هنا يوجد كل شيء ياعوني، قطاع طرق، لصوص يسرقون العمر، يوقفونك ويجبرونك علي التخلي عن عمرك بالقوة!
والشرطة سألتها؟
انا لم الحظ وجود للشرطة هنا.
الشرطة لا تعير امثالنا ادني اهتمام، هناك قرى كثيره اخرى غيرنا تحيط بمدينة الساعة.
اسعار المنازل باهظه داخل المدينة لذلك يلجأ الفقراء والمعوذين مثلنا الي خارج المدينة هربا من تلك التكاليف المرتفعة، مع ذلك عندما تقبض الشرطة علي احد اولائك المجرمين فإن القضاة والرهبان يحكمون عليه بفقد العمر، يحدث ذلك كل ثلاثة أشهر بعرس أبناء الساعة
عرس الساعة قلت وانا احدجها بنظره رخوه؟ اجل يا عوني عن طريق التوافق العمري، الساعة هي من تختار الأشخاص بالترتيب الزمني!
خاوصت عيني لأؤكد لها انني لم أفهم شيء، بدرت منها ابتسامه رائعة،، قلت يارب سلم!
الكل هنا يتبع قوانين الساعة يا عوني لسنا نحن طبعا فنحن نغول وعامة، اقصد كل المقيمين داخل أسوار مدينة أبناء الساعة.
يجتمع الفتيان والفتيات الذين تعدت أعمارهم العشرين عام، يقفون صفين متوازيين في ساحة العرس وعندما يدق عقرب مدينة الساعة الضخم ويشير لمنتصف الليل يعرف كل شاب وفتاه رفيقه الروحي، القضاة والرهبان يعلمون أيضا، يسير كل شاب تجاه فتاته وتسير كل امرأه نحو بعلها بكامل ارادتها!
يتبع….
الجزء الثانى
أبناء الساعه
انها خدعه بصورة ما يا تمارا!؟
ما تتحدثين عنه يشبه الزواج الاليكتروني، هكذا دون حب، دون خطبة وبهدلة؟
قلت لك يا عوني الساعة تختار لنا ونحن نشعر بذلك.
صمت للحظه مفسحا لأفكاري ان تترتب، ما تخبرني به تمارا اكبر من أن يصدقه عقلي، اسمعي، قلت وكأنني وجدت السر، الأمر بسيط يتم الزواج حسب العمر عن طريق شهادات الميلاد، اي ان لك عمر ما يقابله.
ليس هكذا ياعوني ، هناك فتيات وشبان يحضرن لحفل العرس كل ثلاثة أشهر ولا يصيبهم الدور، بعضهم تعدت أعمارهم الأربعين عام.
انها قوانين مجحفة، ظالمه! اذا كان الأمر حقيقي لماذا لا يجد كل شخص رفيقه الروحي الخاص به،.
لأنه غير موجود اصلا أنهيت كلامي بضيق؟
موجود يا عوني لكنه تهرب عن الحفل رفضا للقوانين، لشكل الوليف الروحي الذي يشعر بوجوده قبل يوم من الحفل!
أتدري لماذا يصر اولائك الأشخاص الذين لم يصبهم الدور علي الحضور كل ثلاثة أشهر والوقوف بعزله في حفل العرس!؟
صراحة لم أعد اعرف شيء!
يحضرون هنا كل عرس علي أمل أن تكون الشرطة قد قبضت علي وليفهم الروحي الهارب، يترقبون بكل لهفة لحظة القصاص، عندما يصرخ القاضي، خائن، فتسلب فترة الخيانة وتضاف لوليفه وما تبقي من عمر يسلب منه حتي الموت أمام عينه.
تقصدين الفترة التي هرب خلالها من العرس وحتي القبض عليه؟
بالضبط يا عوني، من عمر العشرين عام وحتي لحظة القبض عليه تضاف تلك الفترة لعمر وليفه الا في حالة واحدة!
وانا اتأفف قلت اكملي.
اذا كان ذلك الشخص غير موجود اصلا بمدينة الساعة او ان الساعة لم توافق علي زواجه بعد، من هذا المنطق يمكن أن يتعدى عمره العشرين دون زواج، بل والسادسة والعشرين مثل اورا ابنة صاحب الشرطة!
مالها؟
اورا كل عرس تقف بحفل العرس وتخبر القضاة ان رفيقها الروحي لم يظهر بعد حتي تعدى عمرها السادسة والعشرين!
لماذا لا تتزوج اي شخص آخر؟
لا يمكن، مستحيل، ستحل عليها لعنة الساعة، ستصبح خائنه ومطارده طوال حياتها حتي يتم القبض عليها.
ثم همست، اغلبنا سعداء بما حدث لاورا، تلك الفتاة متكبرة، رعناء وشريرة.
كنا قد وصلنا بائع الخبز، ابتاعت تمارا الكثير من الأرغفة ورفضت محاولاتي لدفع الثمن من عمري.
بداخل ذهني كان هناك العديد من التساؤلات التي تتصارع متدافعة، لماذا يقام عرس الساعة منتصف الليل؟
من هم الرهبان، القضاة، كيف يعلمون تلك الحقائق الغيبية؟
كنت قد وصلت لحالة من الشك جعلتني اسألها، كيف يتم اختيار الرهبان؟
الرهبان تختارهم الساعة يا عوني!
يولد كل راهب وعلي يده ختم الساعة، ذلك الختم الذي يعني انه مؤهل لتنفيذ ارادة الساعة بارض الساعة وانه تم تشريفه ليكون ابن الساعة.
قلت يبدو انهم يتمتعون بقدرات خاصه!
الأمر بدى ممتعا لما راحت تمارا تشرح بانسجام،
الرهبان يقيمون بالمعبد المقدس بالقطاع الثامن من أرض مدينة الساعة، قطاع مغلق ومحظور، يمتلك مساحة شاسعة من الأراضي الزراعية والحقول والغابات، اذا تجرأ اي شخص علي دخوله غير عمال المعبد وهم موشمين أيضا بختم الساعة يتم سلب عمرهم علي الفور بعد اول خطوة داخل القطاع تلقائيا!
الرهبان يمكنهم سلب العمر بسبب او دون سبب، يمكنهم منح العمر او الحكم ببراءة مجرم مدان ولا يستطيع اي شخص الاعتراض.
بتولون لا يتزوجون ولا ينجبون ذلك ضمان لحيادية قراراتهم ولا يتعدى عددهم السته.
انهم الحكام الحقيقين لمدينة الساعة ولكل واحد منهم قسم وجناح خاص به ثم انهت كلامها بقول، كل ما يصل إلينا عنهم مجرد حكايات تناقلتها الألسن فنحن لا نراهم الا يوم عرس الساعة عندما يصدرون القرارات ، علي فكره؟ قالت تمارا وهي تنظر نحوي، هناك عرس الليلة يمكنني أن اصطحبك لهناك! موافق طبعا قلت بسعادة، مع تمارا انا لا امانع الذهاب إلى الجحيم ذاته.
وصلنا بائع الفاكهة، كان شاب نحيف يعلو وجهه دمدم متقيح ، البثور منتشرة بوجهه كسوسة الخشب، بدرت منه ابتسامة مقيتة وهو يرمق قوام تمارا ولاحت أسنانه الصفراء المتعفنة.
وضعت تمارا خلفي ووقفت امامه، يمكنك أن تحملق بي انا؟
لم يرد الشاب، اولاني لامبالاته، وضع الفاكهة بالسلة، دفعت أنا تلك المرة الثمن من عمري!
كنت قد اوليت تمارا ظهري وعندما التفت وجدتها ترمقني بنظرة إعجاب مستعرة مفضوحة.
كان مضي وقت طويل وكان علينا العودة، لذلك سلكنا طريق مختصر موحل، مليء بالحفر القذرة.
سبقتنا لورا بالعودة راكضه نحو الكوخ، عندما وصلنا كانت فريدة واقفة علي باب كوخها حاشرة خصرها بين يديها واحد حاجبيها مرفوع.
دلفت تمارا للداخل لتعد لنا الطعام وكانت فريدة تحملق بي، عوني لو سمحت احتاجك في كلمة
رميت احمد عبد الهادي المكتوم فوق كومه من قش الشعير اطلب الأذن فأومئ لي برأسه دون أن يتحدث!
لماذا تأخرت، قالت، أين قضيتم كل ذلك الوقت؟
قبل أن ارد اردفت، يقع علي عاتقي ان اذكرك دوما سبب وجودنا هنا، البحث عن عمك والرجوع الي مدينتنا، لم