اذن له بالرحيل ولكن بعد ان استدار اوقفه قائلاً بلهجة خبيثة :- چوزيف انت تعلم ماعليك فعله بعد انتهاء العملية .
چوزيف بابتسامة لئيمة :- اجل سيدي اعلم .
ثم استدار ورحل من المكان بأكمله تاركاً خلفه هذا الرجل وهو يقول بلهجة تحمل شر العالم :- سوف اجعل من مصر جحيم تلك المرة لهؤلاء الحمقي المصريين ولكن صبراً لم يتبقي سوي القليل ….
******************************************
هاتفت اية جاسم وطلبت منه ان يأتي معها الي منزل ندي حتي تطمئن عليها فهي لاتجيب علي هاتفها ولم تأتي الي الجامعة اليوم لذلك قررت ان تذهب الي منزلها وعندما اقتربت سيارة جاسم من البناية حتي وجدوا عدداً كبيراً من الناس متجمعين اسفل البناية وسيارة اسعاف تقف امام البناية نظرت اية الي هذا المنظر وهتفت قائلة بخوف :- ايه دة هو ف ايه !
نظر جاسم الي هذا المشهد واتسعت عيناه بخوف وترجل سريعاً من سيارته واية خلفه تحاول اللحاق به عندما وجد ندي
تخرج من البناية وهي تبكي بعنف بينما بجانبها اثنان مسعفين يحملون والدها علي سرير نقال ويتجهون به الي سيارة الاسعاف وصل اليها بسرعة البرق واقترب منها وهو يقول بخوف :- ندي ف ايه !
نظرت له ندي بأعين محمرة من كثرة البكاء وهي تقول ببكاء ورعب :- جاسم الحقني بابا هيروح مني ياجاسم .
وصلت اليهم اية في تلك اللحظة وهي تلهث قائلة :- ف ايه ماله عمو ياندي ايه اللي حصله !
نظرت لها ندي بخوف وبكاء ولم تستطع ان تجيبها كانوا قد وصلوا الي سيارة الاسعاف وادخلوا والدها في السيارة وكادت ندي ان تستقل مع والدها السيارة حتي امسكها جاسم من ذراعها قائلاً :- تعالي معايا في العربية انا واية واحنا وراهم مش هينفع
تركبي عربية الاسعاف لوحدك .
ندي ببكاء :- انا مش هينفع اسيب بابا لوحده انا هروح معاه .
جاسم بجدية :- بقولك مش هينفع تركبي عربية الاسعاف لوحدك وهو اصلا مش حاسس بحاجة واحنا وراهم مش هنسيبهم .
تدخلت اية قائلة :- جاسم معاه حق ياندي احنا وراهم ياحبيبتي مش هنسيبه متخافيش .
لم تجد ندي مفر من الذهاب مع اية وجاسم بسيارتهم وبالفعل استقلت معهم السيارة وهي تبكي وتدعو الله ان يحفظ لها والداها فهي ليس لديها ف الدنيا سواه بينما جاسم كان قلبه في تلك اللحظة يتمزق ويتألم عليها وهو يراها هكذا فقد اعتاد علي مرحها ولسانها السليط لم يعتاد ان يراها ضعيفة او منهارة هكذا تمني في تلك اللحظة ان يأخذها بين احضانه ويخبرها
انه موجود حتي يطمئنها قطع افكاره في تلك اللحظة وصولهم الي المشفي نزلت ندي من السيارة سريعاً وهي تبكي ويلحق بها جاسم واية استقبلوهم علي باب المشفي طبيب وعدة ممرضين وادخلوا والدها الي غرفة الطوارئ علي الفور حتي يتم الكشف عليه وتشخيص حالته جلسوا علي احدي المقاعد الموجود بردهة المشفي وندي مازالت تبكي اقتربت اية منها واخذتها بين احضانها وهي تقول بحزن :- اهدي ياندي ياحبيبتي ان شاءالله هيبقي كويس وهيقوملك بالسلامة .
ندي ببكاء وتمني :- يارب يااية انا مليش غيروا ف الدنيا دي كلها .
ظلت اية محتضناها وتربت علي شعرها وهي تقرأ عليها ايات من القرآن الكريم حتي تهدأ قليلاً وبالفعل هدأت ندي بعض الشئ ولكن لم تتوقف دموعها عن النزول فابتعدت عن اية وهي تقول :- شكراً اوي يااية حاسة اني هديت شوية .
اية بابتسامة بسيطة حتي تخفف عنها قليلاً :- ان شاءالله هيقوم بالسلامة متخافيش .
ندي وهي تنظر الي السماء وتدعو الله :- يارب انت عارف اني مليش غيروا احفظه ليا يارب .
كان جاسم يراقب مايحدث من بعيد وهو يتألم لاجلها لم يكن يعلم انها رقيقة وهشة الي تلك الدرجة فهو دائماً يراها مرحة قوية لم تهابه يوماً بل علي العكس فهي تلك الفتاة التي يخشي اي رجل الوقوع في حبها اذا ابتسمت او تحدثت وها هو وقع ف حبها وانتهي الامر ولا يتحمل رؤيتها هكذا وهي منهارة ولكن ليس بيده شئ سوا ان يدعو لوالدها بأن يسترد صحته لكي
تسترد ندي ابتسامتها افاق من شروده علي صوتها وهي تسأل بقلق :- هما اتأخروا جوة كدة ليه !
اية بأطمئنان :- لا متأخروش ولا حاجة عشان بس يعرفوا يشخصوا الحالة صح ويقولولنا ف ايه صمتت لبرهة ثم هتفت باستغراب :- ندي مش المفروض تقولي لمرات باباكي عشان تيجي واضح انها مكنتش موجودة ف البيت ساعت اللي حصل بدل ماتعرف من برة بعد كدة وتزعل .