شريف لكوثر تفتكرى البنت دى سمعت حاجه؟
كوثر لا مسمعتش، هى عارفه نفسها فين اصلا؟
ورينى همتك بقا عايزين واحد تانى
شريف متقلقيش هخليها تحمل فى تؤام
فى اللحظات إلى شروق كانت بتستعيد فيها وعيها كانت بتسأل نفسها هما كانو بيتكلمو على ايه؟
فى مره سألت كوثر، انت شفتك يا كوثر واخده بنتى وخارجه من الغرفه
كوثر وهى بتتصعب، تهيأوت يا بنتى تهيأوت ربنا يشفيكى
لكن شروق كان عندها شكوك أقرب للحقيقه
حملت شروق مره تالته وقضت شهور الحمل نايمه مش حاسه باى حاجه
فى يوم كوثر نسيت تديها الحساء وكانت قاعده مع شريف فى الصاله
البت قربت تولد اتفقت مع الناس؟
شريف ايوه اتفقت كل حاجه تمام
بعد ما شروق ما تولد عايزين نخلص منها، البنت اسألتها كترت واحنا مش ناقصين مشاكل
سمعت شروق كلمة نخلص منها وجسمها كله ارتعش، دول بياخدو عيالى
حضنت معدتها، مش هسمح لأى شخص يلمسك يا حبيبى زى اخواتك متخفشى
طلبت شروق من كوثر انها تصنع الحساء بنفسها، كوثر وافقت
وبدأت شروق تبدى طاعه كبيره لكوثر
تسمع كلامها بالحرف تطيعها
لكن مكنتش بتشرب الحساء، فى الاول حست ان جسمها بيتقطع، صداع، عرق
حست انها هتموت
كل ما كانت تضعف كانت تفتكر صورة أطفالها وهما بيتاخدو منها
لحد ما بدٱت تتعافى وكانت بتحاول تتذكر الايام المنسيه، الممسوحه من ذاكرتها
كانت عايزه تعرف ايه الى حصل
يتبع….
مضت الايام مسرعة وبدأت الام الولادة تهاجمها، لم تفارقها كوثر ولا لحظه وعندما حان وقت الولادة كانت هي نفسها من تساعدها، طلبت منها ان تشرب الحساء، لم تصر كانت تعلم أن شروق تفعل ذلك بنفسها.
نصف ساعه من الصراخ والدفع وسمعت صرخة طفلها، لم يغيب عقلها، اسمحي لي أن احتضنه توسلت كوثر.
تركت لها طفلها ونظفت المكان، هاتفت شريف ليضرب لها موعد مع ذلك الرجل، ستقود هي المفاوضات.
الطفل معك؟ سألها شريف.
مع والدته شروق، سنبرم الاتفاق، قبل عودتنا ستكون غائبة عن الحياة، سأحرص على ذلك، تلك الفتاه يجب أن تختفي مثل سابقتها، لا يمكننا الاحتفاظ بها اكثر.
وضعت جرعة قاتلة بالحساء وتركته بجوار شروق وطالبتها بشربه ولم تتركها الا بعد أن تذوقته، سأخرج بعض الوقت وأعود وضحت لها كوثر، عندما سمعت الباب يصك تقيأت ما احتفظت به في فمها، ربع ساعه راقبتها من
النافذة حتى اختفت، حملت طفلها وهي تترنح ومشت تجاه الباب حاولت فتحه لكنه كان مغلق من الخارج، حاولت شروق تهشيم الباب لكن حالتها
الجسدية كانت منهكه للأبعد حد، جعلت تركب الباب وتصرخ، خلف الباب جلست تبكي لنصف ساعه، ثم بمحاوله يائسة أخرى جعلت تطلب النجدة من النافذة لكن لم يسمعها احد، عادت مره أخرى تجاه الباب أحضرت سكين وجعلت تحاول ثقب الباب.
بالشقة التي تدنوها كان هناك طفل يلعب أمام شقته، سمع الصراخ والضربات فأخبر والدته والتي قامت
بمساعده ابنها الكبير بتهشيم الباب، وجدت شروق خلف الباب تحتضن طفلها، عندما رأتهم حملت طفلها وركضت هاربه مرتعبة نحو المطبخ، لكن السيدة حاورتها بلطف، اختبرتها انها لم تكن تعلم أن هناك شخص آخر يقطن الشقة غير كوثر وشريف.
ألقت شروق برأسها على قدم السيدة وراحت تقبلها، امنحيني بعض النقود، رأفت السيدة بحالها ومنحتها بعض
النقود واعارتها عبأه بدل ملابسها الممزقة.
من سيارة لسيارة تنقلت شروق بحضنها رضيع وهي لا تكاد تشعر بنصفها التحتاني، بقايا خليط يرسم خيط خلفها.
كان لديها رغبة واحدة الرغبة للوصول لأقصى مكان بالعالم
على مدى يومين تابعت تنقلاتها حتى طلبت من السائق الذي يقود على نغمات روح يا نسيم لحبيبي وقوله، ان
يتوقف ببقعة خالية تحتلها المقابر بينما على الناحية الأخرى، حيث نهاية طريق فرعي قصير تنهض فيلا مطليه باللون الأبيض، يحيط بها سياج مرتفع يحبس حديقة بانت أفرع اشجارها الطويلة، عبرت مقبرتين قبل أن تجلس متكأه بظهرها على شاهد قبر يحمل اسم ممحو بعنايه.
تركت طفلها يلعق صدرها ولما خارت قواها لم تدري بنفسها، انحنت رأسها لأسفل بنوم مميت تاركة طفلها يبحث عن سبل الحياة من خلال صدرها.
راودتها أحلام بشعة ان طفليها لم يموتوا، انها لم تقتل طفلتها وان كوثر التهمتهم، رأت أسنانها وهي تقضم لحمهم واللعاب يسيل على ذقنها، كانت تفعل ذلك وهي تنظر إلى طفلها الأخر الذي تحتضنه بعيون مشتعلة.
فتحت عينيها بهلع وهي تحتضن طفلها الصارخ بقوة الي صدرها حتى تكاد تخنقه، بصقت ثلاث على يسارها واستعاذت بالله من الشيطان الرجيم.
كانت المقابر خاليه ولم تجد ما تأكله فكرت ان تقصد تلك الفيلا المنزلة لكنها تراجعت مدفوعة بنوبة كرهه لكل ما هو بشرى يتنفس، كانت قد انتهت ان البشر لا يرحمون حتى العائلة نفسها كانت اكثر قسوة من غيرها وماذا
بإمكان الإنسان أن يفعله بعالم مملوء بالقبح.
سمعت خطوات تقترب، رجل كهل عجوز، اخفت حجر خلف ظهرها، كل ما هو يتنفس يمثل خطر بالنسبة لها.
توقف الرجل على بعد خطوات، رمق الرضيع بحضنها قبل أن يسألها ماذا تفعلي هنا؟