من اللي هو فيه .
عند هذا الحد وكان اسر قد اكتفي حقاً ف انتفض بغضب وهو يقول بصوت جهوري :- اسكتي .. اسكتي متكلميش مش عاوز اسمع السيرة دي تاني .
صدمت رجاء من ابنها فتلك المرة الاولي التي يعلي بها اسر صوته عليها بينما هو صدمته كانت اكبر ف نفسه كيف فعل ذلك !
وبمن ! بوالدته ! نهضت رجاء من مكانها بصدمة وهي تضع يدها علي صدرها وتقول بذهول :- انت بتعلي صوتك عليا انا يااسر وبتكلمني انا بالطريقة دي ؟!
لم يستطع اسر الرد عليها وابعد عيناه عنها حتي لا يري تلك النظرات ولكن رجاء شعرت ببعض الالم بقلبها فترنحت قليلاً ولكن اسرع اسر ف الوصول اليها واسندها وهو يقول بخوف بالغ :- امي مالك ف ايه انا اسف والله مااقصد اقول كدة .
رجاء ببعض التعب :- هاتلي الدوا بتاعي من اوضتي .
اسندها اسرا ثم اجلسها علي الاريكة وانطلق ركضاً الي غرفتها حتي يحضر لها الدواء وبالفعل احضره سريعاً ثم عاد اليها وهو يقول بخوف :- اهو الدوا اهو .
اسندها مرة اخري ثم اعطاها دوائها وهو يدعو الله ان لايصيبها مكروه ف لا احد له ف الدنيا سواها نطقت رجاء قائلة بتعب :-
طلعني اوضتي عاوزة استريح .
قام اسر بحملها بين يديه وصعد بها درجات السلم حتي وصل الي غرفتها ودلف اليها ووضعها برفق شديد علي فراشها ثم جلس بجانبها وامسك يديها يقبلها وهو يعتذر قائلاً :- انا اسف حقك عليا اول واخر مرة ارفع صوتي عليكي بس عشان خاطري متسبنيش انا مليش ف الدنيا غيرك .
رجاء ببكاء وتأثر وحزن علي الحالة التي وصل لها ولدها الوحيد :- انا خايفة عليك ياحبيبي محدش ف الدنيا دي هيحبك قدي بس انا مش هعيشلك طول العمر نفسي اطمن عليك قبل مااموت .
اسر وهو يقبل يداها :- بعد الشر عليكي ياست الكل متقوليش كدة .
رجاء بحب :- ياحبييبي دة قدر ربنا .. انسي اللي حصل النهاردة دة وسيبها علي ربنا.
اسر بتنهيدة حزينة :- ونعمة بالله صمت برهة ثم اكمل كلامه بهدوء قائلاً :- انا هروخ اوضتي واسيبك تنامي وترتاحي ولو عوزتي حاجة صحيني .
ابتسمت له رجاء بحب وبادلها اسر الابتسام ثم دثرها جيداً ف الفراش وتركها وذهب الي غرفته وبمجرد ان دلف الي غرفته حتي القي بنفسه علي الفراش وذهب ف ثباتاً عميق وانتهي اليوم علي ذلك ….
بعد مرور عدة ايام استمر أسر وجاسم بالبحث خلف عابدين لمعرفة اذا كان هو مدبر حوادث الانفجارات الاخيرة واذا كان موجود بالبلد ام لا ….
وفي صباح احد الايام في احدي الفيلات الموجودة علي اطراف البلد البعيدة عن اعين الناس قليلاً يجلس المدعو عابدين مع عدنان بحديقة الفيلا يتحدثون حول بعض الامور الخاصة بتجارتهم ….
عدنان بجدية :- مقولتليش ياعابدين معاد الشحنة الجديدة هتوصل امتي ؟!
عابدين بجدية :- لسة العملية معادها متحددش .
عدنان بتساؤل وهو يرتشف من كوب قهوته :- امال انت كيت مصر بدري ليه ؟!
عابدين بالامبالاة :- عشان امهدلهم دخول الشحنة البلد قبلها بوقت كافي وعشان حاجة تانية في دماغي عايز اعملها .
عدنان بتساؤل :- حاجة ايه دي !!
شرد عابدين قليلاً فتفهم عدنان سبب شروده فقال بتوجس :- اوعي تقولي انك بتفكر تنتقم من اللي ف دماغك !!
عابدين ببعض الغل :- وانت شايف اني مينفعش انتقم منه ولا ايه ؟!
عدنان بالامبالاة :- وتنتقم ليه وانت معلم عليه علامة لو عاش عمره كله مش هيعرف ينساها .
عابدين بخنقة وحقد :- لازم احرق قلبه زي ماحرق قلبي عليها .
عدنان بتساؤل وجدية :- وناوي علي ايه دلوقتي ؟!
عاببين بهدوء مصطنع لايعكس مابداخله :- عاوزك تشوفلي حد من رجالتك يراقبهولي ويبدأ من النهاردة عاوز اعرف كل خطوة بيعملها وكل تفصيلة ف حياته .
عدنان :- اعتبره حصل خلاص .
************************************************
في احدي الاندية الشهيرة حيث يجلس صفوة رجال الاعمال في البلد وجلسات سيدات المجتمع وتجلس السيدة مجيدة مع مجموعة من سيدات النادي يتبادلون اطراف الحديث بدأت سيدة ما موجهة حديثها لمجيدة قائلة :- قوليلي يامجيدة آسر ابن
المرحوم اخوكي عامل ايه ومختفي فين كدة هو ورجاء كمان مش بتيجي النادي غير كل فين وفين !!
مجيدة بتكبر :- آسر ابن اخوية ظابط كبير وعنده شغله مش معقولة هيسيب شغله ويضيع وقته ف النادي وانتي عارفة رجاء من ايام المرحوم وهي مش بتحب تخرج كتير ومتفرغة للبيت .
احدي السيدات المتدخلين في الحوار :- هو بجد ف حاجة بين آسر وچيچي بنتك وهيتخطبوا ولا ايه ؟!
توترت مجيدة قليلاً ولكنها ادعت الثبات وهي تجيب كاذبة :- اها ياحبيبتي بس چيچي مش عايزة دلوقتي .
سيدة ما قائلة باستغراب :- ليه كدة دي باين علي چيچي انها بتحبه خالص !!
مجيدة بنفس الثبات :- چيچي بتقول لسة بدري علي الموضوع بدري علي الموضوع دة وانها لسة صغيرة وعايزة تتبسط
بحياتها شوية قبل الجواز والاطفال والكلام دة .
سيدة آخري قائلة بأعجاب :- مممم بصراحة حقها چيچي زي القمر وجسمها دة خسارة يبوظ ف الحمل والاطفال بدري كدة .
مجيدة بغرور :- طبعاً چيچي بتحب تحافظ علي جسمها جداً . ثم ضحكت ضحكة سمجة ليتبعها ضحكات باقي السيدات بتلك الجلسة السخيفة …