حوارهم من بعيد وكأنه طفل طفل صغير منبوذ نبذه العالم وانتظر ان تخبرهم حياة بحملها ولكنها لم تنطق فأغتاظ بداخله من صمتها لذلك هتف بجدية :- ما هي كمان حياة حامل ياجماعة .
نظروا له بصدمة ثم تحولت نظراتهم لها ولاحظوا الحزن البادي علي وجهها ونظراتها فحاول علي تخفيف الامر عليها قائلاً بابتسامة سعيدة :- مبروك ياحياة ياحبيبتي .
علوان بحنو :- مبروك يابتي يتربي ف حضنك ان شاءالله .
باركوا لها وحاولوا ان يخففوا عليها حزنها البادي عليها وبعد قليل دلف الطبيب الي غرفة حياة قائلاً بابتسامة :- حمدالله علي
السلامة يامدام حياة ايه الاخبار دلوقتي .
حياة بخفوت :- الحمدالله احسن .
علوان بجدية :- لو سمحت يادكتور كنا عاوزين نعرف حالة حياة ايه وامتي هتخرج من اهني وتجدر تسافر معانا علي بلدنا .
الطبيب بجدية :- بصراحة ياحاج وضع مدام حياة الصحي لسة مش مستقر للدرجة اللي تسمحلها بالسفر ولسة فايقة من
غيبوبة طويلة دة غير انها محتاجة راحة والاهم ان السفر في بداية الحمل في الوضع الصحي دة في غلط وخطورة كبيرة جداً علي الحمل وممكن لاقدر الله يحصل اجهاض عشان كدة مطلوب من مدام حياة متتحركش خالص وتفضل علي ضهرها مستريحة الفترة اللي ف اول الحمل دي وان شاءالله تقدر تخرج كمان يومين انا كتبتلها علي خروج بعد اذنكم .
ثم رحل الطبيب تاركاً اياهم خلفة يشعرون بالضيق من حديثه وحياة تشعر بالحزن لانها لن تستطيع السفر معهم اما بالنسبة
لاسر كان يشعر بالسعادة الشديدة لنجاح خطته ..
هتف الحاج علوان قائلاً بجدية :- خلاص يابتي انتي ان شاءالله تخرجي من اهني علي بيت اخوكي معانا .
كادت حياة ان تجيبه بالموافقة ولكن صدح صوت اسر في تلك اللحظة وقد تحولت نظراته الي الشراسة وهتف قائلاً بصوت جامد صارم :- مراتي مش هتتحرك بعيد عني خطوة ياحاج علوان لو في حد المفروض يشيلها ويراعيها يبقا جوزها وهتخرج من هنا
علي بيتي ان شاءالله .
صالح بعصبية :- احنا هنطلجوها منك ياچوزها .
اسر ببرود :- لما تبقا يحصل الطلاق نبقا نتكلم وقتها انما طول ما هي علي ذمتي هتفضل معايا وفي بيتي ومتهيألي ان هي دي الاصول ولا ايه ياحاج علوان .
نظروا لها جميعاً بغضب وبداخل كلاً منهم يعلم انه محق بينما حياة نظرت له بشك وهي تشعر بشئ ما غامض في حديث الطبيب وحديثه وقد اكدت لها نظرات اسر الخبيثة التي يشوبها التوتر من اكتشاف امره شعورها هذا نظرت له بغيظ شديد فبادلها هو النظرات بحب اشد وهو يتوعد لها بنظراته العاشقة بأنها ستظل له حتي النهاية ….
******************************************
بعد مرور يومان كان الوضع كالاتي وصل خبر افاقة حياة للعائلة كلها وقد فرحوا لها جميعاً اصبحت اية تتجاهل علي كما يفعل هو والجميع مازالوا يعاملون اسر بجفاء وقسوة والاكثر والدته التي لم تصفي له حتي هذا الوقت بينما اسر لم يهتم سوي بحياة يعاملها بمنتهي الحب والحنان ولكنها تقابل كل هذا بقسوة شديدة لم تكن تظن انها تمتلكها يوماً اما عن عائلتها فقد عادوا جميعاً الي البلد بعد ان اطمئنوا علي وضع حياة ماعدا علي الذي عاد الي عمله مجدداً ويطمئن علي حياة بمنزلها يومياً مع اسر ….
******************************************
في احدي الدول الاجنبية وبالمكان الخاص الذي يضم زعيم العصابة التي يعمل بها عابدين ” الشيطان ” دلف المدعو چوزيف الي هذا المكان ووقف امام الزعيم قائلاً بجدية :- لقد تحركت الشحنة سيدي وفي طريقها الي مصر .
الزعيم بتساؤل :- متي ستصل بالتحديد ؟
چوزيف بجدية :- الباخرة الخاصة بنقل الشحنة ستمر علي عدة بلدان وستصل الي مصر بعد مايقارب الاسبوعان بالضبط سيدي .
الزعيم بهدوء :- حسناً عليك ان تذهب الي مصر خلال تلك الفترة صحيح !!
چوزيف بأذعان :- اعلم سيدي في خلال يومان سأكون بمصر .
الزعيم بخبث :- لا تنسي چوزيف بعد اتمام العملية ماعليك فعله .
چوزيف بخبث مماثل :- لاتقلق سيدي انا اتذكر هذا الامر جيداً .
اومئ له الزعيم وامره بالرحيل وجلس وهو يتخيل ماسيحدث بمصر بعد نجاح تلك العملية ولكن هل سيتحقق أمله وينتصر …….
في منزل اسر :-
مر يومان بعد ان خرجت حياة من المشفي وعادت مع اسر الي منزلهم دلفت الي المنزل ووجدت كل شئ مرتب لامع ونظيف وكأنهم لم يتركاه كل تلك الفترة حتي الغرفة التي حطمها اسر تلك الليلة تغيير بها كل شئ حتي الاثاث كادت ان تصاب بأنهيار عصبي وهي علي وشك تذكر ماحدث ولكن افتعل معها اسر مشادة تافهة وعابرة حتي يخرجها من حالة شرودها بالماضي