ذهبت حياة الي الجهة الاخري من الفراش وامسكت بزجاجة الماء الموجودة بجانب الفراش ثم اقتربت من اية وفتحت الزجاجة وقامت برش بعضاً من الماء علي اية لتستيقظ الاخيرة فزعة وهي تقول :- بغرق ، بغرق .
حياة وهي تضحك علي منظرها :- تستاهلي عشان مكنتيش راضية تقومي .
اية بغيظ :- حرام عليكي ياحياة كنت بحلم بفارس احلامي .
حياة بضحك واستعجال :- ابقي احلمي بيه النومة الجاية لان حالياً ورانا جامعة .
اية وهي تتثائب :- ليه هي الساعة كام ؟!
حياة :- الساعة تقريبا 7 ونص .
اية بفزع وهي تنهض :- ياخرااشي عندي امتحان .
ثم هرولت الي المرحاض واغتسلت ثم خرجت لتدلف حياة بعدها وتغتسل ثم خرجت وجدت اية انتهت من ارتداء ملابسها فقالت اية باستعجال :- هروح اشوف جاسم واحضرله فطار علي ماتخلصي ونبقا احنا نفطر ف الجامعة مع ندي .
ثم تركتها وخرجت من الغرفة بينما قامت حياة بتبديل ملابسها سريعاً اذ بهاتفها يدق ويكون المتصل علي فتحت حياة الاتصال علي الفور وهي تقول بابتسامة خفيفة :- صباح الخير ياعلي .
علي بحب :- صباح الخير ياحبيبتي عاملة ايه !
حياة وهي تحاول ان لاتظهر ارهاقها في صوتها :- الحمدالله تمام وانت عامل ايه !
علي بابتسامة :- الحمدالله ، وانتي ايه اخبار دراستك ومبسوطة ولا لا ياحياة ؟!
حياة بتنهيدة :- الحمدالله كله تمام .
علي ببعض القلق :- مالك ياحياة حاسك تعبانة ؟!
حياة بنبرة حاولت جعلها طبيعية قدر الامكان :- دة شوية ارهاق بسبب الجامعة والمذاكرة مش اكتر .
علي باطمئنان :- الحمدالله ياحبيبتي عايزك تشدي حيلك كدة عشان تجيبي تقديرات عشان تدخلي البلد وانتي رافعة راسك
.
وعند ذكر البلد تذكرت حياة كل شئ وحزنت كثيراً في داخلها فسألت علي بحزن :- ايه اخبارهم ياعلي اكيد بيكرهوني دلوقتي وعايزين يقتلوني ؟!
لم ينطق علي وشعر بحزن اخته وحزن لاجلها كثيراً بينما حياة بكت عندما وصلها صمته المؤلم وقالت ببكاء :- طب ماما عاملة
ايه كرهتني هي كمان ؟!
علي بعد ان اشفق علي اخته مما تعانيه :- لا ياحبيبتي مكرهتكيش هي بس مصدومة م اللي حصل كله وكمان خايفة عليكي ياحياة .
حياة بانتباه :- ايه اللي حصل تاني ف حاجة حصلت ؟!
علي وهو لا يعلم هل سيحزنها هذا الخبر ام لا :- ف خبر مش عارف بصراحة اذا كان هيفرحك ولا لا !
حياة بقلق :- ف ايه ياعلي احكيلي ؟
قص علي عليها كل شئ قاله الحاج جبران واتفاقه مع والدها الذي دار بينهم بخصوص زواج صالح من احدي بنات عائلة جبران
وسيتم تحديد الزفاق خلاص ايام …
فرحت حياة لاجل زواج اخيها ولكنها حزنت جداً بداخلها من تلك الطريقة التي سيتزوج بها وان سبب زواجه هو مداراة فضحيتها وشعرت بالذنب كثيراً لتلك الفتاة المسكينة التي وقعت بطريق صالح لتتزوجه بهذه الطريقة دعت الله كثيراً ان تنجح تلك الزيجة وان تغير صالح ولا يؤذي هذه الفتاة ظلت حياة تستمع الي علي بصمت وبكاء الي ان انهي كلامه ولم تتحدث حياة وعلي
يستمع لشهقات بكائها ثم تحدث بحنان قائلاً :- خلاص ياحبيبتي كفاية عياط بقا .
حياة وهي تبكي :- فرحانة ان صالح هيتجوز بس مضايقة بسبب الطريقة اللي هيتجوز بيها .
علي بأشفاق وحنان :- متزعليش كل حاجة هتبقا تمام بأذن الله .
حياة وهي تمسح دموعها بكفها :- بأذن الله ، المهم انت هتنزل القاهرة امتي ؟!
علي :- ان شاءالله قريب انا بس خايف انزل دلوقتي وتحصل حاجة هنا عشان كدة مديت اجازتي وبتابع معاهم الوضع .
تحدثت حياة مع علي بضع دقائق اخري وهدأها قليلاً ثم اغلقت الهاتف معه وخرجت لتري اية بالخارج بانتظارها وعندما لم تجد جاسم تسألت عنه ف اخبرتها اية ان اسر قام بالاتصال به ويريده في امر هام ارتعشت حياة عند ذكر اسم آسر ولكنها تمالكت نفسها سريعاً ثم ذهبت هي واية الي الجامعة ليبدأ يوم جديد …….
************************************************
ف البلد :-
دلف علوان الي المنزل وهو متعب ف اهماله لاعمال اراضيه الفترة الماضية تراكمت عليه كثيراً فاصبحت اشغاله اكثر تلك الفترة لتعويض مافاته فهو يريد ان يظل يجمع اموال ويكبر في تجارته واراضيه ونسي ان الانسان لا يأخذ معه القبر سوا اعماله وافعاله
في الدنيا فأعمالنا الصالحة هي ماتنفعنا يوم ان يسترد الله امانته ف الاموال والاراضي والتجارة وكل تلك الامور اشياء مادية زائلة ف التجارة الصحيحة هي التجارة مع الله سبحان وتعالي وباقي الاشياء الاخري لن تدوم الا بأمر الله تعالي ..
كان علوان يشعر ببعض التعب والارهاق ونغزة بسيطة ف صدره ولكنه لم يظهر اياً من هذا علي ملامحه حيث ظلت ملامحه ثابتة وصلبة فهو لايحب ان يراه احد ضعيف القي بنفسه علي الاريكة ليسترخي قليلاً ويستطيع ان يستعيد نشاطه من جديد