اما ف الطابق العلوي في غرفة نوم وجولية بحتة يستيقظ بطلنا من نومه ويظل جالس ع فراشه لبعض الوقت لتراوده ذكرياته المظلمة لما حدث معه منذ ثلاث سنوات حيث انه لم يكن الشخص اللذي عليه الان ..
<>
يجلس ف مكانه ويتأكله الغيظ من تأخرها عليه ف هي اصبحت تتأخر كثيراً ف الفترة الاخيرة تراوده عدة افكار سيئة بسبب تأخرها المستمر وتغيرها معه ولكنه يصرف تفكيرع السئ سريعاً عنه فهو يثق بها ثقة عمياء هو فقط يخاف عليها من طبيعة عملها واذ فجأة وجد امامه …
************************************************
اشرقت اشعة الشمس علي بطلتنا النائمة لتستيقظ وتفتح عيناها بعد ان غمر ضوء الصباح الغرفة لتعتدل ف جلستها في فراشها ولم تجد اية ف فراشها ايضاً لتدخل الي المرحاض الخاص بالغرفة تأخذ حمام بارد وبعد عدة دقائق تخرج لترتدي بنطال من الچينز النبيتي وتيشرت باللون الاسود نصف كوم وتجمع شعرها ع هيئة كعكة لتخرج من الغرفة وتجد جاسم امامها ليبدأ الحديث بابتسامة قائلاً :- صباح الخير ياحياة .
حياة بابتسامة بسيطة :- صباح الخير يااستاذ جاسم .
جاسم بمزاح :- يابنتي حرام عليكي 100 مرة قولتلك بلاش استاذ دي انا مش كبير للدرجادي وبعدين انتي زي اية يعني .
حياة بخجل وتردد :- ماشي ياجاسم .
جاسم بمرح :- لولولولوللي اخيرا خلصت من استاذ يافرج الله .. لتبتسم حياة ابتسامة واسعة ولكنها تتلاشي سريعاً عندما لاحظت تغير ملامحه للضيق لتسمعه يقول ببعض للضيق :- حياة كان ف موضوع عايزك فيه ..
شعرت حياة بالريبة من كلامه وتوجست قائلة :- خير ف ايه .
جاسم وهو يتحدث ببعض الحزن :- بصي ياحياة انتي عارفة انك زي اية بالظبط وبصراحة مش عارف اقولك اللي حصل دة ازاي .
حياة وقد بلغ منها القلق والخوف :- قولي ف ايه انا قلقت اووي .
جاسم بحزن وتردد :- حيااة بصراحة ….
ف بيت جاسم :-
كان الخوف قد بلغ مبلغه منها ف ملامح جاسم تدل ع وقوع كارثة ما هل يمكن ان يكون المووضوع له علاقة بأهلها ،، هل وجدوها ،، هل سيأتون الآن لأخذها ،، وبالطبع سيقتلوها ،، ام ان جاسم سئم من وجودها معهم بمنزل واحد ويريد ان يخبرها بهذا ولكن خجله منها يمنعه ،، يا ألهي ماذا حدث ،، ف الخوف كاد ان يفتك بها ،، لم تستطع الانتظار اكثر من هذا ف بدأت
الحديث قائلة بخوف :- ايه اللي حصل ياجاسم .
جاسم بحزن :- بصي ياحياة بصراحة انا كنت عاوز اقولك ان ..
حياة وهي تحثه ع الاستكمال :- هااا كمل .
جاسم وهو يكتم ضحكته :- اهدي بس كنت عاوز اقولك اني خلصتلك ورق جامعتك وهتبدأي الدراسة من بداية السنة
الدراسية ان شاءالله .
نظرت له حياة بصدمة هل هذا هو الموضوع اللذي كان يريدها فيه ،، لم يجدها اهلها ،، ولن يقتلوها ،، وستكمل تعليمها اللذي هربت من بيت اهلها لاجله ،، ظلت تنظر له وهي فاغرة فمها ولا تصدق مايقول ،، هل يتحدث بصدق ام انها مجرد مزحة ،، هل سيتحقق حلمها بهذه السهولة ،، وستلتحق بالكلية التي تحلم بها ،، لقد حرموها اهلها من التعليم وبمجرد ان انتهت اختبارات الثانوية العامة تفاجأت بأمر زواجها ولم يكد يمر شهران حتي وجدت نفسها علي وشك الزواج من رجل لا تعرفه ولا
تريده وبعد تفكير عميق قررت الهرب بمساعدة اخيها اللذي وافقها علي الفور لما رأه من معاناة اخته الصغيرة في هذه الزيجة فهو يعرف عبدالله جيداً رجل قاسي الطباع فرتب لها كل شئ وبالفعل هربت وها هي ف بيت جاسم الآن ويخبرها انها سوف تكمل تعليمها ،، وف لحظات نست تماماً انه ارعبها منذ قليل وتهللت اساريرها افاقت من شرودها ع صوت جاسم وهو يقول :- ايه يابنتي روحتي فين .
حياة بأنتباه :- هاا لا ابداً معاك اهو .
جاسم بنظرات متفحصة لتعبيرات وجهها :- انتي مش مبسوطة ولا ايه ياحياة .
حياة وهي تكاد تقفز من الفرحة :- مش مبسوطة ازاي دة حلم حياتي طبعاً فرحانة بس مصدومة يعني شوية انك ازاي عملت كل دة وجبت ورقي ازاي وكل الحاجات دي كملتها امتا و….
جاسم وهو يقاطعها بمزاح :- بس بس ايه راديو واتفتح اديني فرصة اجاوب لتنظر له بتساؤل فيكمل كلامه بجدية :- بصي ياستي ورق جامعتك دة انا بدأت فيه من اول يوم وصلتي هنا اما بالنسبة جبتوا منين ف علي اخوكي هو اللي بعتهولي انتي
نسيتي انه صاحبي وخلصت كل الورق دة ازاي ف انا ليا علاقات بناس كتير بسبب شغل ثم اكمل كلامه بمزاح وفخر مصطنع :- دة انا ظابس قد الدنيا يابنتي انتي بتكلمي ازاي .
حياة بفرجة غامرة :- بجد مش عارفة اقولك ايه متشكرة جداً .
جاسم بصدق وابتسامة حنونة :- متقوليش حاجة انتي زيك زي اية وربنا يعلم غلاوتك انتي وعلي عندي المهم تذاكري وربنا يوفقك .
حياة بأمتنان :- ان شاءالله بعد اذنك هروح افرح اية .
جاسم بأستعجال :- طيب ماشي وانا هنزل بقا عشان عندي شغل سلام .
حياة :- سلام
لتذهب حياة لتخبر اية بما قاله جاسم ويذهب جاسم الي عمله ….
************************************************
ف البلد :-
وبعد ان مر اسبوع ولم يحدث اي شئ قرر عبدالله ان يتحدث مع والده في ان يذهبوا الي بيت عائلة علوان ليروا اخر التطورات وبالفعل ذهب الحاج جبران مع ولديه وزوجته الي بيت عائلة علوان لكي ينفذوا مااتفقوا عليه ..
وصلوا الي باب البيت ليدخلهم الخدم الي الداخل ويستقبلهم الجاح علوان المهدي قائلاً بترحيب :- يااهلاً وسهلاً بالحاج جبران نورتنا ثم وجه كلامه الي عبدالله وسليم نورتونا يارچالة .
وبعد ان تبادلوا السلام ذهبت زوجة جبران الي مجلس السيدات لتلقي التحية علي زوجة وهدان وتجلس معها حتي ينتهي حديث الرجال .. وبعد ان دلفوا جميعاً الي الداخل بدأ الحاج جبران الحديث قائلاً :- احنا قولنا ناچي ونتطمن عليكم ووالدة عبدالله لما عرفت ان العروسة لساتها بعافية شوي جالت لازماً تاچي تطمن عليها واشوفها .
ليصدم علوان ويتوتر ولكن لايظهر اياً من هذا علي تعابير وجهه الثابت ليقول بثبات يحسد عليه :- الحاچة نورتنا والله ياحاچ