هايدي بلؤم خفي :- ممممم لسة محددتوش ساعة الاقتحام !
اراد ان يخبرها ان الاقتحام سيكون غداً ولكنه تذكر ان تلك المعلومات شديدث الخطورة والسرية ولا يجب ان يعرف بها احداً كمان انه اراد ان لا يقلقها عليه اذا اخبرها بذلك فتمالك نفسه ببراعة وتصنع اللامبالاة وهو يقول :- لسة محددوش ساعة الاقتحام انتي عارفة الحاجات دي مش بنعرفها غير قبل الاقتحام بوقت قليل جداً عشان الجواسيس اللي ف الداخلية .
تصنعت امامه عي ايضاً اللامبالاة وتجاهلت الموضوع تماماً ثم غيروا مجري الحديث تماماً وتحدثوا ف امور عديدة اخري …
<>
عاد من ذكرياته الاليمة وقد تحولت عيناه الي جمر من نار الي متي سيظل هكذا الي متي سيظل ف تلك الدوامة الن ينتهي هذا الوجع في قلبه …
ارتدي اسر بدلته العسكرية واستعد للذهاب الي عمله نزل علي درج المنزل الداخلي فوجد والدته تهم بالصعود لكي تيقظه ..
اسر وهو يقبل رأسها :- صباح الخير ياامي .
رجاء بحب :- صباح النور ياحبيبي كنت لسة طالعة عشان اصحيك تفطر قبل الشغل .
اسر بهدوء وابتسامة :- اديني انا اللي صحيت اهو ونازل افطر معاكي ياست الكل .
رجاء بابتسامة :- طب يلا ياحبيبي نفطر قبل ماتروح شغلك .
توجه اسر ووالدته الي مائدة الطعام وبعد ان جلسوا وبدأوا في الاكل ظلت رجاء تختلس بعض النظرات الي اسر حتي شعر بها فترك طعامه وهو ينتبه لها ويقول بابتسامة بسيطة :- عاوزة تقولي ايه ياماما ؟
رجاء ببعض التوتر :- هكون عاوزة اقول ايه يعني ولا حاجة .
اسر وهو ينظر لها بحب :- قولي اللي انتي عاوزة تقوليه انا سامعك .
رجاء ببعض الضيق :- ماالمشكلة انك علي طول بتسمعني لكن مش بتعمل حاجة بكلامي .
ظل ينظر لها بابتسامة حتي اكملت كلامها قائلة بحزن :- انا بكبر ف السن وانت كمان بتكبر البيت دة هيبقي فاضي بعد كدة
عشان انت حابس نفسك في صندوق ذكرياتك ومش عاوز تنقذ نفسك وتطلع منه والعمر بيجري مش هيستناك يااسر لحد ما تنسي السنين بتنسي الواحد آلمه لكن انت مهما عدي عليك سنين بتفضل فاكر ومش قادر تنسي وانا نفسي افرح بيك وبولادك وابقا مطمنة عليك يابني قبل ماربنا ياخد امانته .
انتفض اسر بفزع وهو يقبل يديها بخوف قائلاً :- بعد الشر عليكي ياست الكل ايه اللي بتقوليه دة بس .
رجاء بحزن علي حال ولدها :- بقول الحقيقة اللي انت مش عاوز تواجه نفسك بيها ياحبيبي .
اسر بحزن علي نفسه هو الاخر :- متقوليش علي نفسك كدة تاني وانا هعمل اللي انتي عاوزاه .
رجاء بحب وهي تربت علي وجهه :- ياحبيبي كلنا هنموت محدش فينا هيعيش للابد والمفروض منخافش من الموت احنا المفروض نكون خايفين من اللحظة اللي هنقابل فيها ربنا بأعمالنا هل اعمالنا دي صالحة كفاية عشان نوقف قدام ربنا واحنا مش خايفين من عذاب جهنم وكمان انا مش عايزاك تعمل حاجة مش عاوزها وغصب عنك .
ابتسم اسر بصعوبة بالغة وقال :- انتي عارفة اني مش بعمل حاجة غصب عني اديني بس شوية وقت وان شاءالله هفرحك قريب .
تهللت اسارير رجاء وهي تقول :- بجد يعني في واحدة معينة ف دماغك قولي مين وبنت مين وهنروح نخطبها امتي ؟
ضحك اسر عالياً علي حديث والدته وقال لها من بين ضحكاته :- حيلك حيلك واحدة واحدة عليا ولا ف واحدة ولا اتنين .
رجاء بعدم فهم :- مش فاهمة امال ايه هتفرحني دي .
اسر بابتسامة واسعة تحمل بعض الخبث :- هفهمك كل حاجة بعدين وهتفرحي صدقيني .
رجاء بنظرات متفحصة وتوجس :- انا قلقت منك انت ناوي علي ايه !!
ضحك اسر مرة اخري ثم نهض من مكانه وقبل يديها وهو يقول :- متقلقيش ياست الكل وان شاءالله هتفرحي قريب انا لازم امشي دلوقتي لاني اتأخرت سلام .
ثم تركها ورحل قبل ان تنطق باي كلمة اخري وظلت تتابعه بعينيها وتدعو الله ان يهدئ من آلمه ويوفقه في حياته …
************************************************ف منزل جاسم :-
الساعة الان تشير الي الخامسة بعد العصر عادت حياة واية من الجامعة بينما اخبرتها اية بامر زيارة اسر لهم اليوم وانه سيتناول معهم الغذاء كما اخبرها جاسم اليوم ارتعبت حياة وارتعشت من فكرة انها سوف تراه اليوم ارادت ان ترفض امر تلك العزيمة ولكن ماباليد حيلة فهذا ليس منزلها لكي تتحكم به كما انه ايضاً لا احد يعلم شئ مما فعله اسر معها ولهذا قررت ان