اقترب منه طبيب ومعه عدة ممرضين وقاموا بفحصها علي الفور بعد ان وضعت علي السرير النقال فهتف احدي الممرضين :- مفيش نبض يادكتور شكلها خلصانة .
ارتعش اسر لمجرد طرح هذا الامر امامه وكاد ان يسقط ارضاً من فرط خوفه وقلقه وندمه ولكنه تماسك بصعوبة بعد ان وصله
هتاف الدكتور قائلاً بنبرة متعجلة :- اوضة عمليات بسرعة عندها نزيف حاد ولازم يوقف فوراً .
توتر الجو حول اسر اكثر وهو يري تلك الحركة السريعة لانقاذها بينما هي علي الفراش امامه غائبة عن الوعي لاتدري ماذا يدور حولها مغمضة العين مستسلمة لقدرها وكأنها سئمت وارهقت من قسوة الحياة معها فأرادت ان ترتاح اخيراً من كل
مايحدث معها ظل اسر ينظر لها بندم شديد وعيناه تتجمد بها الدموع ونظراته تشع خوفاً من فقدانها لن يسامح نفسه ان فقدها بل كيف سيكمل الحياة بدونها فهي اصبحت كل حياته لايستطيع ان يعيش دون ان ينظر لها او يري ضحكتها ويشعر بحنانها التي تغرقه به شعر بنغزة في قلبه عندما تخيل الحياة بدونها فهي اصبحت حياته اذاً كيف يمكنه العيش من غيرها
ادرك اسر في تلك اللحظة انه يحب حياة بل عاشقاً لها حد النخاع ولا يتمني شئ في تلك اللحظة من الله سوي ان يردها له سالمة ويجعلها تفيق فهو لايتحمل حياته بدونها افاق من شروده علي صوت الطبيب يهتف :- علي العمليات بسرعة مفيش وقت .
تحرك الطبيب ومعه حياة والممرضين واسر بجانبهم لا يبتعد بعينيه عنها وهو يناجي ربه ان يحفظها له كاد ان يدلف معها الي
غرفة العمليات فهتف الطبيب بوجهه قائلاً :- ممنوع يااستاذ .
واغلق الباب بوجهه دون ان ينتظر رده فهو ليس لديه وقت لذلك ظل اسر لبعض الوقت امام باب غرفة العمليات وهو يحاول ان يستوعب ان التي بالداخل زوجته هو وهو من دفعها بفعلته للمجئ الي هنا ثم توجه بعد قليل وجلس علي احدي المقاعد الموجودة بالردهة وهو يتذكر مافعله معها وهي تنظر له بغرابة وصدمة مما يفعله وكأنها غير مستوعبة لما يحدث والان هو
علي وشك ان يفقدها ولكن لا والف لا هو لن يسمح بذلك ليس بعد ان عشقها الي هذا الحد يخسرها بتلك الطريقة هو لن يسمح بخسارتها بالاساس ظل يناجي ربه وهو يدعو الله ان يحفظها له وانه سيبدأ معها من جديد بعيداً عن كل هذا الجو الفاسد من حولهم مرت عدة ساعات واسر يكاد ان يجن ويموت قلقاً عليها امام غرفة العمليات فلا يخرج احد حتي يطمئنه ولو بكلمة وبعد مرور عدة ساعات اخري خرج الطبيب وهو يتصبب عرقاً توجه اسر اليه علي الفور وهو يخشي ان يتحدث فيستمع
الي ما لايرضيه فهتف الطبيب متسائلاً :- حضرتك جوزها صح ؟
اومئ له اسر بصمت وخوف فهتف الطبيب بأسف :- انا اسف جداً مش عارف اقول لحضرتك ايه .
انقض عليه اسر وامسكه من تلابيب ملابسه دون وعي منه وهتف قائلاً بعضب وخوف :- حياة حصلها حاجة .
الطبيب باختناق من قبضة اسر العنيفة :- يااستاذ هتخنق اديني فرصة انطق .
ابتعد عنه اسر فهتف الطبيب وهو يلتقط انفاسه :- المدام وضعها صعب جداً دي حالة اغتصاب وحشي عملتلها نزيف حاد ووقفناه بصعوبة ومتوقع يرجع تاني ووقتها هيكون فيه خطورة دة غير ان في شرخ ف الجمجمة ودي ادت الي غيبوبة مش
معروف هتفوق منها امتي وف كسور ف اكتر من مكان ف الجسم دة غير طبعاً الكدمات اللي وشها الوضع صعب ولو ال 24 ساعة الجاين مروا علي خير يبقا كدة عدينا مرحلة الخطر بس مش هتخرج من العناية لحد ماتفوق من الغيبوبة .
نظر له اسر بصدمة وبلاهة ماذا يقول هذا الرجل نزيف حاد وعن اي اغتصاب يتحدث هل نطق كلمة غيبوبة هل حياة لن تفيق الان وتخرج معه من هنا هو لم يكن بوعيه عندما فعل بها هذا لم يكن يريد ان يحدث هذا بالاساس نظر له الطبيب بشك قائلاً
:- انا مضطر ابلغ البوليس عن الحالة عشان يقدروا يوصلو بسرعة عن اللي عمل كدة .
نظر له اسر بصدمة اكبر هو يعلم انه يستحق العقاب وبشدة ولكن ماذا عن حياة ماذا عن موقفها ووضعها امام الناس كيف سيفعل بها هذا ويجعل الجميع يتحدث عنها حتي لو لم تكن هي المذنبة هو لايهمه الان سوي حيان لهذا يجب الا يصل هذا الامر الي الشرطة اطلاقاً علي الاقل حتي تفيق حياة من غيبوبتها وتقرر هي كيف ستعاقبه نظر الي الطبيب بجدية وثبات
عكس مابداخله :- لا مش هتبلغ .
الطبيب بجدية :- مينفعش يااستاذ انا لازم اخلي مسئوليتي .
اسر بنبرة مخيفة :- انا مش استاذ انا العقيد اسر امن وطني واللي جوة دي مراتي واكيد مش هسمحلك تبلغ عشان سيرتها تبقا علي كل لسان .