رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي ❤?كاملة ? جميع الفصول ?(من الفصل الأول إلى الأخير) كاملة ستعجبكم

وتنتهزها للتنكيد علي.
لم أكن أعلم أن لديك قدميين حديدين وقلب أسد، كيف تتركنا هكذا يا عوني؟ السنا اصدقاء؟
صداقتنا هي التي دفعتني لذلك يا احمد صدقني، لن نبدأ التعارف الان صرخت فريدة بنبره حماسيه، أمامنا طريق ونحتاج لخطه!

 

close

قلت بخجل كنت افكر ان نسير بمحاذاة الصخور حتي نصل للميناء او نسمع حتي صوت بشري يدلنا علي الطريق.
ذلك الضباب لم ينبلج من العدم، حدثي يؤنبني ان قصتنا بدأت للتو!
ماذا تقصدي يا فريده؟

 

لا وجود للميناء ولا السفن ولا جزيره، اذا كان هناك وجود لمدينه فأنها تقبع هناك خلف الضباب.
تناولنا طعامنا بمكاننا ورغم ان الشمس أشرقت الا ان ما كنا نأمله اصبح سراب!
تبدد جزء من الضباب لكنه كاف فقط لرؤية بعضنا وخطوتين أمامنا، يجب أن نتحرك، قالت فريده!
حملنا حقائبنا وسرنا بخط واحد للأمام، الضباب يزداد كثافه ولا وجود لأي علامه تذكر، مضي اليوم الأول ونحن نسير

 

ونتعثر وعندما اهلكنا السير نمنا بمكاننا متجاورين!
في الصباح ابتكرت فريده حيله جديده تمكنا من السير خلال الليل، ربطنا حبل يصلنا ببعضنا وهكذا لا نخشي ان يضيع أحدنا ، بغض النظر عن ما فكرنا به فإنه لم يعد مهم، بحلول منتصف اليوم التالي ارعبتنا العظام البشرية

 

التي تعثرنا بها، جثث متعفنة أيضا!
هناك من حاول الوصول قبلنا لتلك المدينة، لكن ما لفت انتباهي شيء آخر ولم اخبر به احمد عبد الهادي ولا فريده!
الجثث التي قابلتنا كانت ملقيه وجوها عكس طريقنا وهذا يعني شيء واحد، اولائك الأشخاص كانوا فارين من تلك المدينة وليس نحوها.

 

 

بيني وبين نفسي لعنة العم شكري والمخطوطة وتلك المدينة المسماة مدينة الساعة، خلال ما تبقي من اليوم لم انطق ولا كلمه واحده، الضباب يزداد كثافه ومعه راحت الجثث تتكاثر.
مصيبه قالت فريده ، لو كنا بحرب حقيقيه لم تعثرنا بكل تلك الجثث، هل تقودنا لمدينة أشباح يا عوني؟
لا أعلم قلت بفتور.

 

بعد ان اهلكنا السير اضطررنا للنوم وكانت تلك الليلة هي الأصعب، كان علينا أن ننام بين الهياكل العظمية والجثث المتعفنة.
التصقنا ببعضنا، رقد احمد الهادي بالمنتصف بيني وبين فريده، راحت الرياح تزمجر وازداد الظلام ومع كل حركه

 

انقلعت قلوبنا من الرعب.

يتبع….

لن اتحمل أكثر من ذلك قالت فريده انا مرتعبة، سأنام في المنتصف، زحزح احمد عبد الهادي جسده ، رقدت فريده بيننا، اوليتها ظهري وكانت لدي رغبه بالتحرك من مكاني لكنني كنت مرتعب فلزمت مكاني!

 

راحت الرياح تقذف بالأشياء، تحركها وتصدر صرير مؤذي للنفس وغمرتنا الرمال.
التصقنا ببعضنا رغما عنا لنشعر بالأمان ودون ان ادري اخذني النوم!
عندما افقت بالصباح كنت مغمور بالرمال، بحثت عن حقيبتي ولم أجدها، كل حقائبنا طوحتها الرياح العاتية.
نفضنا الرمال عن وجوهنا كان الأمر يبدو كأننا خرجنا من مقبره للتو، شعرنا بالعطش بعد أن فقدنا المياه، انها

 

المتلازمة السافلة لا تشعر بقيمة الشيء الا اذا فقدته!
اذا كنا لا نرغب ان نتعفن هنا وسط الصحراء علينا الوصول لتلك المدينة بأقرب وقت قالت فريده وهي تنفض شعرها الذي تحول للون الرمادي.

 

حتي قبل أن تلقي فريدة بوجهنا تلك الحقيقة العارية كنت انا واحمد ندرك ذلك.

انطلقنا بخط واحد ونحن ندعو الله أن نري اي معالم بشريه، مضي نصف يوم ولم نقابل الا الهياكل والجثث والضباب اللعين.

 

طفل، طفل ، صرخت فريده، سمعت صرختها وكنت بالخط الخلفي فركضت للأمام!
لا، قالت ، اقصد جثة طفل متعفنة اردفت وهي تكاد تبكي.
انها رساله باقتراب موتنا، قلت، اصمت يا عوني!!

 

هل ندفنه ؟
فريده نحن نوشك علي الموت عطشا يجب أن نصل للمدينة؟
لكن قلبي لا يطاوعني علي تركه هكذا!
أعدك يا عزيزتي اذا نجونا من تلك الورطة ان نعود مره اخري وندفنه، أليس كذلك يا عوني؟

 

أجل، أجل يا احمد، ثم همس احمد عبد الهادي بأذني، النساء قليلات عقل ستقتنع الان!
واصلنا سيرنا وقبل حلول الظلام لاحظنا ان كثافة الضباب بدأت تخبو، رغم العطش والجوع تشجعنا!
ربما ميل اخر ونصل قال أحمد عبد الهادي، لكن الميل تبعه ميل وميلين! ما أكثر حلم الإنسان واستباقه النتائج!

 

قبل منتصف الليل ولأول مره لمحنا نور من بعيد!

صرخت هناك انظروا، بتلك اللحظة فريده فقدت وعيها، سأحملها قال أحمد عبد الهادي بوجه ميت، بعد أن حملها أصبح سيرنا أبطئ والعطش لم يرحمنا، قبل أن نتخطى الحاجز بأمتار سقط احمد عبد الهادي هو الاخر.

 

لن اتركهم يتعفنون هنا ، بكل ما تبقي لدي من قوه ركضت واجتزت الحاجز، وجدت نفسي فوق تله ودرب ترابي يصل بسهل شاسع، اضاءة خافته تنبعث من بعيد.
نزلت الدرب وركضت بين شجيرات قصيره كثيفه واحراش نحو الإضاءة!

 

وصلت بعد نصف ساعه تقريبا، كنت اتوقع ان اجد منازل، مستشفيات، مدارس، دكاكين ، لكن كل ما وجدته اكواخ من البوص والحشائش والحجارة.
طرقت اول كوخ وجدته وافزعت العجوز العاري الراقد بداخله والذي هب مذعور كأن حيه لسعته وهو يصرخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top