رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي ❤?كاملة ? جميع الفصول ?(من الفصل الأول إلى الأخير) كاملة ستعجبكم

تأملتها نرجس للحظه، ملامحها التي باتت صادمه، راقبي الأطفال يا شروق ولا تتدخلي في ما لا يعنيكي، تخلت نرجس عن كل تهديداتها دفعه واحده، تابعت شروق تتهادي خلف طفليها تحاول اللحاق بهم بعد أن هاجمتها الأمراض وربع فكره تطوف بعقلها ان شروق ربما جنت.

 

close

رغم ذلك الا ان ذكرى لقاء كوثر المزعج ألم بها، لمحه خفيفة من دهاليز لعبة الموت والحياه تخلصت منها بكأس نبيذ تشيفاز ريغال وتابعتها بأخرى حتى اختفت الصور.
بالحديقة الكبيرة وحيث كان يعمل احمد بجد كل يوم متحفز بكلمات سيدته المشجعة والتي يحاول كسب رضاها

 

بعد أن تحولت إلى بطلته الكبيرة وسقوط والدته من حساباته التي تفضل الطفلين عليه، كان يتمني ان تكون نرجس والدته الفعلية.
حاول أن يكون خادمها المطيع رغم صغر سنه، كانت أول حروف الهجاء التى ستمكنه من قرأت العالم.
كان يتابع الأخوين يلعبون بالحديقة تحت أعين والدته وكان بتلك المرحلة يتبادلان كلمات متفرقه لكن غير مسموح

 

له باللعب معهم، خلال عمله طوال النهار كان يحاول ان لا يفوت حركه واحده من التى تقوم بها كارمه، كان يوليها كل اهتمامه دون أن يخفى رغبته الجامحة بضرب مصطفى أخيها اذا قام بإزعاجها.
كان يشعر انها اميرة مثل والدتها ولا يليق بأحد ان يزعجها
كان يتمني ان تسنح له الفرصة ان يلعب معها مره واحده، ان يركض اسرع من أخيها ويبهرها.

 

 

مع الايام تعلم أن هناك الكثير من الأحلام التي لا تتحقق.
نرجس التي كانت لاحظت قوته وشدته والتي تفوق عمره بدأت تقربه منها، تؤثره بالأموال، المهام الصعبة ، بعض الجلسات اللطيفة الناعمة، كان قد حاذ اعجابها لدرجة كبيرة.
راحت الأمراض تتكالب على شروق وكانت تنتابها مشاعر غريبة تجاه الطفلين ، مصطفى وكارمه، مشاعر كانت تتعدى وظيفتها كخادمه متواضعة، كان قلبها ينخلع من مكانه اذا مرض أحدهم او جرح نفسه أثناء اللعب،

يتبع….

 

 

تتألم لألمهم وتفرح لفرحهم.
بداخلها كان هناك شيء يربطها بالطفلين، شعور مبهم يتضخم كلما رأتهم يكبرون.
كان قد مر عام على زيارة كوثر المشؤمة، الزيارة التي بهتت معالمها وتفاصيلها ولم يتبقى منها الا ذرات من التعب،

 

وقد كان ان استقبلت احد الخادمات زياره غير متوقعه من زميله من نفس المهنة سبقتها بالخدمة عند نرجس لمدة عامين قبل أن تجد فرصه افضل.
ظلت تتحدث عن ذكرياتها بالفيلا وقت كانت خاليه الا منها ومن سيدتها والحارس، عن الايام التي قضتها لا تسمع

 

فيها الا صياح الديكة ونباح الكلاب، قبل أن يحضر الطفلين وتدي الحياه في المنزل الكبير.
منذ وصولهم تغيرت حياتنا تماما أكدت الخادمة !
يعني ليسوا أولادها سألتها الخادمة؟

 

الست هانم عاقر لا تنجب ردت الخادمة وهي ترتشف اخر قطرات عصير المانجو المثلج.
تذكرت الخادمة انها سمعت شروق تسأل عن ذلك الأمر وقالت إنها عندما تقابلها ستحكي لها القصة لكنها نسيت وابتعد الموضوع عن ذاكرتها.
مضت الأعوام وأصبح الخادم مخدوم، وهنت صحة شروق كانت آثار المخدرات والخلطات الغير مدرجه قد اتلفت

 

اعضائها الحيوية، لزمت سريرها وضعف بصرها الا ان السيدة نرجس لم تصرفها، كانت تدرك انها أصبحت قذارة بشريه لكن هناك تعلق ابنيها بها وهناك احمد الذي شج على طاعتها ويلبى رغباتها المكبوتة.
كان أحمد يقود السيارة الجديدة التي ابتاعتها نرجس خصيصا من أجله، بعد مضى أعوام من الولاء والثقة كان من غير المعقول ان يتجول خادمها بسيارة من طراز عتيق لجلب ما تحتاج له من أغراض، قاد السيارة تجاه القاهرة

 

حيث وجد الدكان الذي كان يقصده موصد، النافذة السرية الوحيدة التي تبيع نبيذ مستورد.
ركن السيارة وتجول على قدميه بالشارع، يعاين لوحات المحلات الجديدة، ماركات الملابس، الأطعمة، حتى قادته قدماه الي المكتبة العامة، لم يفكر في حياته بدخول مكتبه ولا حتى قراءة كتاب بعد المحاولة العاثرة التي حاول خلالها ان يجاري ابني سيدته، لكنه ظل قادر على القراءة وكتابة اسمه.

 

كان على وشك الرحيل فقد بدا له ذلك الكيان الماثل امامه مبهم وغير مهم حتى لمح المودمازيل الجالسة على مقعد خلف مكتب من خشب الزان المدهون باللبني، ترص بعض الكتب فوق بعضها على طرف المكتب وهي تجرد من ورقه، كان شعرها مسدل منحها حيوية وبدت جميله بعيونه لدرجه بعيده وغير ممكنه، سرعان ما شعر بوخزه في صدره إذا أدرك انها بلا شك فتاه مثقفه، فإيما فتاه تقصد المكتبات لابد أن تكون مثقفه.

 

مع انه حاول المغادرة الا انه كان هناك شيء يجذبه بها دفعه ان يقف مكانه يراقبها وهي تعمل، كان ينظر إليها ببهاء وابهه كالناظر لدميه بفترينه عرض، بوقار وقدسيه كل الأشياء التي نتمنى أن تكون لنا ونحن ندرك انها لن تكون ابدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top