الساعة.
كيف وجدتها سألتني فريده؟
جميله، اجبت وكل ما بعقلي تلك الفتاه اليافعة التي التقيتها، اقصد كل ما وجدته مجموعة اكواخ قديمة تضاء
بالكيروسين، شبك احمد عبد الهادي اصابعه المتشنجة بهدوء قبل أن يقول!
تريد أن تخبرني ان مدينة أبناء الساعة هي مجموعة اكواخ قذره، متعفنة؟
لا أدري اجبته وانا اقضم اظافري!
لكن كيف عرفت انها مدينة أبناء الساعة؟
لأن الفتاه التي التقيتها ابتاعت لكم الماء بدقائق من عمرها!
فتاه؟ رائع!
رن الصوتين بأذني دفعه واحده كصرير جرس مدرسه عشوائية!
قلت وانا اخاطب فريده، اجل فتاه!
طالما العملة هناك الوقت فنحن بالمكان الصحيح يا عوني قال أحمد عبد الهادي بنبره منشرحة!
قالت فريده وهي تحك رأسها نحن بالمكان الصحيح لكن مدينة أبناء الساعة بعيدة عن هنا، المكان الذي وصل اليه عوني يشبه ضواحي المدن بعالمنا الذي قدمنا منه ثم اردفت بثقة، عندما تشرق الشمس سنرى أسوارها.
ارتاء لي انهما استعادا وعيهم، هل نذهب سألتهم؟
ردت فريده بنبره لم افلح في الإحاطة بها، ليس الأن بالغد، انا منهكه جدا ولن استطيع ان ابارح مكاني!
القرية علي بعد عشرة أمتار زعقت باستنكار، وضع احمد عبد الهادي يده علي كتفي وضغط عليه بإشارة ان لا اجادلها.
اوليتهم ظهري والقيت بنفسي علي الرمال.
دون أن ينصب طوله زحف احمد عبد الهادي بجوار فريده، تركتهم يتهامسون وكان الضيق قد تملكني ثم سرحت بتقسيم تلك الفتاه البضة، انها بنفس عمري تقريبا او تصغرني بعام، عيونها لوزيه، شفتيها ملتفه للخارج، يميل جسدها للنحافة، لديها شامه اعلى شفتها العلوية من الناحية اليمني، وجهها برونزي اللون، لها شعر طويل تعدي
الخصر وكلماتها تخرج من فمها مستويه مثل الفاكهة الطازجة، أرادت تنوره زرقاء لامعه ضيقة وقصيرة، قميص احمر قصير الكمين، تهت بداخل الحلم وتقابلت جفوني.
اذا كان للنوم مزية واحدة فأنه يأتي حين لا نطلبه.
لم ادري بنفسي الا شقشقة عصافير الصباح وصوت سباب فتي احمق لأخته.
رأيت شعاع الشمس خارج الحاجز الضبابي، ركلة احمد عبد الهادي في خصيتيه بعنف، استيقظ أشرقت الشمس
من تلقاء نفسها استيقظت فريدة علي صراخ احمد أخيها وبدأ وجهها كبائعة ورد عندما رأت أشعة الشمس.
قطعنا تلك العشرة أمتار قبل أن نتوقف خارج الحاجز الضبابي، لوحت فريدة بيدها كزعيمة فريق كشافة وهي
تقول هناك، كالمغناطيس تحركت عيوننا تلقائيا تجاه يدها، كانت أسوار عملاقه مرتفعة وممتدة الي ما لا نهاية، تلك هي مدينتنا وضحت فريدة.
كانت تبعد ميلين ونصف تقريبا عن تلك القرية، مسيرة نصف ساعه سيرا علي الأقدام.
تلك الاكواخ هي جيوب المدينة الخارجي، كنت قد مللت توضيحاتها الغير منتهية، لذلك نزلت الدرب الترابي لأسفل
ولم اتوقف الا بالوادي الشاسع، لوحت لهم وصرخت هيا انطلقوا، تدافعوا خلف بعضهم نحوي.
غرباء، غرباء صرخ طفل يلعب علي العشب وابتسم لنا.
خلال سيرنا خلال الوادي سمعنا كثيرا كلمة غرباء.
كيف يعلم اولائك الاوغاد اننا غرباء؟ حدقت فريده طويلا بملابسي ولازت بالصمت.
لم اتلقى رد وسررت بذلك، دلفنا بين الأكواخ وسرت همهمة ما لبثت ان اختفت، كنت أحاول تذكر مكان كوخ الفتاه عندما سمعت، ترغبون بطعام؟
سألني رجل وهو يجذب كم قميصي، سمعت فريدة الكلمة وارخت عنقها نحوي . نعم نرغب أجبته.
طلب منا ان نتبعه فدلفنا خلفه كوخ كبير، أشار الي مصطبة من الطين وهو يقول اجلسوا من فضلكم.
لفت انتباهي فتاه صغيره لم تبلغ التاسعة من عمرها تئن وهي تتلوى علي حصير من القش، الي جوابها ثلاثة أطفال يلعبون باستمتاع ويلطخون وجوه بعضهم بالوحل.
طعام فقط؟ ام طعام وماء؟
ماذا تقصد هنا بالضبط سأل احمد عبد الهادي بنبرة قتالية، دون أن ارفع عيني عن الفتاه الصغيرة التي تصرخ من الوجع أشرت بيدي لأحمد ان يصمت، قلت كلاهما من فضلك
نحن لا نملك نقود؟ اندهشت فريده
قلت لكم العملة هنا الوقت وحدقت لفريده ان تصمت، كنت مسرور بدوري القيادي ومنبهر بكيفية ادائي.
ساعه واحدة من عمرك حدد الرجل!
وكيف امنحها لك ان شاء الله سأل احمد عبد الهادي بنبره أقرب السخرية.
وافق فقط وتحدث الصفقة أجاب الرجل بخبس! قال أحمد وافقت ياعم ، بعدها اهتز رأسه لحظه ورمشت جفونه
وعاد لطبيعته.
تفضلوا الماء والطعام بادرنا الرجل وهو يمد تجاهنا صنيه نحاسيه.
مدت فريده يدها وكان قد سبقها احمد عبد الهادي وضعت انا قطعة خبز بفمي وانا اسأله
مما تعاني تلك الفتاه؟
قال الرجل ليست ابنتي، لقد كسبتها!
صعقتني كلماته، كيف تقول كسبتها؟ هي نحلة كيس شيبسي؟
تنهد الرجل بعمق، قال، كان لي دين عند والدها ولم يستطع الايفاء به فمنحني عمرها.