صرخت جامد وهى بتقول – مبترديش عليا ليه .. انا جيتلك وانتى دلوقتى الى مبترديش عليا
قرب يحي منها بعد الاطباء ليه قال – روح
– بس انا مش عايزه اسمع غير صوتها بس .. ماما ردى عليا .. متهزريش معايا خلاص والله انا اسفه مش هسيبك تانى .. اصحى عاقبينى زى ما تحبى بس مش العقاب ده .. ماما متحرمنيش منك انا ماليش غيرك .. فوقى بقا كفايه
صرخت بقهر وهى بتقول – انتى ما بترديش عليا ليه هياخدوكى منى اتكلمى
لكن صرخاتها ورجائها لا تجدى نفعا حضنتها جامد وهى بتعيط وبتقول
– ابوس ايدك متسبنيش .. ماما انا اسفه كنتى استنى عليا شويه .. كنت هجيلك … كان نفسي اقولك انى بحبك اوى والله انى كدبت فى كل كلمه قولتهالك .. سامحينى يلا قومى نرجع البيت
كانت تلقى كلماتها الاشد قهرا الندم التى يأكل قلبها اكلا .. فهى لم تخبرها بمدى اشتياقها لها فى غيبتها وكم فكرت بها ولموتغب عن بالها
انها دخلت فى غيوبه لكن لن تستيقظ منها وهى من فقدتها سنه وقضيت يوما فقط رؤيتها ثم ابتعدت ومن غبائها فقدتها هذه المره العمر بأكمله
قرب منها يحي وبعدها صرخت فى وشه وهى بتضربه بقلضتيها الضعيف أنه إلى أنها كانت قويه لعصبيتها منفعله لانه بعدها عنها وتنادى بأمها وهى تراهم يضعون الغطاء عليها لتصرخ بخوف وهى ترجوهم الا يفعلو هذا لكن ليس بإيديهم
حضنها يحي جامد وهو بيحاول يهديها لتبعده تجس ارضا وهى فى الحضانه تبكى تراهم يأخذوها وتسألهم لاين لا يعطوها جوابا لتحاول الافلات لكن يضمها يحي اكثر بحزن شديد ويمنعها فتكبى بقله حيله وتنبح بصراخاتها المتألمه
وعماد يقف قهرا وهو ينظر لنوال حبيبته التى فقدها دون ان يتمم احلامه معها وبنظر لأبنته التى تركتها له ليتذكرها بها بملامحها الشبيها لها رؤيه حالتها تزيده وجعا لكن لا يملك مواستها فهو موجوع قهرا يتمنى ان موته اتى قبلها ولم يعش تلك اللحظه
خرج وتركهم وهو يسمع بكاء روح التى تصغى له جدران المشفى اشفاقا عليها لكنه هو والدها من ابتعد كى لا يسمعها يريد ان يبتعد عنها ف لا يتحمل رؤيتها
فى اليوم التالى فى المقابر أقيم لهم افضل جنازه حيث حضر شيوخا ليرتلو اياتهم ويدعون لها رحمه لرب العالمين وينيرو قبرها
بدأ الجميع أن يغادر بعدما تأخر الوقت بينما روح لا تزال اقفه بتعيط منهاره عن قبر نوال تنبح باللامها لوحدتها فلا يوجد سواها هى ويحي التى كان حزين وهو يراها هكذا ، تنهد وقرب منها قال
– روح
عيطت وهى بتقول – وحشتنى اوى سبتنى وبقيت لوحدى
رد بكل هدوء – منتيش لوحدك يا روح انا معاكى وهو
رفعت وجهها وبصتله من اخر ضمير اضافه … اشار لها بعيناه استدارت وبصت على عماد التى كان واقف بيبصلها بحزن وقهر شديد وعينه مدمعه فهو يتماسك طوال اليوم ويشاهدها ويود مواستها لكنها لا تنظر له
فتح زراعيه له بعين راجيه بصت روح ليحي اومأ لها بأطمئنان رجعت بصت لعماد ، سالت دموع من عنها اندفعت تجاهه وعانقته ليضمها عماد على الفور وهو يتنهد بحنين وتسيل من عينه دموع بصمت لشده شوقه وقهره من فراق من عشقها قلبه وسعاده لعوده ابنته لرحاب صدره
كان يشعر وهو بعناقها برائحتها وكأنما هى من تغوص فى أحضانه .. تمنى اشياء كثيره يفعلها معها هى فقط لا احد سواها لكن لم تحدث تمنتى ان يجتمعو سويا لكن بعض الامانى لا تتحقق. .. فبعض الامانى لا تتحقق أحياناً
بص ليحي التى يقف يشاهدهم ابتسم ابتسامه خفيفه كأمتنان وشكر انه اعادها له ثم عاد لعناقها وهو يتشمم رائحتها التى تشبها ويوجعه قلبه انها غادرت وتركتهم باكرا
كان يحيي حاسس بالغيره ايا يكن رغم انه والدها فهو رجل بالنسبه له … لكن يحاول الا يظهر لانه حرم منها كثيرا وهى الاخره تحتاج له … لا يريد ان يكون انانى فلتنعم بحبه الحانى انها تحتاجه
رجعو بيتهم وهو يساندها فهى لا تستطيع السير من ثقل حملها على ساقيها ، دخلها اوضتهم قعدها وقال
– هخرج عقبال ما تغيرى هدومك
لم ترد عليه بصلها من شكلها تنهد ومشي وسابها طلب أمل ولما وصل راح ولستلمه ودفع حقه وحطه على السفره بص للاوضه راح عشان يشوفها لقاها لا تزال فى جلستها
– لسا مغيرتيش
مردتش عليه قعد جنبها مسك أيدها بحنان وقال
– روح ادعيلها .. هى محتاجه دعاكى اكتر متزعليش هى عند ربنا رحيم بيها اكتر منك .. كلنا هنموت الحياه دى فانيه هو عمر مكتبولك وبيخلص .. وده عمرها وقدر ربنا كده احنا ملناش أننا نعترض عليه
– ماتت بسببى
قالتها بشرود لتكمل – مشفتوهاش من بعد سنه غير مرتين وخسرتها العمر كله .. أنا السبب كانت تقدر تعيش لو كنت روحتلها .. أنا السبب فى موتها أنا مفيش غيرى