عند ماسة كانت تجلس لوحدها فقبل قليل عاد جو واية من الخارج فحسب علمها هم قد ذهبا لجلب بعض الأغراض التي يحتاجها جو
جلست معهم قليلاً بعد عودتهم ثم كالعادة ذهبت لغرفتها بصمت وبالمقابل توجه جو واية لغرفتهم
امسكت ماسة هاتفها وفتحت على صور كنان التي تحفظهم في هاتفها وبدأت تقلب بينهم بجمود لتاقطع عليها
تلك الرسالة التي وصلتها للتو فتحت عليها فوجدتها من رقم غريب ف من الأساس هاتفها لا يحمل سوى رقم اية وجو ولجين التي لم تتصل بها ابداً بدأت بقراءة محتوى الرسالة لتتجمد اطراف أصابعها : ” ماسة انا اسف بس انا مقدرش اكمل حياتي بعد كدة من غيرك معاكي بس خمس دقايق تيجي على **** لو مجيتيش بالوقت ده هرمي نفسي قدام اي شاحنة او عربية هتيجي قدامي وهتسمعي خبر وفاتي في كل الجرايد وانا بجد قد كلامي ومش
بهزر ”
ظلت ماسة تعيد قراءة الرسالة مرة تلوى الأخرى بلا وعي الى ان بدأت تستعيد وعيها لتتضع حجابها بلهفة وخوف وتبدأ بالركض خارج غرفتها متوجهة لغرفة جو واية وبدأت بطرقها بهلع شديد
فتح جو الباب وبجواره اية التي لم تزيل حجابها بعد
جو : في ايه يا ماسة
ماسة بلهفة ودموعها تتساقط بسرعة : ارجوك يا جو خدني على المكان ده بسرعة ارجوك كنان هيإذي نفسه
جو بتظاهر عدم الفهم : مكان ايه يا ماسة فهميني
ماسة بإنهيار : تعالى وانا هقولك عليه ارجوك مبقاش في وقت
اومئ جو لها وخرجوا ثلاثتهم من البيت منطلقين بالسيارة للمكان الذي املته اياه ماسة
كانو جو يقود بطريقة سريعة ولكنه يسلك طرق طويلة للوصول بعد الوقت
ماسة بصراخ : ارجوك يا جو الوقت خلص
جو : اهدي يا ماسة احنا وصلنا اهو بس في عربية واقفة هنا وناس متجمعين مش هعرف اعدي
كان يتكلم مع نفسه لأن ماسة كانت قد نزلت من السيارة وبدأت بالركض نحو التجمع وهي تصرخ : ارجوكم خلوني اعدي
وصلت ماسة الى الأمام وحدث ما كانت تخشاه كنان ملقى ارضاً والدماء تحيط به من كل مكان صرخة مدوية
خرجت من اعماق قلبها : كناااااااااااااااااااااااااان اااااااااااااه
بدأت تخبط على وجهه بخفة والدموع تنهمر كالشلال على وجهها : كنان يا حبيبي فوق متسبنيش ربنا يخليك فوق يا روحي انا سامحتك خلاص انا هرجعلك ايوة هرجعلك بس فوق كناااان مبتردش ليه فوق بقلك فوق انا سامحتك خلاص
فتح كنان عيناه بفرحة واعتدل بجلسته والإبتسامة تشق طريقها لمحياه : سامحتيني يعني خلاص يا ماستي كل حاجة هترجع زي زمان
كانت ماسة تنظر له بصدمة لتردف بعدم تصديق وهي تتراجع للخلف : تمثيل كل ده تمثيل يعني انت كنت بتهزر معايا
بدأت تركض بعيدة عنهم وصوت شهقاتها تعلو بالمكان
اية بصراخ : مااااااسة
استقام كنان ولكم السيارة بيده : باظت كل حاجة باظت اكتر من الأول ليه يارب لييه
جو بسرعة : كنان هنروح نشوفها ممكن تكون رجعت البيت يلا يا اية
اومئ كنان له بضعف بعد ان اشار لحراسه بالذهاب وعاد لسيارته وانطلق بها بسرعة كبيرة
عند ماسة كانت تركض بسرعة كبيرة وهي تمسح دموعها التي تعاود النزول الى ان دوى صوت سيارة قادمة من خلفها لتلتف الى الوراء وتتجمد اقدامها بصدمة اغمضت عيناها بإستسلام وراحة شديدة ولكن مر الوقت ولم يصطدم بها اي شيء فتحت عيناه لتجد السيارة قد توقفت على بعد منها وكان بها رجل يبدو عليه في نهاية الخمسينات من عمره كان قد نزل الى الأسفل : ايه ده يابنتي انتي اتجننتي رامية نفسك قدام عربية ينفع كدة انا