رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي ❤?كاملة ? جميع الفصول ?(من الفصل الأول إلى الأخير) كاملة ستعجبكم

ألقيت بجسدي علي جدار القش، لماذا لا تحاولون ان تغيروا حياتكم؟ ان تصبحوا مثل سكان مدينة أبناء الساعة؟
انهم لا يسمحون بذلك، ليس عن طريق القوانين لكن بالحصار الاقتصادي، من يولد فقير، يعيش ويموت فقير..
سرحت بخيالي، انا لم احضر لهنا لأعيد نفس الحياة.

 

close

لم اري احمد عبد الهادي ولا فريده كان كوخهم خالي رقدت خارج الكوخ حيث الناموس يطن من حولي والبعوض يزحف فوق وجهي وتمنيت ان انام الي ما لا نهاية وحتي ينتحر العالم وتجف المحيطات.
عندما افقت من النوم وتسللت خيوط الشمس المائعة علي وجهي الخمري لم أجد تمارا!
قلت لن اذهب للدكان اليوم لدي ما يكفي من الدقائق لابتياع الطعام والشراب.
علي مقربة كان الصبية يلعبون بالطمي، يتقافزون ويصوبون علي بعضهم ويتشاتمون بألفاظ بذيئة وغريبة.

 

كان أحدهم يلاحقني بعينه قبل أن اصل إليهم، هل يمكنك أن تبتاع لي الطعام سألني وقد وصلت اليه، كان مجرد طفل صغير ضعيف قلت له اتبعني، سار الصبي بجواري بفخر وهو يرمقني كل لحظة تقريبا بطرف عينه.
انت الغريب الجديد؟ تجرأ وسألني بعد فترة من الصمت.
اجل انا!
حدق بي وكأنه التقاني للتو، كل القرية تتحدث عنك!
لماذا سألته؟

 

 

لأنك منحت لورا عمر جديد، اقراني يطلقون عليك الحامي! لقد أنقذت حياتها، لم يفعل ذلك احد من قبلك ثم سألني بنبره متوترة، لو كنت انا هل كنت ستساعدني؟
اجل بكل تأكيد!
تنهد الطفل، وصرخ انا لا اريد طعام، هل يمكنني أن أكون حارسك؟ أعني برفقتك وهكذا؟

 

لما لا انت طفل شجاع!
سأكون رفقة الحامي قال ذلك وهو يركض مبتعدا مخلفا غيمة من التراب أزكمت انفي.
أبتعت طعام وشراب، بطريق عودتي رأيت لأول مره شباب وفتيات اهل القرية يحدقون بي.
عندما عدت وجدت لورا تلعب أمام الكوخ مع هر صغير، وقفت اتأملها وانا اسأل نفسي، هل منحتها الحياة فعلا ام

 

مزيد من الألم؟
بعد عام ستموت ولن استطيع ان امنع ذلك الا اذا منحتها جزء اخر من عمري، كانت جميلة ورقيقة، عندما لاحظتني ركضت نحوي، احتضنتني وعانقتني كنت أظنك بالعمل؟
قلت لك يجب أن تعمل يا عوني ان تكسب الدقائق انا لا أرغب ان تموت مثلي!
الهبتني سياط كلماتها، قولي لي أيتها الطفلة الشقية اين اختفيت؟

 

اها، كنت مع فريده واخيها، ذهبنا لزيارة الترسانين!
خطفت الطعام مني، تركته لها ومشيت تجاه كوخ فريده واحمد، كانوا يتناقشون بصوت عال، قلت وانا اجلس ماذا فاتني؟
أين اختفيت يا عوني بالأمس؟
ذهبت للعمل الا تتذكري انك طلبتي ذلك مني؟

 

وتركت احمد خلفك؟ نحن فريق واحد يا عوني لا تنسي ذلك ابدا، رحلتنا واحده.
وانتم؟
كنا …. تهيء احمد عبد الهادي للحديث لكنه صمت فجأة وأطلق ابتسامه، راودتنا فكرة وعملنا علي تحقيقها!
اي فكرة سألته ؟

 

قال وكأنه اكتشف علاج الأنسولين، لماذا نبحث عن العمل داخل أسوار المدينة بينما هناك قرى اخرى متبعثرة خلف التلال يمكننا أن نعمل بها؟
تقصد التارسنيين؟
من أخبرك؟ تلك الفتاة الشقية؟

 

اجل يا عوني التارسنيين لا يعملون في المدينة ولا يدخلونها الا نادرا مع ذلك هناك ببعض الحيل يمكنك أن تكسب من الوقت اكثر بكثير من عملك بالمدينة!
كنت أعلم انه صادق، لكن بالنسبة لي كان البقاء جوار تمارا كل غايتي، علي أحدنا ان يكون داخل المدينة يا احمد من أجل محاولة البحث عن عمي، من ناحيه اخري ان نكون مطلعين علي اخر المستجدات ثم قصصت عليهم ما حدث بالأمس، المحاكمات التي طالت المتمردين.

 

معك حق ، قال أحمد عبد الهادي، علينا بذل كل جهودنا للخروج من تلك المدينة بأقصى سرعه!
تركتهم للراحة وعدت للكوخ ورحت العب مع لورا واحكي لها قصة سندريلا الجميلة والوحش، عادت تمارا وكانت الشمس تتسلل خلف التلال، مقطبه قالت لم تذهب للعمل؟

 

فعلا لم اذهب.
يبدو أنك مستهتر علي كل حال يا عوني؟ لم تكمل عانقتها لورا، قص لي حكاية سندريلا؟
سندريلا من يا لورا قالت تمارا وهي تضيق حاجبيها؟ تركتهم يتسامرون وجلست خارج الكوخ متكئ بظهري علي جدار القش افكر بما يمكن أن أفعله لأجعل حياتهم أجمل!

 

لو تبرعت بكل عمري للورا سأفرط بحب حياتي الوليد تمارا التي كلما نظرت إليها أشعر انني ولدت من جديد، اذا كان هناك سبب منطقي لحضوري هنا فأنه لملاقاة تلك الشهباء الجميلة.
ادخرت لك طعام يا تمارا قلت ذلك وانا احني رقبتي تجاههم، بعد أن تناولت طعامها جلست تمارا بجواري كان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top