مايصيبها بالذهول حقاً هو اعترافه لها بالحب هل يحبها حقاً ام مجرد شعور بالشفقة تجاهها بسبب مافعله بها ولكنها تعترف بشئ هام بداخلها وهو انها ايضاً تحبه بل تعشقه وفور ان استمعت لاعترافة بالحب تجاهها ارادت ان تبكي وان كانا بوضع اخر كانت ستركض الي احضانه بالرغم من كل هذا لاتستطيع مسامحته علي فعلته الشنيعة بحقها شعرت به يفتح باب الغرفة بهدوء فأغمضت عيناها علي الفور هي تخشي ان تتواجد معها بمفردها وهو يعلم انها مستيقظث لذلك ظلت مغمضة عيناها
وتترقب اقتراب خطواته من فراشها بسكون تام حتي شعرت به يجلس علي الفراش ويرمي برأسه في احضانها ويبكي تعجبت حياة من بكائه لماذا يبكي ماذا تذكر مجدداً حتي يبكي ماذا حدث الان لهذا البكاء لماذا يظل صلباً ومتماسكاً امام الجميع ويبكي كالطفل الصغير بأحضانها هي لم تراه يوماً ضعيفاً سوي بأحضانها امامها هي فقط وبقدر ماكان يسعدها هذا الامر من قبل الا انه الان اصبح يضايقها لانها لاتستطيع التهوين عليه ف الوضع سئ بينهن استمعت الي حديثه الذي جعل قلبها يرتعش
فرحاً وحزناً بذات الوقت حيث هتف اسر قائلاً من بين بكائه وهو يدفن وجهه في رقبتها ويطبع عليها قبلات رقيقة ودافئة ارسلت رعشة بجسدها هتف بنبرة باكية سعيدة :- الحمد والشكر لله عارفة ياحياة دلوقتي اتأكدت ان ربنا بيقربنا من بعض اكتر واكتر ومش عاوزنا نبعد عن بعض خالص انا هبقي اب ياحياة اب لاطفال منك انتي ياحبيبتي انتي حامل مني ياحياة هتجبيلي اطفال شبهك اوعدك ياحياة اني هحافظ عليكم بعمري كله ومش هتبعدوا عني ابداً بس انتي اصحي .. اصحي بقا وانا هعوضك عن
كل اللي حصل هخليكي اسعد ست في الدنيا هتغيير للاحسن دايماً عشانك بس انتي سامحيني .
وصل حديثه الي مسامعها وشعرت بالصدمة لما سمعته هل هي حقاً حامل ياالهي بداخل احشائها الان روح لجنين ينمو من صلب اسر شعرت بفرحة غامرة تغمرها وهي تستمع لهذا الخبر فهي كأي فتاة كانت تتمني ان تصبح اماً للعديد من الاطفال ولكن بداخلها شئ يحزنها وهو ان هذا الحمل يعني انه سيظل هناك صلة تجمعهم مدي الحياة حتي بعد انفصالهم شعرت بقلبها يرتعش عند ذكر تلك الكلمة بمخيلتها كيف ستبتعد عنه هل ستستطيع ان تبتعد هي تعشقه ولا تتخيل الابتعاد عنه
مطلقاً ولكن هذا القرار هو الصائب لهم علي اي حال فهي لاتستطيع ان تتعايش مع شبح ماضيه المؤلم كما انها كلما رآته امامها ستتذكر مافعله بها دائما .. افاقت من شرودها عليه وهو يطبع قبلة شغوفة مشتاقة علي شفتيها ويلتهمها التهاماً كانت تلك القبلة مفاجأة لها لذلك شهقت بخضة وفتحت عيناها بسرعة وهي تنظر له بصدمة ورعب من اقترابه المفاجئ منها بهذا الشكل ابتعد اسر عنها علي الفور وهو ينظر لها بذهول وعدم تصديق وهتف قائلاً :- حياة انتي .. انتي فوقتي .
كاد ان يقترب منها حتي يحتضنها ولكنه تراجع بعد ان رآي تلك النظرة المرتعبة بعيناها فهي كانت تنظر له برعب شديد وذهول فهتف قائلاً بخوف شديد عليها وهو يمنع جسده بصعوبة من الاقتراب منها وسحقها بين احضانه :- هنادي الدكتور عشان يجي يشوفك .
واتجه ركضاً الي الخارج حتي ينادي لها الطبيب لكي يقوم بفحصها وبعد ان خرج بدأت الدموع تسيل علي وجنتيها فبمجرد ان
رآته امامها حتي تذكرت كل شئ وكأنها تعيش تلك اللحظات من جديد شعرت به يقتحم الغرفة من جديد ومعه الطبيب الذي اقترب منها وهتف قائلاً بابتسامة بشوشة :- حمدالله ع السلامة يامدام حياة ايه الاخبار .
قام الطبيب بفحصها وهي لازالت تنظر لاسر برعب شديد انهي الطبيب فحصها ثم هتف قائلاً بتساؤل :- مدام حياة حضرتك حاسة بأي آلم ؟
لم تجيبه حياة ايضاً بل ظلت تنظر الي آسر برعب وخوف بينما هو يبادلها النظرات بأخري نادمة مشتاقة حزينة نقل الطبيب نظره بينهم بشك وهتف قائلاً :- مدام حياة هو في اي حاجة مخوفاكي او حاسة بأي آلم ياريت تجاوبيني لاني لازم اتطمن علي كل اجهزتك الحيوية .
ايضاً لم تجيبه حياة وهي لازالت تنظر لاسر فكاد الاخير ان يقترب منها فصرخت حياة برعب :- متقربليش ابعد عني متقربليش .
تيبست قدم اسر بالارض ولم يجروء علي الاقتراب منها وهو ينظر اليها بندم وخوف وحزن بينما هي ظلت تصرخ قائلة :- طعلوا برة مش عايزة اشوفه .. مش عايزة اشوفه .
حاول الطبيب ان يجعلها تهدأ ولكنها لم تفعل لذلك هتف قائلاً بجدية حتي يحاول اقناعها بالهدوء :- مدام حياة حضرتك لازم تهدي عشان الجنين لان غلط عليكي المهدئات في بداية الحمل .