مر اسبوع قضاه اسر بالمشفي تحت الرعاية الطبية وحياة لم تتركه لحظة رغم تعبها بسبب حملها الا انه لم تتركه مطلقاً وتهتم به الي ابعد حد وبالرغم ايضاً من كل ماتفعله حياة حياة كان اسر يري ان كل هذا ماهو الا مجرد احساس بالشفقة تجاهه مما يجعله في بعض الاحيان ينفعل عليها وبعد عدة دقائق يعود الي هدوءه وصمته مجدداً وحياة تقدر كل تقلباته المزاجية التي يمر بها بمنتهي الهدوء وتتعامل معه برقة بالغة وحكمة حتي يعود الي هدوء …..
اعترف چوزيف وعدنان بكل اعمالهم وافعالهم الارهابية ويتم التحقيق معهم الان كما ان عدنان اعترف علي مكان چيرمين وبالفعل ذهبت مجموعة من رجال الشرطة الي هذا المكان وتم العثور علي چيرمين ولكنها كانت في حالة صراخ هيستيري بسبب عدم تناولها للمخدر منذ ايام فقررت السيدة مجيدة ادخالها الي احدي المصحات الخاصة بعلاج الادمان حتي تتلقي العلاج …..
خرج اسر من المشفي بعد مرور اسبوع ورفضت حياة ان يساعدها احد بخدمته بالرغم من حملها حاولت حياة ان تؤثر علي قراره بالانفصال ولكنها كلما اتت حتي تخبره بعشقها تشعر ان لسانها ينعقد ولا تستطيع الحديث كما ان طريقة اسر في التعامل معها لا تساعدها علي ذلك ابداً حتي اتي موعد زفاف عبدالرحمن علي شمس وسافر اسر مع حياة الي البلد حتي يحضرا الزفاف رحب بهم الجميع واستقبلوهم استقبالاً حاراً وقبل الزفاف بيوماً واحد كانت حياة تجلس بغرفتها بمنزل عائلتها
واسر معها بعد ان اخبرتهم السيدة حسنية ان غرفة حياة قد تجهزت لهم ولم يستطيع الرفض امامهم بينما حياة رحبت بذلك كثيراً مما اثار استغرابه ولكنه رجح ذلك الي انها تخشي علي مظهرهم امامهم وها هم الان جالسان بغرفتهل وهو يعبث بهاتفه ولكن عقله وقلبه معها بينما هي تجلس علي الفراش وتراقبه بنظرات خلسة ولم تستطيع ان تسيطر علي صمتها اكثر من ذلك فهتفت بنبرة مفاجأة :- انا جعانة .
نظر لها اسر بتفاجئ قائلاً :- دة احنا لسة واكلين من ساعتين لحقتي تجوعي .
حياة بضيق :- انت هتعد عليا اللقمة وبعدين ابنك اللي جعان انا مالي .
اسر بابتسامة جميلة :- مقدرش اعد عليكي كلي براحتك انا هنزل اقولهم يحضرولك اكل حاضر .
حياة بجدية :- لا انا عايزاك انت اللي تعملي اكل .
اسر بتعجب :- انا ازاي يعني !!
حياة بهدوء :- زي الاكل اللي كنت بتعملهولي ف بيتنا .
اسر بهدوء :- بس احنا مش ف بيتنا ياحياة .
حياة بتذمر طفولي :- مليش دعوة انا عايزاك تعملي اكل زي اللي بتعملهولي ف بيتنا .
اسر باستسلام :- حاضر ياحياة هنزل اعملك اكل .
نهض اسر من مكانه وفور ان وصل الي باب الغرفة وجدها تسير خلفه كالطفلة التي تسير خلف والدها اينما ذهب فهتف باستغراب :- رايحة فين ياحياة !!
حياة بوجه طفولي برئ :- هاجي معاك .
اسر مقلداً نبرتها الرقيقة :- هاجي معاك فين .
حياة بابتسامة :- ماانت مش هتعرف تتصرف في المطبخ تحت لوحدك .
اسر بابتسامة :- طيب يلا بينا .
خرج اسر معها من الغرفة وكان المنزل هادئ للغاية فالجميع قد نام فتوجه بها الي الاسفل حيث المطبخ فأرشدته حياة الي الاغراض التي سيستخدمها بالطبخ وبعد مرور بعض الوقت حضر لها اسر الطعام كما طلبت ووضعه امامها فهتفت بفرحة
طفولية :- متشكرة انا جعانة اوي فعلاً .
انقضت علي الطعام تتناوله بنهم شديد وهو يجلس امامها يراقبها بشغف وحب ويتمني لو كان تقابلا في ظروف اخري افضل من تلك حتي يستطيع ان يمضي المتبقي من حياته معها ولكن ليس كل مانتمناه يتحقق انهت حياة طعامعها قائلة :- شبعت
الحمدالله .
ابتسم لها اسر وتناول منها الاطباق متوجهاً نحو المغسلة الخاصة بهم ولكنه فجأة شعر بها تحتضنه من الخلف وتضع رأسها علي صدره قائلة برقة :- متشكرة اوي .
شعر اسر بعضلات جسده تهتز من اقترابها منه بهذا الشكل ابتلع ريقه بصعوبة وهو يحاول ان يسيطر علي نفسه ولكن جسده الخائن لم يوافقه الرآي ولم يشعر بنفسه وهو يلتفت ويعتصرها بين احضانه بشدة ويدفن وجهه بين خصلات شعرها السوداء ويستنشق عبيرها الاخاذ الذي اشتاق اليه ظل محتضنها بقوة حتي رفعت انظارها له بحب واستسلام جعلوا يتناسي قراره
بالانفصال عنها وقرر الاستمتاع بتلك اللحظة التي لن تتكرر بينهم مجدداً وانخفض برأسه ملتهماً شفتيها بشفتيه في قبلة شغوفة مشتاقة للغاية وظل يقبلها حتي شعر بها ترفع ذراعيها وتحيط رقبته بل والادهي انها تبادله التقبيل مما اطاح الجزء المتبقي من عقله واصبحت قبلته اكثر شغفاً واكثر عنفاً ولم ينتبه الي انه يعتصرها بين احضانه بعنف حتي صرخت حياة متألمة فابتعد عنها علي الفور وهو ينظر اليها بصدمة مما حدث بينما حياة هدأت قليلاً وكادت ان تقترب منه حتي تحتضنه وتطمئنه انها بخير ولكنه ابتعد عدة خطوات عنها قائلاً بانفعال :- ابعدي مينفعش مينفعش .
حياة بصدمة وحزن :- ليه مينفعش .
اسر بوجع :- انا كل مابقرب منك بأذيكي من ساعت مادخلت حياتك وانا بأذيكي وبس دمرتك ودمرتلك حياتك كلها صدقيني ياحياة احنا بعدنا احسن .
ثم خرج من المطبخ تاركاً اياها خلفه تنظر له بذهول ووجع فهي تعشقه ولا تريد الابتعاد عنه ستتدمر حقاً اذا ابتعد عنها وتركها
ظلت تبكي لبعض الوقت وهي لاتعرف ماذا تفعل حتي تجعله يتراجع عما ينتويه ثم توجهت الي غرفتها بعد قليل فوجدته نائماً علي الارض كالعادة منذ ان اتي الي البلدة فتوجهت نحوه واستلقت بجانبه بهدوء ووضعت رأسها علي صدره وحاوطته بذراعيه وبعد عدة دقائق غفت بين احضانه كعادتها بينما هو قام بفتح عيناه فور ان شعر بانتظام انفاسها وقد كان يشعر بكل ماتفعله طبع قبلة حنونة علي جبهتها وهتف بحب حزين قائلاً :- بحبك ياحياة .