توتر الطبيب بسبب نبرة اسر ورتبته ولكنه حاول ان يقنعه فهتف ببعض التوتر :- ايوة بس ….
قاطعه اسر بحدة :- مبسش انت مش هتعرف مصلحة مراتي اكتر مني .
الطبيب باستسلام :- اللي تشوفه حضرتك .
اسر بلهفة :- هي هتطلع امتي !
الطبيب بجدية :- هي حالياً هتطلع من العمليات وهتدخل علي العناية المركزة .
اومئ له اسر بصمت وبداخله حزن وندم يتأكله بسبي فعلته مع تلك المسكينة فتح باب الغرفة وخرجت حياة وهي علي السرير النقال ووجهها ممتلئ بالكدمات بالاضافة الي معظم الاماكن المربطة بجسدها بسبب الجبيرة الطبية اوقف اسر السرير بيديه ونظر لها بندم .. لهفة .. عشق .. حزن عميق كاد ان يقترب منها ويلمس وجهها فهتف الطبيب بجدية :- لازم تدخل
العناية وتتحط علي الاجهزة دلوقتي حالاً .
تحرك الممرضين بحياة واسر يتابعها بعيناه وهو يشعر بقلبه يتمزق عليها ويخشي ان يفقدها حقاً هو لا يتحمل تلك الفكرة مطلقاً تحرك اسر خلفها فأوقفه الطبيب قائلاً :- الزيارة ممنوع مش هينفع تدخلها .
اسر بشر :- مفيش حاجة عندي اسمها ممنوع لو خايف علي وظيفتك تلاشاني خالص .
ثم تحرك خلفها حتي يلحق بها تاركاً الطبيب ينظر له بذهول قائلاً :- مجنون دة ولا ايه .
وصل اسر الي غرفة العناية وانتظر بالخارج حتي خرج اخر ممرض كان لديها ثم دخل بعده واغلق الباب خلفه باحكام واتجه اليها وجلس علي المقعد الموجود بجانب الفراش قرب كفيه من كفيها واحتضنهم بحنان ونظر لها بأعين باكية تفيض منها الندم وهو يتأملها وهي شاحبة كالاموات لم يشعر بدموعه وهي تسيل علي وجنتيه من مظهرها اقترب بوجهه من كفيها وطبع قبلة دافئة عليهم ثم انفجر بالبكاء وظل يبكي حتي هدأ قليلاً وهتف بندم :- اسف .. اذيتك كتير اوي وانتي استحملتيني وعدتيلي
اكتر وكنتي بتغفريلي كل مرة .. خلتيني احبك لا خلتيني اعشقك واحتوتيني كأني ابنك حسيت معاكي بحاجات عمري ماكنت اتخيل اني احسها مع حد وعمري ماحسيتها قبل مااعرفك .. رفع رأسه ووجهه الغارق في البكاء ونظر لها وهو يلتهم تفاصيل وجهها المتورم اثر لكماته وهتف بحزن عميق :- بس بس انا مقدرتش النعمة اللي ف ايدي بمنتهي الغباء كنت بطلع عليكي عقدتي ومرضي قسيت عليكي كتير وافتريت وانتي متستاهليش كدة ابداً .. صمت لبرهة ثم اخد نفساً عميقاً حتي يلتقط
انفاسه الهاربة اثر البكاء علي حالها وهتف بنبرة اشد ندماً ولا تخلو من عشقه لها :- معرفش ايه اللي حصلي اول ماسمعتك بتكلمي كدة ف الموبايل حسيت بخنقة وقهر وافكار وحشة اوي ياحياة جات ف دماغي فكرتني بحاجات اوحش وابشع وانا بتخيل انك بتحبي حد تاني غيري وممكن تسبيني عشانه نار بقت تنهش ف صدري وسواد عمي علي عيوني وانا بتخيل انك بين ايدين حد غيري ومحستش باللي انا بعمله ياحياة .. نهض سريعاً من مقعده وجلس بجانبها علي الفراش ومال برأسه
قليلاً الي الاسفل حتي اسند جبهته علي جبهتها فهو يعشق تلك الحركة ويعلم انها تعشقها ايضاً وهتف قائلاً بنبرة حنونة نادمة :- سامحيني ياحياة هعيش عمري كله اطلب سماحك ليا رفع رأسه عنها وبأقل من الثانية تحولت نظراته الي شراسة وتنبعث من عيناه نظرات حارقة كفيلة بأحراق العالم اجمع وهتف بنبرة نارية شرسة :- بس لازم اخد حقي وحقك الاول .. حياتي اللي اتدموت دي ولسة بتدمر لازم ادفعم تمنها غالي اوي .. نظر لها وقد رقت نظراته كثيراً وتحولت الي نظرات حنونة
للغاية واقترب منها وطبع قبلة دافئة ورقيقة علي شفتيها خوفاً من ان يؤلمها ثم ابتعد عنها وهتف بحنو وتصميم :- هرجعلك تاني متخافيش مش هسيبك …
ثم نهض من جانبها وترك يديها علي مضض وتحرك باتجاه الباب ورحل تاركاً اياها غائبة عن الوعي لاتدرك شئ مما حولها ولكنه يدرك ان النهاية قد اقتربت ……
******************************************
في منزل چيرمين :-
استيقظت چيرمين علي صوت رنين هاتفها فنظرت الي الهاتف بنصف عين وهي شبه نائمة وفتحت الاتصال قائلة بنعاس :- الو ايوة ياراشد .
راشد بحب مصطنع :- صباح الفل علي عيونك ياچيچي انتي لسة نايمة ولا ايه .
چيرمين وهي تعتدل بنومتها :- لا خلاص صحيت اهو .