مرت عدة ايام واسر يعامل حياة باهتمام شديد كعادته ولكن بصمت تام لا يحادثها مطلقاً يعاملها بتهذيب صامت فهو بعد ان تفوهت بتلك الكلمة لم يستطيع ان يفرض نفسه عليها اكثر من ذلك بتلك الفترة حتي لايضايقها اما حياة يؤلمها صمته كثيراً وهي تعلم انه يعاني بشدة في داخله تعلم انها اوجعته بكلمتها ولكنها ايضاً موجوعة منه فهو جعلها ترتعب ذلك اليوم وهو
يصرخ بوجهها فتفوهت بتلك الكلمة بتلقائية شديدة وهي تتذكر تفاصيل من تلك الليلة الحزينة ولكنها الان تشعر بالحزن لصمته هذا حتي انه لم يعد يأتي كل ليلة الي غرفتها ليتحدث مع طفلهما وهي نائمة ولكن بأحدي الايام كانت حياة بغرفتها تحاول ان تنام ولم تستطع وفجأة استمعت الي صوت بالخارج فأدركت ان اسر قد اتي من عمله وشعرت بباب الغرفة ينفتح فأغمضت عيناها علي الفور وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع وهي تشعر بخطواته تقترب منها حتي شعرت به يجلس بجانبها ظل اسر يتأمل ملامح وجهها الرقيق ثم نظر الي بطنها التي تضم طفله وسار بأصابعه عليها يتحسسها برفق وحنان بالغ جعل
القشعريرة تسير بجسد حياة ثم اقترب من بطنها بهدوء وطبع قبلة حنونة عليها وهمس قائلاً بحب :- عمري ماحبيت واحدة زي مامتك وهي بتكرهني مش بتحبني عندي استعداد اضحي بعمري كله عشان بس تسامحني بس هانت اليوم اللي هاخد فيه حقي وحقها جيه وبكرة هنتقم اخيراً .. عارف اني لو مت بكرة ومرجعتش هتعرف هي تربيك وتاخد بالها منك انا عارف انها قوية .. اقولها اني بحبها وبعشقها ومعشقتش غيرها ..
ثم طبع قبلة اخري علي بطنها ونهض متوجهاً خارج غرفته تاركاً حياة خلفه تشعر بالخوف الشديد من حديثه ولا تعلم ما الذي سيحدث غداً بالتحديد ….
******************************************
في منزل جاسم :-
في صباح اليوم التالي استيقظ جاسم وهو يعلم ان اليوم هو موعد العملية لذلك قرر انه لن يذهب الي عمله كنوع من التمويه والاحتياط لانه بالتأكيد هو واسر مراقبان من قبل رجال عابدين وبينما هو جالس بغرفته يفكر في هذا اليوم العصيب وهو يعلم انه سيكون ملئ بالاحداث شعر بكف رقيقة علي كتفه نظر الي صاحبة الكف والتي لم تكن سوي ندي وهتف بخفوت :-
معلش كنت سرحان مخدتش بالي انك دخلتي الاوضة .
جلست ندي بجانبه قائلة بتفحص :- سرحان ف ايه .
جاسم بهدوء :- عادي مش حاجة معينة يعني .
ندي بوضوح :- انت عندك عملية النهاردة .
توتر جاسم قليلاً ولكنه هتف بثبات مصطنع :- عملية ايه مانا قاعد معاكم من الصبح اهو مروحتش ف مكان .
ندي بغيظ ودموع :- جاسم متكدبش عليا انا سمعتك بتتكلم ف الفون مع اسر وبتقوله انك قاعد لحد معاد العملية عشان دة تمويه صح .
اقترب اسر منها سريعاً وحاوط وجهها بكفيه ومسح دموعها بحنو قائلاً :- بتعيطي ليه دلوقتي طب مش دة شغلي ودي طبيعة شغلي وانا موجود دلوقتي معاكي اهو .
ندي ببكاء :- متروحش عشان خاطري .
جاسم بهدوء :- مقدرش مروحش القضية دي شغال عليها بقالي سنين مع اسر واهي قربت تخلص خلاص هانت ياحبيبتي .
ندي بخوف ولهفة :- هموت ياجاسم لو حصلك حاجة وحشة بعد الشر .
جاسم بحنو :- العمر واحد والرب واحد ياحبيبتي ادعيلي بس ارجعلك بالسلامة .
ندي بحب :- هدعيلك ياجاسم ربنا يديم نعمة وجودك بحياتي .
طبع جاسم قبلة حنونة علي جبهتها قائلاً بحب :- ويديمك ملكة علي عرش قلبي يابنوتي .
قضت ندي معه الساعات المتبقية حاول جاسم ان يطمئنها قدر المستطاع وقد هدأت ندي بعض الشئ ولكن لازال احساس الخوف عليه بداخلها حتي ودعها جاسم قائلاً بعشق :- وعد مني ياندي اول ماهرجع ان شاءالله هتجوزك ومش هتطلعي من حضني ابداً ..
ثم رحل تاركاً اياها تحترق خوفاً عليه وتدعو الله ان يعود اليها سالماً ……….
في مبني ادارة امن الدولة :-
وصل اسر وجاسم معاً الي هناك بذات الوقت وتوجهوا الي مكتب اسر منتظران اشارة للتحرك هتف جاسم بتساؤل :- محدش من القوات اللي معانا يعرف احنا رايحين فين صح ؟
اسر بشرود :- ايوة اكيد عشان مفيش معلومات تتسرب .
دلف الي المكتب احدي الضباط هاتفاً :- القوة جاهزة عشان نتحرك ساعتك .
نظر اسر الي بعضهم البعض بمعني ان النهاية قد اقتربت كثيراً ونهض كلاً منهم متوجهان للخارج تحركت القوة بقيادة اسر وجاسم وصلت القوة الي احدي الموانئ بعد عدة ساعات وبدأت القوات في اتخاذ اماكنها قبل الهجوم وبعد ان تم ترتيب كل
شئ انتظر اسر وجاسم في مكان بعيداً عن الاعين حتي يستطيعان مراقبة الوضع وصل عابدين ومعه چوزيف وعدنان الي المينا وبمجرد ان رآي اسر عابدين حتي اشتعلت عيناه بغضب وهو يتذكر خيانة هايدي له ثم هروب عابدين منه بعد ذلك ومافعله بحياة بعد ان رآه تلك المرة الماضية اشتعلت اعين اسر بغضب وكره شديدان وهو يتذكر كل هذا بينما عابدين وصل الي المينا ومعه مسعد ايضاً هتف عابدين قائلاً بتساؤل :- ها يامسعد فين الراجل اللي هيسلمنا البضاعة ؟