– انا مقدر انك عايز تساعدنى بس انا مش محتاج لده
– انت مش فاهم يا يحي أن ممكن اعظائك يستغلو فرصه زى دى وانك لوحدك وياخدو مكانك والشرطه بدل ما أسهمها تقع حتى اسمها هينزل
– مقدر اهتمامك بس انا ادرى بالشركه ومش هقصر
– انت لى محسسنى انك هتتعاقد مع واحد غريب .. يا يحي أنا بعتبرك زى ابنى شركتك وشركتى واحد .. عارف انك عنيد بس انا مينفعش اسيبك
قالت روح – يحي بابا ميقصدش حاجه هو عايز يكون جنبك مش اكتر
قال يحي – انا فاهم ده يا روح وانا مقصدش أنه غريب بس انا لسا واقف على رحلة ومش عاجز
بص لعماد واردف – شكرا لحضرتك بس انا مش محتاج مساعده واوعدك لو احتجتها هقولك
سكت عماد وبص لروح التى كانت فى حيره تنهد وقال – أنا كنت عارف انك مش هتقبل مساعده من حد
– معلش
– إلى تشوفه يا يحي بس انت وعدتنى لو احتجت مساعده أنا موجود لو مكنش عشانى وعشانك فعشان روح
أومأ يحي بتفهم وقف عماد ودعهم واستأذن برحيل كى لا يطول أكثر من هذا وغادر ، بصت روح ليحي مشي تبعته دخلت الاوضه كان بيغير قالت
– ليه يا يحي .. كنت تقبل زى اى تعاقد بتعمله مع شركات تانيه
– لا يا روح مش زى اى تعاقد .. زى ما قولت ده تعاقد لمساعده مش ربح من الطرفين .. وانا مرضاش بده
– بس بابا مش غريب عشان تقول الكلام ده
– ابوكى أنتى يا روح مش انا .. أنا مبعترفش بالعلاقات فى الشغل .. أنا مضايق اصلا انك قولتيله وكأنك بقيتى شيفانى قليل ومحتاج لمساعده وإلى يسندنى
زعلت روح من الى قاله خفضت رأسها وقالت – بس انا مراتك يا يحي .. كنت عايزه اساعدك بأى طريقه .. مساعدتى أنا كمان وقلقى عليك انى بقل منك .. مكنتش اعرف انى هضايقك كده انا أسفه
مشيت وسابته كان يحي هوقفها بس سكت تنهد بضيق ،خرج لقاها قاعده قرب منها وقعد جنبها قال
– عايزه تساعدينى ياروح .. ثقى فيا .. ثقى فى جوزك أنه قادر يرفع شركته بنفسه
– واثقه فيك والله .. لما قلت لبابا مقولتش أنه يساعدك هو بيكلمنى وسيرتك جت بالصدفه .. اسفه عشان اتكلمت بس هو إلى كان عايز يساعدك هو بيعزك معرفش لى شوفت مساعدته أن ضعف وبيقل منك
– لا يا حبيبتى مشفتهاش كده .. أنا كما بعزه وابوكى على عينى وعلى راسي بس شركتى أنا هشيلها بنفسي .. عارف انك قلقانه عليا بس انتى إلى للزمن تقوينى أنا محتاجلك انتى وبس
بصتله بعيون دماعه واومأت له برأسها وهى بتقول – متزعلش منى
ابتسم ابتسامه خفيفه وقال – مقولتلك مبزعلش منك .. ويلا عشان نأمل اصلى راجع جعان عشان اكل مع حبيبتى
ابتسمت وقامو سوا كان يحي رغم حزنه وهمه إلى حاسس بيه بيحاول ميظهروش ليها ويكون طبيعى
فى اليوم التالى كان فى الشركه التى كان جميع موظفينه يعملون بجد يدورن الحسابات ومتابعه كل صغيره وكبيره كما أمرهم يحي ، بصو واتفأجاو لما شافو ساندى داخله بتعاليها وحذائها ذو كعب استغربوا لمجيئها
كان يحي بيشتغل سمع صوت من برا لقى ساندى بتدخل يصلها بشده من وجودها قالت السكرتيره
– انا اسفه يا مستر يحي منعتها بس هى إلى دخلت
بصلها يحي وأشار لها أن تذهب فمشيت السكرتيره قام ببرود وقال – اى إلى جابك تانى
– عايزه اتكلم معاك
– مش فاضى لتفاهتك يلا امشي لحد انهارده وانا بعاملك باحترام مش عايز اوريكى وشي التانى
– ورينى الوش التانى يا يحيى.. أنا جيالك عشان اساعدك وعارف مين إلى وقعلك الاسهم دى
يصلها بدهشه لتقول – ايوه عارفه .. متحسبنيش قليله انت بس الى شايفنى كده
قربت منه ولفت زراعيها حولين رقبته وهى بتقول – عشان كده بقولك انا حبيبتك انت وبس وخايفه على مصلحتك
يصلها ببرود نزل أيدها وقال – مين
– كوثر .. مسبتكش وعايزه توقعلك الشركه
اتصدم يحي من الى سمعه وقال – بتقولى ايه
– زى ما سمعت
دمعت عينه وقال – مستحيل .. انتى كدابه اطلعى برا
– معقول تكون لسا بتحبها .. تعرف انى اتمنيت ربع الحب إلى بتحبهولها .. ما علينا أنا مكدبش عليك وبقولك الحقيقه هي إلى عملت كده .. لى .. مش عارف بصراحه
حس بالحزن معقول تكون هى إلى عملت كده هو كتبها إلى عيزاه.. لا هى لا تأذيه .. تنهد وقال
– تمام عايزه تقولى حاجه تانيه
– مش عايز ترجع شركتك من تانى
– ازاى
– سهله
قربت منه وهى تنظر له بحب وتقول – هرجعهملك بس بشرط … ترجعلك يا يحيى .. وتتجوزنى
اتصدم وقال – انتى اتجننتى اى إلى بتقوليه ده اتجوز مين
– تتجوزنى أنا .. أنا الوحيده إلى بحبك وإلى المفروض تكون ليها سمعت .. أنا إلى خايفه عليك واقف لأى حد عشانك
– شكلك مفهمتيش الى قولتهولك اخر مره .. أنا بحب روح افهمى بقا ومش هطلقها لو على جثتى .. واحده زيك مش هقدر تبعدنى عنها
– خلاص يا بيبى أنا غيرت رأى خليك معاها ومعايا عادى .. أنا مش بخيله شوفت بحبك ازاى .. أنا لما اختفيت بعد فرحنا قولت اسيبك كام يومين تفرح معاها وتزهق منها وبعدين ارجعلك وتكون مش عايزها
مسكها جامد من دراعها وزقها على الحيطه وهو بيقول – انتى عارفه إلى بتتكلمى عنها دى تبقى مراتى يزباله
بصت ليه ومن قربه منه ابتسمت وكأنها لا تتالم ومتخدره من اقترابه – خلينى مراتك أنا كمان .. أنا موافقه مطلقهاش بس اتجوزنى
ولسا هتقرب منه عشان تبوسه دفعها بقرف بعيدا عنه قال – غورى من وشي ازاى قابله على نفسك الى بتعمليه ده
عدلت نفسها وقالت بغرور وثقه – هقبله لو هتكون ليا فى الاخر .. عادى لما ابقى زوجه تانيه مش همنعك عنها بس تكون ليا أنا وبس يا يحي
– وانا مستحيل اتجوز على مراتى
– هتعملها .. اصلك لو رفضت هتخسر كتير اوى
استغرب بصتله ببرود وقالت – من الاخر يا يحي لو متجوزتنيش اوعدك أن أنا ال. هقضى على الأسهم بتعتك دى ومش هترفعها من تانى ولا تقدر ترجعها
بصلها بصدمه قربت منه وقالت – ساعتها ابقا خلى روح تنفعك .. هى اول واحده هتبعيك لما تلاقيك أفلست لأنها مبتحبكش زى ما أنا بحبك .. خلى وفائك ليها ينفعك هتكون خسرت شركتك ومكانتهم على ولا حاجه
بصلها ببرود وقال – أخرجى من هنا
ابتسمت بعدت عنه وقالت – هستنا ردك
مشيت بغرور وثقه بابتسامه شرانيه وانتصار، أما يحي فحلس وضع رأسه بين يديه ويفكر فيه ما قالته .. من اين حلت عليه هذه المصيبه .. أن كل شئ يقف ضده .. كل الابواب تقفل وكأنها تود القضاء عليه .. كان حائر لا يعلم ماذا يفعل
كانت روح فى البيت بتحضر عشا عقبال ما يرجع يحي بصت على الساعه فكان موعد عودته بس ليه اتأخر ، قعظت وهى بتستناه بس مر الوقت وهو مجاش وسالت الأكل بعدما برد ، سمعت صوت عملت أنه أتى راحتله وكان يدخل قالت
– اتاخرت ليه
– معلش الشغل
استغربت من نبرته لقته مشي دخلت الاوضه قالت – هو فيه حاجه يا يحي .. حصل حاجه فى الشغل
– لا أنا بس تعبان شويه
قربت منه بقلق وبصت لوشه وقالت – تعبان مالك فيك حاجه
– انا بخير يا حبيبتى عايز انام بس مش اكتر
سكتت ومردتش فهل تسبب له ازعاج اومأت له وبعدت ليكمل تبديل ملابسه ويجلس على السرير وبينام استغربت لانه بيحب ينام بعديها حين يتأكد من نومها دوما أو تكون هى جانبه، لا تنكر أنها حزنت قليلا لكن لم تبالى أرادت أن تسأله أن كان اكل أن نام جائعا لمن ام تتحدث وفضلت الصمت
بقى يحي يواظب على عمله الى كان واخد كل وقته حتى انه مبقاش يعقد مع روح وكانت دايما شيفاه مشغول حطيت عذر وكانت بتدعمه بس هو اتغير معاها كان قليل الحديث متعرفش ان كان مهموم او مبقاش يحب يتكلم معاها زى الأول كانت
بتروح الجامعه وترجع تستناه بس هو كان بيتأخر وبيرجع بليل وهى لسا صاحيه
لما سمعت صوت راحت شافته رجع يصلها من وجودها وقال- لسا منمتيش
– لا مستنياك
ابتسم ابتسامه خفيفه ومشي ومردش وقفته وهى بتقول – مش هتاكل؟
– لا مش قادر هنام
مشي وهى بصتله فهى لم تأكل من اجله وانتظرته لحين عودته، انه لم يسألها حتى ان اكلت ام لا .. دخلت وهو بيقلع هدومه قربت منه وساعدته بصلها قالت
– الشغل كان عامل اى النهارده
سكتت شويه تنهد وقال – الحمدلله
مكنتش عارفه تتحدد المعنى هل جيد ان سيء لما لا يحدثها عن عمله واموره منذ اخر مره مشيت وسابته مسك ايدها بصتله
– كلتى؟
متوقعتش انه يسالها بس فرحت لانه لسا فاكرها بس معرفتش ترد
– ايه .. مكلتيش يا روح
نفيت برأسها بخرج اضايق وقال – مكلتيش ليه من الصبح .. ولما حالتك ترجع تضعف من تانى
حزنت من تضايقه عليها قالت – استنيتك عشان ناكل سوا
سكت وزال ضيقه فى لحظه بصلها تنهد وقال – لى تعقدى ده كله من غير أكل
مرديتش تنهد وقال – طب يلا
– يلا اى
– مش هناكل
– مش كنت ملكش نفس؟
– اعمل اى اصل فى واحده عنيده عايزه الى يهتم بيها حتى فى أكلها لو محصلش هى مش هتاكل
قالت بحزن – انا بس حبيبت اكل معاك
قرب منها مسك أيدها وقال – وانا كمان
ابتسمت وكلو فعلا بس يحيي مكلش كتير استغربت روح بس معلقتش – هو فيه حاجه يا يحي
بصلها وفاق من شروده قال – لا مفيش كملى اكلك
– رايح فين
– شبعت
وقف ومشي وهو بيفتكر يومه وباصص لروح وحاسس بالضيق هل يجب أن يخبرها فهو يشعر بتأنيب الضمير
بس زاد تأخر يحيي بل تغير معها ايضا كانت تشعر بجفاف ناحيته ولما تسأله يقولها مفيش مبقتش تحب تسأله عن شغله فهو بات يفضل الصمت حاست انن بيخبى عنها حاجه بس بيحاول ميبينش لكن من يظن نفسه .. انها امرأه وتشعر بأقل تغير به .. أن الصغيره ستلاحظها قبل الكبيره
فى يوم نامت على نفسها وهى مستنياه لحد ما يرجع ، جه يحي فى الليل وبصلها وهى تنام على كتابها ابتسم فهى لن تتغير ..حست روح بحد بيشيلها عرفت انه هو انكمشت وهى تحتضنه ابتسم عليها فهى تبدو كطفلته بالفعل، دخل الاوضه
حطها على السرير بصلها وكان يبدو مهموما حزينا قرب منها وطبع قبلها على راسها احمرت وجنتها بخجل ابتعد مسكت ايده بصلها بدهشه
– يحي
– صحيتك معلش عملت صوت
– لا .. بس انت رجعت امتى
– لسا راجع
– كلت ؟
سكتت شويه بصتله فقال – كلت فى الشغل
حست بالحزن فهى انتظرته لتأكل معه – انتى مكلتيش ولا اى
بصتله من سؤاله قالت بلا مبالاه – متشغلش بالك
رجعت لنومتها وهى ترفع الغطاء عليها وحزينه بصلها يحي تنهد ومشي
كانت دوما تتسائل ما سبب تغيره هل هو انشغال بسبب أعماله وهمومه ودعت له ان يفرجها الله عنه ان هو لم يعد يحبها … هذا الشعور وتلك الفكره كانت تقتلها ان يكون حبه قد مات ولم يعد مفعما بالحماس كالسابق فهو تغير كثيرا
كانت فى يوم ماشيه مع نرمين فى الجامعه قالت – نرمين
همم همتت بمعنى نعم فقالت – هسالك سؤال على حسب معرفتك يعنى
– مالك يبنتى اسالى انا خبره
– لو فى حد اتغيير معاكى تفتكرى اى السبب
– حد زى مين .. راجل يعنى
اومأت روح عرفت نرمين انها تقصد زوجها قالت – على حسب انتى حسا ب أى
– معرفشى
– منتى لازمت تعرفى إحساسنا مبيكدبش يا روح … بصى هما الراجله تلت انواع الاول انه يكون مشغول مش قصده، التانى انه مل او مبقاش يحب زى الاول، التالت يبقى شفله شوفه تانيه
– شوفه تانيه ازاى يعنى .. واحده وكده
– اه يا روح مش فاهمه .. يعنى فى واحده فى حياته واكله عقله وخدت مكانتها
سكتت روح فهل يمكن ان يكون يحي الخيار الاخير هل تغيره لان امرأه فى حياته تسرق وقته .. بصتلها نرمين وقالت
– بتسالي ليه .. هو ..
– لا يحيي مش كده
اتبدلت ملامح نرمين وسكتت بصتلها روح باستغراب وهى بتبصلها قالت – فى اى
– بتثقى فيه يا روح؟
– قصدك اى
– بصراحه .. لما بحثت عنه يومها ملقتش اى خبر عن جوزكو او صوره ليكى وانتى معاه
– اه فهمتك .. هو مبيحبش يشهر بحاجه لينا
قالت باستغراب – غريبه
– غريبه ازاى بعنى
– ها .. لا متشغليش بالك
استغربت روح من كلامها الغريب وكملو سيرهم بصمت بس لما رجعت فى بيتها كانت تفتكر كلامها الى بعث لقلبها الشك لكن هى مكنتش عايزه تشك فيه وتزعله منها تانى هى عارفه الظروف الى بيمر بيها بس هل تأخيره يكون فى العمل .. بالطبع اين سيكون إذا ما هذا السؤال ؟ لماذا هى فى حيره ليتها لم تتحدث معها فلقد زادت اضرابها اكثر
بس اهتمامه ليها الى قل من احساسها زعلها رغم انها كانت لتظهر لا مبلاتها بترجع من جامعتها وتعقد تشغل نفسها بمذاكرتها ولم تعد تحدثه
فى يوم رجع وكانت هى لسا صاحيه قاعده بتتفرج على التفزيون
– لسا منمتيش
– اه
قالتها منغير متبصله بس بنبرتها الغريبه قرب منها وقال- اى الى مسهرك
– عادى يعنى مجاليش نوم
بصاله وكملت بسخرية – من امتى وانت بتهتم
استغرب اكتر وقال – يعنى اى
– لا ولا حاجه
قفلت التلفزيون ومشيت تنهد يحي تنهيظه متعبه دخل قال
– مالك يا روح
بصتله وقالت – بتسألنى مالك .. مش شايف انك بقيت تتأخر اوى انا بقيت بشوفك بصدفه
حس بالذنب وزعلها منه قال – الشغل انا اسف
قرب منها وقعد جنبها بصتله روح وكان باين علين التعب رمى برأسه على كتفها ويتشمم عنقها قالت
– مالك يا يحي
– تعبان اوى يا روح .. تعبان من كله
– حصل حاجه .. لى مبقتش تحكيلى عن شغلك ويومك .. معقول من اخر مبقتش تثق فيا لااقول لباب .. انت تفكر انى أخرج كلامنا لبرا
– لا يا روح مش كده .. مش عايز اصدعك شويه تعقيدات كده انشاءالله هتتحل
– والتعقيدات دى متتحكليش .. تمام يا يحي انت حر
بصلها بعدت عنه ونامت وسابته حس بالحزن بيتمنى لو ان يخبرها
كانت كوثر فى القصر الى يعم بالهدوء بعدما اصبح خالى لا يوجد سواها طرقت الباب احد قالت بلهفه – مين
ردت احد الخادمات – الاكل يا ست هانم
سكتت ومردتش واصاب قلبها الخيبه قربت منها الخدامه بريبه وحطتها الاكل
– انتى جايبه الاكل ليه انا هاكل معاهم
– هما مين دول ؟
– يحي و..
سكتت وكأنها افتكرت قالت بتوهات – هو يحي لسا مجاش
– ما يحي بيه مشي من القصر بقاله اربع شهور ياست هانم ومبقاش فى غيرك
– اخرسي
قالتها وهى بتدفع ايدها جامد ووقعت الصنيه بلأكل اتخضت الخادمه ويصتلها بشده – هما فين .. تلاقيهم اتأخرو بس هما راجعين
بصتلها الخادمه بريبه وخوف من حالتها
– اندهيلى يحي انا هقوله انه يغيرك ويجيب غيرك
– يا مدام ..
– بقولك اندهيولى .. ياااا يحي
وقفت وهى بتناديه عليه لتقول بإستغرلب وشرود – مبيردش .. هو مبيتأخرش عليا كده
سكتت فجاه وبعدين ضحكت والتانيه بتبصلها بخوف من ضحكاتها ومشيت علطول – لا حول ولا قوه الا بالله الوليه اتجننت
كانت كوثر فى ضحكها قالت – كلهم كدابين انا مش لوحدى انا سامعه صوتهم … حساهم حوليا بس مش لقياهم .. يا احمد يا يحي يا سلمى … انتو فين مبتردوش عليا ليه
وقعت على الارض وهى بتصرخ وتقول ودموعها تتجمع فى عيناها – سبتونى ليه .. انا اسفه ارجعولى وانا مش هزعلكو تانى ومش هتحكم بحياه حد فيكو .. ارجعلى يا يحي مش هأذيك وأحمد هعوضك بحبى ليك بس ما تسبنيش سلمى أنا مكنش قصدى اكسرك .. جشعه .. أنا جشعه ومستبظه بس اوعدكم هسبلكم الحريه فى حياتكم .. بس ارجعو
الصمت المهين ولا يوجد سوى صوتها لتقول بحزن وصوت هامس منكسر
– يحي احمد سلمى متسبونيش هنا لوحدى … مبتردوش ليه انتو فين
كانت تسمع اصواتهم ترى ذاكرتها وهم فى صغرهم مزاحها مع أحمد ركضها خلف سلمى وضحكتها وهى تداعبها احتضانها ليحي كلمه امى التى تسمعها منه بلهجه لا تسمعها من ابنها الحقيقى .. فطر قلبها على ابنائها لجشعها .. احل لطالما كوثر اعتبرتهم اولادها لكن جهلت تلك الحقيقه أو تجاهلها عمدا لتركز على مبتغاها الذى اخسرها احبائها، ولقد تناثرت ذكرياتها وحاوطتها من جميع الجهات وها هى عالقه بين جدران غرفه تصرخ ندائا عنهم ولا تجد ردا.. أنها وحدها لا يوجد غيرها وذكرياتها التى تبقت لها منذ رحيلهم
عند روح ويحي والذى استمر وضعهم كهذا فى يوم صحيت لقيته نايم جنبها وحضنها استغربت امتى جاء وهل غفوت على نفسها ابتسمت وهى تطالع وجهه واحتضانه لها، مكنتش عايز تقوم بس سمعت صوت اذان الفجر فلم يجدر ان تتكاسل عن صلاتها ، بعدت عنه عشان نيفوقش رغم انها عايزه تصحيه عشان صلاته لكن يبدو متعب، شافت جاكيته مرمى على الكنبه تنهدت خدته وعدلته وجت تحطه استوقفها شيء، لقيت شعره على الجاكت بتاعه مسكتها بتفحص وهى تنظر لشعرها لم يكن مطابقا له انه مصبوغ وقصير ام شعرها فكان ولونه بنى داكن ..بصت ليحي وهو نايم ، فا من اين اتت له هذه ومن صاحبتها؟ … متعرفش لى نار فى قلبها اشتعلت وحست ان عينها بتدمع وافتكرت كلام نرمين … ماذا تخبىء يا يحي
فى اليوم التالى صحى يحي ملقاش روح جنبه اتعدل لقاها بتلف حجابها بصتله فى المراه قالت – كويس انك صحيت يلا عشان تفطر
مشيت بصلها اتعدل بص على الساعه وقام عشان يغسل وشه
على السفره كانو بياكلو فى هدوء انتهى يحي قبلها
– انت مككملتش اكلك
ابتسم ابتسامه خفيفه قرب منها وقبلها – تسلم ايدك شبعت
احمرت وجنتها ولم تقدر على مجادلته ابتسم ومشي وهى احست ان بقلبته هذا رأت حبه من جديد ونسيت حزنه من تجاهله السابق
كان ماشي على شغله وكانت يومها إجازتها ولا يوجد لديها دراسه قالت – هتمشي
– اه انتى مش راحه الجامعه
أصاب قلبها الحزن والخيبه وقالت – جامعه !! مش عارف ان انهارده مفيش
لم يلاحظ ذلك بصلها وهى زعلانه قال – معلش يا روح أنا الايام بتدخل فى بعضها
– لا يا يحي انت إلى مبقتش فاكرنى حتى
اتفاجأ من إلى قالته ليه مشيت وسابته ، قعدت روح قدام التلفزيون بصلها يحي قرب منها وقعد جنبها وهو بيحضنها بمرح وبيدفن وجهه فى عنقها بصتله بشده قالت- يحي فى اى
ابتسم رفع وشه مقابل وشها وقال- لازم يكون فى سبب انى احضنك ولا اى .. طيب وحشتينى
اتكسفت بس افتكرت تجاهله قالت – ده من امتى
– كل يوم كل ساعه وكل دقيقه بتوحشينى
حزنت وفى نفس الوقت سعدت وهى ترى حبه عاد إليها بصتله ولاحظت أنه غير هدومه قالت- انت مش كنت خارج
– لا هعقد معاكى .. عيزانى اخرج ولا اى
قالها باستغراب فبادلته العناق سريعا وهى تنفى وبتقول – لا خليك
ابتسم عليها وضمها أكثر إليه وقال – متجيبى حاجه نتفرج عليها بدل الكرتون ده
– ده فيلم على فكره بقا
– بجد .. فيلم مكنتش اعرف ، النوع اى مش كرتون
– بس فيلم
قرب منها وقال بعند – بس كرتون
ابتسمت عليه وجلست معه وهى قريبه منه تميل على صدره وهو يضمها كانت تشعر بالسعاده من قربه، إلى أن قاطع جلستهم صوت رنين هاتف وكان بتاع يحي إلى لما بص فيه اتبدلت ملامحه وبص لروح بصتله وبصت على تلفونه قفله ولم يهتم وعاد لضمها ، بصتله روح أنه مردش لقت التلفون بيرن تانى قالت
– مبتردش ليه ممكن فيه حاجه
– مش مهم مش عايز حد يزعجنا
فرحت من الى قاله بس لا تعلم لما لا تشعر بالراحه وهى سامعه رنينه إلى أن صمت وعم الهدوء، بصلها يحي قال
– متعمللنا كوبيتين قهوه ونعقد فى البلكونه شويه
اومأت له وقالت بمرح – فكره
ابتسم عليها وقفت وراحت بص يحي لتلفونه تنهد وقف ومشي
افتكرت روح أنها مسألتوش تحطله كم معلقه هل كعادته ام يريد التغيير راحت عشان تسأله ملقتوش استغربت سمعت صوت مشيت وكان فى البلكونه ابتسمت راحتله عشان تكلمه بس لقته بيتكلم فى التلفون
– بتتصلى ليه فى حاجه
استغربت جدا قربت منه لتجده يقول
– اجيلك ازاى .. انا لسا سايبك امبارح
يتبع….
قربت منه عشان تسمع لقته بيقول – اجيلك ازاى انا لسا سايبك امبارح .. مش هعرف اجى انهارده مش هتفرق من يوم .. هشوف اقفلى
اتصدمت ودمعت عينها من ما سمعته مشيت قبل أن يراها، سمع يحي صوت لف ملقاش حد تسائل أن كانت روح واقفه هنا .. تنهد ومشي راح الاوضه وغير لبسه
– رايح فين
قالتها روح بتساءل بصلها وقال – محتاجينى فى الشغل ولازم اروحلهم
عرف انها زعلت قرب منها وقال – معلش يا حبيبتى هعوضهالك
لم ترد عليه وبعدما انتهى وذهب واصبحت وحدها سالت دمعه من عينها وهى تتذكر ما قاله
– مين دى إلى كنت بتتكلم معاها يا يحي .. مين إلى لسا سيبها امبارح وعيزاك تروحلها تانى
كانت تتالم حائره تضع له أن ممكن بالفعل مكالمه لشغله بس ازاى .. وإلى سمعته ده يبقا اى .. معقول يحي يكون بيخونها
كانت مخنوقه قررت انها تخرج لبست وكلمت نرمين وأنهم يخرجو ووافقت وقعدو فى كافيه
– اخيرا قررتى تخرجى أنا قولت البت متوحده
مرديتش روح استغربت نرمين من شكلها والحزن ده قالت- مالك يا روح
– ماليش
– ده انتى صوتك باين عليه انك هتعيطى
دمعت عين روح فهى لا تستطيع أن تتحكم فى مشاعرها اخذت نفسا عميقا تخفف من حراره عيناها قالت نرمين – قولى يابنتى فى اى
– مضايقه اوى حسا انى مخنوقه
– من أى
– فاكره لما سألتك لو حد اتغير معاكى اى السبب
– اه
– حاسه انك كان معاكى حق .. حسا انى عرفت السبب انهارده وحاسه انى بظلمه من شكى فيه تانى .. مش عارفه اعمل اى
– جوزك مش كده .. يحي ؟
بصت لها روح بشده قالت – اه
– وانتى حاسه با أى يا روح
استغربت ومكنتش فاهمه نبرته صديقتها إلى تنهدت وقالت
– مكنتش عايزه اقولك بس انا .. مره شوفت يحي كنت مع اخويا فى مشوار لقته خارج من مطعم بس مكنش لوحده
استغربت روح جدا وقالت – كان مع مين
– واحده كده مقصدش حاجه بس كانت باينه أنها مهمه وكده .. قولت ممكن تكون قريبه أو واحده أنتى تعرفيها أو شغل عشان رجال الأعمال شغلهم متوسع يعنى وكده .. بس حالى فضول ابحث عنها ولقيت أنها ‘ساندى بدر ‘
اتصدمت روح لنا سمعت الاسم وقالت – ساندى؟
– اه كان فى مشروع جواز مبينهم قبل كده صح .. ده إلى استغربته من وجودهم مع بعض وخروجهم من مطعم
دمعت عينها وهى مش مصدقه إلى بتسمعه هل تقول ساندى .. الم يخبرها من قبل أنه لا يهتم بها .. هل معقول أنه له علاقه بساندى ويخدعها .. هل يخونها .. الشك يبدأ فى الدخول لقلبها من جديد .. بل نار تحرقها قالت – ومقولتليش ليه يومها
– مكنتش عايزه اسببلكو مشاكل ممكن أنا فاهمه غلط ولما سألتك قولتى انك بتثقى فيه .. مقصدتش حاجه والله بردو شوفتهم مع بعض مش معناها أن فيها حاجه .. اسأليه وهو لو مفيش حاجه هيقولك
كانت روح حزينه قلبها بيوجعها سمعت صوت من تلفونها بصت وكانت رساله فتحتها ” تعالى على الشركه لو عايزه جواب لأسالتك “بصت نرمين لروح إلى ملامحها اتبدلت قالت – في ايه .. بيكلمك
خدت التلفون وشافت الرساله بصت لروح وقالت – هتروحى
– اه
قالتها بجمود وهى تأخذ حقيبتها قالت نرمين – ممكن يكون إلى باعتها قصدو يوقعكو مبين بعض .. حسا الرساله فيك اصلا
– فيك أو لا .. ده ميمنعش انى مروحش .. لو مفيش حاجه غلط فأنا هشوف ده بنفسي
فى الشركه كان يحي فى مكتبه قال بضيق- انا مش قولتلك متجيش هنا غير أما تكون حاجه تخص الشغل
ابتسمت وقالت – ما أنا جيالك فى الشغل يا يحي
– شغل اى شايفك جايه لوحدك يعنى هو اتقلب مواعيد خاصه ولا أيه
– وماله يا بيبى نقلبه مواعيد
قال بحده – اتكلمى عدل عشان معدلكيش أنا .. ولو اتصلتى عليا تانى او شوفتك هنا الشغل إلى بيجمعنى بيكى هيتفض ويبقا احسن اوى
وقفت وقربت منه وهى بتقول – بس الى بيجمعنى بيك اكبر من كده يا يحي
بصله وهى تمد يدها على رقبتها وبتقرب منه وبتقول- يحي انا عيزاك افهم بقا
بصلها ولسا هتقرب عليه دفعها بعيد عنه وقال
– انتى زباله يابت مبتزهقيش هو بالعفابه بتعرضى نفسك عليا وخلاص
– لا يبيبى العرض هو الى هيبتدى
استغرب لقاها بتنعكش شعرها ونزلت حملات فستانها وبوظت الروج بتعها استغرب ماذا تحاول ان تفعل … مستحيل هل ..
بص على الباب سمع صوت هل ما يفكر به صحيح وفى بند لحظه كانت ساندى رأت انشغاله امسكت بوجهه ولاصقت شافتاهم اتصدم ودفعها بعيدا عنه لكن …. صدمته الكبيره حين رأى روح واقفه عند الباب وعينها مدمعه وبصاله اتصدم من
وجودها هل بص لساندى فهل معقول أنها رأت ما حدث قالت ساندى
– مش تخبطى اى دا هو انتى
قال يحي بغضب – اسكتى انتى ، روح انتى فاهمه غلط ..
قالتها وهى تضع اصبعها على فمه – ششش
بصلها وكانت تنظر لشفتاه وروج ساندى التى تعمدت طبعاته عليه- لى يا يحى .. عملتلك اى
حزن كثيرا من نبرتها قال – والله مش زى ما انتى فاهمه هى إلى ..
قاطعته ساندى وهى بتقول – متصدقهوش .. هيضحك عليكى بلأسطوانه الخربانه وانتى يا حرام هبله وبتصدقيه .. مفيش واحده بتضرب راجل على أيده عشان يكون معاها واديكى شوفتى بنفسك
بصتلها روح ولاحظت شكلها المبهدل وملابسها بصت ليحي واتجمعت الدموع فى عينها الدموع وهو ينفى بعيناه يقسم لها بحبه أنه لم يخونها
– متزعليش يا روح .. ولا اقولك مدام اصلى بنسي انك مراته بسببه لانه مبيحتجالكيش وبيحتاج لغيرك .. وانتى الأولى الصراحه
قال يحي بغضب – اطلعى برا مش عايز اشوف وشك تانى
– لسا هتمثل عليها الزوج الصالح الى مش لايق عليك .. خلاص يا يحي شفتنا متخبيش هى لازم ترضى بلأمر الواقع
– بس اخرسي
– مش هخرس عايزه تعرفى كان بيكون فين لما يتأخر عليكى . كان بيكون معايا ياروح .. بنقضى وقت مع بعض ويرجعلك وهو تعبان .. معلش اصل بيبذل مجهود وانتى يحرام تحسبيه مهموم بسبب الشغل، لا هو عقله وقلبه معايا أنا .. بصى عليه كده معنى أن روج واحده طبع على الراجل ده معناه أنه بقا ملكها .. وفهمت قبل كده يا روح يحي هيكون ليا ومش لحد غيرى
بصت روح لساندى بهدوء شديد ثم نظرت ليحي ببرود قربت منه
– روح متصدقهاش دى كدابه أنا ..
واصمته روح حين حين امسكت وجهه وشبت قليلا وقبلته من شفتاه اتصدم يحي وبصلها بشده وهى تقبله وساندى اتسعت عيناها لفرط الصدمه من الى عملته واشتعلت عيناها غضبا
مكنش يحي فاهم حاجه هل هكذا تصدقه أم لا لكن مسك وشها وتعمق فى قبلته بحب وشغف يثبت لها حبه يريدها أن تعلم أنه لا يمكن أن يقبل امراه غيرها .. أنها من تسكن قلبه، بعدت عنه تدريجيا وهى تأخذ أنفاسها المختلطه بأنفاسه وعيناهم تثقب الآخر ، لفت روح ببرود وبصت لساندى التى تطالعها بغضب شديد
– سهل تفرضى نفسك على راجل وتطبعى الروج عليه بردو .. هو يبقا ملكك بس لما الروج ده يثبت لرغبته هو ويبادلك
حط اصبعها على شفايفها ابتسمت ساخره وقالت – بيتهيألى فهمتى قصدى .. ولا احطلك عذر لانك مجربتيش الاحساس ده .. اصل يحي مبادلهوش لواحده غيرى
بصت لها بحنق وقالت – شكلك نسيتى الكلام الى قولتهولك .. واثقه فيه وهو كان بيغيب عنك بالسعات ويكون مع نايم مع غيرك
قال يحي بغضب – متكستى بقا يزباله اى الرخص .. مش متخيل انك عشان توقعيها عليا بتعمليها على حساب شرفك .. ده لو عندك اصلا .. انتى ايه ما عندكيش دم
– اعمل اى حاجه يا يحي .. سمعتنى هعمل اى حاجه وانك تكون معايا
ابتسمت روح وقالت – معلش يا ساندى .. أنا مسامحه حتى لو يحي قضالو كان يومين معاكى … اصل لاقاكى رخيصه وسهله فقال يتسلى .. بس ياترى مين إلى فقلبه . هى واحده
غضبت ساندى جدا وقالت – انا رخيصه
– بصى لنفسي وانتى تعرفى
ابتسمت وعدلت نفسها بصت ليحي وقالت – واضح انها بتثقى فيه اوى يا روح .. انتى مخدوعه فيه جدا بس ليكى حق يحي
ممثل بارع وبكره تندمى ندم عمرك .. وبكره هيكون قريب اوى .. بس بقواك اى صحيح بصى كده على رقبت يحي
استغربت ويحي ارتبك من ثقتها فبتأكيد عملت حاجه لتقول هذا اتقدمت روح منه بصتله وهو كان بيقولها بعينه انها متصدقش بس هى بعدت عينها ببرود وبصت على رقبته لقت فى روج عليها وعلى قميصه دمعت عينها بصتله بشده
– اى ده يا يحي
قالت ساندى بسخرية – لسا شايفانى فرضت نفسي عليه .. وإلى. على رقبته اى ده .. عارفه بيكون اسمها ايه .. علامات ملكيه .. عايزه تعرفى ليه بيعمل كده .. لأنه مش مكتفى بيكى .. قولتلك يحي بيخونك ومركبلك وش الملاك طول فتره تغييره دى كان بيبقى عندى أنا
بصلها يحي بصدمه وقال – اخرسي بقا يزباله عندك مين انتى هتصدقى نفسك
– اى يا يحي هتنكر .. لو مكنش بيخونك كان ليه يخبى عليكى ظهورى فى حياته وانى بشتغل معاه ده لو مفيش غلط .. بس هو عارف غلطه … اقولك ليه عشان بيخونك معايا .. أنا الى اناسب يحي مش انتى … سبيه قبل اما هو يسيبك
كان يحي هتتكلم لفتلها روح وراحت عندها وهى فى حاله هدوء بس بعز ما فيها ضربتها بالقلم على وشها اتصدمت ساندى من الى عملته وهذا المف الذى لا يصدق يحي كيف أتت روح بفعل ما أراد فعله
– شايفه القلم ده علم على وشك ازاى
مسكت ايدها ورفعت وهى بكمب – زى الحركه الغبيه بتعتك
وكانت ساندى فى ايدها علامه روج اتصدم وعرف يحي أنه الروح وصله على رقبته ازاى قالت روح بسخرية – لو لسا عندك كرامه امشي عشان مقلش منك اكتر من كده .. يحي بيحبنى والدليل انه معايا انا .. انتى بقا الزباله الى بتلفى حواليه
بصتلها ساندى بحنق وتوعد وقالت – هتندمى يا روح
بصت ليحي الى كان قرفان منها لفيت ومشيت وهى بتعمل نفسها وكرامتها المبعثره بل لن يعد لديها كرامه البتا ، بص يحي لروح قرب منها وقال- روح ..
– متقربش يا يحي
استغرب من نبرته وعينها المدمعه بصتله بحزن وقالت – مش قادره اشوفك واكون قريبه منك وانت فيك ريحت واحده غيرى
بصلها بشده وزعل من الى قالته قال – انتى مصدقاها يا روح .. مصدقا كلام الزباله دى وانى ممكن اقربلها
قالت بغضب شديد – ومصدقهاش ليه انت فعلا فى الفتره الاخيره مشغول واتغيرت كنت اما اسالك مالك تخبى .. هى دى الى بتخبى عليى بسببها هو ده شغلك
– معقول صدقتيها بالسهوله دى
قالت بسخرية – بسهوله دى اه .. أنا سمعاك بودنى بتقولها انك كنت معاها امبارح ومش هتعرف تجيلها ومش هيفرق من يوم .. أنا سمعت من نرمين انها شفتكو مره بعض سمعتنى بعد ده كله تقولى بالسهوله دى .. هتقولى بشك فيك . من حقى بعد ده كله من حقى الشك من كلامها وافعالك وكل حاجه بتحصل بتثبت انك .. انك كنت بتخونى يا يحي
سكت يحي وحس بالحزن الشديد قال – بخونك !! انا طول تأخيرى بكون فى الشركه يا روح .. أنا غلطتى الوحيده انى خبيت عنك موضوعها والشغل إلى مبينا
استغربت جدا وقالت – شغل
– ايوه يا روح شغل .. جمعنى معاها شغل بسبب شركه ابوها وشركات تانيه بس هى مسكت الشغل بداله .. انا محبتش اقولك عشان مضايقيش .. بس انا بتعاملش معاها ولا زفت ودى اول مره تجيلى فيها الشركه .. مقابلاتنا بتكون مع الباقى فى نطاق العمل وهى كانت عند حدودها عشان حذرتها لو اتمادت او جتلى هنا هفض الشغل خالص .. معرفش اى إلى رجعها تتصرف كده ممكن بسببك وهى كانت ممخططا لده كله .. والله يا روح ده الى حصل
– واما هو مجرد شغل مقولتليش ليه .. لو كان شغل بجد مكنتش خبيت عليا .. يخساره يا يحي أنا وثقت فيه
قال اخر جمله بحزن وخذل وهى بتمشي وتسيبه مسك أيدها وهو بينمعها ويقول
– والله كدابه هفهمك بس استنى
– ابعد يا يحي .. عايزه امشي
– مش قبل أما تسمعينى مش هتمشيى زعلانه .. حقك عليا بس والله ما غلطت فيكى ولو لمره واحده أنا طول الفتره دى كان ضغط .. ضغط شغل ومكنتش اقصد انى اتغير معاكى أو احسيك بكده بس الدنيا مقفله معايا وبحاول ارجع كل حاجه زى ما كانت .. كل الى بيجمعنى بيها شغل ومتخطش حدود اكتر من كده .. صدقينى وإلا مكنتش كملت
فلتت أيدها بغضب وقالت – ولى متقوليش … بسببك الزباله دى هتوقع مبينا بعتتلى رساله انها معاك .. ليه تخبى .. ليه
– رساله!!
خرجت روح تلفونها ورتلو الرساله غضب يحي جدا لانها كانت قاصده تيجى وتخليى روح وراها وتشوفها وما فعلته لدقنعا فى الوقت التى ستأتى فيه لتراهم
– وصدقتيها؟
سكتت ومردش ليكرر يحي – صدقتيها يا روح
– من غبائى لا .. مصدقتهاش … مصدقتهاش بس الشك قتلنى ومفيش مشاكل لو جيت وشوفتك ده لو مفيش غلط، ويارتنى ما جيت حرقت دمى وده كله بسببك
– بسببى
– اه بسببك انت اتغيرت معايا .. لو قل حبك ليا قولى وانا امشي بس متجرحنيش فى كرامتى
شعر بوخزه ايسر صدره قال – معقوله الموضوع عندك بالبساطة دى وعايزه تبعدى عنى
بصت له بحزن وانكسار بعدت عنه ومشيت وهو تابعها وهى تبتعد بحزن لكن لم يتكلم فيشعر أنه جرحها بالفعل
رجع فى المساء متأخرش عشان كان عايز يعقد معاها وأنها اكيد هديت، مشيى شافها قاعده وباين عليها الضيق لما شافته قرب منها وقعد جنبها قال- لسا زعلانه منى .. أنا آسف مش هخبى حاجه عنك تانى
– اى خايف لتتكشف زى إلى حصل
بصلها ببرود وقال – لا هو مفيش حاجه عشان اتكشف عليها .. انتى بس ثبتى الخيانه فى عقلك
– خلاص بقيت أنا الوحشه وجاى تزعقلى وانا محروق دمى خلقه من الزباله إلى كانت معاك وإلى شوفته .. أنا مستحمله ومش عارفه مستحمله ازاى وقاعده معاك لحد دلوقتى
– عشان واثقه انى مخونتكيش يا روح .. انا بحبك انتى وحبى ليكى مقلش ولو للحظه ..ساندى جتلى الشركه فى يوم هدتنى انى اتجوزها وإلا هتوقع الاسهم ومش هعرف ارجعهم لما لقتنى مش ههتهم هددتنى بيكى وانك ممكن تسبينى
قالت بصدمه – وصدقتها
– اكيد لا انا كنت عارف انها بوق على ما فيش حتى لو كانت عملتها مش فارق معايا حاجه بس انا معلش حاجه زى عندى اموت ولا انى اتجوز عليكى واكون مع واحده غيرك
دمعت عينها بحزن وامتغض وجهها ليكمل طول ما كنت بشتغل بفتكرك انتى انا متغيرتش انا زى ما انا بس الشغل انتى عارفه والله ما فى ايدى لو كنت خبيت عنك موضوعها عشان متضيقيش والله .. والله ده إلى جه فى دماغى انك عمرك مهتكونى مستريحه وفى شغل ما بينا ودماغك هتودى وتجيب ويحصل مشاكل فحبيت امنعها بس كنت هقولك
– والمشاكل اهيه حصلت
قرب منها وقال بحنان – متزعليش منى انا عارف انى غلطان .. هفض ام الشغل الى مبينى ومبينها بس تكونى مرتاحه
بصتله مسح دموعها وقال – متخليش واحده زى دى تلعب بعقلك انا مبحبش قدك ولا عايز واحده غيرك
– ولما انت لسا بتحبنى لى مبتقربليش
بصلها بعدم فهم لتكمل – شغلت نفسك عنى الفتره إلى فاتت حتى مكنتش بشوفك يا يحي حسيت فعلا زى ما هى قالت انك مبقتش عايزنى .. انك ممكن رغبتك تميل لغيرى
– اى إلى انتى بتقوليه ده لا طبعا
– ولى مبتقربليش لما هو مش كده لى عايشين زى الاخوات
استغرب جدا لقتها بتكمل – مبقتش تميل ليا مش كده .. أنا عايزه علاقتنا تاخد شكلها الحقيقى يا يحي أنا موافقه انت بتشوفنى مراتك مش كده .. فا اى إلى يمنعك متقربليش
اتصدم من إلى بتقوله فهو لم يتوقعه البتا أن تقول له هذا قال – انتى عارفه إلى بتطلبيه يا روح .. كلام ساندى قصر عليكى صح .. متسمعلهاش هى حبيت تضايقك
– فين إلى بطلبه من انى عايزه نعيش مع بعض زى اى اتنين .. ولا انت إلى مش عاوز زى ما هى قالت
– شكلك نسيتى أننا كده عشانك .. متستعجليش هستناكى والله بس لما تكونى جاهزه انتى دلوقتى بدرى عليكى ..والله انا كل إلى يهمنى راحتك انتى وبس ولا الف واحده يفرقو معايا غيرك .. بس انا مش شايف انى لو عملت كده هيكون راحه ليكى خصوصا وانا حاسس انك لسا بتخافى منى .. متتسرعيش عايزك تعرفى انى بحبك انتى وملكك انتى وبس
– عايزنى ولا لا يا يحي
تفجأ من ما قالته وسؤالها نظر إلى عيناها وقال – مش عايز غيرك .. لو ده إلى انتى عايزاه هنفذهولك بس مكنش بضغط عليكى .. نفسى تكونى ليا بس مش على حسابك يا روح
حضنته استغرب جدا بصلها لتهمس له
– جالك ردى
ابتسم ابتسامه خفيفه وضمها إليه ولا يعلم أن كان ما يقدم على فعله خطأ ام صحيح .. لكن سعادته لا توصف يشعر أنه انانى لأنها صغيره وتقول هذا بدافع الغيره، لكنه تمنى أن يملكها ويريها حبه وها هو يتحقق هل صبره الى هنا سينتهى ولن تخاف وما فعله ثمره بها وباتت تستأمنه
– هتاكل ولا كلت برا زى عادتك
قالتها روح بتذمر فنفى برأسه وقال – هاكل ميبقاش قلبك اسود
ابتسمت وفعلا كلو سوا وكان يحي بيعملها بحنان وحب وحست بالسعاده انها ظلمته .. تتمنى أن تظلمه ويخيب ظنها السوء بحبه
قعدو فى البلكونه على كنبه ويستنشقون هواء وكانت روح قريبه من يحي قالت- لى بتحب تعقد فى الأماكن الواسعه يا يحي
– بيكون فيها هوا .. لما تحسي بالخنقه روحى لأقرب مكان ليكى يكون فاضي وخلا هتحسي براحه كبيره
– امم مجربتش الشعور ده
– ومش عايزك تجربيه
قالها بحنان وهو يضمها لصدره ابتسمت بخجل يصلها لحمره وجنتيها احس بالضعف قال – مش هنام
اومأت له ايجابا جت تقوم لقت يحي بيشيلها اتصدمت وبصتله بشده خدها ودخل بيها، قفل الباب وبصلها اتوترت روح تقدم بيها وحطها على السرير وهو مايل عليها بصتله وهو بص لشفايفها قرب منها بس روح حطت صبعها على شفتاه بتمنعه يصلها بإستغراب فقالت
– مش دلوقتى
– امتى؟
– بكره اكون جاهزه
مكنش عارف حتى بكره هتكون جاهزه لده ولا ومش عارف يمنعها لانه ميقدرش ينكر أنه عاوزها ، اومأ لها بابتسامه وقال
– إلى انتى عايزاه
بادلته الابتسامه لينام بجانبها
فى اليوم التالى كانت روح واقفه قدام الدولاب ووجنتها حمرا سمعت صوت فقفلت الدولاب بصلها يحي ابتسم قرب منها وقال
– وشك احمر كده
– ها لا مفيش .. انت مش رايح الشركه
– مش عارف اروح ولا لا بفكر اليوم كله أعقد معاكى عشان متغيريش رأيك ولا حاجه
اتوترت اكتر قرب منها يحي وقال – انتى عايزه ده يا روح
بصله شويه ولم تتحدث ثم اومأت برأسها بخجل قالت
– روح شغلك بس متتأخرش بليل
– ولا أنى مش شايف داعى لمرواحى بس حاضر
ابتسمت ابتسامه خفيفه لانه استمع لها وفعلا لبس عشان يروح الشركه قرب منها وقال بحب- انا ماشي مش هتأخر
اومأت له قرب منها وهمس فى أذنها وهو بيقول – الاسود هيكون عليكى جامد
مفهمتش قصده لتتسع قدحتا عيناها من شده الصدمه وبصتله بشده من ابتسامته مشي وهو يريد الضحك من شكلها وتلك الصدمه
كانت ساندى فى عربيتها وفى شده غضبها- ماشي يا روح لو فاكره انى هسبهولك يبقا بتحلمى .. تخليه يلغى الشغل إلى بيجمعنى بيه .. فاكره نفسك مين .. هو بيحبك بجد ولا اى .. لا يحي مبيحبش غيرى
خدت تلفونها وعملت مكالمه – عملت اى
– كله تمام
– النهارده بقا
– النهارده مش انتى قولتى يومين تلاته
– لا مش انت خلصت خلاص اضرب على الحديده وهو سخن
– خلصانه تحت امرك
قفلت معاها واترسمت ابتسامه ساخره – اما نجيب اخرك
خدت روح قميص نوم اسود وكان مكسوفه جدا ومش عارفه هى هتعمل اى معقول ترمى نفسها فى جحيم هل هى صدقها بحبها له، هل زال خوفها .. كل هذا يدور برأسها لكن تتجاهله هى تشعر بنبضات قلبها التى تتدفعها لذلك
لبسته وسرحت شعرها سمعت صوت جرس راحت وهى بنحسب يحي بس افتكرت أنه معاه المفتاح ويقدر يدخل راحت لبست حاجه وفتحت الباب بس استغربت لما ملقتش حد جت تدخل لقيت حاجه فى الأرض وكان ظرف بصت حوليها خدته ودخلت
استغربت ظرف ايه وهل خاص بيحي قررت تستناه لما ييجي وتسأله بصت لنفسها فى المرأة وذلك القميص التى ترتديه سيبت شعرها وحطت بعضا من المساحيق وعطرها الرقيق فكانت جميله سمعت صوت من تلفونها مسكته ولقتها رساله من ساندى وهى بتقول ” عجبتك الهديه يا روح ” استغربت وبعتتلها” هديه اى “ردت عليها فى نفس اللحظه” واضح أنك مفتحتيش الظرف ، هو ليكى فى حاجه هتعجبك اوى ”
استغربت جدا بصت على الظرف خدته وفتحته وكان فيه صور خرجته واتصدمت اكبر صدمه من الى شافته وايدها ارتجفت وعينها دمعت
فى المساء رجع يحي فتح الباب ودخل وعينه تبحث عن روح ليخبرها أنه عاد بس وقف لما لقاها قاعده وكانت لابسه اسدال استغرب ابتسم وقال بمزاح – اى ده وانا الى جاى بدرى عشانك
ابتسمت ابتسامه ساخره قرب منها وقال – لسا مجهزتيش؟ .. طب اى مش يلا … هروح اغير وارجعلك
قال اخر جمله وهو بيمشي وسيبها
– طلقنى
وقف ولم يتقدم خطوه أخرى وهو حس انه سمع غلط بصلها باستغراب شديد وقال – انتى قولتى اى
لتعيد بتأكيد عليه – طلقنى
اتصدم وهو مش مصدق الى بتقوله قرب منها وقال – مالك يا روح
بعدت عنه قبل ان يلمسها استغرب اكتر – فى اى أنا عملت حاجه ضايفتك
– لا
– امال فى اى .. اى طلقنى إلى مسكاها ديه
استدارت مقابله وقالت بسخرية وعينها مدمعه – اه انا واحده بتتبلى عليك ومش طايقه العيشه مع واحد خاين زيك
اتصدم وهو مس فاهم حاجه قال – خاين !! طب عرفينى طيب فى اى
ولسا هيمسك ايدها بعدتها عنه وهى بتترعش وبتضمها إلى صدرها وهى بتمنع نفسها من البكاء
– متلمسنيش انا قرفانه منك ومن نفسي
سمع صوت وكان صوت انكسار قلبه – انا عملت اى طيب ما تفهمينى
بصتله بحنق وقالت – يابجحتك لسا ليك عين تتكلم … هتكدب عليا با اى تانى .. هتقولى كلمتين تكدب على الهبله إلى بتثظقك ازاى .. هتعرف تطفى الحريقه الى جوايا ازاى
مسكت الظرف الى على الطرابيزه ورمته فى وشه وهى بتقول – اتفضل بص على قرفك ممكن تتكسف على دمك
بص يحي لصور الى وقعت عند أقدامه انحنى وخدهم وشاف الى فيهم واتصدم كانت صور ليه هو وساندى فى اوضاع حميمه .. حميمه للغايه بص لروح بشده واتصدم فهل رأت تلك الصور القذره أنه حتى لا يستطيع التطلع إليها
– روح ده كدب .. كدب … والله ما أعملها
جه يقرب منها رجعت لورا وهى مش بصاله عينها مدمعه وشفتاها حمرا من كثره البكاء التى بكيته قبل أن يأتى
– والله ما خنتك ولا قربت من واحده بعدك .. اقسم بالله كدب ادينى فرصه ابرر نفسي معقول تصدقى انى اعمل كده
– ومصدقش لى .. كانت معاك امبارح … كانت معاك وقالتلى على الحقيقه وانا غبيه صدقتك انت .. كنت بتؤوحلها كام مره يا يحي .. كنت بتخدع المغفله الى قعدها ومستنياك قد اى .. كنت بتضحك عليا بكلمتين وانك تغبغان من شغلك وانا مش داريه بالقرف الى انت فيه وعماله ادعيلك زى الغبيه
قعدت على الكنبه وهى بتعيط وتقول – انا ازاى كنت غبيه كده .. ازاى
قرب منها بحزن قعد على ركبتيه قدامها ومسك ايدها بس هى بعدته قال – متظلمنيش متحكميس لمجرد انك شوفتى صور الله اعلم حقيقه ولا تركيب .. متخلهاش توقعنا ما بين بعض
قالت بغضب – روحلها وابعد عنى احنا خلاص
– لا ياروح والله بحبك انتى لى مش قادره تشوفى حبى ليكى متسبنيش انتى كده بتظلمينى
– وانا ايه مش اتظلمت .. عايزنى اشوف حبك الى بقا بيوجعنى اكتر ما بيسعدنى
حس بالحزن الشديد وكان كلامها خناحر تثقب قلبه لتكمل – انا صدقتك ووثقت فيك .. انا رجعت احبك اكتر من الاول
– اقسم بالله بحبك ومحبتش غبرك
صرخت فى وشه بانفعال – بس بقا كفايه .. كفايه مشبعتش كدب .. حبك جحيم يا يحي
بصلها بشده بعصبيه – وهم عشته وصدقته .. احنا مش لبعض من الاول كل واحد فينا ميشبهش التانى
مسكها يحي من من كفتها وقال بانفعال – يعنى اى مش لبعض .. انتى ليا انا وبس يا روح .. بعد كل الى عملته عشانك .. دنا كنت شغال ٢٤ ساعه عشان مخلكيش محتاجه حاجه واعيشك احسن من كده ومحسسكيش انك عيشتي اقل ما كنت ما عيشك
– وانا مطلتبش من كده ده .. هعوز اى اكتر من كده .. عايز تجلى قصر .. عمر ما عوزته .. انت اتمنيتك انت بس .. انك تكون معايا ومتسبنيش متتجاهلنيش لمجرد شغل اتميت نعيش حياه هاديه بس كل ده ادمر فى لحظه .. عارف ليه لانى بنيته فى خيالى مع شخص وهم انت ظهرته ليا برافو طلعت بتعرف تمثل حلو وطالما التمثليه خلصت كل واحد يروح لحاله
– بعد ده كله .. عايزه تسيبينى دنا حميتك من نفسي كان كل لحظه ضعف ببعد فيها عنك عشان متتأذيش منى.. خوفت عليكى من نفسي
– عشان كده روحت فرغت ضعفك فى غيرى .. كنت بسأل عن سبب تغييرك وادينى عرفته انك لقيت إلى بيشبع رغبتك .. لسا واحد زانى زى ما انت
– بس يا روح كفايه .. أن كنت مستحمل كلام فده عشان متمسك بيكى انتى بتأذينى اوى بكلامك ده وانتى مش حاسه
– الحقيقه بتوجع مش كده
– بس بقا حقيقه ايه والله ما قربت من حد ولا زنيت أنا توبت افهمى بقا ربنا وحده يعلم انى عاملتك بحب ومكنش فى نيتى حاجه ولا خدعتك أو كدبت عليكى قبل كده، لى بتعاييرنى بماضى أنا ساكت وبقول مش قصدها وانتى كل مره تفكرينى .. طب أنا اتغيرت لى .. مس قوليتيلى هساعدك .. مساعدتك انك تخلينى كل شويه .. أنا استحملتك ولسا يستحمل لى مبتحسيش بيا
– بتستحملنى .. معاك حق تعبت اصل انا شخصيه لا تتطابق تقلت عليك مش كده .. أنا هريحك منى
– انا مقصدتش
-انت كداب .. كداب ومخادع وخائن وكل الصفات دى فيك انت يا يحي .. وقف المهزله دى لحد هنا وكفايه أوى
يصلها بشده وقال – يعنى اى يا روح
– يعنى تطلقنى
قالت بغضب شديد- مستحيل انا مش هطلفك على حثتى
– وانا مش هعقد معاك ثانيه واحده وهطلقنى يا يحي
انهت جملتها وهى بتمشي وتسيبه خارت قواه وهو يرى حياته تدمر أمامه ويفهمها وهى لا تصغى إليه البتا ، لمت هدومها وخرجت بصتله وهو كان قاعد حاطط دماغه بين ايده بعجز بصلها برجاء الا تتركه كانت عينه بتقولها انها تصدقه وانه مخنهاش
بس هى اتجاهلت نظرته مشيت تاركه كل شيء خلفها
جز يحي على أسنانه بحزن وغضب وسالت الدموع عينه بص على الصور بغضب جحيمى وتوعد خدها ومشي نزل ركب عربيته وهو بيسوق بسرعه كبيره
فى فيله بدر سمعو صوت الجرس وكان مرتفع راحت الخدامه بسرعه تفتح لكن الباب اتفتح ودخل يحي بصله بدر وقال
– انت اى إلى جابك هنا
– بنتك فين
– ايه !! وانت عايز ايه من ساندى انت مش خلاص
– هتعرف عايز اى
مشي يحي بصت سهير وبدر ليه بشده لما لقوه بيتوجه لأحد الغرف اسرعو بأتباعه، فتح يحي باب الاوضه
قالت ساندى يغضب – اى ..
سكتت لما شافته يحي ابتسمت وقالت – يحي هو انت
دخل بدر بغضب وقال – انت ازاى تدخل الاوضه كده انت اتجننت
ابتسم يحي بسخرية وقال – انت خايف لشوفها بلبس بيت ولا اى، معذور انك مش فاهم بس انا مش غريب صح ياساندى مش كنتى عايزه نعمل علاقه مع بعض أنا موافق
اتصدم كل من سهير وبدر وقال بغضب شديد – انت بتقول اى يا حيوان
– اخرررررس مش عايز اسمع صوتك اى متعرفش أن تربيتك زباله وبنتك هى إلى حيوانه ورخيصه
رمى الظرف ليهم وقال – اتفرج على بنتك
فتحو الصور وساندى اتصدمت قربت منهم عشان تنتشهم بس يجي مسكها ودفعها جامد بقرف، اتصدم بدر ةشهقت سهير بصدمه من رؤيه تلك الصور بص بدر لبنته وهو مش مصدقه إلى شايفه
– الصور دى مش حقيقه .. أنا واحد متجوز ومخنش مراتى والزباله دى فبركت الصور وبعتتها على بيتى عشان تشوفها .. متقلقش بنتك على عينها أن الصور تكون حقيقه هى عرضت نفسها عليا كتير
كان بدر لا يستطيع التكلم من الصدمه قال يحي – للاسف يا استاذ بدر انت معرفتش تربى
تحدثت ساندى والدموع فى عينها – بابا متصدقهوش ده كداب
مسكها يحي وقال – اسمعينى كويس يا بت انتى أنا جبت أخرى منك الصور دى همحى وشي وانزلهالك .. حقيقه بقا أو متركبه شوفى التريند ألى هتركبيه
اتصدمو من تهديد يحي مشي بس بدر وقفه برجاء وقال – بلاش يا يحي ، سمعتى اعمل معروف شوف عايز اى وانا هعملهولك بس بلاش تنزل حاجه ارجوك
بصله يحي من رجائه قال ببرود – اطمن مش هعملها انت ملكش ذنب تتحاسب على غلطها ، بس عرف بنتك كويس اوى أنها لو اعترضتلى تانى وحاولت تخرب بيتى قسما بالله لأكون مدمرها .. خليها تبعد عنى احسنلها واحسنلك
بص لساندى بقرف ومشي ساندى كانت دموعها بتنزل من غبائها أن الصور وقعت فى أيد ابوها هى قبل أنا ابعد روح عن يحي لخيانته دمرتها نفسها، قرب بدر منها قالت
– بابا أنا اسفه والله انت سمعته وهو بيقول أن الصور مش حقيقه . هو كداب أنا مستحيل اعرض نفسي عليه هو إلى حاول معايا بس أنا…
وقاطع كلامها حين تلقت صفعه كبيره على وجهها جعلتها تبحلق بصدمه قال بغضب
– هو بردو يا بنت الك*لب يخساره عملتى كده لى .. عشان حب ملعوب ابو الحب إلى يرخصك، أنا الغلطان أنا إلى مسكتك الشغل وانا عارف انك مسكتيه عشانه هو، بس معرفش إلى ناويه عليه وانك تدنسي نفسك
كان بيضربها مسكته سهير وهى بتبعده وتقول – خلاص يا بدر ما قالك الصور مش حقيقه وما حصلش حاجه وبنتك لسا سليمه
– وانا هستنا لما الزباله دى توقع نفسها توقعنا معاها ابعدى خلينى اربيها .. بنتك موافقه من الأول يعنى لو جالها هتسلمه نفسها الوسخ*ه بس هو معملهاس لانه بيحب مراته، عايزه تنزلى وتنزلينا معاكى اكتر من كده اى
لينزل عليها بصفعخ تجرح شفتاها بكيت بحزن وخوف لكن غضبها يتطاير من غبائها فأنقلب السحر على الساحر
مر اربع ايام وكان يحي بيحاول يشوف روح بس هى رافضه ومصممه على الطلاق كما قال عماد له ، كان بيحسب هتكون هديت ويتكلم ويفهمها بس هى كانت البتا
فى فيله كان يحي قاعد مع عماد قال – والله يا عمى ماعملت حاجه هى فاهمه غلط انا بحب روح ومستحيل اخونها
– دى حياتكو وانتو الى تقررو يا يحي
– يعنى حضرتك موافق على كلامها
– ان كان عليا انا ف لا
– طب ممكن تكلمها قولها تقابلتى ولو لمره واحده
كان هيتكلم لمن سبقه صوت وهو يقول – اهو يا يحي أنا جيت متغيرش حاجه
بصلها من وجودها وقف وراح ناحيتها قال – روح…
بصت له بحده وقالت – مش عايزه اسمع اسمى على لسانك وياريت تسرع الطلاق لانك طولت اوى
– ما قولتلك مش هطلق ليه عايزه تنهينا كده
– انت الى نهيتنا وخلاص بقا كفياك معدش ليه لزوم
– انتى بتظلمينى يا روح .. ادينى فرصه افهمك انى مخونتكيش والصور مش حقيقه لازم تسمعينى ، انا متمسك بيكى لحد اخر اخر نفس ليا وانتى سبيتينى فى لحظه
ابتسمت بسخرية وقالت – غداره انا مش كده
حس بالحزن من قسوتها وقال – والله ما خونتك يا روح ، اسمعينى ارجوكى انا بحبك..
لتقاكغه بجمود – وانا بكرهك
حس بأن قلبه يعتصر الما من كلمتها التى نزلت وسفكت بقلبه كملت – فاكر الحب الى مثلته عليك ده كله وهم انا ولا حبيتك ولا عمرى هحبك .. انا اتمسكت باى حاجه تخلصنى منك
قال عماد بحده – روووح
كملت بلا اهتمام وقالت – مش قولتلك قبل كده ان كل ده كان كدبه وانا كنت الكدبه انت متفرقش معايا ولا هي .. انتو الاتنبن لايقين على بعض
كان يحي بيبصلها بهدوء وخيم لتردف – بيتهيألى كده الامور اتوضحت وعرفت قرارى الى مش هغيره فياريت تطلقنى بقا انا مش عيزاك هو بالعافيه
– انتى طالق يا روح
قالها يحي ببرود بعد هدوئه المتهم التى حل على وجهه ليكمل
– ورقتك هتوصلك لحد عندك
بص لعماد الى كان بيبصله بحزن لف ومشي وجهه خالى من التعبيرات سالت دمعه من عينه ليكمل طريقه دون أن يتطلع للوراء
قال عماد بغضب – انتى ازاى تتكلمى مع جوزك كده
– كاان معدش دلوقتى
قالتها بوجه يخلو من التعبيرات استغرب عماد من نبرتها الجافه بس شاف عينها مدمعه تعجب وزال غضبه فلما هى حزينه الان مشيت وسابته ولما دخلت اوضتها حست بوجع فى قلبها وحزن لكن كل هذا قد انتهى لقد طلقها لقد تحررت
وانتهى الأمر اصبح كل منهم بطريق … اصبحو غرباء لا يعرف كلاهم الاخر .. سرق كل من الاخر سعادته وهو يرحل ويدعه يبني سعاده اخرى جديده بنفسه .. لكن لا ينكرون ان حبهم سيظل عالقا كندبه فى قلبهم .. لكن ما نوع الندبه سيئه .. ام جيده .. لم تحدد بعد ..هل يمكن للأدوار أن تتبدل أن يكون المظلوم هو الظالم .. أم .. أم لم يكن هناك مظلوم من البدايه
لعلا الطرق تتلاقى والاقدار تجتمع تعيد مجراها … لكن … كم يأخذ هذا من الوقت .. حتى تجف دموعهم ويسلمو لجروح قلوبهم .. لكن بعضا من الالم لا ترحل من جسد المرء بسهوله … فالحزن يسبب الكثير …. الحزن يقتل صاحبه أحيانا
يتبع….
فى غرفه بيضاء بمستشفى كان يحي جالسا على السرير
– استاذ يحي حالتك بتسوء ولو اتأخرت اكتر من كدا ممكن ..
نزل يحي قدماه وقال بوجه يخلو من التعبيرات
– شكرا
جه يمشي وقفه الدكتور قدامه وهو بيمنعه وقال – الى حصل ممكن يتكرر لى مستسلم للموت كده اعمل العمليه وانشاءالله هتنجح
بص يحي اليه وقال ببرود – ضامن انى اعيش
سكت الدكتور وملقاش كلام يقوله بعده يحي ومشي فقال الطبيب
– مش ضامن انك هتعيش بس ضامن انك لو معملتهاش هتموت .. العد التنازلي من حياتك بدأ وايامك متتعداش الاربع شهور، والله اعلم ممكن متكملهمش
سكت يحي شويه بصله بطرف عينه وقال – يبقا اعيش الايام الى فاضلينلى
استغرب الدكتور من رده بص يحي قدامه ومشي بلا مبلاه بهذا الوجه البارد الذى يخلو من التعبيرات، خرج من المستشفى وهو يرتدى نظارته الشمسيه ليقترب من سيارتان المصطفه يوجد عليه حراسه فتحو له الباب ليركب ويغادرو
فلقد مرت ثلاث سنوات وكانت تلك المده كفيله لان يعيد يحي شركته ويضخمها بشكل فائق، ليس قوه .. لا احد يعلم ربما كان يرى فى ذلك انتقاما لذاته وليس لان يعلو شأنه لنجاحه الباهر .. لكن فى تلك السنتان تغير الكثير لم يعد فيه شيئا كما، كان تحطم واطفأت عيناه من جديد لكن هذا الانطفأ كان من الجميع ارتدى ذلك الوجه الجامح البارد الذى لا يبالى بأحد كانت حياته مكترثه على شيء واحد وهو عمله الذى اخرجه من القاع الذى كان ليغمر نفسة فيه، أصبح يحي شخصيته بارده لكنه لم يأخذ خصاله السيئه التى بغضها، وليس ايضا شخص جيد انه اصبح انطوائيا حادا لا يبالى بأحد غير نفسه
رن تلفونه لما كان فى العربيه رد عليه
– اى يا يحي انت فين الوفد جه وانت لسا وبيسالو عنك
– فى الطريق
– يعنى قدامك قد اى عشان بدأو يضايقو
– اى حد مش عجبه اديله العقد بتاعه
– بس..
أنهى يحي المكالمه بجمود لا بالى للأستناع بشىء اخر فهو بات لا يستمع لأحد سوا نفسه، وكلماته تخرج من فمه حاسمه
يص احمد لتلفونه بضيق بعدما اقفل الهاتف فى وجهه بص للوفد الى كانو مستنينه تنهد وراحلهم وقال
-Mr. Yehia apologizes for the delay and says he is on the way مستر يحي يعتذر لكم على التأخير ويقول انه فى الطريق
اومأو له بتفهم وهو كان يريد اصلاح الوضع وبعد مرور وقت جه يحي تقدم منهم ببرود وجلس دون ان يقول بند كلمه ليبدأ مسك الاوراق يعاين العقد ليدخل فى عملهم وبعدما انتهو
– يسرنا ان نتعامل مع شخصيه ناجحه مثلك سيد يحي
قالها احد رجال وهو يصافح يحي باحترام بعدما استمعو لخبرته ثم غادرو جلس يحي على كرسي المتحرك وهو يمسك بقلم قاطعه احمد وهو بيقول – مالك
رفع يحي عيناه ببرود وقال – مالى !!
– شكلك غريب انهارده حصل حاجه تانى ولا اى
مردش يحي وعاد لتحرك ذلك القلم لشرود فقال احمد – هترجع امتى يا يحي .. بقيت اغرب من الاول ميت مره .. حتى سايب نفسك للموت لى مش عاوز تسمع لحد غير نفسك
– بصلى كويس يا احمد، شايفنى متمسك بالحياه دى اوى
– بس يا يحي
– اقفل الموضوع ده
سكت احمد بضيق وقله حيله فماذا ظن انه سوف يستمع له هذه المره تنهد وقال – هتروح الإفتتاح الخاص
– لازم ؟
– انت اكبر مساهم فى المستشفى لازم تكون موجود
تنهد يحي وهو ليقول – بيتهيألى هروح انا سهمت فيها عشان الى هيتكتب فى اليوم ده
قام وسابه ببرود وهو بيمشي – بتضحك على مين
وقف يحي بصله احمد وقال – بتقول انك ساهمت فى مستشفى عشان تعلى مكانتك بالمقالات الى هتنزل عنك وانت مش محتاج لده .. بتظهر انك مبتهمتش بحد وافعالك بتبين عكس كده .. انك سهمت فى المستشفى الى اتبنيت عشان هتساعد ناس كتير .. عملت كده من جواك مش عشان تاخد اللقطه وشكاليات انت عمرك مهتميت بيها .. بس لى شايف انك لم تعمل حاجه كويسه بتخبيها وتقلبها انك بتعملها لصالح نفسك وكأنك مش عاوز حد يشوف مشاعرك الحقيقه
– مشاعرى!! مش شايف ان الكلمه دى مش لايقه عليا
– لى بقيت كده .. بسبب روح
اتبدلت ملامحه لذكر اسمها اكمل احمد- مشيت من هنا وانت بقيت بنأدم تانى من هنا
قال ببرود – وانا الى اخترت البنأدم ده
بصله احمد مشي وسابه تنهد بخيبه وقله حيله منه فى الحديث فلقد مل
فى قاعه كان يجلس على طاولات ناسا مسؤلين
– طبعا كل الى هنا المساهمين والى ساعدو فى ان المستشفى تتم بدورها على اكمل وجت ونحب نشكرهم لان بفضل الله وبفضلكم المستشفى بقيت جاهزه من مجامعها وتكنلوجيا فائقه هتفرق ده كتبر لممرضى .. دلوقتى اقدملك استاذ يحي ابراهيم الفاخرى اكبر مساهم فيها نشكره على المساعده الكبيره الى كلنا مقدربنا وهتفرق لناس هنا كتير
صفق الحاضرين ليحي باحترام وتوجهت الكاميرات الصحافيه عليه كان يقف لا يبالى بكل هذا بعدما انتهى الترحيب كان يحي مع ذلك الرجل المسؤل عن المشفى التى رحب به للتو كان يحدثه عن المشفى
– الاجهزه كلها موجوده لو تحب حضرتك تعاينها بنفسك
– مفيش داعى هتستقبلو امتى؟
– هنثبت الموظفين بعد يومين وهنبدأ انشاءالله ، جبنا دكاتره متكافئه يقدرو يرفعو اسم المستفى
– يرفعو اسم للمستفى ! ولا يهتمو بالمرضى الى المستشفى معموله عشانهم
اتوتر الرجل وقال – اا .. اه ده قصدى طبعا حياه المريض مهمه
لم يبالى يحي وكان بارد فى ملامح
– اقصد ان الدكاتره مش هينتج منهم غلط
اومأ يحي بغير اهتمام بص الرجل على احد وقال – دكتور على
ليقترب شخصا منه ويصافحه باحترام قال ليحي – ده يا استاذ يحي دكتور على دكتور هنا انشاءالله،فرصه تتعرف عليه
بصله يحي لكن اتبدلت ملامحه لما شافه فكان هو على ذاته الذى يعرفه
– من الدكاتره الشاطرين الى درسو برا عمل بحوثات لمجال الطب
– اه منا عارف
قالها يحي ببرود فرد عليه على وهو بيقول – ازيك يا .. مستر يحي
قال الرجل بدهشه ليحي – حضرتك تعرفه
لم يرد وكان ينظر لعلى ببرود بصلهم الاثنان من نظراتهم، بس ملامح يحي اتبدلت لصدمه حين التقطتها عيناه وهى تتقدم وتقف بجانب على لتنظر له وتلتقى عيناهم وتحمل معهما لقاء سنين ينظر كل منهم للأخر وكيف اصبح لهذا اليوم والصدفه التى جمعتهم
كانت روح لابسه بنطال كلاسيك اسود وتوب ابيض وبليزر اسود مع تناسق جسدها التى اكتسب وزنا وسار كبقيه الفتيات فهى لم تعد تلك الصغيره انها حقا تغيرت وكان يحي مش مصدق انه شايفها
بص على لروح ابتسم وقال – دكتوره روح من افضل الطلبه المتدربين عندى
ابتسم الرجل وقال – عارفها شوفت ملفها من ضمن الى يمسكو المستشفى بعض تخرجهم .. اى رأيك يا مستر يحي كويس ان يكون عندنا شباب متميزين بالعلم الى هينفعو بيه ناس كتير
بصو ليحي التى كان صامتا قال على بتعريف – مستر يحي يا روح هو اكبر مساهم فى المستشفى ديه
بصت روح لعلى ابتسمت وقالت – عارفه مشمفتش ازاى الكل صقفله وكنت انا كمان من ضمنهم
بصت ليحي واردفت – شرف ليا انى اتعرف على حضرتك واشارك عمل خيرى زى ده
بصلها ببرود وقال – لسا النتيجه ما تتحدتش .. لى نسبق الاحداث
بصتله من ذكر تلك الجمله الاخيره التى عادت بذاكرتها للوراء اومات وقالت – معاك حق اوقات بتكون النتيجه عكس ما بنتوقعها ولا اى يا مستر يحي
– انتى أدرى
قالها بلا مبلاه وهو بيمشي ويسيبهم بصوله باستغراب، وقف يحي لما حس بصداع جامد وصوت يعج رأسه كصفير ولا يسمع
شيء تبدلت ملامحه الى ارهاق وتعرق جبهته والرؤيه تتلاشي اسند بجسده لقى حد بيقرب منه وبيسنده
– يحي
بص لصوت واتفجأ لما لقاها ساندى وكانت تفرد شعرها ولابسه فستان يفوق الرائع قال
– انتى بتعملى اى هنا
ابتسمت وقالت – دى مقابله بردو، أنا مساهمه فى المستشفى ديه .. صدفه مش كده
يصلها بلامبلاه واكمل سيره وهو يحاول التماسك راح الحمام سند بأيده على الحوض وهو حاسس بألم فى دماغه تنهد بضعف حتى بدأ الالم يتلاشى شيئا فشيئا ويعود لجسده فتح الصنبور ودفع بمياه بارده على وجهه وهو يلهث، خرج وراح الاسانسير المبنا وطلب اخر دور كان حاسس بالخنقه لحد اما وصل طلع السلالم الباقيه ووصل للسطح حتى التقط انفاسه وفتح ازار قميصه ليدخل الهواء لصدره بترحاب، كان الجو بارد وكان وشه مبلول حيث لم يجففه برغم هذا وبروده جسده الى انه يشعر بلأسترخاء
سمع صوت فى المكان استغرب مشيى خطوتين يشوف فى حد ولا لا لقى واحده واقفه استغرب من وجودها بص حواليه وقال ببرود
– بتعملي ايه هنا ؟
لفت وبصتله وكانت هى روح تعجب من رؤيتها الم يتركها بالأسفل لما هى هنا
– واضح أننا الاتنين جينا لنفس السبب بس هرد عليك بشكل فردى .. طلعت عشان حسيت بخنقه نوعا ما
كان حاسس انها بتلمحله انه هو تلك الخنقه بس افتكر ذلك اليوم لما قالها” لما تحسي بالخنقه روحى لأقرب مكان ليكى يكون واسع وخلا هتحسي بالراحه هناك” تسائل هل مازالت تتذكر لم يهتم وقال
– اختيارك للأماكن غلط زى اما قرارتك كلها غلط
مشي ببرود وقال – ابقى انزلى الجو مش احلى حاجه انهارده
مشي وسابها وقفته وهى بتقول بصوت مرتفع – مالها قرارتى يا يحي .. نسيت تضيف ان كمان اختيارتى غلط زى وجودنا دلوقتى
قال وهو لا يزال يعطيها ظهره – ااتحكم علينا اننا نتقابل زى ما اتحكم علينا حاجات كتير زمان .. لا انتى ولا انا اخترنا التانى بس القرارت احنا بس الى بناخدها .. كبرتى بس تفكيرك لسا زى ما هو .. انانى
– بتتكلم ولا كأنك ضحيه .. بتتقمص دور مش دورك وكأنى انا الظالمه وانت المظلوم بتتكلم ببرود ولا كأنك تعرفنى .. نسيت انك مبدع فى التمثيل
– دى اكتر حاجه انا بعرف اعملها.. بس انا فعلا معرفكيش
حست من جملته الاخيره بحزن بس استغربت جدا ماذا يقصد هل هو يمثل الآن هذا البرود مشيى وقفته وهى بتقول
– عشان كده انت وحيد يا يحي .. بلكنه الحقيقه اسمك مخادع
عم الصمت قليلا ولم يعلق على كلامها استغربت من هدوئه استدار مقابلها واتقدم منها، استغربت رجعت خطوه لورا لكنه وضع زراعه حولين وسطها وقربها منه وهو يدفن وجهه بوجهها ويقبلها
اتسعت عيناها من الصدمه ولا تتستوعب ما يحدث وهذا الاقتراب والتجاوزات الشديده فهو لم يعد .. لم يعد زوجها انه محرم عليها
حطت ايدها على صدره وهى تبعده عنها وتقول – ابعد يا يحي بتعمل اى انت مبقتش جوزى ده حرام .. ابعد
لكن عيناه احمرت غضبا وبرود طغى على وجهه مخيف قربها منه اكثر والتهم شفتاها بعنف تألمت من قبضته واحكامه أنها متبعدش، رجعت لورا وهو بتقدم لخطواتها حتى لم يعد بإمكانها الرجوع حين وصلت حد السور حطت ايدها عليه ويحي مايل عليها دمعت عينها بخوف وهى مش عارفه تاخد نفسها وكأنه يسلب قوتها
بص يحي لدمعتها الى نزلت فاق ووقف عن تقبيلها بص لنفسه وبعد عنها اتعدلت روح وكان ضهرها بيوجعها بصتله بحنق وغضب شديد وقالت بصوت يجهش بالبكاء – انت ازاى زباله كده .. انا كنت غلطانه لما بحسبك اتغيرت انت بقيت اسوء
ابتسم بسخريه وقال – لى شايف الصدمه فى عينك من الى حصل وانتى عارفه انى كده كده مش هتفرق معايا ان كنتى مراتى ولا لا
بصتله بشده ليرفع عيناه ببرود ويقول – او لى نقول انك مكنتيش شيفانى كده أصلا
اتفجأت من الى بيقوله قالت – انت بتقول ايه
– الى سمعتيه يا روح … عايزه تفتحى فى الدفاتر القديمه هفتحهالك .. الى عملته عشان اوريكى الصدمه الى انتى فيها دلوقتى منى .. مش انتى شيفانى خاين .. لى مصدومه.. احب اقولك لى .. عشان انتى قولتى الكدبه وصدقتيها
– مش فاهمه كدبه اى .. متحاولش تتطلع غلطك انت السبب مفيش حد غيرك
– مش بقولك صدقتى الكدبه الى وهمتى نفسك بيها ، كنتى عارفه ومتأكده انى مخنتكيش بس اخترتى تبعدى .. حددتى مصيرنا بقرارك خدتيه لوحدك
سكتت روح ومردش ارتسمت ابتسامه جانبيه على وجهها وقالت – اه يا يحي .. انت صح القرار الى خدته مش كعقاب ليك على خيانتك الى انا مش معترفه بيها …. لا دى حاحه ترجعلك مكنش يفرق معايا تخونى اصلا .. انا بس كنت بحقق انتقامى منك .. انتقامى الى منستوش وكنت عايشه معاك وانا مستنيه اللحظه الى انتقم فيها منك حتى حبى ليك كان كله كدب فى كدب
– لى يا روح
قالها بصعف ليردف بغضب – عملتلك ايه .. لى تأذينى بالبشاعه دى انا كنت بتمنالك الرضا ترضى ، لو كنتى مبتخبنيس كنتى
تسبينى من اولها .. عملت كتير عشان ارجعك واخد مسامحتك .. ياريتك ما تكلمتى وفضلتى ساكته على الاقل مكنتش هحسنى مغفل زى دلوقتى .. بس انتى كان معاكى حق .. حققتى انتفامك بالطريقه الصح .. انا عيشت السنتين دول بعانى فى بعدك .، عيشت وانا نادم على حاجه انا معملتهاش لدرجه انى بقيت اشك فيا وانى فعلا خونتك بجد .. خلتينى أشك فى نفسي وانى ظلمتك ومستحقكيش خلتينى اتعذب بدل المره ألف .. شايفه وصلتينى اى
قرب منها وقف قدامها مباشره وقال – اتمنى تكونى ارتختى بعد ما انتقمتى
– لى بتتكلم كده كأنى الظالمه لى .. نسيت الى عملته فيا
– منستش ولو جه فى يوم انى انسي هلاقيكى بتفكرينى زى عادتك .. انتى متعرفيش يعنى اى تسامحى
– ولى المفروض اسامح الى قتلنى
مسكها بغضب من دراعها وقال – نسيتى كل الى عملته عشانك انتى شوفتى ندمى بنفسك شوفتى حبى الى عمره ماكان قليل .. عايزك تستريحى انا بموت سمعتينى
كان منفعل كثيرا بس روح استوقفها اخر جملها قالها يحي وقالت – يعنى اى بتموت
بعد يحي ايده عنها وعاد لرشده بصلها بخذل وخيبه بعدين مشيى وسابها ويشعر بألم وإرهاق وقف فجأه لما سمع صوت صفير يعج برأسه حس بوجع كبيره وضعف مشي خطوتين بيكمل بس وقف مسك دماغه بألم وكان هيقع بس روح سندته وقالت
– مالك
مردش عليها بصت لوشه وتعرق جبهته وتغير لونه بعدها عنه عشان يمشي بس احنا توازنه مسكته روح ومال عليها قعدته وقالت
– يحي انت كويس
لم يرد عليها حركت أيدها على وشه بتبعتله هوا بصت بملابسه فتحت قميصه قليلا وابعدته عن صدره ليحاول أن يقبل الهواء، راحت عشان تجبله ميا بس لما رجعت لقته اعتدل فى جلسته ويخفض رأسه قربت منه وهى بتتفحص وشه
– يحي بقيت احسن خد أشرب
رفع عيناه إليها ببرود وبيبص للميا وقف ومشي قالت – انت كويس؟ كان مالك
– ده هيفرق معاكى .. بلاش الاهتمام الكداب ده عشان كل وضحت قدامى
بصتله بشده وقالت – بس انا ..
سكتت وهى مش عارفه تقول اى مشي يحي وسابها وهى تتذكر كلماته وحديثها معه ، نزل يحي شاف احمد وكان واقف مع على بصوله الاثنان قرب احمد منه وقال
– كنت فين لسا جاى وملقتكش جوا
تقدم على وهو بيقول – روح فين
بصله يحي ببرود وهو يسأل عنها وكأنه يتهمه أنه يعرف مكانها بصو وراه لقوها جايه قرب على منها وقال
– روحتى فين
كان يحي يرى اهتمام على بها وعيناه التى لا تبدو قلقا عاديا بل كحب قالت – كنت بشم شويه هوا
بصت روح ليحي مشي بلامبالاه تبعه احمد ، خرج من المبنا وقف حراسه بأعتدال وفتحو له الباب اتقدم منهم وقفه احمد وقال – رايح فين
– الافتتاح خلص وحضرته هبقى ليه
قال أحمد بتردد – انت .. اتكلمت مع روح
مردش يحي بس بص لقاها مع على وبتركب العربيه بصتله هى كمان ابعد عيناه ببرود ركب عربيته وأمر السائق أن يذهب
وقف على وبص لروح وقال – مش هتركبى مش قلتى عايزه تروحى
كانت باصه لناحيه تانيه لف لقا احمد وشاف سيارات يحي وهى تغادر بصلها ركبت تنهد وتبعها
فى مكان أخر كانت ساندى فى منزلها فى شده ضيقها مسكت الكوبايه وكسرتها بغضب شديد وبتفتكر روح إلى شافتها مع يحي
– متسحيل يرجعو لبعض تانى.. هى إلى سابته المفروض يبقى ليا أنا .. بعد ده كله ترجع وتاخده منى تانى معقول ممكن يرجع لها .. مش هيحصل .. أنا استنيت كتير عشان مشوفكيش معاه اى إلى رجعك يا روح .. هقتلك
رجعت روح الفيله وكان عماد ينتظرهم سلمت عليه ابتساملهم الاثنان بس شاف ملامحها متغيره طلعت وسابتهم
قال عماد – هو حصل حاجه يا على انت زعلتها
– لا طبعا يا عمى
– امال مالها متغيره عن ما مشيت
تنهد عليه وقال – انهارده روح قابلت يحي ، المستشفى طلع هو أكبر مساهم فيها
اتفجأ عماد كثيرا وقال – يحي .. وحصل حاجه يعنى اتكلمو
– معرفش .. فى الاول لما شافته اتكلمو برسميه عادى كأنهم ميعرفوش بعض وبعدها مشي روح قالتلى أنها هتخرج تشم
هوا عشان مخنوقه قولتلها اجى معاكى رفضت فسبتها على راحتها، لنا اتاخرت بصيت حوليا ملقتش يحي هو كمان موجود استغربت خرجت عشان اشوفها فين ولما شوفت يحي سألته بس هو مردش عليا ولقتها جايه وراه وكانت متغيره .. معرفش أن كانو مع بعض واتكلمو ولا لا
تنهد عناد واومأ برأسه بخيبه وقال – تعرف اوحش حاجه فى روح أنها متعرفش هى عايزه اى .. مبتسمعش لقلبها وكأنها بتتعمد تتجاهلها
سكت على ومعلقش على كلامه بس حس بالحزن بصله عماد ابتسم وقال – شكرا يا على انك خليت بالك منها السنين دى لحد اما رجعت
– عل اى بس يا عمى .. أنا لازم امشي
– طب أعقد دنتا لسا جاى
– معلش
استأذن وغادر كانت الثلاث سنوات الماضية روح سافرت مع على تكمل تعليمها معاه فى الخارج تحت موافقه عماد واستامنه عليها بأنه مسؤل منها هناك ويثق فى على أنه لن ينظر لها غير أنها أخته ، لكن هل المرء يملك سلطه على قلبه .. فهو وقع فى حبها سهوا يخاف أن يخبر عنه فيهم خاطئا أنه نظر إليها فىةالغربه بطريقه سيئه ويمتغض منه أنه غير مسؤل على امانته، لكنه يقسم أنه عاملها كأخت له وخشي عليها من ايه مكروه … واهتم بها كحبيبه
كانت روح فى اوضتها حطت أيدها على شفتاها وهى بتفتكر قبله يحي كانت شفتاها متورمه منذ ذلك الحين .. لم تكن كقبله يحي الحنونه التى تععدها بل كان وكأنه يشفى غليله منها
كانت تلك الفتره قضيتها بالخارط لتبتعد عن ما سيسبب لها فى تلك البلده التى عانت فيها وعندما عادت .. كان هو الذى لم تتمنى أن تقابله حتى لا تكن مثل الآن تتذكر الماضى .. لكن كلمات يحي تشعرها بذنب .. ذنب لا تعلم ما هو
مر اسبوع وفى يوم كانت روح فى زياره فى مستشفى قالت نرمين بابتسامه – بقا دى إلى هنتعين فيها لما نتخرج جامده مش كده
– مستعجله لى لما نتخرج الاول يحلها ربنا
– اى الإحباط ده هتفضلى كده علطول
ابتسمو ومر اليوم وهم لا يزال يعاينو أمور المشفى والدكاتره لحد اما يسمحو ليهم بالذهاب ومشيو ، فى الليل خرجت روح وقفت وهى باصه على الطقس كانت الدنيا بتطر والرياح شديده، مسكت تلفونها عشان تتصل بوالدها بس التلفون فصل منها لأنها استعملته اليوم كله اضايقت ازاى هترجع دلوقتى، وقفت وهى بتبص حواليها على اى تاكسي بس مكنش فيه، كانت عايزه تشترى مظله حتى بس هتكون اتغرقت لقت فى ديسك تنهدت وراحت قعدت عليه عقبال ما الدنيا تقف ، مر وقت قليل بصت فى الساعه حست بظل جنبها بصت فوقيها لقت مظله واتصدمت لما لقته يحي كان واقف بجمود قال وهو لا ينظر لها
– اى إلى أخرك كده
استوعبت أنه يتحدث معها قالت – كنا بنعمل معاينه على قسم التشريح فتأخرت
لم يبالى كثيرا وقال – معكيش حد
نفيت برأسها بصلها تنهد وقال – تعالى
– على فين
– هوصلك، عايزه تعقدى هنا
بصت له لقته مشي ببرود وقفته وهى بتقول – استنى
خدت شنطتها وقربت منه سريعا تحتمى بمظلته كى لا تتبل بصلها يحي وهى قريبه منه، رفعت وشها ليه واستقبلت عينهم، بص يحي قدامه ببرود ومشي وهى حست بالحرج مشيت معاه بصمت ركبت ومشيو
فى العربيه قالت روح – معكش حراستك زى المره إلى فاتت
– المره إلى فاتت عشان افتتاح مجرد شكليات
– من امتى وانت بتهتم بالشكليات
– من زمان مفيش حد بيفضل على حاله
بصتله شويه وسكتت وكأنه بيقولها أنه بقا كده بسببها، عم الهدوء مبينهم كانت بتسمع صوت رعد والامطار ترتطم بالنافذه كان يحي باصص قدامه حس بألم بصتله روح قالت – انت كويس
اومأ لها كان حاسس بالغثيان والرؤيه تتلاشي من عينه ويحاول أن يعيد ناظريه لكن لا يستطع لعن ضعفه ويحاول التماسك بصت روح ليحي وكانت العربيه بتمشي فى مسار منحرف لقته باين عليه هيغم عليه وبيحاول يتحكم فى العربيه بس الأمطار والرياح شديده فانصدمت السياره بعمود نور
اتخضت جدا رفعت وشها كانت بخير فيحي اوقف السياره قبل أن يصبح حادث، بصتله لقته منزل وشه على عجله على القياده قربت منه وقالت
– يحي
مردش عليها قلقت وقالت – يحي مالك انت كويس
– انا كويس هنقف هنا شويه بس
استغربت من نبرته اتعدل وهو بيرجع رأسه لورا بتعب ويغمض عيناه ويتنهد اتصدمت لما شافت د*م بينزل من مناخيره منغير سبب أصاب قلبها الرعب وقالت بخوف – ي..يحي .. د*م .. انت بت*نزف
خدت مناديل ودموعها نزلت على وشها بقلق قربت منه وهى خايفه عليه بصلها يحي قال – انا كويس يا روح أهدى
– ل..لا .. انت مش كويس .. فيك اى .. واى النزيف ده
شاف دموعها إلى معرفش يفسرهم قرب أيده منها بصتله بحزن وقربت وشها من أيده وهى تشعر بملمسه مسح دموعها وقال – متخافيش
بصتله بحزن واومأت برأسها بالطاعه وكان تلك الوقت وفى تلك اللحظه بيتكلمو زى زمان، مكنش عارف ان كان بيتخيل أم لا ولى خايفه عليه بصت روح لقته قفل عينه وأيده نزلت بارخاء اتصدمت قربت منه وهى بتقول
– يحي .. يحي فوق
لكنه لا يستمع لنادئها بصت حواليها ومكنش فيه حد ما بين هذه الرياح والامطار الغزيره حتى تلفونها مقفول مكنتش عارفه تعمل اى وحسا أنها محتاسه وخايفه عليه دورت على تلفونه وخدته عشان تتصل بحد بس مكنتش عارف تتصل بمين شافت فى المكالمات بتعته رقم احمد فاتصلت بيه منغير تردد رد عليها وقال – اى يا يحي فينك
– احمد أنا روح
– روح .. مش ده رقم يحى .. انتى معاه؟
– مش وقته احنا فى العربيه بس يحي .. يحي اغم عليه وحالته وحشه وانا مش عارفه اعمل اى ولوحدى
– طب أهدى أنا جاى ابعتيلى المكان بسرعه
قفلت معاه وبعتتله اللوكيشن وبصت على يحي بحزن من شكله وفى داخلها الف سؤال مما عاناه هو ، بعد شويه سمعت صوت عربيه بتتركن وحد بيقرب منها وبيطرق على الازاز فتحت علطول وكان أحمد بصلها وبص ليحي اتصدم قال
– يحي .. ماله حصل اى يا روح
– معرفش أنا لقته اتغير فجأه أنا خايفه عليه أوى
– طب اهدي خديه وارجعى ورا
اومأت له ساند يحي وهى رجعت لورا وقعد مكان السواقه ورجع بالعربيه ومشي وهو متجه للمستشفى، بص لروح فى المرايا وعينها المدمعه وهى باصه ليحي الممدد على قدماها تنهد ونظر أمامه
فى المستشفى كانت روح قاعده فى الاوضه الى فيها يحي، رجع احمد بصتله وقالت – الدكتور قالك اى
سكت شويه بص ليحي استغربت من سكوته قال – شويه إرهاق
استغربت بص ليحي فهل ما رأته إرهاق وفى ذلك اليوم كان يبدو أنه متعب أيضا ، بص احمد لروح وقال – لسا بتحبيه ؟
اتفجأت روح من ما قاله قالت بلا مبالاه – ملهاش علاقه
– ازاى ملهاش علاقه .. خوفك عليه وقلقك يبقى اسمه اى
سكتت بضيق ومردتش قرب احمد منها وقال – اتمنى تعترفى لنفسك وتشيلى القسوه إلى فيكى دى وكفايه لحد هنا .. قبل أما يفوت الأوان وتندمى ندم عمرك انك استمريتى فى انتقامك
بصتله بشده وقالت – انتقام .. انت متعرفش حاجه فمتتكلمش
– انا عارف كل حاجه .. افتكرى انى قولتلك يحي بيحبك ويحي لما يحب ما بيخونش، أنا الوحيد إلى شفت ازاى يحي عاناه من وهو صغير لحد انهارده بس معاناته زادت بسببك .. يخساره يا روح انتى فيكى قسوه مكنتش اعرف انها ممكن تكون موجوده فيكى
ابتسمت بسخرية وقالت – بتحاسبونى على القسوه إلى أنا فيها وانتو السبب .. أنا جبت القسوه دى منكم أنا اتأذيت كتير ومش عايزنى اكون كده
– ويحي .. يحي ذنبه اى .. يحي الى حبك شوفتى منه أءيه ..انت شوفتى اهتمام وحب قادرين ينسوكى إلى عمله .. ولو مكنتش صادقه معاه من الأول ومش هتسامحيه مسبتهوش ليه .. كنتى تسبيه علطول يا روح على الاقل مش هتكونو هنا زى دلوقتى
مردتش عليه بصلها بخيبه وقله حيله وبعدين مشي وعندما أصبحت بمفردها سالت دمعه من عينها – انا إلى بقيت وحشه .. أنا إلى بقيت ظالمه دلوقتى .. أنا إلى اتخنت مش هو أنا إلى قلبى اتحرق وانا بتخيله مع غيرى .. بعد ده كله هو المظلوم .. عملت اى .. أنا بعدت عشان استريح من وجعى .. بس لى .. لى لما رجعت شيفاه زى ما هو مرجعش لطريق ده تانى معأنى بعدت ومعدش بحاجه أنه يفضل على حاله وليه الحريه أنه يرجع ويعمل إلى عايزه … معقول تكون مظلوم يا يحي معقول تكون مخونتنيش
افتكرت احمد وهو بيقولها أنها تكون صادقه مع نفسها .. استمعت لقلبها فهى لطالما تشعر فى تلك الفتره التى ابتعدت أنه لم يخونها وكلماته لها تترد فى أذنيها وهو يقسم بحبه وهى بكل قسوه لم تتنازل ونفرته بعيدا عنها .. هل كان هذا انتقاما منها حقا .. أنها لم تعد تعرف من تكون
مر وقت ويحي بدأ يفوق بص للاوضه الى هو فيها حس بحاجه وقعت عيناها على روح وكانت ماسكه أيده بصتله قالت – عامل اى دلوقتى بص لإيده فبعدتها روح بحرج واعتدلت فى جلستها قعد يحي- اى إلى جبنى هنا
– انا يا يحي
بص يحي لصوت وكان أحمد بص لروح وقال – شويه إرهاق من الشغل ابقا استريح شويه
فهم يحي نظرته وكأنه يطمأنه اومأ له بتفهم نزل رجله قالت روح – خليك لحد ما الدكتور يجى يشوفك وتخرج
قال ببرود ولا مبالاه – مفيش داعى
كانت هتتكلم بس سكتت خرج يحي من الاوضه قابل عماد الى بصله وقاله – عامل اى يا يحي
– الحمدلله
بص لروح قالت – اتصلت بابا عشان يعرف أنا فين وميقلقش فجه عشان ياخدنى .. شكرا ليك تعبتك
أومأ لها بلا مبالاه ومشي ويسيبهم وعماد يطالعه بهدوء بص لأبنته إلى كانت خافضه انظارها وشارده قال – يلا نمشي
فاقت من شرودها اومأت له وذهبت وهى بتفتكر كلام احمد لكن تجاهلته وامضت قدما
فى مكان أخر كان احمد باص ليحي الى لم يبالى بنظراته قال – ممكن تفهمني هتفضل كده لحد امتى
قال ببرود – مش فاهم
– يحي الموضوع بقا يتكرر لازم تتابع على حالتك إلى بقت خطر ربنا ستر المرادى وروح كانت معاك واتصلت بيا ولحقناك على المستشفى بس الدكتور قالى أن النزيف هيأثر على الخلايا من جوا اكتر ، كلامه ميطمنش انت شبه بتموت وانا بتفرج عليك
لم يرد عليه بصله أحمد وقال – انت اى يا بنى هونا بكلم نفسى
– خلصت
– لا مخلصتش أنا مقولتش لروح عشان عارف انى لو قولتلها هتضايق منى وانت عايزها تعرف زى ما حدش يعرف عن مرضك حاجه بس انا
قال بغضب – متقولها .. شايفنى مهتم اوى إذا عرفت أو لا
– انت مش عايزها تعرف والا مكنتش شوفت القلق فى عينك لما فوقت وشوفتها موجوده .. خوفت ليكون الدكتور اتكلم معاها وعرفها حالتك … أنا إلى عارف وياريتنى زى البقيه حاسس انى مذنب .. سلمى لما تسالنى عنك بكدب عليها واقولها كويس وهى بتثق فيا ومصدقانى
تنهد يحي قرب منه وقال – متحسش بذنب يا احمد أنا كويس قدامك اهو
– وبكره .. بكره هتبقى كويس
– لما يجى بكره نبقى نشوف
كان هيتكلم بس رمقه يحي نظره بارده اصمتته وكأنه يخبره أن يقفل هذا النقاش
مر اسبوع اخر دون لقائات لكن يحي فى يوم كان فى ميتنج سمع صوت من تلفونه وكانت رساله استغرب من رقم غريب فتحها ” يحي أنا روح، الحقنى فى ناس خطفنى وعايزين يأذونى ومش عارفه أنا فين ”
اتبدلت ملامحه من الرساله لأستغراب بأن هذا ملعوب بلا أدنى شك لكن من يتلاعب معه .. لكن أيضا ماذا أن كانت حقيقه بعت ” بتكلمينى منين ”
” تلفون واحد منهم”
“بعتى اللوكيشن وانا جايلك ”
وبعد ثوانى كانت ارسلت الموقع رن على التلفون لقته مقفول بص احمد ليحي وقال – مالك
– لازم امشي
– فى حاجه ولا اى
– روح .. بتقول أن فى ناس عايزين يأذوها
قال بصدمه – ايه وهى فين عرفت مكانها
– بعتتهولى هروحلها
مشيى بصله أحمد وسأله أن كان ياتى معه لكن يحب قد سبقه ومشي ولم يستمع له
ركب يحي عربيته وقاد بسرعه حتى أنه لم يأخذ حراسته مسك تلفونه ورن على روح لقاها مبتردش استغرب هل الموضوع جادا هل هى بالفعل من راسلته، اسرع قيادته
خلصت روح المحاضره بصت على تلفونها استغربت لما لقت يحي اتصل عليها كتير قلقت أنه يكون فيه حاجه لقت تلفونها بيرن بي مكنش هو كان احمد استغربت وردت
– روح
– اى يا احمد هو فى حاجه
– انتى كويسه .. انتى فين دلوقتى
استغربت جدا وقالت – انا فى الجامعه
اتصدم احمد جدا وقال – فى الجامعه .. امال اى الرساله الى اتبعت ليخي أن فى ناس هياذوكى
– رساله !! رساله اى أنا معرفتش ارد عشان كنت فى محاضره
– يعنى اى .. امال يحي راح لمين
ووصل يحي للمكان كان شارع خلفى نزل وهو بيبص حوليه فتح تلفونه وبص من أنه هو صح وده المكان بس اتسعت عينه وتلفونه وقع من أيده وصدر صوت اختناق منه حين دخلت ابره فى رقبته
برزت عروقه ومسك تلك اليد من خلفه بقوه ولواها جامد وشال الحقنه ودفعها أرضا وقع ذلك الشخص حس انها واحده من جسمها الضعيف واتفجأ جدا لما لقاها ساندى
– ا..انتى
قالها بضعف وقد بدأت قواه تخور قواه، جس على ركبتيه ومش عارف ماله جريت ساندى عليه بقلق قربت منه ومسكت وشه بحزن قالت بأعين دامعه
– اسفه .. أنا اسفه يايحي سامحنى
اتسعت عينا يحي وصدر صوت اختناق منه حين دخلت ابره فى رقبته برزت عروقه ومسك تلك اليد من خلفه بقوه ولواها جامد وشال الحقنه ودفعها أرضا وقع ذلك الشخص حس انها واحده من جسمها واتفجأ جدا لما لقاها ساندى
– ا..انتى
قالها بضعف وقد بدأت قواه تخور جس على ركبتيه ومش عارف ماله جريت ساندى عليه بقلق قربت منه ومسكت وشه بحزن قالت بأعين دامعه
– انا اسفه .. اسفه يحي معرفش أنها هتوجعك متزعلش منى
كان حاسس أنه جسمه متخدر وبيبصلها وعينه حمراء قال
– لى عملتى كده
– عشان بحبك، متخفش هتكون كويس ده مخدر مش اكتر أنا مقدرش اذيك
كان بيبصلها بريبه وكأنها مجنونه واى إلى ممكن تعمله، قربت منه وساندته حاول أن يبعدها عنه بس كان هيقع سندته وقالت
– أسند عليا جسمك دلوقتى ضعيف
راحت للعربيه ودخلته وبعدين ركبت ومشيت ووقفت فى مكان أخر ناحيه بناء من الخلف دخلت وهى سانده يحي وكانت فى واحده مستنياها وباين عليها القلق قربت ساندى منها وقالت
– عملتى اى
– الكرت اهو
خدت الكرت منها وقالت بحده – مش عايزه حد يزعجنا سمعتينى ولا مخلوق يعرف انى هنا
اومأت لها وهى بتقول – حاضر
مشيت ساندى وكان يحي بيمشي ببطئ وهو يتكيأ عليها ودايخ وبيحاول يحدد هو فين مش عارف من الغشاوه إلى فى عينه، خرج كلماته بصعوبه وهو مش قادر يتكلم
– اح..احنا فين .. وبنعمل اى هنا
– هقولك بس لما نوصل ونكون أنا وانت وبس
– انتى وخدانى على فين
– هتعرف كل حاجه بس يلا
مكنش قادر يعمل حاجه وهو حاسس ان التخدير بقا يوصل لجسمه كله
قالت روح – متفهمنى يا احمد فى اى ورساله اى دى
– فى حد بعت ليحي على أساس أن انتى وان فى ناس هياومى وانتى مش عارفه انتى فين قال انك بعتيله عنوان وراح يشوفك
قالت بصدمه – ايه بس انا كويسه
– منا عارفه بس باين يحي هو إلى مش كويس .. انا هشوفه فين
قفل معاها وهى استغربت رنت على يحي بس لقت تلفونه مقفول افتكرت كلام احمد والرساله ودماغها تودى وتجيب لى قلقانه عليه ممكن يتأذى عن طريقها .. بس رجعت بذاكرتها ليوم الافتتاح
F
– ازيك يا روح
بصت روح لساندى بحنق وقرف قالت بابتسامه – اتغيرتى عن الاول
– بس انتى لسا زى ما انتى يساندى رخيصه وشوفتك بس ليا بتح*رقك
ابتسمت وقالت – لا مهو واضح مش انا إلى بتحر*ق ده انتى .. اصل جوزى منمش مع غيرى وانا اولى .. تصدقى دى كانت احلى ليله فى عمرى
ضحكت روح بصتلها باستغراب لتنظر لها من فوق لأسفل وتقول
– انتى صدقتى ياساندى نفسك ولا اى .. هل يحي فعلا يوم أما يجي يخونى هيخونى معاكى
– وبدام واثقه انه مخانكيش سبتيه لى
– والله دى حاجه ترجعلى
– معاكى حق .. بس انا مش جايه افتح القديم أنا جايه اقولك انك تنسي يحي زى أما سبتيه متفكريش ترجعيله .. وإلى معرفتش اعمله وانتى فى حياته هعمله وانتى براها وهو مش هيشيل هم خيانه أو لا .. فكره أنه يكون معاكى تانى يا روح مش هتحصل
B
اتصدمت معقول تكون ساندى صاحبه الرساله واستدرجته عن طريقها بس هو فين دلوقتى .. معاها
كانت مصدومه اتصلت بأحمد رد عليها قالت – احمد تعرف تجبلى الإماكن إلى تقدر ساندى تروحها وبتملكها
– ده وقته يا روح اشمعنا ساندى يعنى ..
ليردف باستدراك- انتى عايزه تقولى ..
– اه ساندى الى بعتت رساله، فى مكان تقدر تروحه زى بيت مثلا كانو هياخدوه أو مكان محدد تقدر تروح عليه؟
– هشوف
مشيت روح بسرعه خرجت من الجامعه ركبت تاكسى سريعا وبعد شويه احمد اتصل عليها وقال
– لا ملقتش حاجه بس فيه فندق بتاع ابوها
– ابعتلى عنوانه بسرعه
وفعلا بعت احمد العنوان ليها وتوجهت إليه على الفور
فتحت ساندى اوضه بالكرت إلى معاها ودخلت وقفلت الباب قربت من السرير وحطت يحي عليه التى لا يقوى على الحركه قربت منه وهى بتبصله
– متعرفش أنا قعدت سنين بتابعك من بعيد بشوف اخبارك كل يوم واعرف اى جديد عنك
قربت منه أكثر وقالت – اشوف اذا كانت فى واحده دخلت حياتك ولا لا .. بس هى رجعت وانا مش هسمحلها تفرقنا عن بعض تانى
قربت منه بحب وتلامس شفتاه بصلها يحي والرؤيه مش واضحه بس اتكونت صوره روح وهى بتبتسمله وتمشي بيدها على وشه مكنش مصدق أنها هى
– ر..روح
سمعت ساندى الاسم اتضايقت بس شافته أنه مش واعى وشايفها روح فبتالى هيستجيب معاها
– متعرفش استنيت اللحظه دى قد اى .. استنيت انى اكون فى حضنك انت وبس، حتى تخلى مقدرتش اسمع كلامهم واوقف عن حبك .. شيفينه جنون بس انا فعلا مجنونه بيك يا يحي
قالت اخر جمله مبين شفايه وهى تقبله والصوره اتوضحت ليحي وشافها هى مش روح عرف أنه اتخيل بعد وشه عنها بضعف وهو بيقول
– ل..لا أ..انا مش كده
– متخفش يا يحي محدش هيعرف طريقنا أو يزعجنا هكون أنا وانت وبس مش هنبعد عن بعض تانى
– ا..انتى م..مريضه
قالت بعصبيه وانفعال – ايوه مريضه .. مريضه بيك وانت حقى وليا أنا وبس
قربت منه بحنان وقالت – انت كمان بتحبنى صح يا يحي .. قولها متخبيش
مردش وهو باصصلها وحاسس بغثيان وألم مالت عليه وهى بترجع شعرها لورا وبتبصله وبتمشي أيدها على صدره وبتقول
– انت وحشنى اوى
فتحت ساندى ازرار قميصه وهو لا يقدر على الحركه ليمنعها ومش فى وعيه لكنه مدرك لذاته رفعته قليلا وهو بيميل بجسده عليها وقلعته قميصه ونيمته تانى وأصبح عارى الصدر أمامها نظرت إلى عضلاته وعروقه مشيت بأصبعها عليه وهى تحكه بأظافرها وبتخليه يحس بملمسها الناعم وتحاول اغرائه وتقول
– سبلى نفسك اوعدك انى هنسهالك .. أنت مسبتليش حل غير كده لو واحده حاولو تاخدك منى أنا هقتلها انت ملكى يا يحي
قلعت البلاوز واصبحت بتوب قط ضيق يبز مفاتنها قربته ونامت فوق صدره وهى تنظر لوجهه وتلمسه بيدها وقربت منه بعد يحي وشه بتعب ابتسمت واحتضنته بحب وهى بتقول
– كان نفس تبادلنى الشعور إلى أنا حساه دلوقتى وانا فى حضنك بس مش مشكله المره الجايه
– ل..لا .. أنا م..مش خاين
– خلاص يا يحي مفيش حاجه بتربطك بيها انت مش هتكون خاين انت حبيبى أنا وبس يعنى مفيش غلط ومس هتخون حد
– لا ..روح .. ابعدى
– ولا روح هتقدر تاخدك منى سمعتنى إنت ملكى انهارده افهم بقا خلينا نعيش اليوم هخليك تحبنى بس ادينى فرصه
حطت أيده على وسطها وهى تمشي بيدها على صدره باثاره وتنظر لعضلاته نامت فوق وهو يحاول أن يبتعد عنها لكن لا حركه له قربت من رقبته وزعت وقبلته وهو مش فى وعيه بصتله وقالت
– بعد شويه والمفعول هيمشى بس هتنام شويه .. هكون شبعت منك
دخلت روح الاوتيل وتقدمت من الاستقلال قالت
– فيه غرفه هنا محجوزه باسم ساندى أو يحي
فى بنت كانت واقفه ملامحها اتبدلت وعرقت بصتلها روح ولاحظت تغير وشها
– لا والله ما فيش
اتقدمت روح من البنت لقتها بتمشي اسرعت بأتابعها والبنت بتبص خلفها مسكتها روح من أيدها وقفتها قالت
– تعرفى هى فين
– هي مين
– ساندى
– ل..لا معرفش حاجه
مسكتها روح من ملابسها حامد وقالت بغضب – قسما بالله لو ما نطقتى لهتشوفى هعمل اى .. انطقى فى انى اوضه
– مقدرش ده شغلى وخصوصيات
شغلك مين يابت وإلى عملتيه اسمه شغل
– والله هددتنى أنها هترفدنى لو منفذتش إلى قالته
سكتت روح تنهدت وسبتها وقالت – ولو صاحب الفندق نفسه هو إلى قالك أنه مش هيرفدك بس تدلينا على مكانهم
بصت لها بدهشة أشارت روح إليها والفتاه انصدمت لما شافت بدر قرب منها وقال بجمود
– قولى رقم الاوضه وهاتى الكرت وحصلينا
– حا…حاضر
وفعلا مشيت سريعا لتنفيذ أوامره بص بدر لروح فهى من اتصلت به واحضرته قال
– عارفه لو قولتيه كدب وبتتبلى على بنتى أنا مش هسكت وهندمك جامد وانسي انك بنت صاحبى
– بتمنى يكون كدب لأن بنتك بقيت تخوف أظنك مدرك ده بنفسك والا مكنتش جيت
سكت ومردش وبعد قليل جت الفتاه خدت روح الكرت ومشيت
فى الغرفه كانت ساندى تقترب من يحي كان يشعر بالضيق الشديد والدوار نظرت إليه بعدين قربت منه وهى تمسك بوجهه قالت
– عيزاك تعرف ان انت الوحيد إلى عملت كده عشانه ومهتمتش بنفسي انت إلى اتنازلت عن اى حاجه قصد أنه يكون ملكى .. صدقنى محدش هيلمسنى غيرك
كانت قريبه جدا منه حيث لم يفصلهما شيئا وبتبصله بتوهات قربت من شفتاه ولامستهم بس فى لحظه كان الباب اتفتح باندفاع غضبت جدا قالت
– انا مش قلتلك محدش يزعجنا
لفت واتصدمت لما شافتها روح إلى بصتلها بشده وبصت ليحي النائم مش فى وعيه غضبت جدا وقربت منها بسرعه ومسكتها من شعرها وهى بتبعدها عنه صرخت ساندى بتألم فقامت روح ضر*بتها بالقلم بعز ما فيها وهى بتقول
– اه يا وسخ*ه جيباه هنا عشان تقربيله غضب عنه
– اه سيبى شعرى يا حيوان*ه أنا هوريكى
ولسا هتضر*ب روح مسكت أيدها وعوجتها وهى بتقول – روح بتاعت زمان ماتت ياروح امك مبقتش الهبله إلى يضحك عليها .. قسما بالله لو قربتيلو تانى هقت*لك سمعتينى
– ابعدى يابت فكراه هيرجع يفكر فيكى وانتى إلى سيباه، افتكرى أنه خانك فى الاول وفى الاخر ووجوده هنا اكبر دليل
ابتسمت بسخرية وقالت – لا مهو واضح أنه جاى برضاه فعلا.. بعدين متقلقيش احنا مش هنشوف وشك تانى
استغربت جدا وسمعت صوت فجاه من برا اتصدمت لما لقت البوليس جت تمشي قبضت روح على يدها وهى بتقول
– ده البوليس بس هما هيودوكى للمصحه
بعدتها ساندى عنها ومشيت بس مسكوها صرخت وهى بتقول – ابعدو عنى هوديكو فى ستين داهيه متعرفوش أنا مين
بس سكتت فجأه لما شافت ابوها واقف بيبصلها وعينه مدمعه وحاسس بالذل والإهانة قربت روح من يحي بصتله بحزن قالت
– انت كويس
– ر..روح ا..أنا .. مخونتكيش ا..
قاطعته بهمس وهى تقول- ششش انت متعملهاش
بصلها وهو مش وعيه حطت دراعه على كتفها وسندته على الوقوف وكان ثقيلا عليها خدت قميصه ومشيت بصتلهم ساندى وقالت بغضب شديد
– راحه فين .. مش هسمحلك تاخديه سمعتينى .. يحي ملكى أنا وبس .. متروحش معاها يا يحي
وقفت روح بغضب وبصتلها وهى تريد أن تبرحها ضربا أوقفها يحي وهو بيقول بضعف
– س..سبيها يا ر..روح متسمعلهاش .. يلا نمشي
كان ينظر إلى ساندى بضيق وشفقه بصتله روح واومأت له وخدته ومشيو وهى سنداه، وساندى تصيح بهم غضبا وجنون
– مش هسيبك ياروح .. هقت*لك
خدها البوليس بس وقفو لما بدر قرب من ابنته وبص على ملابسها سرعان ما صفعها بقوه اتصدمت ساندى بعد وشه عنها قالت بحزن
– بابا…
– خدوها ده لمصلحتها
خدوها ومشيت وهو تناديه وتهتف بيحي بجنون ويحزن على ابنته وكيف وصلت لهنا من حبها الجنونى التى أصبح خطرا على الجميع ويجب أن يضع حدا له
دخلت روح يحي العربيه بتعته إلى لقتها وهى فى طريقها ليه وكان فى الشارع الخلفى .. عدلته ولبسته قميصه وهى تمنع عيناها أن تنظر له وهو عارى الصدر، كان بدأ يفقد وعيه قالت
– يحي .. خليك معايا ، بيتك فين
– ن..نستيه ي..يا روح
قالها بصوت ضعيف بصتله باستغراب لتتسع قدحتا عيناها فهل يقصد البيت التى جمعهم لمده قصيره ثم افترقا استغربت لانه قادر يعيش فى فله ايوه البيت مش وحش بس هو رجع احسن من الاول كملت طريقها وهى متوجهه إليه، لحد اما وصلت نزلت وهى بتسنده بصت على البيت وافتكرت لما جابها هنا اول مره تنهد ودخلت وحين وطأت قدماها داخله بصت للممكان حست بالحزن وقالت
– انت .. انت لسا قاعد هنا
– غ..غبى مش كده
بصت له من ما قاله ليكمل- معرفتش اسيبه عيشت بتعذب فيه وانا بفتكرك بحاسب نفسي على غلط أنا معملتوش .. لحد ما وصلت للى أنا فيه
دمعت عينها تقدمت بيه لغرفتهم التى تتذكرها حاولت أن تمنع ذكرياتها وغبار الحنين التى ينصدم بأعينها
نيمته على السرير برفق وعدلته قلعته الجزمه ومسكت الغطاء ورفعته عليه ليدفأ بصتله شويه لملامحه بعدين مشيت بس يحي مسك أيدها بيوقفها
– متسبنيش
بصتله تلك الكلمه قالها من صميم قلب يحي التى تعرفه وليس بروده الذى يخدع به الآخرين
– لى بعدتى عنى .. لى سبتينى فى عز منا محتاجلك .. لى اذتينى زيها .. ا..انا حبيتك بجد
سكتت وهى مش عارفه تقول اى بس حست بغصه فى حلقها وجزت على شفتاها بحزن
– أنا مريض بسببك
بصله بشده ليكمل – انا مريض بيكى ياروح .. نهتينا ونهتينى معاكى .. كان .. كان نفسي فى حياه عاديه .. حياه بسيطه ملهاش غيرى أنا وانتى وبعيد عن كل دى المشاكل .. كان نفسي اعيش مرتاح زى بقيت الناس بس الراحه ملقتهاش من وانا صغير وكأنها مش مكتوبالى.. بس هانت .. ملقتش الراحه هنا جايز الاقيها فى مكان تانى .. هيفضل العذاب بس الى ملاحقنى بقيه عمرى .. حتى الموته مخترتهاش ومفهاش راحه بالعكس أنا هتالم فى كل يوم بيمر عليا لحد اما وقتى يجي وأرتاح، تفتكرى الراحه كتيره عليا
قربت منه وقالت – هترتاح يا يحي بس متقولش الكلا ده تانى
– اوقات بسال هتزعلى عليا ولا كرهك هينسيكى حبى ليكى؟
بصت له بشده وقالت – بس يا يحي كفايه ارجوك لى بتتكلم عن الموت .. بعد الشر عليك كل حاجه هتبقى كويسه .. اوعدك .. أنا مبكرهكش والله
– طب لى .. مدام مبتكرهنيش بتعملى فيا كده لى .. مبقتش عارف بتخلينى ولا بتكرهينى ولا انتى هنا دلوقتى مجرد انسانيه … مبقتش عارفك … تفتكرى ممكن نرجع من تانى يا روح
بصتله وسكتت بعد أيده عنها وقال – شبه مستحيل .. جوايا حاجه ناحيتك ماتت ومبقتش زى ما كانت
دمعت عينها بحزن من الذى قاله وشعرت بخيبه وكأنها بالفعل كانت تأمل عودتهم لكن رأت ذلك حلما لكل منهم لكن لا يستطعو البوح به، بصتله وهو بيغفو بعد أما انهى طاقته قربت منه وكانت تود أن تلمسه كالسابق لكن يدها تجمدت ولم تستطع تنهدت بقله حيله وبعدين اعتدلت فى وقفتها وغادرت
بصت على الشقه سالت دمعه من عينها وهى بتفتكر كلمات يحي المنكسره وحديثه عن الراحه والاذيه التى سببتها له لكن عينها وقعت على مكان ماكانت جالسه وتهتف به بانفعال عن خيانته وهو يبرر لهم ومشاجرتهم التى انتهت بتركه وحيدا تنهدت وبثت قدامها ومشيت فهذا لم يعد مكانها
نزلت شافت احمد بيركن العربيه وبينزل بصلها من وجودها هنا مشيت دون أن تنطق ببند كلمه
بعد مرور اربعه ايام فى أحد المستشفيات كان فى رجل يرتدى نعكف ابيض ويبدو عليه الوقار وخلفه خمسه دكاتره مبتدأين وكانت روح من ضمنهم قربت نرمين وقالت
– احلا يوم أما يكون علينا تدريب
– انا ابتديت اخاف منك وانا يقف جنبك وانتى باصه لدم وكأنه حاجه عاديه
– احلا حاجه تخصص الجراحه
– دمويه
– عارفه
ابتسمو الاثنان وتابعو سيرهم بصمت والطبيب يلقى خطابه للجميع بس روح وقفت فجأه بصتلها نرمين وبصت هى باص على ايه واتفجأت لما شافت يحي وكان خارج من المستشفى بجمود ويرتدى نظارته الشمسيه
– مش ده يحي
كانت روح بتبصله وهو بيركب عربيته قالت
– كان بيعمل اى هنا
– ممكن عيان ولا حاجه .. يلا نكمل
– عيان
قالتها روح باستغراب بس دب فى قلبها القلق فهل معقول أنه أتى إلى المستشفى لنفسه الى هو مريض، استأذنب من الطبيب أن تذهب الى الحمام وستعود وافق وأخبارها أنه سيكونو فى قسم العياده اومأت له وذهبت، راحت روح مكتب
الاستقبال وقالت
– كنت عايزه اعرف ” يحي ابراهيم الفاخرى” مريض هنا
– بس ده خصوصيات نرضى مينفعش نطلع عليها اى حد
– انا دكتور متدربه وابقى مراته
اتفجأت الفتاه بشده واومأت وهى تقول – هشوف
دورت فى الائحه بس نفيت وقال – لا بصراحه
استغربت روح بس اطمأنت لتجدها تكمل – ممكن تشوفى فى الكشوفات أن جه مجرد زياره مش مريض أساسي فى المستشفى
اومأت لها وهى تشكرها ومشيت وسألت أحد الممرضات فدلها على ذلك المكان وراحت ولما دخلت وجدت دكاتره قالت
– آسف على دخولى بس ممكن اشوف الكشوفات لحظه مش هاخد وقتكم كتير
بصولها باستغراب قال إحداهم- وانتى عايزه تشوفى مين
– يحي ابراهيم الفاخرى
استغربو وكأنهم مسمعوش الاسم ده دور فى الكشف ونفى وهو بيقول
– لا مفيش
استغربت جدا كانت هتمشي قرب واحد منها وقال – تعالى
خرج بصتله باستغراب وتبعته قالت – حضرتك تعرف حاجه عنه
– اه .. بتسألى عنه لى
قالت بتوتر – هو .. أصلى شوفته خارج من شويه فكنت عايزه اعرف لو كان مريض ولا حاجه وبيعمل اى هنا
أومأ لها بتفهم قال – كان عندى
بصت له بشده فقال بتفسير – انا الدكتور إلى بتابع حالته
– حالته !!! لى هو عيان
استغرب ورفع حاجبه بإستنكار وقال – اه .. تعرفيه منين انتى حد من عيلته
سكتت شويه وهى مش عارفه تقول ايه بس اومأت برأسها بمعنى أجل ثم قالت – هو عيان ماله
– امم شكل فعلا محدش يعرف بحاجه زى كده
– حاجه اى !!
– أنه عنده ورم في المخ
يتبع….
– امم شكل فعلا محدش يعرف بحاجه زى دى
– حاجه ايه؟!!!
– أنه عنده ورم فى المخ
احست روح بصدمه كبيره وارتجف قلبها لسماع ذلك
– مكنش هنا كمتابعه هو اصلا مش مهتم بحالته ، معرفش ينفع اقولك ولا لا عشان دى اسرار مريض بس جايز كلامى معاكى يطلع بنفع ، هو ايامه معدوده ولما جه دلوقتى كان بسبب الاعراض الى بتظهر عليه فبيوقفها مش اكتر بس الورم بيكبر وممكن التلت شهور الى باقينله ميكملهمش .. حاولت اقنعه بالعمليه بس هو مش عايزه ورافض هى اه نسبه نجاحها ضعيفه بس احسن ما يكون قاعد ومستنى المرض ينهيه
مكنتش روح مصدقه الى سمعته وحاسه ان الارض لا تتحملها وكأنها صعقت بخبر شقها لنصفين، كان قلبها بيدق بخوف ورعب بصلها الدكتور من وشها التى تغير لونه قال
– انتى كويسه، بعتذر لو تقلت عليكى بالكلام
كانت فى حاله شبه لا واعى لتقول – مستحيل
بصلها وهى تردد فى نفسها وتنفى براسها وعينها مدمعه – مستحيل
مشيت سريعا وتركته وهو يطالعها ، خرجت روح من المستشفى وهى مصدومه وعينها ترتجف مسكت دماغه بكلتا يداها وبتفتكر كلام الدكتور افتكرت يوم اما كانو على السطح والتعب الى ظهر عليه افتكرت يوم اما كانو هيعملو حدثه ولقت دم بينزل من مناخيره منغير سبب .. هذا الضعف كان بسبب مرضه الورم بيكبر ممكن التلت شهور الى باقينله ميكملهمش ”
– يحي
قالتها بصوت ضعيف افتكرته وهما على السطح ” حققتى انتقامك ياروح .. عايزك تستريحى انا بموت سمعتينى ”
نفيت برأسها بخوف وهى بتقول – لا .. انا عملت ايه
افتكرته لما كان مش فى وعيه ” عيشت بتعذب على ذنب انا معملتوش، انتى نهتينا ونهتينى معاكى .. انا حبيتك بجد”
سالت دمعه من عينها وايدها بتترعش واعصابها تتلف
– عانيت قد اى يا يحي .. عانيت عمرك كله عشان يحصلك ده فى الاخر .. معقول اكون انا سبب من ضمن الاسباب فى مرضك
افتكرت نفسها قديما بكائها فى الليل انكماشها على نفسها وقوفها وهى تردد دعائنا ان يقتص الله منه، سجودها ليلا ونهارا
دموعها التى كانت تتساقط وتدعى الله مع كل قطره الا تنزل هباءا .. معقول .. الن ينسي الله دعائها لحد هذا اليوم .. ان الله حقق مبتغاها وقبل دعائها بعدما شعرت انه لم يتقبله لكن لم تعلم انه سياتى هذا اليوم انها تتراجع .. هل بعدما أحبته سيسلبه منها كأى شئ احبته
– مش عايزه حقى .. مش عايزاه يارب .. بعد اما خلتنى احبه هتاخده منى لى … بتعقبنى على اى انا عايزاه يفضل جنبى .. لى تردلى دعائى دلوقتى وتعاقبنى على قسوتى بالشكل ده .. يبقى ظلم وانت عادل مبترضاش بالظلم ابدا … محدش اتظلم قد يحي، اتظلم كتير ومنى انا … ازاى كنت غبيه كده وعيدت غلطتى للمره التانيه
افتكرت والدتها قسوتها ورؤيتها لها وهى مسطحه على فراشها وتعانقها وكان عناقها الاخير لها رغم انها لم تبادلها لكن يحي كان السبب فى ان تراها قبل مماتها .. متعملتش من الى حصل وازاى خسرت والدتها وهى لم تراها وبعيده عنها فتره كبيره .. دلوقتى عملت نفس الحاجه .. قسيت على ييحي الشخص الى رجعها من جديد واهتم بيها .. الى ضحكها ومسبهاش لحظه وتحملها بكل تقلباتها .. هتخسره بنفس الطريقه لكن بالموته الشنيعه .. الموت .. ذلك الشئ الذى سيأخذه منها .. ماذا فعلت بحماقتها .. كيف اوصلتهم لهنا .. صارت تلعن نفسها فى تلك اللحظه .. أنها عادت لرشدها لكن بعد ماذا
وصلت روح لشركه وكانت تسرع اليه قابلت احمد أستغرب من وجودها قال
– روح
بصتله بحنق تقدما منه وقالت بغضب – انت كنت عارف .. صح كنت عارف ومقولتليش اتكلم
– عارف اى
– ان يحي مريض يوم المستشفى كدبت عليا
سكت احمد ومردش وحاسس بالضيق صرخت فى وشه وهى بتقول
– لى سايبه كده .. ازاى تخبى عليا حاجه مهمه زى دى .. محدش يعرف صح .. محدش يعرف غيرك .. ازاى تسكت عن حاجه مهمه زى دى لى تكون عارف واحنا منعرفش
– ياروح افهمى يحي مش عايز حد يعرف .. هو اصلا مقاليش أنا عارف من قريب يعنى مش من مظه يوم كنت معاه فى المكتب ولقيت الأعراض إلى لتظهر عليه
ووقع من طوله طلبتله الدكتور وودناه على المستشفى وقتها عرفت يعنى مش هو إلى قايلى .. هو مكنش هيقول لحد .. انا عملت الى فى ايدى والى قدرت معاه بس هو مبيسمعليش
– مش مبرر حرام عليك .. ا..انا لو مكنتش شوفته انهارده مكنتش عرفت .. هتقولنا امتى لما يموت
– ياروح انا …
مشيت وسابته وهى متوجه ليحي بصلها بشده ولحقها قال – روح استنى
مردتش عليه وكملت طريقها فتحت الباب ودخلت المكتب بإندفاع كان يحي بيشتغل ومعه اثنان من موظفينه بصولها من دخلها دخل احمد وهو بيقول
– روح..
بص يحي ليها من وجودها وبص لأحمد التى كان يتبعها قالت روح
– عايزه اتكلم معاك
بصلها باستغراب لم يبالى كثيرا بص للموظفين اومأو له وذهبو بصتلهم روح حتى خرجو وقف يحي ببرود وقال
– اى الى جابك وازاى تدخلى المكتب كده
بصتله روح ومردتش استغرب من صمتها لقا عينها بتدمع وهى بتبصله وتندفع الى بقوه لتنصدم بصدره وهى تعانقه اتصدم يحي وبصلها بشده من قربها منه والحواجز التى لم تهتم بها
– روح
لقاها بتنشج اتصدم اكتر وبدأ صوت بكاها يعلو ويقدر يسمعه بصلها بشده قال
– مالك
ضمته اليه أكثر وهى تقول – متبعدش ارجوك انت وحشتنى اوى
مكنش فاهم اى حاجه واقف بصمت ويبصلها لتقول – لى مقولتيش ومخبى علينا حاجه زى دى
بعدت عنه وضربته فى كتفه وهى تقول- لى معرفش بمرضك .. فاكر انها حياتك لوحدك
اتفجأ من الى قلته هل باتت تعلم بمرضه .. لكن كيف ومتى ومن اين .. بص لأحمد ببرود الى كان يقف فهو من يعرف لا احد غيره
– مش احمد الى قالى انا عرفت من عن طريق المستشفى الى كنت فيها
– مستشفى!
اومأت له وهى تقول – اه كان عندى تدربت وشوفتك احساسي انى اعرف سبب وجودك خدنى بانى بحثت عليك لتكون من المرضى إلى هناك وقابلت دكتورك وهو إلى قالى
احس بالضيق من تلك الصدفه المستشفى التى ذهب إليها ذاتها التى كانت روح لديها تدريب اليوم بها، عادت لعناقه نظر اليها لتقول من بين بكائها
– كنت هتخبى لحد امتى
بص احمد ليحي وروح التى تعانقه احس بألم ايسر صدره تنهد وخرج ليتفادى ذلك المشهد فايا يكن ان قلبه لا يزال يحبها
كانت بتعيط وهى تطوق عليه بزراعيها وكأنها تريد ان تخترق صدره
– ابعدى
قالها يحي بجفاف بصتله بأعين دمعه وقالت – ايه
حط أيدها على كتفها وهو يبعدها بصتله بشده فهذه المره الاولى التى يبعدها عنه قالت
– عارفه انك زعلان منى .، عارفه انى قسيت عليك واذيتك بكلامى قبل افعالى .. عارفه انك استحملت كتير .. انا اسفه سامحنى
– عايزانى اسامحك وانا ملقتش السماح منك رغم كل الى عملته عشان سبتيني عشان كدبه .. بالسهوله دى اسامحك يا روح
احست بالحزن والذنب الملتف حول عنقها قالت
– انا .. انا مقصدتش نكون هنا .. عارف انى اتسرعت بس ..
قاطعها وهو يقول – بس اى يا روح .. اى هو الى مقصدتهوش … كسر قلبى ولا انى اعيش تلت ستين بتعذب وانتى بعيده عنى .. اعيش مع ذنب مرتكبتوش
سكتت ومردتش ليردف – كنت بسأل نفسي انا بتحاسب على اى ومش لقيله اجابه … عايش بتحاسب على اى طول عمرى ومحدش بيدينى جواب مقنع .. بس انتى جيتى وادتينى اجوبتى ويارتنى ما عرفتها .. شوفت نفسي مغفل اوى ان كل الى كنت بعمله على ما فيش .. كرهك مقلش وجودك كان لسبب وهو الانتقام .. بتعيطى لى دلوقتى احساس بذنب بس افرحى انا الشخص الى بتكرهيه وهتستريحى من شوفته الى لما بيجمعك مكان بس بتتخنقى لوجوده معلمى .. هترتاحى من كل ده زعلانه ليه
– اسفه على كلامى الى مكنش من قلبى والله كنت حاسه انى بقولك كده لرد كرامتى
قربت منه وهى بتقول – انا حسيت معاك بكل حاحه انت عملتها عشانى .. انا حبيتك بس .. مقدرتش اعترف بالحب ده لنفسي .. والله ما كان غرضى الانتقام انا مش عايزه غيرك زى بظبط .. والله بحبك
– وانا معدتش عايزك يا روح
حست ان قلبها بيتكسر من الى قاله ليكمل – وانا واقف قدامك شايفك كدابه بتخدعينى زى ما خدعتينى قبل كده، حتى الكلمه الى نفسي اسمعها منك بجد بقيت بضايق لما تنطقيها .. مش قادر اصدقك .. جوايا حاجه ماتت ناحيتك
– كفايه يا يحي كفايه ارجوك
– هو كفايه فعلا .. امشي
بصتله بشده اعطاها ظهره واكمل ببرود – امشي ياروح .. مش عايز اشوفك هنا تانى
سالت دموع من عينها بحزن وقهر وعينها منكسره وهى تشعر بألم شديد من ما فعلته به وبنفسها
لفت ومشيت وهى تتمنى ان يوقفها لكنه لم يفعلها .. ألم يعد يحبها هل انطفأ تجاها .. انها السبب فى كل ذلك .. يصلها أحمد من شكلها وهى تسير وحزينه فظن أن الأمور ستتحسن بينهم .. ماذا حدث
نزلت من الشركه رن تلفونها وكان على ردت عليه
– اى يا روح انتى فين
– فى حاجه
– سبتى التدريب وروحتى فين
– معلش كنت بعمل مشوار مهم
– تمم انا قلقت عليكى بس
– شكرا يا على
– على اى، اكلمك بعدين
وانها مكالمتها بصت على. الشركه من أعلى ناحيه مكتب يحي تتمنى ان تراه واقفا يراها لكنه لم يكن موجودا أحست بالخيبه ومشيت
كان يحي واقف فى مكتبه يضع يده فى جيبه بجمود دخل احمد بصله وهو معطيه ظهره قال
– يحي .. روح خارجه بتعيط لى
بصله يحي من سؤاله عنها قال بتوضيح – اقصد حصل حاجه
رد بكل برود – لا
تعجب احمد لكن لم يعلق وذهب أنه ظن أن وجود روح معه سيفرق معه الكثير وهذا ما يريده لكن يبدو أنه فهم خاطئا انه لا يبالى برؤيتها وعودتها له
فى المساء توقف يحي بسيارته امام منزله ترجل ودخل لكن تفجأ كثيرا واتبدلت ملامحه لما شاف روح قاعده على اول درجتين عند الباب وكانت ضامه دراعتها وباين انها قاعده بقالها كتير بصت ليحي ولاحظت وجوده وقفت لما شافته قربت منه بس هو قال بكل برود
– بتعملى اى هنا
حست بالحزن ولم تقترب اكثر قالت – مستنياك
– ليه؟
– محتاجه اتكلم معاك
– مفيش حاجه نتكلم فيها
– لا يا يحي ارجوك اسمعنى فى كتير الى بينا مش قليل
مهتمش بيها تخطاها وهو بيقول – روحى قبل اما الجو يقلب
– بس انا مش همشي قبل أنا أتكلم معاك يا يحي
– وانا معنديش كلام أقوله
– اسمعنى كفايه عناد مبينا احنا إلى اتنين .. ارجوك معدتش مستحمله كفايانا لحد هنا
سمع تلك الكلمات لم تتبدل ملامحه دخل وهو يقفل الباب تطلعت الى الباب المقفول فى وجهها وكأنه لم يعد منزلها تنهدت بحزن بصت لسما وتلك الغيوم والرياح
فى الليل كان يحي فى غرفه مكتبه بيشتغل سمع صوت الهوا يرتطم بزجاج والسحب تتصام ليبدأ هطول المطر تنهد وقام راح عشان يعمل قهوه بس وقف فجأه بص من الشرفه واتصدم لما شاف روح لسا قاعده ضامه جسمها والمطل يهطل والرياح شديد رمى الاوراق التى بيده بضيق
كانت روح جالسه وبدأت فى أن تتبلل فتح الباب لفت ورفعت عيناها ليحي قال بغضب
– ما مشتيش ليه
– قولتلك مش همشى غير ما نتكلم
قالتها بوجه يخلو من التعبيرات تعصب يحي مسك دراعها وقفها حست روح بألم قال
– انا مش قولتلك مش عايز اتكلم معاكى .. انتى مبتفهميش قاعده أحد دلوقتى ليه
مردتش عليه بص يحي على دراعها وغضبه فهو ينفعل فى الآونة الاخيره بعد أيده عنها
– أدخلى
بصتله روح بشده دخل وهو يقول – اعقدى جوا لحد اما الدنيا تتعدل ابقا اروحك، مش عايز حاجه تحصل زى المره إلى فاتت .. أدخلى متخافيش
– مش خايفه
يصلها لوهله لم يهتم وذهب
كانت روح جالسه تشعر بالبرد حست بحاجه تضع على كتفاها وكان يحي احضر غطائا لها بصت ليظاه وقربه منه لكنه لم يكن ينظر إليها ابتعد عنها وذهب، بصت على البطانيه إلى حطها عليها ليدفأها رغم أنه يشغل المدفأه
كانت قاعده لوحدها عطست لما حست بزكام لقت ايد بتمدلها وبها فنجان بصت ليحي خرجت أيدها وخدته منه وهى تقول
– شكرا
لم يرد جه يمشي مسكت روح أيده بتمنعه بصلها قالت
– أعقد معايا متسبنيش خلينا نتكلم ارجوك يا يحي
– معنديش كلام أقوله
– بس انا عندى ولازم تسمعه
– كنتى فين وانا كان جوايا جبل عايزه اقولهولك لقتنى لوحدى
دمعت عينها قالت بحزن وندم – انا اسفه ولله معترفه بغلطى انى سيبتك منغير ذنب .. معترفه انى مكنش ينفع اقولك يومها الكلام ده بس انا بخاف .. انا بخاف من انى اظهر مشاعرى الحقيقه .. بابين قسوه مش فيا خوفا على نفسي .. يحي انت اكتر واحد عارفنى .. حطلى عذر انت شوفت خوفى ده بنفسك .. خوفى من الكل انا كنت مضطربه نفسيا بس .. بس بيك رجعت زى الاول بس لما غلطت فى حقك .. انا معترفه بغلطى
وقفت قربت منه قالت – بصلى يا يحي .. انا روح الى كنت بتعتبرها بنتك قبل اما تبقى حبيبتك مش عايز تسامحنى .. قولتيلى قبل كده انك مبتزعلش منى .. معقول معدتش عايزنى زى ما قولت الصبح
– انا حبيت واحده مش موجوده بنيت شخصيه وهميه انتى رسمتهالى
سالت دمعه من عينها وقالت – والله كل إلى عشته معاك كان حقيقه .. مخدعتكش ولا كنت بمثل الحب عليك .. لو بصتلى هتعرف ده بنفسك .. روح لسا موجوده انت رجعتها وانت بس الى بتكون معاك على طبيعتها محدش غيرك .. يحي بلاش نبعد اكتر من كده كفايه
– معدتش له لزوم الكلام ده
– مش عايز تسامحنى يا يحي قولى اعمل اى ونرجع …
حس يحي بألم داخل رأسه وسمع صوت كصفير يعج رأسه اعتصر عيناه بألم وهو لا يسمع شئ سواه كان يراها تحرك فمها ولا يقدر على السماع
– ابعدى
سكتت روح بصتله وقالت – ايه
– ابعدى بقولك
اتخضت من صوته المرتفع وغضبه فلت أيده بقوه تألم روح مشي يحي وهو يحاول أن يتمالك حتى يبتعد عن ناظريها يحاول الا يظهر شئ به
دخل الاوضه مسك دماغه بوجع شديد وعروقه بارزه وجبهته تتعرق من ضعفه، كان لا يستطيع التنفس من الألم سند بيده على المنضده فتح التيشيرت قليلا
اتقدم روح من الأوضه إلى يحي دخلها لا تعلم لما تشعر بالقلق عليه طرقت الباب تستأذن بالدخول لكن لم تجد ردا تعجبت فتحت الباب بتردد وأما دخلت لقت يحي يسند على الحائط وباين عليه التعب
قربت سريعا قالت – يحي
مسكته برفق قعدته قالت – مالك انت كويس
أراح ظهره حط دراعه على عينه بصتله وتفاجأت حين وجدت دمعه تسيل على وجهه قربت أيدها من يده ومسكت زراعه بعدته عن عينه لقته عينه مدمعه قالت بهمس
– يحي
– من امتى وانا كويس
حست بالحزن الشديد وهى تراه هكذا ونبرته الضعيفه يبدو أنه يعانى من تلك الأعراض التى تشتد عليه، مسك وشه ومسحت دموعها وتتساقط دموعها هى، وكأنها لا تتحمل أن قلبها ينفرط من الحزن عليه
– مش هقدر اسامح نقسي ، انا السبب فى الى انت فيه .. سامحنى ارجوك كل الى قولتهولك كدب
يصلها قربت منه واحتضنته وهى تقول – انا بحبك اوى يا يحي .. بحبك وبخاف اعترف بالحب ده .. انا اسفه مش هقدر ابعد عنك أكتر من كده .. كفايه ارجوك كفايه نبعد عن بعض أنا محتجالك اوى
بصلها وهى تحتضنه وتبكى بانهيار وتنشج رأى خوفا وارتجافا فى كلماتها التى تخرجها بصعوبه، رفع زراعيه بتردد إليها استسلم لقلبه فلم يعد مكانا لتمثيل البرود أكثر من ذلك
احتضنها هو الآخر وكأنه ادرك أنه سيغادر الحياه لا محاله فلا داعى بأن يخفى مشاعره ويدع بروده يتملك منه أن أيامه
محسومه، سالت دمعه من عينه وهو يحتضنها ربت عليها لتهدأ وهو يرى خوفها، ضمته روح أكثر اليها وكأنها تطمأن نفسها أنه معها لن يتركها لكن دموعها تستمر بالنزول تدعى بقلبها الا يسلبه منها أن يجبرهم بعطائه الواسع أنها خائفه .. هذا الشعور يقتلها الرعب الذى يحل عليها أن ترا زراعيها خاليين .. تتمنى أن يكون هذا كابوس ويفيقون عليه وهم نائمين جنبا لجنب ويطمأنها كعادته لكن يبدو أنه الواقع .. الواقع المؤلم الذى يعتادون عليه
– روح
هم هممت بمعنى نعم أبعدها عنه نظر إليها وعيناها وانفها الاحمران
– ممكن تهدى
ابتعدت غصه حلقها وهى تأومأ بالطاعة لكن دموعها تستمر بالنزول مسحت وجهها بيدها وقالت
– مش عارفه يا يحي .. سامحنى مش بأيدى
بصلها لثوانى مسك أيدها وهو يقول – لو بتحبينى بجد وقفة عياط عشان ده بياثر عليا أنا
احست بالحزن قالت – بحبك
– من قلبك
بصت فى عيناه مباشره وقالت – محبتش حد قدك .. عمرى مكدبت عليك فى الكلمه دى إذا كان زمان أو دلوقتى .. حبى ليك مقلش للحظه يايحي كنت علطول بفكر فيك
قاطعها وهو يقول – بلاش نفتح القديم
– حاضر
أنها الأخرى تريد أن تنسا اى شئ فى الماضى
– عيزانى
سكتت وبصت فى عينه إلى كانت مدمعه وكان هو الآخر حزين اومأت إيجابا دون تردد
– حقيقلى اخر امنيه ليا عايز اعيش معاكى اليومين دول الله اعلم هكمى أو لا
بصله فى عينها واردف- عايز املكك
شعرت بغصه فى حلقها وكبحت دموعها ابتسمت قالت
– هترجعنى امتى
يصلها وكانت هذه كمواقفه منها رأى ابتسامتها بادلها ابتسامه خفيفه قال
– دلوقتى
بصتله بشده وقالت – ازاى هتلاقى مأذون دلوقتى والجو و ..
– سبيها عليا .. بس كلمى والدك وعرفيه بحاجه زى دى ممكن يضايق عليكى من الطريقه ابقى هاتى أكلمه
– هقنعه
اومأ لها مسح دمعه من على وجهها بصت ليده وحنانه وقف وتركها
وفعلا يحي عمل مكالمه من هنا لأحد مسؤلينه التى يعتمد عليهم وبعد قليل أتى بمأذون وقام يحي بإرجاع روح إليه، كانت لا تعلم هل تشعر بالسعاده أنه عاد إليها ام الحزن الذى يحل عليهم لكن كانت ترسم ابتسامه صادقه نابعه من قلبها أنه أصبح زوجها
كانت واقفه فى الشرفه تحدث والدها قالت
– معلش يابا معرفتش اكلمك
– على قالى انك سبتى التدريب يعنى المفروض تكونى هنا من الصبح .. انتى فين لحد دلوقتى ومبترديش على تلفونك ليه
– معلش مسمعتوش حضرتك عارف انى بعمله صامت ايام التدريب فنسيت ألغى الخاصيه دى
تنهد بضيق قال بهدوء – ماشي يا حبيبتى أنا بس قلقت عليكى .. ممكن اعرف أنتى فين
– عند يحي
قال بصدمه – يحي
– اه
قال بغضب – عند يحي ازاى يعنى انتى فى بيته .. اتجننتى انتى فكراه لسا جوزك
– بقا جوزى ، يحي رجعنى ليه
اتفاجأ كثيرا مما تقوله قال بصدمه – انتى بتقولى ايه
دخل يحي ووقف بجانبها بصتله قالت – اسفه عارفه انك متفاجأ وهتضايق عشان مقلتلكش حاجه مهمه زى دى .. احنا قعدنا واتكلمنا وخدنا القرار
– ازاى تاخدى قرار زى ده منغير ما ترجعيلى
– مقصدتش اضايقك أنا بس ..
مد يحي أيده بصتله ادته التلفون خده وكلمه بعيدا وبعد قليل عاد إليها بصتله خدته منه
قال عماد – تمام ياروح خلى بالك من نفسك
– مش مضايق منى
– هضايق ليه أنا كنت عارف انك لسا بتحبيه وبتكابرى وفى الاول وفى الاخر هترجعو بس اضايقت من الطريقه نفسها
– انا اسفه
– خلاص حصل خير ميفرقش حاجه عندى غير انك تكونى سعيده .. وانا عارفه أن سعادتك مش هتلاقيها غير مع يحي
ابتسمت وشكرته لانه يفهمها فعماد لطالما كان حنون معها وكأنه يعوضها عن حنان الابوه التى حرمت منه ويعوض نفسه هو الآخر بحبيبته التى فقدها وابنته التى تبقت له
بصت ليحي التى كان هادئا قالت باستغراب
– انت قولتله ايه
بصت ليحي الى كان هادئا قالت
– انت قولتله عشان يهدا كان باين أنه مضايق اوى
– فهمته الوضع مش اكتر إذا كان دلوقتى أو بعدين كنت هرجعك
بصت له بأمل وحب قالت – بجد يا يحي
بصلها ولم يرد ام يعلق لكن أمسك بيدها بحب وكأنه يعطيها الاجابه ابتسمت وامسكت بيده هى الأخرى
– أدخلى عشان متبرديش
– وانت ؟
– جاى وراكى
اومأت له بتفهم ومشيت وسألته وقف ينظر إلى السماء تنهد وخفض رأسه من المفترض أن يكون سعيدا .. لكنه ليس كذلك ابعد شعره للخلف وهو ياخذ نفسا بعد وقته من هدنته مع نفسه ذهب
توجه لغرفته وعندما دخل وجد روح تقف وكانت ترتدى قميص نوم اسود مناسق بجسدها يبرز مفاتنها وكانت جميله حيث جعلته متوتر أكثر منها لمجرد رؤيتها قفل الباب واتقدم منها كانت خافضه وشها الى كان احمر من الخجل مسك دقنها ورفعها ليه ليرى وجهها التى يعشقه كانت تتضع بعضا من مساحيق التجميل تزيدها جمالا وشعرها البنى الناعم التى رائحته تتغلغل فى انفاسه
– لسا عندك فرصه تتراجعى
نفيت برأسها بصلها يحي وكأنها تعطيه موافقتا الكامله تقدم واصبح امامها مباشره قرب من شفتاها وقبلها بحب وحنين، دمعت عين روح لكن بادلته وكبحت دموعها رفع ايده الى حملات قميصها وانزله من عليها ليقع ارضا أخذها بين زراعيها حملها الى السرير وهو ينزلها برفق وكأنه يخشي عليها ان يؤذيها كفراشه يعاملها برقه كى لا تخدش بمكروه
وزع قبلاته على رقبتها بشغف ودفأ لكن سمع صوت بص لروح لقاها دموع تسيل من عيناها وهى تغمضهم وكأنها تعافر احس بالحزن الشديد والندم قال
– لدرجادى مش عاوزانى وخايفه منى
فتحت عينها بصتله كان هيبعد مسكته وهى بتمنعه بصلها قالت
– لا يا يحي
– بتعيطى لى ياروح انا مش هقدر اجبرلك على حاجه
– انا مش خايفه منك انا .. خايفه انك تسيبنى
قالت اخر جمله بحزن وخوف عرف انها تقصد بمرضه التى سينهيه مسكت وجهه يكفيها وتقول
– خليك متبعدش عنى متسبنيش ماشي
احس بالحزن الشديد هو الاخر بصلها ومسح دموعها قال – مش هسيبك
بصتله بأمل وثقه وقالت – اوعدنى
سكت يحي وكأنه مش عارف يرد هل يوعد لها بشيء لن يتحقق ان مصيره محدد وهو الموت قبلها بشوق سالت دمعه من عين روح فلقد احست ان قبلته واقترابه كأنه يقوم بتوديعها ، كان مع كل لمسه يلمسهالها بحنان وحب وكأنه بيمحى اى ذكره سيئه تركها لها كان يمحى اثار الماضى ويذيقها عشقه وإلى اى قاع قد وصل
فى اليوم التالى كان يحي ينظر الى روح النائمه فى اعماق احضانه الدافئه وترتدى قميصه كانت لا تزال تبدو كطفله نظرته لها لا تتغير، كانت الصباح ينير وجهها ببشرتها الصافيه قرب ظهر أيده من وشها وهو يلمسها بحنان احست روح لمساته فتحت عيناها قليلا ابتسمت بنعاس اقتربت منه وهى تعانقه ابتسم عليها ابعد شعرها من على وجهها وهى تقول
– روح كفاياكى نوم
فتحت عيناها نظرت إلى صدره العارى التى تحتضنه رفعت وجهها ونظرت اليه- صباح الخير يا حبيبتى
قالها بابتسامه احمرت وجنتها خجلا وخفضت انظارها وهى تخبأ نفسها وترفع الغطاء على وجهها ابتسم عليها وقال
– ده إلى هو اى ده
مردتش أردف قائلا – هقوم اخد دش
اومأت براسها لكى يذهب ويتركها، ابتسم شال الغطا من على وشها اتخضت لقته بيبصلها فى عينها وبيقول
– متيجى ناخده سوا
بصتله بصدمه وقالت – انت قليل الادب
– انتى لسا واخده بالك
لقا وشها احمر كثيرا وكأنه سينفجر وتكتم غيظها منه باسها من خدها بصتله بشده قال- بحبك
قام وسابها ودلف الى الحمام حطت أيدها على خدها ابتسمت
فى منتصف اليوم دخل يحي المطبخ لقا روح واقفه تعد طعاما لهم وكانت لا تزال ترتدى قميصه التى يعطى جسمها منحنى اخر
قرب منها لف دراعه على وسطها من وراها اتخضت بس لما شافته هدأت كان يتشمم عنقها بتخدير وشعرها المنسدل كانت روح تشعر بلمساته لفت اليه واصبحت مقابله بصلها يحي طبع قبله على شفتاها دق قلبها جامد، حط ايده على وسطها رفعها وقعدها على الرخامه كان حاسس بضعف شديد وصدره يعلو ويهبط وينظر إلى شفتاها
قربت روح ايدها من ملابسه مسكته نظرت فى عينه وسحبته اليها وقبلته امسك يحي وجهها وتعمق فى قبلتها ثم ابتعد قليلا حتى تأخذ انفاسها حضنها وحاوطت رقبته بزراعيها شالها وهو بيقول
– بتعملى فيا ايه
ابتسمت خدها ومشي وقفته وهى بتقول – الاكل
– مش مهم دلوقتى ناكل بعدين
ابتسمت ومالت على صدره بأستجابه ابتسم عليها توجه لغرفتهم وضعها على السرير قبلها وهو يميل عليها وانفاسهم مختلطه .. ظن أن فى اللحظه الذى سيملكها سيكون اسعد انسان على وجه الارض لكن الوضع اختلف كثيرا يشعر وكان مع كل لمسه يلمسها لها قلبه يتحطم وتتناثر شظاياه من الانكسار والخوف الذى يحل عليه .. أجل بات يخاف الموت لأجلها .. ابتعد عنها قليلا بصتله روح قال
– اوعدينى انك متحبيش حد غيرى
شعرت بغصه فى حلقها ودمعت عينها ليردف – عارف انى انانى فى إلى هقوله بس انا مش عايز حد غيرى يملك دى اكتر حاجه خايف منها .. اتجوزى مش همنعك بس قلبك يكون ليا متنسنيش افتكرينى دايما بالحلو
سالت دمعه من عينه وهو يتحدث وهى تراقب حركه عيناه بحزن شديد
– اسف على انانيتى سامحينى على اى حاجه عملتها بقصد او منغيره
اصمتته بقبله حنونه لكن كانت الدموع تتساقط من عيناها وهى تقبله ابتعدت وسندت جبهتها على جبهته قالت
– مسمحاك المهم انت تسامحنى .. متتاسفش أنا مقدرش احب حد أو حد يقربلى غيرك .. عيزاك تتأكد من حاجه اعحكه بس .. أنا ملكك انت وبس
كانت شايف دموعها إلى بتنزل وعارف الحزن والخوف إلى حاسه بيه من كلامه، مال عليها وهو يثبت ملكيته بالفعل ويغمرها فى بحور عشقه، يتمنى لو كان بيده لبقى العمر بأكمله وحقق ما تمناه معها .. لكن يتعهد بأنه سيفعل ما فى يده لأن يحقق بعضا من تلك الأمانى ويزيل الحزن والصعاب إلتى واجهتهم لتفرقهم لكن حبهم زاد عن السابق
فى المساء خرج يحي من الحمام وهو يجفف شعره بالمنشه لقا روح لا تزال نائمه ابتسم قرب منها وباسها على رأسها بحنان اتعدلت بصتله قال
– هتفضلى نايمه كتير .. صاحى بقالى ساعتين مستنيكى عشان ناكل سوا
قالت بنعاس وكسل – كل انت أنا مش جعانه
– لا منتى هتصحى فى الحالتين عشان مش هعقد لوحدى كده كتير
بصتله ابتسمت بادلها الابتسامه قعدت بس حست بوجع بصلها يحي قرب منها قال
– مالك
نفيت برأسها وقالت – مفيش تعبانه شويه
سكت يحي وحس بالحزن والندم فهى ليست بمقدورها أن تتحمله قال- أنا اسف
مسكت وشه بحنان وقالت – متتاسفش أنا كويسه
بصلها ومكنش باين عليها كذلك ابتسمت مسكت المنشفه وجفتت شعره بمشاغبه وقالت
– هتاخد برد لو خرجتلى كل شويه من الحمام وانت مبلول كده .. احنا مش فى الصيف
بص لأيدها وكأنها بتعامله كمثل أمه تعاتب ابنها ابتسم بص لشفتاها حس بالضعف بعد عنها فتلك الفتاه ستلقى بحتفها أن استمريت بتلك الأفعال سيفقد السيطره على نفسه وقفت اتوجعت لكن أخفت ذلك قالت
– يحي
بصلها أردفت بنبره طفوليه – أنا جعانه
ابتسم عليها بادلته الابتسامه خرجو وجلسو على السفره وأكلو سويا كانت روح تتدلل عليه وكانت بتأكله مسكها يحي وقعدها على رجله اتصدمت بصتله
– يلا أكلينى
بلعن ريقها من ابتسامته الماكره جت تقوم مسكها ومنعها قال
– لا وانتى كده
توترت أكلته حاوط خصرها وقربها منه ابتسمت عليه واكملو جلستهم
كانو قاعدين فى الشرفه روح مايله على صدر يحي وتمسك بفنجان قهوه بكلتا يداها والغطاء عليها وتنظر إلى السماء التى تبدو صافيه اليوم حيث يظهر القمر والنجوم .. أنهم تحت هذه الأجواء الهادئه
مسك يحي أيدها بصتله خرج شئ وتفجأت لما لقته خاتمها التى تركته على المنضده يومها
– لسا معاك
– احتفظت بيه ممكن يجى يوم والبسهولك تانى وكان معايا حق
ابتسمت لبسهولها وعى نظرت إلى الخاتم قالت – اقولك الصراحه فكرت قبل كده انى ارجع واخده عشان كنت حاسه بنقص كبير وانا مش لبساه .. كنت لنا اشوفه بيفكرنى بيك واحس بلأمان .. بس انا فقدته لما بعدت عنك بغبائى .. كنت عايزه اى حاجه تفكرنى بيك بس ملقتش غير دى
بصلها وكانت خرجت تلفونها ورته صوره واتفجأ لما لقاها صور ليهم كانو فى سويسرا وهم يتحولون فى الشوارع وبياكلو ايس كريم خد التلفون وبص عليها ابتسم وقال
– مش قولتلك يومها امسحيها
خدت التلفون منه سريعا وقالت بتذمر طفولى – وانا قلتلك لا، شكلك كيوت فيها انزلها على الفيس
قال ببرود – اعمليها
ابتسمت وقالت – خايف لحد يشوفك وتنهار مكانتك هاا
– لا المشكله مش فيا أنا متفرقش معايا حاجه غيرك .. فاياكى تنزلى حاجه عشان مش عاوز حد يشوفك
سكتت شويه قالت – عشان كده مفيش صوره ليا معاك
وكانت تقصد كلام نرمين إلى تتذكره لما قالت إنها بحثت عن يحي ومبقتش صور ليهم
– انا إلى منعت حاجه زى دى، مبحبش اعرض مراتى لحد
ابتسمت من غيرته الشديدة فهى فهمت خطأ كعادته .. امها لم تكن تفهم يحي على الرغم أنه لطالما كان يتفهمها
كان يحي صامتا وجدها تطبع قبله على شفتاه بصلها ابتسم وقال
– بقيتى جريئه أوى ياروح
بصتله بشده حست بالحرج قالت – لا كشكر مش اكتر
قرب منها بص فى عينها ووقال – طب والصبح شكر بردو
افتكرت حين كانو فى المطبخ وقبلته تصاعدت الدماء لوجنتها بخجل تضايقت سابته ومشيت
– راحه فين
– مش عايزه أعقد معاك
مشيت وهى بتسيبه دخلت بس لقت إلى بيسحبها ويشيلها اتصدمت بصتله بشده قالت- يحي انت بتعمل اى نزلنى
– عيب تسبينى وتمشي ولا اى يا روحى
بصتله اتكسفت قالت – روحك!!
– اول مره تعرفى
ابتسمت بص يحي لوجنتها قبلها بصتله روح ابتعد نظر إليها انزلها هلى الكنبه وهو مائل عليها بس مقربش منها كان باصصلها تنهد وقال
– لو حملتى منى عايزك تقوليله انى كنت بحبه .. اتمنيت انى يكون عندى ابن منك انتى بس ياروح
دمعت عينها وهى حاسه بغصه فى حلقها
– كنت عاوز احسسه بحنان ابوه مشافوش كنت هعوض نفسي فيه ومخليهوش يبقى زى .. متخلهوش يزعل منى عرفيه انى مكنش بإيدى انى اسيبه
– ششش
قالتها وهى تقاطعه بصلها مسحت دمعته قالت
– هتكون بخير إنشاءالله .. مش محتاجه أقوله انت بنفسك الى هتوريه حبك ليه .. متقولش الكلام ده تانى
أردفت برجاء – ارجوك
أومأ لها خدها فى حضنه ومسح بيده على شعرها وقال
– انا اسف
بادلته العناق وهى تدفأ به
مر اسوبعان وكانو عايشين بسعاده تغمرهم يوميا لا يبتعدون عن بعضهم يمرحون والعشق يملأهم لكن السعاده لا تكتمل فكان يحي تظهر عليه أعراض مرضه فى بعض الأوقات كان يخفى عنها بس بيظهر عليه كانت روح قلبها بينفطر عليه وهى شيفاه بيتألم ولما تسأله يقولها أنه كويس ويعود لمرحه معها كى لا يحزنها
فى يوم كانت بتسرح شعرها اتقدم منها وقف خليها حط أيده على كتفها قال
– طالعه جميله
قبلها من خدها حين انهى جملته ابتسمت بادلها الابتسامه وهو قريب منها ويدفن وجهه فى عنقها قالت
– يحي
– امم
– عايزه اتكلم معاك
– اتكلمى سامعك
سكتت شويه تنهدت وقالت – لازم تعمل العمليه
اتبدلت ملامح يحي بصلها بعد عنها بصتله وقفت وقربت من وهى بتقول بتفسير- يحي لو معملتهاش ه..
قال ببرود – اى هموت .. متعرفيش أن كده كده الموت هياخدنى بس بالى بتقوليه بتسرعى موتى
قالت بصدمه – انت بتقول ايه .. العمليه هتريحك من الوجع ده
– هتريحنى اه .. بانى أموت
– وإلى انت بتعمله ده اى .. سايب نفسك للهلاك بتخبى الالم إلى بتحس بيه والى متعرفش انى بشوفه وقلبى بيوجعنى عليك
– تعرفى أنا بتحمل ده لى عشان اعيشهم معاكى
قربت منه بحزن وقالت – وانا عيزاك تفضل معايا اعملها وانشاء الله تبقى بخير ونعيش حياتنا عادى
– افهمى بقا نسبه نجاحها ضعيفه .. أنا عايز اعيش معاكى الأيام إلى فاضلينلى الشهرين دول عايزك انتى بس .. بالى بتكلبيه انتى بتخديهم منى .. أنا فى الحالتين هموت
ردت بغضب مضاهيه وهى بتقول – هتفرق اى انك تحاول .. انت مش عارف أنا بحس ب اى .. أنا بنان والخوف مش سايبنى .. خايفه من بكرا قبل انهارده .. خائفه ملقكش جنبى وده إلى مش هستحمله
كانت الدموع متحجره فى عيناها لتردف – مش عايزه اجرب الشعور الفقد ده للمره التانيه .. مش هستحمل يا يحي .. انت لو حصلك حاجه أنا هموت بعدك
أصاب قلبه الخوف قرب منها وقال – اوعى تقولى كده بعد الشر عليكى
مسكت أيده وقالت – شوفت خوفت عليا ازاى حسيت بالى بحس بيه كل يوم فى لحظه بس الشعور دا ماسكنى علطول .. اعملها ارجوك حتى لو كانت نسبتها ضعيفه فهى امل فى ربنا كبير وإنشاء الله هتخف وترجع احسن من الاول
– ولو منجحتش
بصتله وقد شعرت أن كلامها تنافر يصلها وقال
– وقتها هكون اتحرمت من الشهريين إلى اعيشهم معاكى .. العمر إلى فاضينلى خدته بإيدى على احتمال ضعيف والله اعلم هرحغ زى أما كونت أو لا .. العمليه ليها اضرار منه الاستئصال ممكن يحصل حاجه فى انسجه المخ .. اظن انك دارسه ده كويس
سكتت روح مشي يحي وهو يتركها
– واخرتها يا يحي
وقف بصتلها وعينها مدمعه اتقدمت منه وقفت جنبه وهى تقول
– هتعيش الايام دى فى وجع وكل الم بيزيد عن إلى قبله .. فكرك لما اشوفك كده هكون مبسوطه .. مبسوطه وانا شيفاك بتموت وبتفرج عليك .. ولما المده تخلص هتكون فين
بدات تقطع لنشيج بكاىعا – ه..هتكون سلمت نفسك لربنا وهى هى نفس النتيجه إلى انت خايف منها .. بس هتفرق أن دى محاوله والعمليه مش هينتج منها ضرر إنشاءالله هتكون حسب تكافؤ الدكتور نفسه .. بس على الاقل تقدر تضمن أن لما تنجح هتعيش
مسكت أيده بحنان وقالت برجاء – هتعيش معايا طبيعى منغير ما حاجه توجعم، منغير مده هنعيش زى اى اتنين .. فى كل مره بتقربلى نظراتك ليا وكأنك بتودعنى .. ارجوك مش هقدر اعيش من غيرك أو اجرب الشعور ده من تانى .. اعملها عشانى يا يحي
لم يرد عليها لكنه شعر بالحزن وكأنها عانت من الخوف فى العيش معه لم تكن سعيده بل كان قلبها يؤلمها .. بعد أيده عنها ومشي وسابها بصتله روح بحزن
مر اليوم وكان يحي جالس فى بمفرده لم يحدثها منذ الصباح كانت تراقبه من بعيد فهو طلب منها أن يبقى بمفرده وتؤجل اى نقاش فلم تزعجه رغم خيبتها لا تريد أن تضغط عليه فيسبب له الأرق
كانت وقف بعيده ويتتكلمو فى التلفون قالت- اتكلمت معاه بس مدنيش موافقته تفتكر لسا عند قراره ورافض العمليه
– يحي خائف يسيبك يا روح العمليه متفرقش معاه .. فى الاول مكنش مهتم أن عاش أو لا دلوقتى عاوز يعيش يومين ضامنهم وهو معاكى
– وبعدين يا احمد .. بعد اليومين دول اى .. يحي لازم يعمل العمليه
سكتت روح شويه وقالت بإستدراك – ممكن حد قادر يقنعه من كلمه
– مين إلى هيقدر يغير رأيه .. سلمى كلمته وعمته بس هو مش سامع لأى واحد فيهم حتى سلمى هترجع مصر اخر مره كلمتنى فيها كانت بتعيط من خوفها عليه وهو متأثرش رغم أنه بيحب أخته وتفرق معاه
– بس فى واحده تقدر
استغرب قال – تقصدى مين ؟
– إلى عرفتها يا احمد
كان يحي جالس بمفرده حس بخطوات أحد عرف انها روح قربت وقعدت جنبه قالت- بقالك يومين مبتكلمنيش هتفضل مع كتير
– عايز ابقى لوحدى شويه
– يحي انت زعلان منى
بصلها وعينها مدمعه تنهد وقال – لا ياحبيبتى قولتلك مبزعلش منك
– امال مبتتكلمش معايا ليه .. حتى امبارح نمت فى اوضه وانا فى اوضه .. بسبب اخر مره اتكلمنا فيها عن العمليه .. من ساعتها وانت متغير
– اقفلى الموضوع يا روح
حست بالحزن والخيبه مشيت وسابته اضايق يحي حس أنه زعلها
فى الليل دخل الاوضه كانت روح نائمه استغرب لانها نامت بدرى قرب منها ونام جنبها وخدها فى حضنه قال بصوت هامس
– متزعليش منى أنا منمتش من امبارح عشان مبعرفش انام غير وانا معاكى
لقاها بتحضنه هى كمان وبتقول – متبعدش تانى
ابتسم لأنها مكنتش نايمه رفعت وشها ليه يصلها وقبلها بحب وشغف وخلدو لنومهم
فى اليوم التالى كانت روح قاعده مع يحي قالت- لسا مغيرتش قرارك
سكت ومردش لما عرف قصدها بصتله روح عرفت انه لا يزال كما هو بصت فى الساعه تنهدت ومشيت وتركته شاردا بعد قليل عادت قالت
– يحي
بصلها أردفت بتكمله – فى حد عايز يشوفك
تعجب لكن ما أن رآها حتى تبدلت ملامحه مئة درجه لفرط الصدمه وهو لا يصدق انها موجوده هنا .. أنها من يراها وأتيت إليه .. قرب منها وخطواته ثقيله وبؤبؤ عيناه يرتجف وهو ينظر إليها والدموع تتجمع
اتقدمت منه حتى توقفت حين شعرت بهالته سالت دمعه من عينها رفعت يداها وهى تريد أن تلمسه
– يحي
بص لإيدها حس بغصه فى حلقه مسكها وهو يشعر بدفأها احس بانكسار فلقد ظن أنه لن يمسك يدها ثانينا رفعت يدها إلى وجهه وهى تلمسه اغمض عينه لتتساقط دموعه بحزن وحنين
– وحشتنى اوى
قالتها بحزن شديد بصلها وجدها تعانقه بشوق لم يكن يصدق ما يحدث لكن نسي كل شئ.. مشي كل شئ أمام مجيئها وعودتها إليه .. أنه تمنى أن يراها .. هل حقق الله أمنيته .. لم تكن الان فقط بل هو تمنى ذلك منذ أن تركها .. تمنى أن يعود إليها لكن شعر أنه لن يكون مرغوب به وسيكون ولد ثقيل على عاتقها لهذا لم يقدر على فعلها واراد أن يريحها منه .. لكنها الآن تحبه بصدق
– استنيتك كتير يا يحي مجتش ليه مش أنا امك .. سبتنى المده دى كلها .. هونت عليك
انهمرت الدموع من عينيه عانقها وهو يدفن وجهه بها ويبكى كطفل التى عادت إليه أمه
– آسف .. خوفت اتقل عليكى ومتكونيش عيزانى
– معقول تفكر أن امك تكون بالقساواه ديه .. حقك عليا أنا إلى خليتك تحس بده، بس انا مكنتش سيباك أنا كنت بتابع اخبارك من بعيد .. بتابعكو كلكو واطمن عليكو بس شيفاكو بخير منغيرى حسيت أن وجودى هيسبب اذيه مش اكتر .. خوفت تتاذو منى خلتنى بعيد وسائله ضميرى بيقتلنى كل يوم فى بعدكو
مسدت على رأسه بحنان وقالت – سامحنى يا يحي .. سامحنى يابنى على الأذى الى سببتهولك .. أنا رجعتلك الاملاك كلها من سنتين
– انا مسامحك من يومها .. مش عايز حاجه كفايه انك رجعتيلى والله ما كانت تفرق معايا ملاك ولا فلوس .. مكنش يفرق معايا حد قدك
– عارفه يا حبيبى أنا اسفه مش هبعد عنك تانى
قالتها بحنان ابعدته قليلا وكان وجه مغترق بدموعه مسحته بكفيها وقالت
– وانت كمان مش هتعد عنى .. مش كده يا يحي
حس بالحزن ومردش قال بتأكيد – صح يا يحي هتعمل العمليه مش كده .. هتعملها وترجعلى بخير .. ترجع لعيلتك روح سلمى احمد زينب وانا .. هترجعلنا احسن من الاول
– حاضر
ابتسمت لسماع ذلك اخدته فى أحضانها وسالت دموع من عينها بحزن وخوف رغم ذلك سعيده لانه عاد لرحاب صدرها
دمعت عين روح وهى واقف بجانب احمد وينظرون اليهم ومساعدين من موافقه يحي أخيراً وسعادته لرؤيه كوثر التى فرقه معه كثيرا ليتهم فعله ذاك من قبل
قال أحمد – لسا شايفه أنها مبتحبوش .. دموعها وخوفها عليه حقيقى
– بتهيألى انى كنت غلطانه
F
قالت روح- فكرك هتوافق تيجى وتقنعه
قال احمد – لى بتقولى كده .. يعنى لما تعرف أن يحي مريض ومحتاحلها هتسيبه .. حتى لو مكنتش محتاحينها تقنعه هترجعله عشان هتخاف عليه
– احمد انت بتتكلم على مدام كوثر
– مش فاهم دى امى ياروح لو مش واخده بالك .. انتى فهماها غلط .. هى اه بس كانت بتحب يحي بجد .. ممكن الفلوس عميتها بس اول ما هو سابها عرفت حبها ليه .. هى كانت بتعتبر يحي وسلمى ولادها عاشت معاهم سنين وهى امهم وحست بده ناحيتهم ومكنتش بتثمل الحب .. هى مش قاسيه زى ما انتى متخيله، مكنتش تقدر تأذى يحي وده لانها اعتبرته ابنها يوم عرفت موضوع هبوط أسهم شركته عرفت انها هى بس مش لسبب غير حبها ليه
– حبها ليه تقوم تخسره الشركه إلى بناها سنين
– مبقولش أنها مغلطتش بس انا بقول أنا مش مستفاده حاجه هى بس عازت أنها ترجعه ليها .. شافت انك خدتيه منها ولما يحي شركته تقع هتسبيه ويعرف أنها هى إلى حبته بجد بس هو مرحلهاش وده إلى ندمها اكتر .. فى يوم روحت اطمن عليها من بعيد عرفت أنها بتعقد تسنانا عشان نرجع .. قاعده فى القصر وحيده على أمل أننا نتلم حوليها من تانى .. بروحلها بس مبعقدش معاها كتير لأنها بتكون ساكته وكأنها مش عايزه تتكلم يدوبك بشوفها وامشي واقول للخدم لو حصل حاجه يتصلو عليا .. مبتتكلمش كلمتين على بعضهم معرفش إذا كانت زعلانه منى من اخر مره او مستنيه حاجه منى ترجعها من جديد
– والله يا احمد أنا مش عارفه اقولك اى بس مقدرش اقول انى مصدقه الكلام ده على والدتك مقصدش حاجه بس … ما علينا لو هى فعلا بتحب يحي هتجيله ولو مش كده هنضطر نحاول معاها وانت ابنها اتمنى تقدر تقنعها
– ملهاش لازمه المحاوله
– يعنى ايه عارف انها مش هتوافق
– مقولتش كده
– امال
– هتعرفى بعدين
B
بصت له وقالت – انت اتكلمت معاها ازاى صحيح
– بمجرد ما ذكرت اسم يحي ليها حسيت انها ابتديت ترجع تتكلم على طبيعتها من الأول
F
دخل احمد لقتها قاعده فى اوضتها على كرسي بصمت قرب منها لكنها شعرت به
– اتأخرت اوى المرادى .. أنا بستنا مجيتك عندى
– أنا آسف يا امى
احست بأن دقات قلبها تسرع لذلك اللقب التى قاله ابتسمت بحزن وقالت
– تعالى يا احمد اتكلم معايا شويه قبل أما تمشي وتسيبنى
– حضرتك إلى عايزه تعقدى هنا عرضت عليكى تيحى تعقدى عندى بس انتى مبتتملميش ممكن دى اول مره تاخدى فى الكلام معايا من يوميها
ابتسمت وقفت قربت منها قالت – عشان قلتلى امى .. المرات إلى كنت بتحيلى فيها كأنك غريب بتقضى وأحب وتمشي تتكلم برسميه كانت بتخلينى اتخنق ربنا ما يوريك الوجع إلى بحس بيه
حس بالحزن مسك أيدها قال – متزعليش منى
نفيت برأسها وضع يدها على يده وقالت – كفايه انك رجعتلى
– عايز اقولك على حاجه بخصوص يحي
اتبدلت ملامحها لذكر هذا الاسم قالت بلهفه – يحي
– ايوه
– هو عامل ايه رجع لروح ولا لسا
اتصدم وقال – حضرتك عارفه ازاى
– متتفجأش مكنتش قاعده هنا وغافله حاجه عنكو
– بس يحي مش احسن حاجه
قالت بقلق – ليه ماله
صمت قليلا تنهد ثم قال – عنده ورم خبيث فى المخ
B
– كانت خايفه عليه كأنه ابنها بظبط لما سمعت بس بحاجه زى دى قررت انها تيجى وتشوفه وانا لسا معرفتهاش أننا محتاجينها بخصوص العمليه عشان تقنعه
سكتت روح بصت لأحمد وقالت بإمتنان- شكرا يا أحمد انك كنت بتساعدنى
بصلها من ابتسامتها شعر بالسعاده بادلها وهو يقول- معملتش حاجه .. يحي اخويا قبل أما يكون صاحبى مكنتش هسيبه
ابتسما وهم يطالعوهم بص يحي لروح وشاف ابتسامتها مع احمد اختفت ابتسامه الاثنان لنظرته البارده التى رمقهم لها
– شكله هو إلى مش هيسيبنى فعلا
ابتسمت روح وفلتت قهقه منها لكن ابتلعتها على الفور من نظرته الحاده
– لا أنا كده هيتقرى عليا الفاتحه بجد .. روحى اقفى معاه عشان ميقتلنيش انهارده
ابتسمت اتقدمت منهم وهى تتفادى عين يحي
– روح
قالتها كوثر إليها قربت منها وقالت – نعم
– عارفه أن علاقتنا مكنتش احسن حاجه زمان اتمنى تنسي ونبدأ صفحه جديده
بصت روح ليحي أنها لا تنسي أنها إذا حبيبها لكنها ترى حبها الآن إليه قالت
– اكيد
ابتسمت قالت – خليكى مع يحي
– مش محتاجه توصينى على جوزى بس حاضر
– موصتهوش عليكى عشان عارفه قد ايه هو بيحبك .. بس هو دلوقتى محتاجلك ربنا يخليكو لبعض
فى المساء دخل يحي المطبخ وجد روح واقفه تعد الطعام قرب منها قال
– مالك
ردت بوجه يخلو من التعبيرات – ماليش
قرب أيده من أيدها فتوقفت عما كانت تفعله سار على جسدها دق قلبها اقترب منها وابعد شعرها واقترب من عنقها توترت وهو يقبلها قالت- يحي
هم همم بمعنى نعم لفها ليه وقرب من شفتاها بس روح بعدت عنه بصلها قال- فى اى ياروح انتى مضايقه منى
– اه
يصلها بإستغراب تقدمت منه وقالت بغضب – انت مبتحبنيش وكنت بتكدب عليا طول الفتره دى .. معقول تكون بتحبها اكتر منى اول ما قالتلك على العمليه وافقت وانا إلى كنت بحاول معاك فضلت متمسك برفضك
– مين قالك إلى أنى كنت متمسك بيه .. أنا قعدت يومين بفكر في كلامك بس كنت متردد .. والتردد ده كان بسببك .. خوفى انى أفقدك إلى كان مرددنى .. متزعليش منى أنا وافقت أهو مش ده إلى كنتى عيزاه
بصتله عينها دمعت فخوفها له لم يقل ابتسمت بشكر واومأت له قرب منها قال
– بعدين مين إلى قالك انى مبحبكيش
– محدش قالى أنا قولت لنفسي
– يبقى تتعاقبى
بصت لها قرب منها رجعت لورا قالت – يحي
– هوريكى حبى ليكى
– دى مشاعر غيره وراحت لحالها
– بس مشاعرى لسا موجوده
طلعت تجرى ابتسم عليها وتبعها، دخل الاوضه وهى تقف أمامه جت تجرى مسكها ودفعها على السرير وهو فوقها
– لو لقيتك بتضحكى تانى مع حد مش هيحصل طيب
عرفت انه بيفكرها بأحمد اومأت له بخوف قرب اصبعها من شفتها وقال
– على الله اشوفك بتبتسمى لحد تانى .. هتجنى على نفسك انتى وإلى شاف ابتسامتك .. عشان مينفعش حد يشوفها غيرى
دق قلبها وابتسمت بخجل وحب بصلها قرب منها وقبلها وهو يأخذها فى أحضانه
كان يحي لسا صاحى شاردا بص روح التى كانت شبه نائمه بعد شعرها من على وشها وهو بيتأملها حست بايده رفعت وشها من على صدره وبصتله
– منمتيش ليه
ضمته وهى تقول – مش جيلى نوم زيك
ابتسم سكت شويه قال – روح
هم همنا بمعنى نعم فقال – غنيلى
اتسعت قدحتا عيناها رفعت عيناها اليه وقالت – ايه
– صوتك حلو
توترت وقالت – وانت عرفت منين
سكت شويه وهو بيغتكر زمان قال – مره كنت معدى من اوضتك فى القصر سمعتك بتدندهى بس باغانى الكرتون كنت عايز اضحك وده الى استغربته وقتها انك قدرتى تخلينى ابتسم ورغبتى انى اضحك تكاد تكون معدومة بس اتغيرت يومها، معرفش ان فى سر له بعدين وانك فعلا هخلينى اضحك وابتسم زى دلوقتى
ابتسمت روح بخجل بصلها قال – الدندها بتعتك كانت ناعمه عشان كده عرفت ان صوتك اكيد احلا دلوقتى فغنى يلا
سكتت شويه بصتله وكان فى انتظارها
“وعرفت قيمتك لما بعدت ورجعت بعد فراق”
“جربت اعيش من غير هواك وادى النهاية”
“انا بعد منك توهت وضيعت انا ضيعت مالاشواق”
“وانت كمان ضيعت وبجد حرام كفاية
“احساسي بيك يا حبيبى لما رجعت ليا .. زى الى اول مره بيحس بأمااان ”
خليك معااايا .. انا مش هسيبك مرة تانية مهما كان
خليك معايا انا مش هكرر غلطتى وياك زمان”
رأى دمعا فى عينها احساسها بكلماتها التى دبت فى قلبه وكأنها تحدثه تعتذر له عن هذا البعد وتخبره الا يبتعد، هل يخبرها انه هو الآخر خائفا مثلها، خدها فى حضنه قال بهمس
– بحبك
حضناه هى الاخره وتحاول كبح دموعها قالت- وانا كمان
مر اسبوعان وكان فى ذلك قد جهز كل شئ لسفر يحي إلى سويسرا فهو سيتمم العمليه هناك كانت روح حضرت مستلزماته إلى هناك دخل بصلها كانت بتتاجهله
– هتفضلى زعلانه كده كتير
– لى متاخدنيش معاك يا يحي .. لى عايز تروح لوحدك حتى احمد مانعت أنه يكون معاك .. ممكن احجز طياره واجى معاك مش هعطلك والله بس اكون جنبك
– مينفعش ياروح .. مينفعش تيجى لو ..
– لو اى يا يحيى ؟!
تنهد قربت منه قالت- لو اى .. انت راجع صح .. اوعدنى انك هترجعلى أنا هستناك متتأخرش
بصلها ابتسم ابتسامه خفيفه ليطمأنها وقال- حاضر يحببتى ممكن تهدى بقا
اومأت رغم خوفها ودقات قلبها التى على وشك التوقف
– يلا يا يحي
قالتها كوثر إليه بصلها قال – حاضر
بصله لروح ابتسم وقبلها من رأسها قبله رقيقه قال- خلى بالك من نفسك
اومأت له وهى تقول – وانت كمان
ابتسم واومأ بالكاعه قرب من والدته مسك أيدها بحب ربتت عليها بحنان وقالت- ترجع بالسلامه متخافش عليها أحنا معاها هى مش لوحدها
– عارف
ابتسمت له نظر لروح منظره وداع دمعت عينها وكان هو الآخر ينظر إليها وكأنه يروى عيناه رؤيتها تنهد ومشي
خرج وكان عماد وأحمد وعلى ينتظروه قال عماد
– ترجع بالسلامه
قال على – ربنا معاك دكتور إدوارد شخص ناجح عرفت انه إلى هيعملك العمليه .. إنشاءالله خير
– شكرا
قرب احمد من يحي خد شنطته لم يكن بها الكثير قال- ياريت متمانعش مجيتى معاك المطار كمان
كان متضايق منه لأنه أراد أن ياتى ليكون بجانبه لكن يحي يرفض أن يصطحبه أحدا فى تلك السفريه التى لا يرتاح إليها، كانو متضايقين منه فكيف سيتواصلو معه لكنه أخبرهم أنه لن يقطع اتصاله، تقدم من السياره سمع صوت من خلفه
– يحي
وقف لف وكانت روح ركضت إليه وعانقته بصلها تنهد وبادلها العناق وهو يشعر بالحزن والخوف ولا يريد أن يخرجها من بين اضلعه همست له وهى تقول- متتأخرش هستناك
– حاضر
كانو ينظرون إليهم حم حمم عماد بحده ابتعدت روح بحرج وخجل
– يلا يا يحي عشان طيارتك
بص يحي لروح ابتسم وابتعد عنها فتح باب السياره يصلها ابتسمت له بص قدامه واتبدلت ملامحه وعينه مدمعه وكأنه يخفى حزنا، تنهد ودلف لتذهب السياره ويبتعدا عن ناظريهم
دخلت روح وهى تشعر بالحزن قعدت ولا تعلم لما لا تشعر بالارتياح أنها قلقه كثيرا قعدت كوثر معاها قالت
– متخافيش يا روح إنشاءالله يكون بخير
– يارب
جلسو وبعد قليل عاد احمد وأخبرها أنه قد صعد الى طائرته وبعد ثلاث ساعات ونص سيكون قد وصل، فانتظرت روح على اخر من الجمر اتصاله
مر اربعه ساعات ولم يتصل بعد كانت قلقه لحين ما سمعت صوت هاتفها اسرعت بالذهاب إليه وردت عليه
– يحي
– اى ده عرفتينى بالسهوله دى
ابتسمت من مزاحه واتطمأنت كثيرا قالت – وصلت
– اه معلش لو اتأخرت عليكى فى اتصالى شكلك كنتى مستنيه
– عادى المهم تتصل بيا علطول وانت هناك وعرفنى اخبارك
– حاسس انى بكلم امى مش مراتى .. بس حاضر
ابتسمت طلبت منها كوثر أن تحدثه فاعطته لها وكان يحي يريد الحديث معها هى الأخرى
– ربنا معاك يا يحي وترجع سالم
حست روح بدوار قربت منها كوثر عشان ايدها الهاتف بس روح أيدها على بقها وبعدتها عن طريقها على الفور وهى تركض اتخضت كوثر من فعلتها التى لم تفهمها
– فى حاجه يا امى
– معرفش روح جريت شكلها فيها حاجه
قال بقلق – روح مالها
– متخفش هى كويسه .. خلى بالك انت بس من نفسك
وانهو المكالمه ذهبت كوثر لترى روح اين هى كانت تتحسس الغرف سمعت صوت توجهت ناحيته وكانت فى الحمام قالت
– روح انتى كويسه
كانت روح بترجع جوا وحطا أيدها على بطنها بتعب
كانت كوثر واقفه لقت الباب بيتفتح وروح تخرج قالت – مالك حصل حاجه جريتى كده لي
قالت بحزن – مفيش يحي قفل
– اه كنتى عايزه تكلميه
– خلاص عادى هو هيتصل تانى
– اه إنشاءالله
– طيب
جت تمشي بس داخت ووقعت أرضا اتصدمت كوثر انحنت قربت منها قالت- روح
تحسست وجهها وعلمت أنها اغشي عليها نادت عليهم جاء عماد وانصدم وهو يرى ابنته ملقاه على الأرض اسرع اليها وقال
– روح .. اى إلى حصلها
– معرفش والله لقتها وقعت من طولها
جه على وبص لروح اتصدم بصله عماد وقال- اطلب الدكتور
– حاضر
حمل عماد أبنته فهو لا يزال فى قوته وايضا روح ليس بثقيله وجسمها هزيل، حطها على السرير وكان قلق عليها قربت كوثر وحطت أيدها على جبهتها لقتها متعرقه رغم أن جسمها بارد استغربت
فتحت روح عينها بصت على الغرفه وكانت كوثر بجانبها وعماد واقف ينظر إليها اتعدلت فى جلستها منعتها كوثر وهى تقول- خليكى مرتاحه
– هو حصل اى أنا مش فاكره حاجه
ابتسمت كوثر وقالت – مبروك يا روح
بصتلها روح باستغراب وقالت- مبروك على ايه؟
– انتى حامل
اتبدلت ملامحها لصدمه كبيره
يتبع….
– مبروك ياروح
بصتلها بإستغراب وقالت – مبروك على ايه؟!!
– انتى حامل
اتبدلت ملامح روح بصدمه كبيره وهى لا تستوعب بصت لوالدها ورجعت بصتلها مكنتش روح مصدقه الى سمعته قالت
– بتتكلمى بجد
ابتسمت كوثر وقالت – هى الحاجه دى فيها هزار بردو
استوعبت روح بصت على بطنها ابتسمت ودمعت عينها بسعاده كبيره بصت لوالدها
– بابا انا حامل
ابتسم قرب منها وضمها وهو بيقول بسعاده – الف مبروك يا حبيبتى
ابتسمت وبادلته العناق بفرحه قالت – انا
لازم اقول ليحي بصلها بعدت كانت هتقع مسكها وقال – خلى بالك ياروح
– اسفه
قالتها بحرج من فعلتها لكن سعادتها كبيره ومبتسمه على نفسها
– طب اعقدى وانا هتصلك بيه بلاش حركاتك دى عشان غلط دلوقتى، حركتك لازم تكون بحساب
اومأت بطاعه ابتسم عليها ربت على راسها بحنان ومشي
قالت كوثر – انتى محستيش باى حاجه قبل كده انتى
– كنت بحس بدوخه بس بحسبها حاجه عاديه
ربتت على يدها وقالت – الدكتوره قالتلتا انك لسا فى الاسبوع التانى ولازملك الراحه ماشي
– حاضر .. يحي هيفرح اوى حاجه زى دى هتفرق معاه هناك هتحفزه مش كده
– اكيد
ابتسمت دخل عماد بصتله روح قالت بلهفه – رد عايزه اكلمه
– لا مردش بيدى مشغول
استغربت شعرت ببعض الخيبه قالت كوثر – مفيش مشاكل تلاقى حد معاه على الخط هو اول ما يخلص هيكلمك
اومأت بتفهم سمعو صوت من برا استأذن أحمد بالدخول بص لروح قال
– فى حد جه
قالت كوثر – مين
دخلت سلمى وزينب إلى باتت تسير على قدماها بصت لروح ابتسمت قالت
– عامله اى يا روح اتغيرتى
ابتسمت وقالت- الحمدلله
قالت كوثر – رجعتو سلمى فين
قربت منها ابتسمت وخدتها فى حضنها قالت – طولتى فى الغيبه المرادى
لم تكن سلمى يظهر على وجهها اى تعبيرات بعدما انتهو من عناقهم بصت لروح وقالت – فين يحي
يصلها أحمد فهى لم تلقى السلام حتى على روح قال – يحي سافر مش انتى عارفه
بصت له بشده وقالت – بس انا بعتله مسج أنه يستنانى على الأقل اجى اشوفه ويسافر
– ممكن مشفهاش يا سلنى عادى لما يتصل كلميه فيديو كول
سكتت ولم ترد قالت كوثر بابتسامه – سلمى مش هتباركى لروح
قالت بتعجب – اباركلها على أيه
– هتبقى عمه
تفاجأ وابتسمت زينب بسعاده كبيره بصت لروح قربت منها وقالت – بجد انتى حامل ياروح
أومأت برأسها بخجل بصتلها ساندى ومن تجمع المل حولها بصتلها روح هى الأخرى لتحدها تقول بلا مبالاه
– مبروك
مشيت واستغربو منها والروح خصيصا لأنها ظنتها ستسعد كثيرا مثل البقيه فهى كانت كصديقه لها لكن تبدو متغيره هل بسبب عودتها
قال عماد – روح مش لازم تعقدى هنا لوحدك تعالى اعقدى معايا لحد اما يحي يرجع انشاءالله
بصت له روح وقالت – بس انا عايزه اعقد هنا
– مينفعش تكونى لوحدك فى الفتره دى
قالت كوثر – خلاص ارجعى القصر معانا انتى عارفه من الاول ان يحيي لما يجى هيجيبك تتيجو تعيشو معايا ، تعالى عقبال ما يرجع
قال عماد – ملوش لزوم التعب
– تعب اى يحي ابنى وروح تكون مراته يعنى زى بنتى عارفه انك عايزها تكون جنبك بس انت اكيد عندك شغل مش هتعقدلها انا هكون معاها وزينب وسلمى وكل الى فى القصر عارفك يا روح وهيهتمو بيكى ووالدك مش هتعطليه عن مشاغله
سكتت روح وهى بتفكر فى كلامها بصت لوالدها قالت – خلاص يباابا انا هروح معاهم
ابتسمت كوثر قال عماد – مفيش مشاكل المهم تكونى مرتاحه
قالت كوثر – فى اى وقت تحب تشوفها مرحب بيك ، مش هنقصر معاها يحي موصينى عليها
وصلت روح القصر الى لما الكل شافها تفاجئ كثيرا وكيف تغيرت قربت صفيه وهى مبتسمه وقالت
– روح
ابتسمتلها روح لرؤيتها قالت – عامله اى يا طنط صفيه
– الحمدلله يا حبيبتى حمدلله على السلامه يا ست هانم اى ده الست زينب والانسه سلمى وأستاذ احمد القصر رجع نور … بس فين يحي بيه
ابتسمت كوثر وقالت – هيجي قريب إنشاءالله، المهم الاوضه جاهزه؟
– اه زى ما حضرتك طلبتى
– تمام يلا ياروح
قربت صفيه منها قالت موثر – على مهلك ماشي خلى بالك منها
– حاضر
طلعو الاثنان ودخلت سلمى دون أن تنطق ببند كلمه قرب احمد من والدته قال بمزاح
– اول تلت أفراد وصلو القصر
ابتسمت قالت – أربعه انت مش هتمشي من هنا
– ازاى
– الى ازاى ، عايز تمشي وتسيبني تانى خليك يا احمد احنا محتاجينك عشان يكون معانا راجل ويحي يرجع ونتجمع من تانى
صمت قليلا ثم قال- حاضر
ابتسمت بصتله وقالت- اه صحيح يحي اتصل ولا لسا
– لا
– مش عارفه لى مش مطمنه من امبارح وهو متصلش
– هو يحي كده بيحب يقلقنا عليه عشان كده كنت عايز اسافر معاه عشان بروده ده
– ربنا يستر ويرجعه بالسلامه
– يارب
فى الغرفه بصت روح للجناح وهى بتفتكره بصت فى المرايا وقفت عنده وبصت على بطنها ابتسمت حطت ايدها عليها وهى تلمسها بحنان ابتسمت تذكرت يحيي فهى الان تحمل شيئا منه ينمو بداخل أحشائها وينمو حبها معه، لا تستطيع ان توصف ذلك الشعور انه ترك ما يذكرها به وتروى شوقها منه ويسعدها بدلا منه لحين عودته
– مش عارفه اذا كنت حاسس بيا ولا لا .. عارفه ان بدرى انك تسمعنى بس انا بحبك اوى و..
ابتسمت بلطافه ورقه وهى تكمل – وبابا كمان بيحبك هيفرح اوى لما يعرف بوجودك
بصت زينب لكوثر قربت منها حست كوثر بيها وقالت
– فرحانه انك رجعتى يا زينب
– بس فرحتى برجوعك كبيره يا كوثر، حاسه انى بكلم صحبتى إلى اعرفها
– الندم يعمل اكتر من كده ويفوق النفس إلى غفلتها لفتره، الجشع وحش والفلوس ملهاش تلاتين لازمه منغير ما احس ان ولادى معايا
ابتسمت زينب بصتلها وقالت – جه الوقت انك تجمعيهم حواليكى .. هما ولادك فعلا من صغرهم وانتى كنتى ام ليهم
ابتسمت وقالت – مكنتش مرات الاب الشريره يعنى
– والله ما حد كان بيفهمك تختفى على يحي وحابه عايزه تاذيه وتاخدى فلوس وتغيرى أنه حد ياخده منك كابنك .. مكنتيش مفهومه المهم انك دلوقتى فهمتى نفسك
– فهمتها بسبب البت روح دى .. عيله قدرت توقعنى بس اشكرها عشان هى فوقتنى قوى وعرفتنى الدنيا مبتمشيش بالفلوس
ابتسما جائت الخادمه واخبرتهم بالطعام ثم ذهبت قالت كوثر
– يلا نعقد عقبال ما الولاد ينزلو .. كان نفسي يحي يكون معانا .. ربنا يرجعه سالم
– امين
ابتسما وذهبوا ليجلسو على المائده ونزل كل من أحمد وسلمى وروح وبدأوا فى الأكل كانت روح شارده تقلب فى طبقها بصلها احمد وأنها مبتكولش كان عاوز يسألها مالها بس حس أنه الكل هيشوف سؤاله غريب وأنه متابعها فمحبش يحرج نفسه
– احمد
يصلها من ندائها عليه وكأنها قرأت أفكاره قالت
– يحي متصلش بيك
سكت فهل كانت تفكر فى يحي نفي برأسه وهو بيقول – لا هتصل بيه تانى يا روح .. حاضر
– شكرا
ابتسم لها بصتله سلمى تعجب لكن لم يبالو بلأمر كثيرا
فى الليل كانت روح قاعده فى البلكونه بتبص على السما
– مستنياك بفارغ الصبر
بصت على بطنها ابتسمت وقالت – متعودتش اجمع أننا شخصين بس هحاول .. بفكر استنا بابا لما يرجع واقوله لما اشوفه كمفاجأه وكده بدل ما قولهاله على تلفون
– هى هتكون مفاجاه فعلا
بصت روح لصوت وكانت زينب ابتسمت وقررت منها قالت – اى إلى موقفك هنا ياروح
– مفيش كنت بكلم نفسي شويه
– طب خشي يلا ممكن تبردى
ابتسمت روح بصتلها زينب باستغراب قالت – مالك
– افتكرت يحي كان يلاقينى واقفه فى البلكونه بردو يقول خشي عشان ميحليكيش برد بس كأنه بيتريق عليا
وكملت بحب – وبيخبى اهتمامه بيا رغم أن أفعاله بتسبق كلامه بكتير
ابتسمت زمانها من سامعها قالت – ده يحي لما يحب .. فرحانه انك رجعتو تانى وهتجيبو نونه صغير زى ما قولت اهو .. اه خدتو وقت كتير بس المهم انك عملتوها
حطت أيدها على كتفها بحنان وقالت – ربنا يخليكو لبعض بس يلا ندخل عشان لو عيتى هيحملنا المسؤوليه وربنا ما يوريكى غضب يحي
قهقه روح وقالت – لا منا عرفاه
ابتسمو ودخلو لداخل ليتجنبو الرياح الشديد
كانت روح نايمه وكانت تبدو مضطربه حيث تعقد حاجبيها ليصدر صوت رعد وبرق فتفتح عيناها وهى تجلس وتصرخ بقول
– يحي
بصت للاوضه حوليها وكان صدرها يعلو ويهبط حط أيدها على دماغها أنه حلم ليس إلا .. سمعت صوت الرعد بصت على الشباك وهى تشعر بالقلق والريبه .. أنها لا تشعر بلأطمنان البته وكأن ثمه شئ ما .. كأن حبيبها ليس بخير
فى اليوم التالى سالت روح احمد إلى كان بيتصل بيحي كتير عشانها قالت
– ها رد
– لا مش عارف مبيردش ليه هو كمان ناوى يوترنا
– أنا قلقانه حاسه أن يحي مش كويس أنا عايزه اروحله
– تروحيله فين بس يا روح متقلقيش
– مش عمليته المفروض كانت امبارح وزمانها خلصت مبيردش ليه
– انتى عارفه ان العمليه بيعملوا تخدير للجسن كله وخصوصا لو عمليه زى بتاعت يحي متواصله بلأعصاب فممكن بسبب التخدير مش اكتر .. لسا مش من يوم وليله كده ياروح كل حاجه هتخلص انتى عارفه أنه هيخدله اسبوعان هناك على حسب ما يعرف يرجع كويس
تنهدت وهي تقول – عارفه .. المهم يرجع بالسلامه ابقا اتصل بيه يا احمد لو ارد قولى معلش هتعبك
ابتسم احمد وقال – عيب تقولى كده
ابتسمتله بامتنان ومشيت
مر ايام كانت روح مستغربه من تعامل سلمى معاها بجفاف مش زى اخر مره شافتها فيها أو زى الاول خالص، مكنتش مهتمه كتير كان الجميع يهتمون بها عماد يراها ويطمئن عليها وهى تنتظر كل يوم ذلك اتصال يحي عودته على احر من الجمر ، كانت بتروح جامعتها وترجع اليوم الى بيعدى وهى متسمعش حاجه عنه من احمد تقلق هو كمان مكنش عارف يتواصل معاه كانو بيطمنوها بس هى باتت خائفه
– فين يحي انتو مخبين عليا اى
قالت كوثر – هنخبى اى بس يا روح انشاءالله راجع
قال أحمد- جايز تكون العمليه ليها اثار ومحجوز مش اكتر ولما يفوق هيتواصل معانا ويرجع متقلقيش
– بس .. طب لى مكلمنيش قبل اما يدخلها هو قالى انه هيكلمنى قبل اما يعمل اى حاجه وهو داخل المستشفى وهو بيجهز قالى هيحسسنى انى معاه بس هى مكالمه وبعدها متصلش بيا تانى
مشيت سلمى وسابتهم بصتلها روح وحست بالحزن قالت – حتى سلمى قلقانه زى ، يعنى قلقى مش على الفاضى
قالت زينب – احمد هيشوفه بس انتى اهدى ده غلط عليكى عشان ابنك
سكتت ربتت كوثر عليها وقالت – احنا كمان مستنينه يا روح هيرجع عشانك ممكن قرر ياخد وقت هناك شويه كراحه ليه ويجى .. احمد مازال بيتصل عليه زى ماطلبتى اطمنى هير إنشاءالله
احست بكلماتها براحه لكن قلقها .. قلقها لا يزال مستمر تشعر بشعور غريب قلبها لا يعلم ما الأمر لكن ثمه شيئا ما بيحي .. تشعر كأنه نبضات قلبها حبا تتوقف تجاهه ولم تعد تعلم سبب توقفها
ومر شهر فى الجامعه كانت روح مع اصدقائها وانتهت محاضرتهم للتو
– انا جعانه تيجو ناكل
– وانا بصراحه الدكتور تقل علينا انهارده
– يلا
بصو لروح الى كانت ساكته ولم تشارك معهم قالت نرمين – مالك ياروح
– ها لا مفيش، بس انا مش هينفع اكل برا السعرات غلط
بصولها باستغراب وعدم فهم – لى يعنى انتى عيانه
– يلا يا روح متقليش فى الاكل ده فى كافيه الجامعه عادى حاجه خفيفه
ترددت روح فهى تريد ان تهتم بغذائها لأجل ابنها ولا تأكل شيئا من الخارج لا تعلم محتواه وممكن او يضر به لكن وافقت فى نهايه المطاف انها لا تزال فى البدايه يحق لها الاكل اينما شائت لكن لا يمنع بعض الحذر
كان على خارج من الجامعه مع رفيقه اقتربت احدى الفتيات منه قالت – دكتور على بخصوص محاضره النهارده كنت عايزه اسال حضرتك على المذكره عشان اذاكرها وكده
– هتلاقيها فى المكتب
– طب بخصوص محاضره انهارده
– اى حاجه هتلاقيها فى المذاكره
– تمم شكرا
أومأ لها وذهب بصله رفيقه ابتسم وقال – يا أخى ارحم امى ما البنت قمر اهيه وعايزه تكلم معاك لى بتقفلها كده
– بس يبابا
– انت فى واحده فى حياتك ومخبى على صاحبك ولا اى اصل مش معقول لحد دلوقتى متكنش مرتبط معقول تكون مفركش
ابتسم قال باستدراك- انا بقول انك معقد من الاول
لم يعلق على تفوه صديقه واكمل سيره دخلو احد المقهى لقو تزاحم تعجبو وكان جرسون يحمل مائا وقفه رفيقه وهو بيقول
– هو فى اى
– طلبو مايه عشان يفوقه واحده اغم عليها
دعه يذهب واستغرب على تقدم منهم وهو يختلس النظر لقى نرمين تفاجأ لانها صديقه روح، مستحيل هل روح هى …
اسرع وذهب اليهم وانصدم لما شافها ملقاه على الارض بعدهم سريعا وقرب منها بصوله من اقترابه
– روح فوقى
وجدوه يضع اصبعيه على رقبتها يحس نبضها وجده ضعيف واصدقائها ينظرون اليه ولبعضهم باستغراب واندهش الجميع حين وجدوه يحملها صاح فيهم بغضب
– ماتبعدو
افسحو الطريق له بخوف من انفعاله لاول مره فهو هادئ الطبع مشي تحت الانظار التى تثقبهم
– هو ازاى يشيلها كده حتى نادها منغير القاب
– هو فى حاجه ولا اى
بصتلهم نرمين بحده وقالت – بتقولى اى انتى وهي
– انتى صحبتها المقربه مننا قولننا هما مرتبطين
– انتى عبيطه يابت ولا اى روح متجوزه هترتبط بيه ازاى يعنى بطلو هبل
خد شنطتها ومشيت لترى صديقتها، كان على بيركب سيارته قربت منه قالت
– ينفع اجى معاها
يصلها أومأ لها لكى تكون معها جلست بالخلف وروح جنبها وساق سريعا
فى المستشفى كانت الطبيبه واقفه مع على بعدما انتهت من فحص روح قالت
– لازم يكون فى عنايه اكتر من كده
– فى حاجه ولا اى؟
سكتت شويه تنهدت وقالت – مش عارفه لأن حملها لسا فى البدايه واول شهرين بس شكله مش ميسر والجنين مش احسن حاجه شكلها هتتعب فى الحمل ده كتير
بص على إلى روح عبر الزجاج كانت نرمين معها قال – تقصدى أن فى خطر عليها
– خطر عليهم الاتنين ، ممكن بعدين فى الشهور الاخيره بس اتمنى ما يحصلش حاجه من دى .. هى لو اهتمت بنفسها إنشاءالله كل حاجه هتبقى بخير
أومأ لها بتفهم بصتله وقالت – حضرتك جوزها
بصلها بشده سكت وهو مش عارف يقول اى
– لا هى بنت خالى
– امم تمام ياريت توفرولها الراحه والاهتمام زياده عشان زى ما قولتلك الحمل مش احسن حاجه
– حاضر
استأذنت ومشيت تنهد ودخل بصتله روح ونرمين
قالت روح – الدكتوره قالت اى
– مفيش حاجه تقلق شويه هبوط
اومأت بأطمئنان قال – ممكن تخلى بالك على نفسك بعد كده ومش اى حاجه تاكليها
بصتله وقالت – هو فى حاجه يا على
– لا عادى مجرد كلام عشان حملك وكده
– حاضر
اومأ لها ثم نظر إليها وذهب وهو يشعر بالقلق عليها ومتضايق أنه لم يقول لها عن هذا الحمل الذى ممكن أن يؤذيها لاحقا أنه قلق عليها منه لكنها متعلقه بيه كثيرا
قالت نرمين – مقولتليش ليه انك حامل بتغزى العين ولا اى
– هغزى العين ليه يا عبيطه ومنك انتى
ابتسمت قالت – فرحانالك اوى والله .. هبقا خالتو
ابتسمت روح قال نرمين باذكر – اه صحيح انتى ناظيتى الدكتور ب على حاف وهو بيتكلم معاكى كده ازاى انتى تعرفيه
– ابن عمتى
بصت لها بصدمه قالت – ثانيه بتقولى ايه .. اى ده يعنى لما سافرتى تتعلمى برا كان معاه هو بردو كان بيعمل ماجيستير فى كندا
– اه .. احنا هنمشي من هنا امتى عايزه اروح
قالتها بخنقه فساندتها نرمين لذهاب اوصلها على إلى منزلها شكرته ثم ذهب بروح متوجه لقصرها وفى طريقهم يصلها كانت سرحانه قال
– مالك
فاقت من شرودها قالت – مفيش
– يحي لسا متصلش
استغربت لانه عرف انها بتفكر فيه، حست بالحزن وصمتت ولم تتحدث
فى القصر قالت سلمى بعصبيه – ايوه يعنى يحي فين لحد دلوقتى
قال أحمد – لى بتكلمونى على أساس أنى عارف ومخبى
– عشان انت إلى بتعرف اى حاجه عن يحي يا احمد
بصو لصوت وكانت روح يصلها فهو يمنع ذكر يحي أمامها كى لا تقلق بص لسلمى إلى مكنتش مهتمه أنها سمعت
– انت عارف هو فين صح .. قول بس هو كويس ولا لا أنا مبقتش عارفه أنام
– والله ما اعرف هو فين أنا بعمل إلى فى ايدى عشان اتواصل معاهم هناك وأشوفه هو فين وازاى .. اول ما يبقى فى جديد هقولكو .. المفروض طالما اتأخر يكون فى المستشفى بس
قالت سلمى – بس اى
– لما عرفت اتواصل معاهم عرفت انه مش فى المستشفى حتى الفيله بتاعته هناك بيقوله أنه مش فيها ومشافهوش اصلا ودى غريبه ما دام يحي عمل العمليه كان هيعقد هناك لحد ما يبقى فى حالته الطبيعيه وتستقر بعدين يرجع
قالت روح بنبره مرتجفه – تقصد اى يا أحمد
يصلها وكأنها فهمت ما يعنيه حس بالحزن قالت
– أن العمليه منجحتش ويحي دلوقتى ..
لم تستطع أن تكملها قالت – مستحيل
قال أحمد – كل دى احتمالات يا روح إنشاءالله ده يكون احتمال خاطئ هعرف واوقولك
سكتت روح ولم تعلق مشيت وهى لم تعد مطمأنه بتاتا كيف احمد لا يعرف اين هو .. إذا اين هو يحي .. لقد دي الخوف لقلبها التى ارتجف من ما استدركته من كلام احمد
ومر اسبوعان لم تكن روح باحسن حال لفرط قلقها بل الجميع سار فى قلق تام، فى يوم نزلت روح وجدت احمد ووالدها التى كان يساعده فى معرفه يحي عرفت أن الأمر يخصه نزلت وقربت منهم بصلها عماد لم تفهم نظرته وهذا الهدوء المخيف
– عرفتو حاجه عن يحي .. كلمتوه
قالتها ببعض الامل قال أحمد – متواصلناش معاه اتواصلنا مع الناس إلى هناك .. يحي مش فى المستشفى
– انت قولتلى ده قبل كده .. اى الجديد هو فين يعنى
تنهد وقال بضيق وحزن – العمليه منجحتش يا روح
انصدمت الجميع قالت سلمى – يعنى اى
سكت احمد وروح بحلقت فيه قالت بصوت مبحوح
– منجحتش ازاى .. ويحي فين
– حد من الممرضين هناك سربو معلومه دى عشان هما بيحفظو اسرار المريض بس مش متأكد منها .. معرفش يحي فين بس احتمال يكون فى المستشفى بس فى ركن تانى
قالت كوثر بعصبيه – متتكلم يا احمد اى الالغاز دى
– احتمال يكون فى المشرحه فى .. تلاجه الم*وتى ومستنيين حد يحي ياخده
شهقت كوثر بصدمه ودمعتها نزلت بحزن وقعت تلك الكلمات على روح واحده تلو الآخرى كالصاعقه قالت سلمى بصوت يجهش بالبكاء
– انت بتقول اى يا احمد
– الاحتمال ده جايز والاحتمال التانى اتمنى ما يكونش صح
خفض عيناه وهو يردف – أنه يكون أدفن هناك
– الاحتمال ده جايز والاحتمال التانى اتمنى ما يكونش صح
خفض رأسه واردف – ممكن يكون يحي أدفن هناك
احست كوثر وكأن الأرض لا تتحملها وقعدت وهى حاطه أيدها على قلبها قالت بحزن
– ابنى
بص عماد لبنته التى كانت صامته ثم تحدثت وهى تقول
– يحي عايش
بصولها من إلى قالته أكملت – يحي ما مامتش ممكن ما يكونشي فى المستشفى وتمت العمليه اصلا
سالت دموع من عينها بصتلهم بغضب وصاحت بهم – بتعيطو ليه بقولكو يحي عايش
قال أحمد – خلاص يا روح
– خلاص ايه ..
قال بانفعال وعينه مدمعه – حتى لو يحي كان عايش فمدته خلصت .. لو مامتش من العمليه فأكيد بعد ما المده خلصت يحي مات
سكتت وهى باصه لأنفعاله لكن لا تقدر على الحديث من بعد اخر كلمه قالها واحست بأن الأرض لا تتحملها من صدمتها
– الشهرين خلصو يا روح احنا داخلين على الاسبوع التالت يعنى مش بعيد يكون ميت من تلت اسابيع والله اعلم ممكن يكون قبلها كل حاجه بتشير أن يحي …
صمت وهو يشعر بغصه فى حلقه تنهد وقال – هنكلم السفاره عشان نرجعه مصر ويدفن هنا ده لو مكنش لسا أدفن
كملت بضيق وندم – كان لازم يروح لوحده قولتله العمليه مش سهله ومهتمه وهذا الى فى دماغه .. ياريتنى ما سمعتله وروحت معاه على الأقل مش هنحتاس
زى دلوقتى
صمت الجميع وكانت الدموع تسيل من عيناهم بحزن شديد
– انتى السبب
قالتها سلمى بصولها رفعت وجهها وعيناها حمراء مليانه دموع وبتبص لروح إلى كانت متصنمه فى مكانها لتصرخ بقول
– انتى السبب مفيش حد غيرك
ركضت إليها وهى تمسكها من كتفها بعنف سحب عماد أبنته إليه وأمسك احمد بسلمى وهى منفعله وتصرخ وتخرج ما بداخلها وسبب تغيرها
– انتى السبب فى موت يحي .. كنتى السبب فى مرضه ومعاناته السنين دى ولسا بيعانى بسببك وبسببكو كلكو .. انتى الى قتلتيه يا روح سمعتينى
كانت روح صامته وجهها يخلو من التعبيرات وكأنها لا تعي على هذا الواقع ولا تشعر بهم، كادت سلمى أن تنقض عليها صاح احمد فيها بغضب – اسكتى يا سلمى انتى بتقوليه اى يحي بيكون جوزها
– اسكت انت … يحي مش جوزها ولا دى مراته دى إلى قتلت اخويا مش هسيبها
كان عماد يحمى ابنته التى كانت صامته قربت كوثر من روح بتبعد سلمى عنها فهم خائفين عليها قالت
– خد سلمى يا احمد لحد ما تهدى
صرخت سلمى وهى تدفعه بعيدا عنها وهو يأخذها – انتى السبب يا روح فى موت يحي .. انتى السبب فى كل ده
خدها احمد وهو يحاول اصماتها قالت زينب
– روح انتى كويسه حصلك حاجه
لم تكن تتحدث بصلها عماد بحزن شديد من صمتها فيبدو أن جرحا عميقا داخلها لا تستطيع إظهاره وليس قوه بل ضعفا أنها غابت عن ذلك الواقع لصدمتها
قالت كوثر بتعب – خ..خديها .. يا زينب لأوضتها
بصت لها زينب خد عماد أبنته وقال – روح هتعيش معايا مش عايز حد يأذيها
وكان يقصد سلمى وتهديدها لروح والمره الذى ظهر عليها، بصت له زينب بشده
– أنا ههتم بيها شكرا ليكو .. يلا يا روح
قالت كوثر – عارفه انك خايف على روح بس احنا مش هنعملها حاجه وبخصوص سلمى قدر موقفها احنا كلنا فى حاله صدمه هى متقدرش تعملها حاجه تأذيها صدقنى سلمى طيبه بس مكنتش بحب حد قد يحي حطلها عذر
– شايف انها لو بقيت معايا افضل للأتنين بدام الاختلاط مبينهم هيكون صعب
كانت زينب هتتكلم بس روح بعدت عن عماد بصلها لقتها بتمشي وتسيبهم وكانت طالعه لأوضتها كان هيناديها قالت زينب
– روح عايزه تعقد معانا سيبها ما بينا
سكتت عماد تنهد ووافق فى النهايه ويشعر بالقلق على ابنته مشي وهو حاسس بالحزن الشديد
حطت كوثر أيدها على قلبها وقعدت بتعب بصتلها زينب وقالت – انتى كويسه
– اه
قامت ومشيت بصتلها زينب ومن قوتها فهى لم تبكى لأجل يحي مثلها
فى مكان أخر قالت سلمى بغضب – ابعد عنى سيبنى
– متهدى بقا انا مقدر إلى انتى فيه بس قدرى حاله روح هى كمان
– مالها حالتها هاا مالها .. صعابنه عليك .. اه ما طبيبعى تتحمألها ما هى حبيبت القلب
قال بحده – سلمى
– بس بقا فرحان أنه الجو خلي ليك مش كده فاكرنا هننسي انك كنت بتحبها ومازلت وبتخبى بس عينك فضحاك
تضايق كثيرا قال – انتى شايفه كده .. عيب تقولى الكلام ده روح زى اختى وانا مستحيل اخون يحي بانى ابصلها باصه مش تمام وهو مستأمنى عليها وواثق فيا ده اخويا يا سلمى .. لى شيفانا كده احنا زعلانين عليه زيك .. روح إلى مستهونها بوجعها ومتعرفيش قد اى الصدمه كبيره عليها لانك متعرفيش هى بتحبه قد اى .. هى كمان خسرت جوزها افهمى بقا
قالت بسخرية – وإلى بيحب بيعمل كده فى إلى بيحبه .. يسيبه ويعاني من بعدها وبعدين ترجعله بكل بساطه حتى امك سامحها بسبب حبه ليها .. بس انا مش مسمحاكو كلو انتو إلى خدتو اخويا … روح إلى بتتكلم عنها الحياه قدامها حبها هيتنسي تقدر تحب غيره وتتجوز وتعمل حياه من بعده مهياش هتموت
سالت دموع من عينها وقالت بغضب – أنا إلى هموت سمعتنى .. يحي كان كل حاجه ليا .. هى عندها عيله وانتو بس يحي كان هو عيلتى ومليش غيره .. يحي يكون اخويا إلى أول ما وعيت على الدنيا كان سندى فيها .. تفتكر اقدر اجيب اخ ليا تانى من بعده زى ست روح .. تفتكر اخويا هيرجعلى بعد ما خدته الدنيا منى وبقيت
لوحدى
دمعت عينه بحزن وهو بيحاول التمالك قربت منه وقالت – ما ترد .. قولى أنه راجع .. قول أن يحي مامتش
سالت دمعه من عينه اثار غضبها ومسكته من هدومه وهى بتقول – اتكلم سكت لى .. هو بقا كان بيسمعنى علطول .. كان بيرد عليا ويطمنى .. هتقدر ترجعلى اخويا من تانى
سالت دموع من عينها وهى تضربه فى صدره وتقول – أنا عايزه يحي يا أحمد .. ارجوك رجعهولى
لتخور قواها وهى تجس أرضا وتبكى بصلها احمد تنهد وجلس امها قال
– أنا آسف
بصت له من نبرته الحانيه وكانت عينها مدمعه حضنته تفاجأ احمد كثيرا لكن وجدها تبكى وتنشج بانهيار حس بالحزن عليها بادلها العناق وهو يضمها إليه
ويمسد على شعرها بحنان وهو حزين كثيرا عليها لكن يتمالك فقط لتهدأتها
فى الغرفه كانت روح جالسه تنظر فى الفراغ ولا تتحدث عقلها الباطل يخيل لها اشيائا ويغمرها فى القاع بصت على الكنبه التى تجلس عليها تذكرت يحي وهو ينام عليها افتكرت حين ركض لينام بجانبها على السرير وحين كانت ستتحدث كتم بقوها وهو يضمها إليه حتى لا يعلم أحد أنه لا ينام بجانبها تذكر كيف قام بجز اسنانها على يده وكيف كبح ألمه حتى أبعدها عنه ” اى ده ”
” احسن عشان تقربلى اوى ”
” لا كنت اخليها تخش وتشوفنى نايم على الكنبه عشان ساعتك”
” على اساس أنا مشافتش الخلف ده باين من هنا”
” هيبقى بسببك ”
” وانا مالى ”
ابتسمت وعينها مدمعه وهى بتفتكر مشاجرتهم بصت ناحيه الحمام تذكرته وهو يخرج وهى تصدم به وتخرج وتلف سريعا ” اى ده مش تاخد هدومك معاك ”
” نسيت “
” طب وسع عايزه ادخل”
لما وقعت بسبب الميا ومسكت فيه وقعته معاها على ضهره ليقول بإختناق” يخربيتك الغضروف”
ابتسمت وظهرت أسنانها لتقهق وهى تتذكره لكن صوت قهقهاتها بدأت بالخفو شيئا فشيئا وباتت الدموع تسيل من عيناها ويتحول صوتها لصوت بكاء مقهور، تجز على أسنانها وهى نخفض رأسها والدموع تنهمر كشلال لم تستطع أن تكبحه وكأن نفسها اشفقت على حالتها والدموع سالت لتحريرها من حزنها
– لى تخلف بوعدك
قالتها بصوت ضعيف يكاد يكون مسموعا لنفسها شعرت بشئ يلمس يدها رفعت وجهها حتى التقطته عيناها وكان هو يجس على ركبتيه مقابلها ينظر إلى وجهها ودموعها ” بتعيطى ليه يا روح ”
قرب يده من وجهها ومسحت دمعتها لتغمض عيناها بحزن شديد وقهر فهذا المشهد حين بكيت بسبب امتحاناتها وهو من واسها ” مش قولتلك انى مبحبش اشوف دموعك … حتى لو كنت انا السبب فيها .. انتى حساسه اوى يا روح بصى لوشك زى أما يكون كنتى خناقه”
تذكرت وهى تدفعه وتقول بغضب ” مين دى إلى خناقه تقصد اى”
كان قلبها ينفرط بحزن أكثر ابتسامه حزينه ترتسم على شفتاها من تذكر مزاحه وجدالهم وكيف كانو وكيف اصبحو، مددت وهى ترفع قدماها وتستلقى على الأريكة وتضع يداها تحت رأسها وتنكمش بجسدها تتخيله وهو نائمه
– سبتنى ليه
سالت دموع من عينها لتقفلهم بحزن وهى تريد النوم .. النوم مدى الحياه
دخلت زينب لقت كوثر قاعده قربت منها حست كوثر بوجدها مسحت دمعتها قالت
– روح عامله ايه دلوقتى
– مبتردش على حد
– سيبها مع نفسها شويه .. المهم تخلو بالكو منها دى وصيه يحي .. غير كده هى شايله ابنه ومش عايزه اى حاجه تحصلها
– لى بتمثلى الجمود ده يا كوثر
سكتت شويه تنهدت وقالت – مش عايزه أضعف يضعفو معايا .. أنا خسرت ابنى .. ابنى إلى ظلمتو .. حساه مش مسامحنى يا زينب كان نفسي يرجع القصر من
تانى ويعيش معانا
عيطت وهى بتقول – عايزه ابنى .. عايزه يحي يرجع وانا مش هزعله منى تانى .. قولتله انى مش هبعد عنه وهو فى المقابل ميبعظش بس بعد … بعد اوى .. يارتنى كنت أنا وهو لا .. إلى بيحصل فيه من صغره حرام .. حتى ابنه اتحرم منه .. لى ابنى يعيش حياته كده .. لى يموت وهو صغير وبعيد عنى حتى .. حتى قبره مش عارفين نوصله وبيقولك أدفن هناك يعنى مش هتعرف نزوره .. لحد دلوقتى مش مقتنعه بالى بيحصل عقلى هيطق مش قادره استحمل
عيطت بانهيار وحزن وندم وهى تتذكره فى مخيلتها وهو صغيره ” لو فى حاجه واحده حلوه فى حياتى فهى انتى”
تذكرته وهو يقبل يدها ويلقى برأسه على حجها ويقول ” سعات بحسد نفسي انى عندى امى زيك”
عيطت بحرقه فهى لم تعد تستطيع الصمود وقلبها بيوجعها وتهتف بأبنها وتنادى ربها بارجاعه إليها
مر شهر على أجواء القصر التى كان منطفأ لا يدخل فيه حتى نور الصباح كانت روح ملازمه غرفتها لا تخرج منها كانت اوقات تمتنع على الأكل ويحاولون معها
قالت كوثر – ياروح لازم تاكلى بتعملى فى صحتك ليه
– مش جعانه سيبونى لوحدى
قالت زينب – طب أهدى ده غلط عليكى
قالت كوثر – انتى حامل يا بنتى إلى بتعمله ده حرام عايزه يحي أما يشوف اهمالك يزعل ويضايق مننا ومنك عشان مبتهنميش بنفسك
بصتلها روح ربتت عليها وهى تقول – الله يخليكى كفياكى فكرى فى ابنك
بصت روح على بطنها ودمعت عينها اومأت وهى تقول – حاضر
ابتسمو لأنها استمعت لهم فهى أيضا تحب ابنها كثيرا لكن حزنها التى يملكها يسيء حالتها تاكل لكن بغير نفس باتت تستفرج فى معدتها كثيرا فتضطر للأكل ثانيا فوق طاقتها كان عماد يرى حاله ابنته ويحزن عليها يريدها أن تأتى للعيش معه لكن يرى أنهم لا يقصرون معها حيث مر شهر اخر وحالتها لا تزال كما هى باتو يقلقو عليها فيجب أن تخرج
– روح مش ناويه ترجعى جامعتك
قالها على لكنها لم ترد عليه قال عماد – هيكون احسن ليكى وتغيرى حو من حيث دراستك
– مش عايزه
تنهدو بقله حيله فلا يسع أحد الكلام معها والجدال فهى حازمة بما تريده ولن تقتنع برأى أحد
قالت كوثر – بتعمل اى يا احمد
– بحجز تذكره لسويسرا
حست بالحزن وعينها دمعت قالت- عرفت حاجه جديده
– معلومات قليله بس ما فادتنيش .. محدش يعرف حاجه عنه يا أمى، لازم اروح هناك وارجعه فى اى حاله مش هسيب روح كده كتير
– وانت مرواحك هيعمل ايه هترجعولها عايش
– ياريت كان بإيدى.. بس هيفرق رجوعه على الأقل يكون فى بلده تقدر تزوره مش بعيد عننا
قام ليحضر شنطته وقفته كوثر بصلها قالت – خليك معانا ابعت حد بدالك بس متسبناش يا احمد انا بقيت خايفه اى حد فيكم يبعد عنى
– متخفايش بس دى اقل حاجه اعملها ليحي
– ولو حصل حاجه وانت مش هنا .. عارفه ان فيه حراس بس انت الراجل الى معانا خليك ومتنساش ان روح وصيه يحي متسبهاش
حس بالحزن وجد دموع تسيل من عين والدته تنهد وضمها اليه ويحاول ان يخفف عليها رغم حزنه الشديد
فى يوم كانت روج قاعده وتنظر لخاتمها وهى تائهه تتذكر حين وقف خلفها وحاوطها بزراعيه وألبسه لها ” متقلعهوش من ايدك تانى” سالت دموع من عينها
وهى بتفتكر
F
كانو واقفين فى الشرفه قال يحي – تعرفى يا روح أنا لما عرفت بمرضى متفأجاتش ولا اضايقت عشا متوقعتش ان نهايه واحد زى هتكون غير كده
– واحد زيك ازاى
بص قدامه وقال – يعنى .. بيرتكب معاصى وذنوب ويعمل محرمات .. حقيقتى زمان إلى مش قادر انساها
حست بالحزن وهى بتفتكر نفسها لما بتقوله أنه واحد زانى قالت
– وحقيقه دلوقتى غير يا يحي
مسكت أيده بصلها ابتسمت من بين دموعها وقالت
– انت مخترتش تكون كده زمان ولما جالك فرصه أنك تتغير اتغيرت وتوبت .. شوفت جانبك التانى إلى هو نفسك دلوقتى انت لقيت نفسك يا يحي .. فا متبصش لورا .. انت دلوقتى احسن بكتير وربنا غفور رحيم اكيد قبل توبتك .. دى مش نهايتك انت هترجع وتكون معايا
رفعت اصبعها فى وجهها بتحذير – متنساش انك وعدتنى
ابتسم ابتسامه خفيفه وأمسك اصبعها وهو بيقول
– منستش .. اعرفى انى مش هسيبك هكون دايما معاكى
ابتسمت له واقتربت منه وهى تضمه ابتسم وبادلها
B
سالت دموع من عينها وبكيت بانكسار
– انت فين
قالتها بصوت ضعيف مبحوح ، قامت وتوجهت إلى فراشها حست بألم سندت شويه وهى تتنهد ثم نامت وهى تضم يدها إلى صدرها بحزن شديد
فى اليوم التالى صحيت من نومها وكانت حاسه بوجع راحت الحمام غسلت وشها وهى سنده أيدها على الحوض وتتنهد
لكن شعرت بشيئا يسير بصت للأسفل واتصدمت لما لقت دم بينزل منها لتنطلق صرخه مدوايه منها
كان احمد بلأسفل جالسا معهم سمعو صوت روح بصو لبعض بصدمه واسرع. بالذهاب إليها
ركض احمد وطرق على الباب لكن لم يأتيها ردا قالت كوثر
– افتح الباب يا احمد
فتح ودخل ملقهاش فى الوضع بس شاف باب الحمام مفتوح توحه ناحيته ووقف بصدمه وشهقت زينب بخوف وهى تقول
– روح
كانت معنى عليها وفى دم على الأرض قرب احمد منها قال بقلق
– روح فوقى مالك
بص فى أيدها وهو يتفحصها قال – الدم ده منين هى مش متعوره
قالت كوثر سريعا – شيلتها يا احمد وهاتها أحنا لازم نروح على المستشفى
أومأ أحمد إيجابا شالها سريعا وذهب
فتحت روح عينها بتعب وجدت نفسها فى فى المستشفى والجميع حولها ينظر إليها لكن على وجوهم اثار الحزن افتكرت إلى حصل بصتلهم اتعدلت بس حست
بوجع
قالت الدكتوره – خليكى مرتاحه دلوقتى عن اذنكم
مشيت وروح شايفه الصمت الهائم قالت – اى إلى حصل
لم يرد أحدا بصت على بطنها بخوف وقلق وقالت – الدكتور قالت ايه .. واى الدم ده
– اطمنى يا روح حصل إلى كان نفسك فيه
قالتها سلمى بسخريه نظر إليها الجميع قال كوثر
– مش وقته
– خلصتى منه تقدرى تعيشي حياتك ما ده إلى كنتى عايزه .. حتى ابنه مقدرتيش تحافظى عليه بسبب اهمالك
بصتلها روح بشده قال أحمد بحده – بس يا سلمى
أما روح لا تستوعب بعد بصتلهم قالت – هى بتقول اى .. أنا مش فاهمه
كانت عينها مدمعه وبتهته وكأنها مش عارفه تتكلم قالت – ابنى كويس مش كده .. هى بتقول اى كلام عشان تضايقنى بس ابنى ..
تنهدت كوثر قالت وهى تربت عليها – للأسف يا روح خسرتيه .. مات جواكى من امبارح والرحم بتاعك مش احسن حاجه
كملت بأسف وحزن شديد – احتمال ما تخلفيش تانى
اتصدمت روح من الى سمعته وكأن قلبها تكسر إلى أشلاء لم تعد تستطيع أن تجمعها ، لقد مات الامل التى تعيش من أجله لقد خسرت ابنها التى تبقى لها من حبيبها
– كدابين
قالتها بصراخ وانفعال ودموعها تنهمر وتقول – ابنى عايش .. أنا حاسه بيه .. كلكو كدابين بتخدعونى .. زى ما بتخدعونى بموت يحي وتبعدوه عنى
قالت بنداء – يحي
نزلت قدماها رغم الماها وضعف جسدها منعوها لكنها ابعدتهم بغضب وانفعال وتبكى جائت أحد الممرضه لتهدأتها فوقعت روح مغشيا عليها
مر اسبوع فى القصر كانت روح فى غرفتها سائت حالتها سوئا لم تعد تتحدث مع أحد بتاتا
كانت سلمى واقفه عند الباب بصالها وهى قاعده جوا كانت باصه للفراغ وتحت عيناها اسود وحالتها مذريه وجدتها بتلف دراعها حولين بطنها وكأنها بتحضن ابنها التى لم يعد موجودا تنظر له وكأنها تتخيله من عقلها الباطل
– بصلها كويس يا سلمى ممكن تحسي بالى حاسه بيه
بصت لصوت وكان أحمد تعجبت من وقوفه فهى لم تنتبه له
– لو لحظتى ان روح مأهملتش فى نفسها بالعكس هى كانت بتحاول تنسي حزنها عشان عارفه انه غلط على حملها وتكمل غصب عنها عشان ابنها .. بس الحزن مش احنا إلى بنتحكم فيه لانه فى القلب هى حاولت بس ده قدر .. لو بصتليها وافتكرتى كلامك ليها هتحسي قد ايه انتى جرحتيها .. روح خسرت جوزها وابنها .. تفتكرى فى حد يستحمل ده كله مره واحده
بصت سلمى لروح التى كان وجهها يخلو من التعبيرات شعرت ببعض الحزن والشفقه عليها لكنها متضايقه تمنت لو أن ياتى ابن أخيها وتراه وكأنها تنظر ليحي لكنه قد غادر هو الآخر
لفت ومشيت بلا مبالاه بص احمد على روح كان حزين من أجلها وقلبه يؤلمه من رؤيتها هكذا
فى يوم طرقت صفيه الباب على روح تستأذنها بالدخول لكن لم يأتيها جواب كانت تريد ان تعرفها أن والدها وعلى هنا، اطرقت ثانينا لكن بلا جدوى
– ممكن تكون نايمه بلاش ازعجها
فتحت الباب لتطمان عليها لكن انصدمت
كان عماد جالس ينتظر أن يرى ابنته كان يزورها كثيرا لكن على أراد رؤيتها ويأتى معه تلك المره سمعت صوت
قالت صفيه – الحقى يا ست هانم
اتخضو من نبرتها قالت كوثر – فى ايه
– مدام روح ..
قالت عماد بقلق – روح مالها
– مش موجوده فى اوضتها
اتصدمو قالت كوثر – مش موجوده ازاى يعنى هتكون راحت فين
مشي عماد وطلع عشان يشوفها ولما دخل لم يجدها
– روح
قالها بنداء عليها وهى يبحث عنها أنصدم احمد فأين هى بحث عنها فى القصر والجميع والخدم قلبو القصر عليها لكن لم يجدوها
قال عماد بقلق – روح فين
بص على إليه وكان قلق ايضا قال – ممكن خرجت
قال أحمد – كان حد من الحراس شافها وهى بتخرج
قال عماد – حتى لو خرجت هتكون راحت فين مهى مش فى القصر يعنى برا ودى المصيبه
وكان يقصد حالتها فى الآونة الاخيره سكت على شويه لكن خطر له شيئا وقال
– أنا عرفت روح فين
بصله بشده لقوه بيمشى سريعا دون أن ينطق ببند كلمه اخرى
فى مكان أخر كانت روح فى بيتها تقف فى منتصفه شارده، بصت على الاركان فهى غابت عن من لها كثيرا يبدو الأجواء كأيبه عن ما تركته، نظرت لغرفه المعيشه تذكرتهم وهم يجليسون امام التفاز وهى مايله على صدره ويبتسمون
سمعت صوت على ناحيتها الاخره بصت وجدت طيف له وهو يسحبها لصدره العارى ” يحي ابعد ”
” كده تبعدى عن جوزك حبيبك ، لسا بتتكسفى منى يا روحى ”
” اه سيبنى ”
” لا”
سحبها معه لداخل لتصرخ وهو يضحك عليها
دمعت عينها سارت خطوتين ببطئ لكن توقفت وبصت على يمينها لقت مشهد وهى تركض وراه وتحمل سكينا ” هق*تلك يا يحي ، عشان تحسلى الجامعه و تستعرض نفسك اوى”
بص على المخده الى دخلتها وكادت ان تصيبها بصلها بصدمه ” يابنت المجنونه” لكنها اتبعته وهى تركض وتنوى قتله زقها على الكنبه وهو فوقها ومسكها وخد السكينه من ايدها وهى بتصرخ ليقول بابتسامه وحنان ” كده كخ يا حبيبتى ”
فلتت ضحكه خافته منها وهى تتذكر مزاحه
” يعنى انا كنت هموت من شويه عشان مشاعر غيره ، ده انتى غيرتك خطر على كدة”
تذكرته وهو يضحك عليها ويدفعون بعض بالوسائده ثم اخذها فى حضنه من التعب ونامت دون ان تشعر
سالت دمعه من عينها فهى لطالما كانت تشعر بلأمان وهى معه اما الان .. انها قلقه مصدر امانها قد تلاشي واصبحت خائفه.. خائفه كثيرا
– انت فين
قالتها بصوت ضعيف ودموعها متحجره سارت بخطواتها الثقيله وقدماها لا تستطيع ان تحملها،دخلت غرفتهم نظرت الى السرير تذكرته وهو ياخذها فى احضانه ويناما فى امان تام ، تذكرته وهى تجفف شعره بالمنشفه بمشاغبه وتقول “لو كل شويه هتخرجى وانت مبلول كده هتاخد برد”
تذكرت وهى واقفه امام المرآه وهو يحتضنها من الخلف وتبتسم … تذكرت سعادتهم كيف كانت .. لقد رحل .. رحل وترك لها الذكريات
– وعدتنى انك مش هتسيبنى انت فين .. قولت انك مش هتتأخر واتأخرت .. كنت بتكدب عليا
سالت دموع من عيناها قالت – انا خسرت ابنى .. خسرته وخسرتك .. الحاجه الى سبتهالى منك مقدرتش احافظ عليها ومات جوايا .. قتلته زى اما قتلك
انهمرت دموعها صرخت وهى تقول – مبتردش عليا ليه .. ارجعلى واقولى ان ده مش حقيقه .. قولى ان ده كابوس
افتكرته وهو ينظر لها ويمسك وجهها ويقول ” هموت ياروح .. انا عايزه اعيش العمر الى باقينلى معاكى متخدهمش منى” احست بالم شديد وهى تتذكر الحاهها عليه
– ايوه انا الى. قتلتك … سامحنى انا السبب انا الى وديتك للموت بإيدى محقتلكش الى نفسك فيه وحرمتك من اليومين الى كان نفسك تعيشهم معايا بس .. بس انا اتمنيت عمر بحاله يكون معاك .. تفتكر غلطت من حبى وخوفى عليك كان نفسي تعيش منغير ما تتوجع .. تعيش العمر كله جنبى منغير مده … نحقق الى نفسنا فيه …. بس انا خدت منك ده كله .. حتى ابنى قتلته زى ما قتلتك .. انا السبب .. انا مستاهلش اعيش
رفعت راسها وهى تصرخ وتقول- يارب رجعهملى .. بتعمل معايا كده لى .. دعيت انك متاخدوش منى وخدته وخدت ابنى .. لى مخدتنيش معاهم .. سايبنى اتعذب لي
مسكت الازازه وكسرتها وهى هائجه بين بكائها بصت للازاز باعين حمراء
نزل على من عربيته اتقدم من البيت بسرعه وكان الباب مفتوح دخل
– روح
كان بينادى عليها مشي وهو بيدور عليها بص على الاوضه راح لكن وقف مكانه بصدمه
– رووح
كانت واقعه الى الارض وفى ازاز جنبها، قرب منها على الفور حط راسها على قدماه وربتت على وشها جس نبضها عرف انها اغم عليها شالها ومشي
كان بيسوق سيارته سمع رنين هاتفه وكان عماد رد عليه وقال
– انت فين يا على
– روح معايا يا خالى أنا رايح على المستشفى هبعتلك عنوانها
– مستشفى ايه هى فيها حاجه
– لا هى كويسه متخافش
وانتهى مكالمته وركز فى سواقته
كان على واقفا عند غرفه روح وينظر لها وهى فى الداخل كانت مستيقظه تنظر فى الفراغ ولا تتحدث والطبيب معها لقا عماد جه وكان معه احمد قربو منه
– روح فين
– جوا الدكتوره بتتكلم معاها
بص عليها وكمل – بس روح ساكته مبتتكلمش من ساعه ما فاقت
قال أحمد – انت لقيتها فين
– فى بيتها إلى كانت عايشه فيه مع يحي
بصو لعماد التى لم يعلق دخل وبص على روح نظرت له كان قلبه يتألم من رؤيتها تائه هكذا قرب منها قال
– روح انتى كويسه
لم ترد بصلها وقال – كنتى بتعملى ايه هناك ومقولتلناش ليه كده تقلقينا عليكى
كانو مستنينن أنها تتكلم لكنها كانت صامته حيث نظرو إليها كان صمتها مريب ليس رضى بل وكأنها ضاىعه نظرتها الحائره التى تخلو من ايه مشاعر ذبول وجهها عيناها المرهقتان نظر والدها لحالتها بحزن قرب منه على وأخبره أن يدعها أومأ له وتركها
– مش عارف اعمل ايه هخدها تعيش معايا ممكن مش مستريحه فى القصر
قال على – المشكله مش فى القصر روح مش فى وعيها من سكوتها ده .. احنا نخاف عليها من نفسها ممكن لو فضلت هنا يبقى احسن ليها على الأقل فى اهتمام هنا
قال أحمد – تقصد ان عندها مشكله نفسيه
أومأ على بقله حيله بصله عماد بشده وقال – بتقول روح كويسه
– أنا مقصدش يخالى بس لو شفنالها دكتور هيكون احسن ليها وممكن تخرج من الى هى فيه .. هى قعدت معانا وحالتها مبتتقدمش بترجع لورا لو كلمنا دكتور يتابع حلتها ممكن ترجع روح من تانى
سكت عماد بص لأبنته وهى متردد من تلك الفكره لكن اقتنع بالفكره أن كان هذا سيعيد أبنته إليه سيفعل اى شئ
وفعلا تحدثوا مع طبيب جدير بتلك المهنه وجلس مع روح لكن نظراتها له كانت مريبه وشعر الطبيب بها كانت تنظر له بتفحص ابتسم وقال بهدوء
– بتبصيلى كده لي معرفتكيش بنفسي
– عارفه
قالتها بلا مبلاه يصلها لأنها تحدثت رغم أنهم أخبروه أنها صامته قال
– عارفه ايه بظبط .. عرفانى
بصتله ببرود ارتبك قالت – جاى تعالج المجنونه إلى قدامك مش كده
يصلها بدهشه من الى قلته وكيف عرفت انه طبيب نفسي قال – بس انتى مش
– لا أنا مجنونه فعلا تحب تشوف
وقامت بدفع الزجاج التى كانت فى يدها تجاهه انتفض خوفا لكنها لم تصيبه وتكسرت إلى أشلاء اتصدم بصلها بشده وقال
– اى إلى عملتيه ده
وقعت كل ما على الكمود بجانبها وقالت بانفعال – اطلع برااا
يصلها بشده قرب بهدوء وقال – ممكن تهدى احنا بنتكلم
صرخت بجنون وهى تقول – برا سمعتنى اطلع مش عايزه حد يكون معايا .. برااا
اتخض من انفعالها دخلت ممرضه بصتلها بريبه قربت منها ضمت روح ركبتيها إلى صدرها وهى تمسك برأسها وتقول بين دموعها
– اطلعو برا سبونى لوحدى
دخل عماد وعلى من الصوت وشافوه روح قرب على من الدكتور وخرجه وهو بيعتذرله لكن الدكتور كان ينظر لروح وحالتها وكأنه لم يتضايق لا يراها مجنونه بل يراها عاقله تماما أنه رأى جرحها فقط حسب خبرته علم ما تكبحه تلك الفتاه من الألم مشي وتركهم
قرب عماد من ابنته وعينه مدمعه قال – روح مالك
رفعت وشها ليه وقالت – جايبلى دكتور نفسي .. شايفنى مجنونه
حسب بالحزن وقال – لا يا حبيبتى انتى مش كده انا حبيت اساعدك
– أنت أذيتنى مساعدتنيش
سكتت وقالت بشرود – شاف جنب جنون جوايا فتره عمت عليا كنت مجنونه بحق وحقيقة كانت فتره محتاجه فيها دكتور نفسي بجد .. بس عمره ما عمل ذيك .. هو استحملنى صبر عليا قدر إلى أنا فيه .. مجابليش دكتور يعالجنى لانى مش مجنونه هو عالجنى بنفسه وقت اما كنت مريضه بجد هو رجعنى من تانى .. شاف كتير منى تخلينى مجنونه فى عينه بس مفكرش زيكو .. يحي كان علاجى
سالت دموع من عينها وهى تتذكره حست بألم وكانت الممرضه حقنتها بمهدأ بصت روح لوالدها التى سالت دمعه من عينه بحزن عليها أما طالعته بهذا وانكسار ثم غابت عن وعيها اراحتها الممرضه لتنام، جلس عماد بجانبها مسك أيدها بحزن وقال
– آسف يا حبيبتى متزعليش منى . غلط لما عملت كده
بص عماد لعلى وقال – مكنتش فكره كويسه يا على كان قلبى حاسي ان دى هتكون النتيجه
– أنا آسف حبيت اساعد روح
لم يعلق عماد ونظر الى روح ويتسائل إلى متى ستكون هكذا
ظل بجانبها اليوم بأكمله جائه إتصال وكان عمله التى أجله كثيرا بسبب انشغاله بابنته، مكنش عارف يسيبها أم لا
يصلها كانت نايمه فقرر أن يذهب لحين استيقاظها وأخبره الطبيب أنها ستكون بخير فأطمأن وذهب
مر ثلاثه ايام وكانت روح تمكث فى المشفى عاظت لصمتها حين تستيقظ تجد نفسها وحدها هنا غريبه عن الجميع لكنها فى الحالتين تائه لا تبالى
فى يوم كانت مستيقظه تنظر إلى النافذه إلى نور الصباح وكأنها لم ترى ذلك النور منذ مده نظرت إلى ممرضه التى كانت بجانبها قالت
– عايزه حاجه
– ممكن ميا
بصت لها الممرضه بدهشه لانها تحدثت وطلبت شيئا قالت
– الميا جنبك
لم تعلق روح وقفت وراحت بس استغربت لأنها ملقتش ميا فعلا معأنها ملأتها اومأت لها وقالت
– حاضر
خرجت من عندها وملأتها لها ثم عادت إليها وحين فتحت الباب لدخل توقفت وهى مصدومه حين لم تجد روح فى الغرفه
دخلت وهى تستوعب الأمر بس وقفت ولاحظت حاجه شافت الزرعه إلى الشباك قربت منها وجدتها أنها متبلله تعجبت فمن ساقها بصت على الازازه إلى فى أيدها واستدركت الأمر التى اصدمها فهل هى ..
اسرعت بالخروج لتخبرهم بالتأكيد لم يسعها الإبتعاد
جه عماد المستشفى بعدما اتصلوا به وأخبروه بلأمر التى وقع عليه صادما
قال مدير المشفى – اهدى حضرتك احنا بندور عليها فى المستشفى
قال بانفعال – أهدى اى .. البت فين
– هنعرف هى إلى خرجت والله
– مانا لو حططتها فى مستشفى عدله كانو خلو بالها منها
دخل شخصا وقال – جبنا كاميرات المستشفى
– هاتها .. وتعالى حضرتك معايا فى المكتب
فعلا راحو المكتب وفتحو الكاميرات وهما بيشوفه السجل وعماد متوتر لحد ما شاف ابنته نظر إليه بشده وتابعونا واكتشفوا أنها خرجت من المشفى بالفعل ولم يظنها أحد مريضه لكنها لم تتطلع فى أحد وترتدى ملابسها عاديه
– يعنى خرجت من المستشفى باهمالكو .. هعرف هى فين دلوقتى دنا هطربقها على دماغكو
فى القصر قال كوثر بصدمه – يعنى اى امل روح فين دلوقتى
– معرفش يا امى ابوها اتصل بيا وانا فى الشغل وسألني أن كانت ركعت القصر ولا حاجه وحكالى إلى حصل
قالت سلمى بتردد – طب ما ممكن تكون راحت لنفس المكان إلى راحتله قبل كده
بصلها احمد تنهد وقال – رحت البيت متهتش الفكره دى عنى بردو لكن للاسف ملقتهاش
قالت زينب – امال راحت فين يعنى احنا منعرفش هى فين مش ممكن تكون عند حد من صحابها
– على يعرفهم كلهم وهو بيدور عليها فكر يسألهم عنها بس كلهم قالوه أنهم ميعرفوش حاجه عنها ولا شافوها بقالهم كتير .. انت. عارفين روح مكنتش بتخرج من يومها
قالت كوثر بقلق- هتعملو اى البنت ممكن تعمل حاجه فى نفسها الفتره الاخيره مكنتش احسن حاجه لازم تلقوها
– بندور عليها كلنا وهنشوف الاماكن إلى ممكن تكون فيها
– ربنا يستر ياترى انتى فين ياروح
كان الجميع قلقا عليها يبحثون طيله اليوم حتى الليل قد حل عليهم ولم يجدوا لها أثرا بعد لكن لم يتوقفو ويتسائلون اين هى فى هذا الليل الآن هل بخير أم لا .. يتسائلو عن حالتها وطلع النهار التى لم يشهدو عليهم وباتت محاولاتهم فاشله فى العثور عليها وكأنها فص ملح وداب
قال عماد – هتكون فين يوم وبنتى باينه برا والله اعلم هى فين
قال على – اعمى يخالى روح مش صغيره إنشاءالله هتكون بخير
– مهياش صغيره بس دى مش روح يا على دى واحده مش باقيه على الدنيا وده إلى مخوفنى يعنى ممكن تعمل فى نفسها حاخه .. سكوتها كل حاجه كانت بتخوفنى عليها .. أنا قلبى مش مطمن انت إلى قولت بذات نفسك نخاف من نفسها عليها منتا شوفتها الفتره الاخيره
تنهد احمد وقال- بتهيالى لازم نبلغ عدى ٢٤ ساعه هما ممكن يساعدونا كتير
أومأو لفكرته لكن من ما كان بدرى أن الأوان قد فات فحتى البحث سيتسغرق وقتا حيث مر يوم اخر لا تزال روح مختفيه لا يعلم أحدا طريقها
تحت سماء صافيه كانت تحلق الطيور وتنشد باغنيها مع الرياح التى تعزف باوتارها على مياه البحر التى كان يذهب ويعود ويبلل رمال شاطئه
كانت روح تقف وتنظر لذلك المشهد ووجهها يخلو من التعبيرات والرياح تهب دفعه واحده تطير بفستانها وشعرها التى يختلط فى وجهها وترتطم بعضا من رزات البحر تستشعر دفأها
بصت على قدماها كانت حافيتان تملأها الجروح بسبب السير فى الطرقات دون انتعال حذاء ودهست على أشياء حاده
تقدمت من الرمال الناعمه المبتله وهى تشعر بها وتعود بالزمن للوراء
” لما تعوزى تجربى ميه البحر ميكنش كده “
بصت على يسارها وذلك الصوت الذى أتاها وجدت طيفه ينظر اليها ويبتسم
” امال ”
” اسمحيلى اوريكى”
لتجده يحملها ويركض بها داخل المياه وهى تصرخ وتحرك ساقيها ” انت بتعمل اى لا يحي متهزرش”
لكنه لا يستمع وانزلها فى المياه وهى تصرخ فيه وتضربه حط أيده على بقها ” خرجنى من هنا”
” حاضر تدفعى كام ”
” انت بنأدم مادى”
” لا أنا مش هكون مادى معاكى .. أنا عايزه حاجه صغيره وبسيطه خالص ”
قالها بابتسامته الماكره وهو يقترب منها ويبتسم من تضايقها وخجلها منه
كانت روح ترى ذلك من ذاكرتها لتعود للواقع وتتلاشي ذكرياتها كأى شئ مضى، خفضت رأسها وهى تتذكر اخر عناية جمعهما وهى أودعه وتهمس له بأذنه”هستناك متتأخرش” ليبدلها العناق وهو يطيعها بقول “حاضر”
لم تكن تعلم انه سيكون اخر عناقا لها معه ليتها بقيت فى احضانه اكثر فهى باتت خائفه لا تجد الأمان التى تشعر به وهى معه
– ما اخترتش نهايتنا ولا كان بايدى ابعدك عنى واموت ابنى .. بس انا بايدى اجيلكو
سالت دمعه من عينها نظرت الى السماء – جيالك انت وابننا عارفه انكو مستنيينى .. معلش لو اتأخرت عليكو
سارت تجاه المياه حتى شعرت بها واستمريت وهى ترتفع لساقيها وتصل الى صدرها ثم تركت نفسها وتوقف قدماها عن الحركه فتسحبها المياه للأسفل هذا القاع الذى اصبحت فيه ..تتسائل الآن وهى تقدم على انهاء جحيم حياتها أن كانت تبعث لجحيم آخر .. وهو جحيم الآخره
نظرت الى خاتمها فهى لا تزال ترتديه ولم تخلعه .. انه سيدفن معها حتى فى مماتها سيموت معها كما مات حبها داخلها … لقد فعلتها وكتبت نهايتها بيدها .. ستراهم وتجتمع معهم … سترتاح من ذلك الالم الذى يقتلها مرارا ولم تعد قادره على تحمله
سالت دموع من عيناها تختلط بمياه البحر المالحه لتغمض عيناها باستسلام مودعه تلك الحياه المأساويه التى لم سلبت أمانيها فى يوم وليله .. كانت أمنيتها الوحيده أن تمر الايام وهو بجوارها انت تمر الأعوام ويرحل عنهم الأشخاص ولا يرحل أحدهم عن الآخر .. لكن يبدو أخطأت فى ان تتمنى … فهذا الجحيم لن يتغير
يتبع….
سالت دموع من عيناها تختلط بمياه البحر المالحه لتغمض عيناها باستسلام مودعه تلك الحياه المأساويه التى لم سلبت أمانيها
وفى لحظه كان أحدا قفز فى الماء وسبح للاسفل تجاه روح واقترب منها، امسك وجهها وربت عليها لكن لا حياه فيها حط ايده على وسطها وسبح للأعلى يخرجها
كان يحملها على زراعيه وهو يسير على الرمال وضعها على الارض برفق وضغط ناحيه ايسر صدرها
– روح .. روح فوقى
لم تكن تتحرك حتى انفاسها مقطوعها مسك وشها وفتح فمها ولصق شفتاه بهمها ويعطها تنفس صناعى لكن بلا جدوى
– لا يا روح متعمليش كده فيا
عاد لأعطاها تنفس اقوى عن ذى القبل وسقطت دمعه من عينه لامست وجهها ويحاول جاهدا حتى شهقت وهى تبصق المياه التى استنشقتها
– روح
سمعت ذلك الصوت فتحت عيناه بضعف وجدت شخصا لكن لم تكن رؤيتها واضحه
– فوقى يا حبيبتى انا جيت .. معلش لو كنت اتأخرت عليكى
كانت تسمع صوته وكأنه يحدثها كلمات ذلك الشخص التى لا تفهمها لكن صوته .. صوته التى يتردد فى اذنيها كنغمه تعرفها جيدا، بدأت غشاوه عيناها تبتعد والصور تتوضح لها شيئا فشيئا حتى راته عيناها كان حبيبها لم تكن تصدق انها تراه هل ماتت وقابلته كما ارادت .. لقد خشيت ان حتى فى موتها تحرم منه ابتسمت وعيناها تدمع وتقول بصوت هامس
– يحي
– انا معاكى اهو
انها لا تميز بين الواقع والحلم والكابوس والخيال لكن تشعر ان لا يزال قلبها ينبض هل هى لا تزال حيه هل هذا شخصا وتتخيله هو حبيبها.. عجبا لا تريد ان ينتهى ذلك الحلم تتمنى لو كان واقع اقفلت عيناها وارخت يداها مغيبه عن ما حولها
فتحت روح عينها بصت على سقف الاوضه إلى هى فيها نظرت حولها فكان القصر .. لكن كيف .. ومن أحضرها لهنا ..كيف ..
شعرت بشئ ما فى يدها بصت جانبها حتى بحلقت عيناها بصدمه وارتجف بؤبؤ عيناها وتغلغت الدموع من بينها وهى تنظر إليه كان هو يحي ويمسك بيدها وجالس بجانبها
– الحمدلله انك فوقتى
تحركت شفتاها لكن لا تستطيع النطق وكأن حبال صوتها قد تلاشت وتسيل الدموع من عيناها بصمت وكان ينظر إلى كل دمعه تسقط منها ويراقب تعبيراتها
– ي..يحي
قرب منها وهو يقول – اى يا روحى
دق قلبها وهى تسمع صوته بلهجته التى تشتاق إليها كررت لكن بصوت يجهش بالبكاء
– يحي
اندفعت إليه بعناق قوى فأخذها هو الآخر وعانقها ودموع عيناه تسبقه ويضمها اليه أكثر وكأنه يريد أن يدخلها بين اضلعه وألا تخرج منها
– مكنش حلم انتت .. انت عايش مش كده
– عايش يا حبيبتى .. قولتلك مش هسيبك
ضمها إليه ودمعه تسيل من عينه وهو يدفن وجهه فى عنقها يشم رائحتها بحزن وشوق ويتنهد بارتياح لأنها عادت لأحضانه
– لى تعملى فيا كده
وكان يقصد بالقاء نفسها نحو الموت قالت – كنت عايزه اجيلك بأى تمن
– تقومى تحاولى تموتى نفسك
– أنا كنت ميته اصلا
– ولو حصلك حاجه .. مكنتش هسامح نفسي قولتلك أنا مقدرش اعيش من غيرك
– مكنش بإيدى كان راحه للأحساس إلى كنت بحسه .. لى سبتنى المده دى كلها .. متعرفش اليوم كان بيعدى عليا ازاى وانت مش فيه .. لما قالولى انك مت مصدقتش بس هما .. هما أثبتوا ده فى دماغى .. انا تعبت اوى يا يحي .. تعبت وخسرت ابننا .. أنا مكنتش جديره بالمسؤليه ومعرفتش احافظ عليه
– ششش
قالها وهو يمسد على شعرها ويكبح حزنه وعينه فيها دموعه
– ده مش ذنبك قدر ربنا .. حقك عليا يا حبيبتى مكنتش اقصد اسيبك ده كله لوحدك
– لى متصلتش عليا لى قطعت التواصل معايا لى تسيبنى عايشه لا عارف إذا كنت عايش او ميت .. لى تعمل فيا كده
– أنا آسف
– مش قابله اعتذارك .. انت .. انت السبب .. كنت متعمد تختفى وتسيبنى طول الفتره دى
تفاجأ من ما قالته دفعته بعيدا عنها وقالت بصراخ
– محملاك المسؤوليه إلى أنا فيها .. استفادت اى من اختفائك .. انت كده كان احمد معاه حق بتحب تقلقنا عليك اقنعتنا بموتك عشان اى .. لى تعمل كده .. بسببك ابنى مااات جوايا .. اتعذبت وصلت بيا للأنتحار .. لى انقذتنى .. جايلى لى دلوقتى … خلاص امشي مش عايزه اشوفك
قرب منها بحزن شديد وخدها فى صدره بعناق
– أنا آسف يا حبيبتى والله ما كان بإيدى
– كدااب ابعد عنى .. ابعد انت السبب فى إلى أنا فيه
– بس يا روح كفايه انتى متعرفيش حاجه والله ما تعمدت ان كل ده يحصل … هحكيلك كل حاجه بس أهدى .. أهدى ارجوكى انتى لسا تعبانه
حضنته رغم غضبها منه وهى تمسك به باظارفها كى لا يبتعد .. تريد ابعاده وسبه ونفره بعيدا عنها لكن لا تستطيع تخشي أن يكون حلما وتفيق على واقعها وهو ليس معها
– انت السبب فى إلى أنا فيه يا يحي انت ما فيش حد غيرك
قالتها بغضب وهو حضناها وبتضربه بقبضتها الضعيفتان
– أنا آسف كفياكى بقا متعيطيش ارجوك .. قلبى بيوجعنى عليكى اكتر مهو واجعنى
– خليه يوجعك زى ما وجعتنى عمرك ما هتتخيل بشاعه الشعور إلى حسيت بيه والى مريته فى الفتره دى
لم يعلق ربت عليها وهو يمسد على شعرها ويجز على أسنانه وينظر للأعلى وكأنه ينادى ربه أن يرحمه من ذلك العذاب وهذا الالم الذى يشعر به يناديه بأن يخفف عليها ويحمله العبأ عنها
بدأت تهدأ لكن هدوء مريب وارخت يداها وقواها قد زالت أبعدها يحي قليلى بصلها كانت قد غفوت من الأرق، بص لوشها التى مغترق فى البكا كان يؤلمه ذلك حضنها وهو بيقول
– متعرفيش خوفت عليكى ازاى أنا منمتش من يومين من خوفى ليحصلك حاجه .. سامحينى يا حبيبتى كل حاجه هتبقى بخير
ابعدها عنه وهو ينزلها على السرير برفق رفع الغطاء عليها وقبلها برقه من رأسها وتسيل دمعه من عينه بص على بطنها وكأنه يتخيل ابنه التى فقده
سمع صوت من الخارج تنهد وتركها لتنعم بالهدوء والسكينة
خرج قابله احمد نظر إلى الغرفه وهو يقفل الباب قال
– فى ايه
– والد روح هنا
أومأ له ونزل فكان هو الذى هاتفه ليطمأنه على روح تقدم منهم بصله هو وعلى وسلمى وزينب وكوثر التى كانو يبدو منتظرينه
قال عماد – هى فين
– اهدا هى نايمه دلوقتى عشان تعبانه جبتلها دكتوره وعملتلها الازم بسبب إلى حصل
– هو اى إلى حصل انت لقيتها فين
صمتت يحي قليلا بصله أحمد باستغراب قال
– لحد دلوقتى منعرفش شوفت روح فين
قال عماد – اى إلى حصلها يا يحي متتكلم
– كانت هتموت نفسها
F
كان احمد نازل وهو يمسك بهاتفه ويعمل مكالمه قالت كوثر – عملتو اى لقتوها
– لا هنبلغ
وقف وبصلهم قال – المهم لو عرفتو حاجه اتصلو عليا وعرفونى ممكن تيجى هنا
قالت سلمى بتردد – معرفتوش اى حاجه عنها من امبارح
بصلها احمد وسكت فهى تخفى اهتمامها لأمرها تنهد وقال – المهم تكون كويسه وترجع
– هى مين دى
جائهم هذا الصوت من الخلف ولم يستطيعو ان يستوعبو نظرو الى صاحبه وتثمرو مكانهم بصدمه كبير تجتاح وجوهم ولا يصدقون ما تراه اعينهم انه يحي كان يقف ومعه حقيبته ويبدو انه قد عاد للتو تقدم منهم دمعت عين سلمى
– يح..يحي
ركضت اليه بسرعه وهى تحتضنه بقوه وبكيت بشده بصلها يحي وهى حضناه ابتسم ابتسامه خفيفه وبادلها العناق وهو يربت عليها بحنان
قالت كوثر بعدم تصديق – يحي
ابتسمت زينب وقالت – هو يا كوثر يحي
كانت سلمى بتعيط قال يخي – اهدى يا سلمى مالك
رفعت وجهها اليه ونظرت له قالت – انت عايش صح يعنى انا مش بحلم
تعجب كثيرا من ما تقوله وجد كوثر تقترب منه وتلمس وجهه وعينها مدمعه – مش حلم يسلمى يحى رجع
اخذته بعناق حانى وشوق ودموع تسيل بعيناها لا تصدق ان ابنها قد عاد اليها بادلها يحي العناق فلقد اشتاق لها ايضا نظر الى صديقه كان بيبصله وهو مصدومه عينه مدمعه وفرحان انه شايفه قرب منها ابتعدت كوثر لهم صافحه وجذبه لصدره وهو يربت عليه
– منك لله يا اخى وقعت قلبنا عليك ولا عرفنلك طريق
ربت عليه يحي ابعده وقال – هحكلكو بعدين بس فين روح
صمتو وتبدلت ملامحهم نظر اليهم وقال – عرفت انها عايشه معاكو .. فينها مش شايفها ليه ، فى جامعتها؟
قالت سلمى – روح مش هنا، بقالها مده بعيده عن القصر
بصلها باستغراب شديد وقال – بعيده فين .. عايشه مع ابوها يعنى ولا ايه
– لا فى المستشفى
تفجأ كثيرا وقال – مستشفى ايه هى كويسه
سكتو بصلهم باستغراب وقال بعصبيه – ساكتين ليه ما تتكلمو
حس بوجع وظهر على وشه معالم الالم بسبب عصبيته ومسك دماغه بصوله بقلق
– مالك يا يحي أنت كويس
تنهد وهو يقول – روح .. انجزوا قولو مالها
تنهدت كوثر وقالت – لما سافرت اكتشفنا ان روح حامل
لمعت عينه لسماع ذلك قال – حامل
حسو بحزن لما شافوه فرح لكن لم تكمل فرحته حتى اخبروه بكل شيء قد مرو به فى غيابه كيف حل الحزن عليهم بسبب موته واختفائه و كيف اثر الحزن على حاله روح الى ان خسرت طفلها وخسرت نفسها كالأن وباتت فى حاله مزريه وكانت فى المستشفى للعنايه بها لانها كانت تشكل خطرا على نفسها كان بيحكوله وهو مش مستوعب ما مرت به ومصدوم وعينه مدمعه وعقله يكاد ينفجر من كثرت هذه الاحداث
– كل ده يحصل فى غيابى
سكتو بصلهم واردف بغضب – ارجع الاقى ابنى مات ومراتى فى المستشفى هى دى الى انا سيبهالكو عشان تخلو بالكو منها فى غيابى .. تقوللها انى مت وانا لسا عايش
قال احمد بأنفعال – وانت كنت فين .. سايبنا المده دى كلها وبتخدعنا بموتك لى .. احنا دورنا عليك وكأنك اختفيت من على الارض .. المستشفى وعرفنا العمليه منجحتش والمده فى حياتك وكانت خلصت … كل حاحه كانت بتشير انك ميت يا يحي
– وحتى لو عرفت حاحه زى دى لى تقولها وانت عارف انها حامل وده هيأثر عليها .. كنت اكدب عليها اى مفيش مخ
– اكدب عليها اه على أساس أن الحقيقه فاخت بمجرد بس مكنش فى خبر عليك كانت تسالنى .. بتتكلم عادى عشان مشفتش كام مره سألت عليك ده كانت كل يوم تسألني عنك اتصلت ولا لا اخبار العمليه عايش فين بيعمل اى .. مكنتش
بعرف ارد عليها وانا عايز اديها اجابتها بس انا حتى مش عارف .. روح كانت مستنيه اى خبر عنك .. فكرك كنا احنا هنعرف وهى لا .. بالعكس كانت هتعرف اول واحده هى اصلا كانت قلقانه عليك ويحصاها مضاعفات بسبب قلقها .. انا مكنتش عارف الاقيها منين ولا منين، بدور عليك من هنا وشركتك وشغلك بحاول امشيهم مراتك وابنك واختك ..انا كنت بحاول على قد ما اقدر اكون مع الكل ومقصرش ..
ابتسم يحي فصمت احمد واستغرب من ابتسامه
– ابنى !!
قالها بسخريه إلى ما قاله ليردف بحزن – هو فين ابنى ده
قربت كوثر منه بحزن وقالت – معلش يا يحي ربنا هيعوضك
– يعوضنى ازاى .. ده كان آخر امل ليها انها تكون ام ، الرحم بتاعها اضرر بسببه لما مات .. يعنى مش هتحمل تانى .. عانيت كتير وفى الاخر تكون لوحدها فى المستشفى
قالت سلمى – انت مشفتش روح كانت عامله ازاى، احنا كنا خايفين عليها
غصب يحي وقال – خايفين عليها من مين كان المفروض تكون معاكو مش تتخلو عنها
تعجب احمد فهو لا يزال معاه ولن يتركها قال – بس احنا متخلناش عنها ..
قاطعه بغضب وهو يقول – بس بقا هات زفت عنوان المستشفى دى بسرعه
صمت احمد قليلا وعم الهدوء تعجب يحي وقال – اى متعرفش هى فين كمان
– عارف
– وساكت لى
– لا معدتش هناك يا يحي .. روح هربت
بصله يحي بصدمه وقال – انت قولت ايه .. هربت ازاى يعنى
– خرجت من المستشفى ومحدش .. يعرف طريقها ده تانى يوم ليها وهى برا
وقع هذا على يحي كخبر صادم قال – يعنى برا البيت بقالها يومين
كمل بغضب – وانتو بتعملو اى بتقول انك كنت مخلى بالك عليها وقاعد هنا ولا على بالك ولا ابوها.. انتو عايزين تشلونى
– لا انا كنت لسا خارج رايحلهم، احنا بندور عليها والله
– انا لسا هستناكو لما تدوروانا هلاقيها بنفسي
خرج يخي نادته سلمى لكنه لم يرد على أحد فهو لا يستمع سوى لنفسه فتلك حبيبته ولا يعلم اين ممكن ان تكون وبأى حاله هي
ركب عربيته بص لعجله القياده وكانه متردد يقود وكأن شيئا ما به يخشي حدوثه وهو انه لا يزال مريض لكن تنهد وقاد لا مباليا
بنفسه خرج تلفونه وهو بيسوق وعمل مكالمه
– اى يا يحي عاش من سمع صوتك
– عايزك فى خدمه
– طب تعالى انت عارف مكانى
قفل معاه وأقام مكالمه اخرى
كان عماد مع على رن تلفونه شاف علطول لانه ممكن ان يكون متعلق بابنته بس لما شاف الرقم تفاجئ كثيرا
قال على – مين
– ده رقم يحي
قال على بدهشه – يحي .. طب رد ممكن يكون تلفونه مع حد وفى حاجه جديده
ازمأ له وبالفعل رظ لكن قبل ان يتكلم سابقه صوت يحي وهو يقول
– المستشفى الى روح كانت فيها اسمها ايه
اتسعت قدحتا عيناه بصدمه لسماع صوته وهو لا يصدق حتى كلامته تلاشيت
– اانت .. ازاى ..
– بسرعه يا عمى مش وقت صدمه انا عايش المهم هات سجل الكاميرات الى فى المستشفي إلى هناك خلال فتره قعاد