صدم صالح وفغر فاهه وهو ينظر اليها ويتمعن بملامحها الجميلة الهادئة والخالية من مساحيق التجميل حيث ان مهرة من شدة حزنها لما يحدث صممت ان لاتضع اي زينة في وجهها انبهر صالح بجمالها فتاة ذات عيون زرقاء بأهداب كثيفة وبشرة ذهبية وانف مستقيم وشفاة بلون الفراولة ويبدو انها ناعمة عند تلك النقطة واراد ان يقبلها بشدة اقترب منها ببطء هادئ للغاية حتي لا يثير فزعها فهو اراد ان يطمئنها قليلاً وهو يشعر بها ترتعش بين يديه بينما هي ارتعشت عندما ادارها اليه ورفع عن وجهها الطرحة لاحظت علي وجهه علامات الانبهار في البداية ثم تحولت الي اعجاب نظرت هي ايضاً الي ملامحه فهو حقاً وسيم
ويمتلك قدر عالي من الوسامة الممزوجة بملامح رجولية صلبة ولكنها تعطي مظهر جذاب افاقت من شرودها المحدق به وهي تراه يقترب منها واوشك علي تقبيلها ارتعشت وفزعت ولم تدري بنفسها سوي وهي تدفعه بعيداً عنها وهي تصرخ بفزع قائلة :- لالا بعد عني لااا .
صدم صالح من فعلتها وابتعد عنها قليلاً قائلاً بصدمة :- خبر ايه يابنت الناس فيكي ايه !!
مهرة بصراخ هيستيري :- لالا مش رايده الچوازة ديه .
نزل حديثها علي صالح كالصاعقة واندهش مما قالته فسألها بذهول :- معناه ايه حديتك ديه .
ظلت تنظر له ببعض الخوف ولكنها تحلت بالشجاعة وهي تقول :- جصدي اني مكنتش رايدة الچوازة ديه م الاول اني مش رايداك ياصالح .
وهنا هوت علي وجهها صفعة جعلتها تترنح مكانها ولكنها تماسكت ف اللحظة الاخيرة لم يعطيها فرصة للنطق وانما انقض عليها وامسكها من ذراعيها بعنف جعلها تتألم ولكنها رفضت ان تظهر له وجعها ونظرت له بقوة مماثلة لقوته فاستشاط غضباً اكثر منها فهتف قائلاً بعنف :- وانتي مفكرة ان صالح علوان مستني حرمة تيجي تجوله مش رايداك ويوطي يبوس رچليها
عشان ترضي بيه لا مش اني انتي فاهمة و….
وقبل ان يكمل كلامه استمع الي طرق علي باب الغرفة فتركها لترتد الي الخلف وذهب ليفتح الباب فوجد والدته تبتسم له بحب وهي تقول :- متواخذنيش ياولدي اني دجيت عليكم الباب ف الوقت ديه .
صالح وهو يحاول ان لايظهر لوالدته شئ فابتسم ابتسامة لم تصل الي عيناه وهو يقول :- لا ياما ولا يهمك بس خير ف ايه !
حسنية بابتسامة خجولة :- ك ك كنت يعني ع عاوزة المنديل ياولدي .
نظر لها صالح بصدمة فقد نسي تماماً ذلك الامر فماذا سيقول لوالدته الان وماذا سيقول للرجال بالاسفل الذين ينتظرون شرف ابنتهم يالله ماذا افعل الان في تلك الورطة فهذه عادة لديهم ولكنها عادة سيئة ظل ينظر الي والدته قليلاً ثم قال لها بهدوء عكس مابداخله :- حاضر ياما دجايج بس .
ثم اغلق الباب بهدوء ودلف الي الغرفة فوجدها تقف بجوار الفراش وتنظر له بعينان واسعتان بهما الكثير من الخوف والذهول فاستنتج انها استمعت الي حديث والدته وبالفعل تأكد من ذلك عندما نطقت قائلة بصدمة وخوف :- انت هتعمل ايه لا انت مش هتلمسني هصرخ وهلم عليك الخلج .
اقترب منها بسرعة فائقة واحتجزها بينه وبين الحائط الذي خلفها فأصبحت بين ذراعيه فأقترب منها اكثر وهو يقول بهمس
مخيف :- صريخك ديه مش هيفيدك يابنت الناس عارفة ليه لاني ممكن دلوك اخدك زي ماانتي اكديه وارميكي لعمك اللي مستني تحت واجوله بنتك مش رايدة الچوازة ديه واني متلزمنيش واحدة مش رايداني شوفي بجا هيبجا شكل عمك ايه ف البلد بعد اكديه ..
نظرت له برعب وهي تتخيل ان ينفذ كلامه هذا فحقاً ستكون فضيحة كبيرة لاهلها في البلد بأكملها بينما هو ابتسم بداخله
بشر وهو يري الخوف في عيناها ولكنه لم يمهلها الفرصة لتنطق فأكمل حديثه قائلاً بنفس النبرة :- بس مش اني الراچل اللي يعمل اكديه في حرمة تخصه ومش صالح علوان اللي يفرض نفسه علي واحدة ويلمسها غصب عنيها يابنت الناس .
ثم نفضها من بين يديه كانه يلقي من بين يده شئ ملوث واتجه الي طاولة الطعام ثم امسك بالسكين واقترب من ذراعه وقام
بجرح ضغير في ذراعه من اعلي واتجه الي الفراش وامسك بقطعة القماشة البيضاء ومسح بها دمائه ثم خلع عبائته واتجه الي باب الغرفة وفتحه فوجد والدته بانتظاره فابتسمت له بينما هو اعطاها القماشة ولم يتحدث وفي اقل من الثانية انطلقت زغروطة حسنية ف الدار يليها زغاريط باقي النسوة اما بالخارج فأطلقت الاعيرة النارية في الهواء احتفالاً وفرحاً بما حدث ….
بينما في الاعلي حدث كل هذا وهي ف صدمة تامة شلت جميع اطرافها وعقلها عن التفكير ماذا حدث للتو هل حقاً انقذها
الان ولم يمسها بالغصب عنها ليعلن عن شرفها ومن قبلها رجولته قطع عليها سيل افكارها صالح وهو يقف امامها بهيبته المهيبة وهو يقول بهدوء مخيف :- متفكريش اني عشان عملت اكديه يبجا خلاص واني هحطك فوج راسي والحديث ديه لا تبجي غلطانة يابنت جبران طول ماانتي ف الاوضة ديه هتبجي خدامة ليا ولولا اني مش رايد ازعل اهلي واحزنهم علي الچوازة الشوم ديه اني كنت خليتك زيك زي اقل خدامة ف الدار ولو حد عرف باللي حوصل ديه هجطع خبرك سمعاني زين ..
ياالهي صدمتها تتزايد الان اكثر واكثر ماذا حدث ليتحول فجأة ثانية هكذا ولم تنطق بشئ وهو لم ينتظر ان تنطق ف الاساس
بل اتجه الي الفراش والقي بجسده عليه واغمض عيناه وذهب في ثبات عميق بينما مهرة نهضت من مكانها بتثاقل وهي تجر فستان زفافها خلفها وذهبت باتجاه المرحاض وهي تتوعد له بان ترد له تلك الاهانة الصاع صاعين ……
************************************************
في منطقة صحراوية بعيدة قليلاً عن البلدة نجد سيارتين من النوع الدفع الرباعي تقف علي احد جوانب الطريق وينزل منها اربعة رجال بجلباب صعيدي وملثمين بينما في الجهة الاخري نجد نفس ذلك المنظر ونفس عدد الرجال يبدأ قائد السيارة