد عاود الاتصال عدة مرات ولم يأتيه رد ايضاً فقرر ان يذهب الي منزله وسيعاود الاتصال به في وقتاً لاحق وبالفعل استقل اسر سيارته وتوجه الي منزله وهو يشعر بان ارهاقه وتعبه قد ازدادو وصل الي منزله وانتظر بالسيارة قليلاً وهو يفكر في حياة وكيف يتعامل معها فهي اصبحت زوجته وبمنزله ولكنها عنيدة وترفض ان تستسلم له وهو يريدها بشدة ولا يعلم لماذا هو صابر عليها حتي الان فهو
يستطيع ان يأخذها عنوة ولكن هناك جزء صغير في خبايا اعماقه يخبره بانها ليست تلك الشخصية التي تحدث عنها عبدالله ولكنه لايريد تصديق هذا الجزء حتي لا يكتشف عكس ذلك فيما بعد وينصدم بها كما انصدم من قبل وبذات الوقت هو يخشي ان لايصدق هذا الجزء الصغير بأعماقه ويفعل مالايحمد عقابه ويندم بعد ذلك وهو قد سئم هذه الحياة ويريد امان واستقرار هو يريد ثقة يريد ان يثق بها بشدة ولكن لا يستطيع ولا يعلم كيف يفعل ذلك وهو بحالته تلك تعب اسر من كثرة التفكير لذلك قرر
ان يصعد الي منزله ثم يفكر لاحقاً صعد الي المنزل وفتح الباب ودلف الي الداخل وظل يجول ببصره في المكان وهو يبحث عنها ولكنها لم تظهر حتي الان وجميع اضاءة المنزل تنير بالمكان استمع الي صوت التلفاز الموجود بالريسيبشن فتوجه الي الداخل ولكنه توقف واتسعت عيناه في دهشة وقد شاهد شئ جعل الدماء تصعد الي رأسه حياة نائمة علي الاريكة وشعرها الاسود الطويل حولها وكأنها تغوص به وف الواقع هو يتمني ان يغوص به هو وترتدي منامة من اللون الزهري تصل الي الركبة ولكنها
اثناء نومها ارتفعت قليلاً واظهرت جمال ساقيها البيضاء ظل ينظر لها بذهول ورغبة ولكنه تماسك سريعاً واخذ نفساً عميقاً حتي يهدئ من نفسه ثم توجه اليها وقرر ان يوقظه حتي تنام بالداخل اقترب منها ببطء ودون ان يصدر صوت ثم جثي علي ركبتيه بجانبها وظل يلمس علي وجهها وشعرها حتي نظر الي شفتيها فاقترب منها وطبع قبلة ناعمة ورقيقة علي شفتيها ظل يقبلها حتي شعر بها تتململ في نومتها بابتعد عنها حتي هدأ من انفاسه قليلاً ثم هزها برفق وهو يقول :- حياة .. حياة