رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي ❤?كاملة ? جميع الفصول ?(من الفصل الأول إلى الأخير) كاملة ستعجبكم

مضت الشمس فوقنا ورحلت، كان علينا أن نبحث عن مكان ملائم لنقضي به ليلتنا، واصلنا السير بالظلام حتي وجدنا بقعه صلده تسمح لنا بالنوم، التقت أجسادنا بالأرض ورحت في نوم عميق غير مبالي بتمتمات فريده ولا ردود احمد عبد الهادي المقتضبة عليها!

 

close

كان الليل انتصف عندما شعرت بشيء يحتك بقدمي، يتباعد ثم يقترب مره اخري ليصطدم بها، حاولت أن اتمالك نفسي، كنت ميت من النوم ، ولا رغبه لدي لفتح عيني!
لكن ذلك الشيء واصل احتكاكه بقدمي وغمرت المياه قدمي، انتصبت بمكاني بفزع!

 

كيف تدحرجت كل تلك المسافة حتي وصلت حدود الماء؟ قدمي مبتلة تماما، هناك بالظلام قرب مكاني لمحت جثه طافيه تتقازفها الأمواج قرب الشاطيء.
لم اتمالك نفسي ، صرخت وانا اهرول تجاه فريده واحمد عبد الهادي، استيقظوا، استيقظوا هناك جثه علي الشاطيء!

 

الا تملك عقل؟ زعقت فريده، يا عوني ايقظ صراخك حوريات البحر، رغم الصدمة كانت فريده هادئة ورزينة!
جذب احمد عبد الهادي الجثة من ذراعها، انقلع في يده، القي بالذراع بلا مبلاه علي الرمل وهو يتمتم بسباب.

يتبع….

 

 

قالت فريده علينا أن نحمل الجثة!
شمرنا أقدام بناطلينا وغصنا في الماء حتي وصلنا، حملنا الجثة بين ايدينا نحو بقعه بعيدة عن الماء ، انزلناها علي الارض باحترام وانا أضع يدي علي انفي من رائحة العفونة، من أين أنت تلك الجثة سألت دون أن أوجه كلامي لأحد،

 

مما لا شك فيه، سفينه غارقه وحملت الأمواج تلك الجثة تجاه الشاطيء.
يجب أن ندفنه، قالت، فريده.
الأن اجبت باستنكار؟

 

إكرام الميت دفنه يا عوني، بقايا ذلك الشاب تستحق دفن لائق يليق بتلك النهاية المأساوية!
لكن ،لا نمتلك فأس، معول؟
يمكننا أن نحفر بأيدينا خلال الرمال المبتلة وضحت فريده وهي تزأر!

 

قلت، لكن المياه ستتلفها؟
بكل حال وطبقا للظروف المعتادة حتي لو حفرنا القبر بين الصخور الوعرة فإن الدود سيلتهم الجثة، شرح احمد عبد الهادي بحكمه.

 

 

شرعنا نحفر القبر بأظافرنا وشفرات الحجارة، وضعنا الجثة وكلنا عليها التراب، بعدها لم تكن لدينا رغبه بالنوم، اشعلنا الحطب وجلسنا حول النار صامتين!
بالصباح عندما ارتفعت الشمس رأينا بقايا حطام السفينة، الأخشاب التي وصلت الشاطيء، بعض الملابس وساري السفينة المربوط به علم احمر!

 

كيف تحطمت برأيكم سألت!؟
اصطدمت بحاجز بحري، الصخور المتوارية أسفل مياه البحر، أبناء الشيطان ردة فريده!
أبناء الشيطان ؟ استفهمت!

 

البحارة يطلقون علي تلك الصخور التي لا يستطيعون رؤيتها وتخرق سفنهم أبناء الشيطان يا عوني قرأت ذلك في عمال البحر لهوجو!
حملنا امتعتنا والقلق بادي علي ملامح احمد عبد الهادي، ذلك اليوم سرت انا بالمقدمة ، كان الشك واللوم قد ضرب

 

عقلي، انا من تسبب في كل ذلك، كان يمكنني أن أخوض مغامرتي بمفردي دون أن اورط فريده واحمد عبد الهادي معي.
بعد مسيرة نصف يوم اتضح ان الاستمرار بمسارنا الحالي حدود شاطيء البحر مستحيل، تكاثرت الصخور وتكالبت

 

لتسد طريقنا وتحتضن البحر، الامواج ترتطم بها بلا هوادة ورزازها يحلق عاليا ليصفع وجوهنا.
علينا أن نغير طريقنا قلت!

لكن المخطوطة لم تذكر ذلك يا عوني؟

 

من قال ان الكتب تذكر كل شيء؟ تمنحنا رؤس الفكر وعلينا أن نكمل الباقي، بهدوئها المعتاد رمتني فريده بنظرة إعجاب استقرت بصدري، سنلتف حول التلة ونسير بمحاذاة البحر بحيث تفصل بيننا الصخور وعندما نجد بقعه ممهده نعود لطريقنا مره اخري!

 

قطعنا درب ممهد طرقته الأقدام قبلنا اصطدمنا بالصحراء الجرداء، بيداء لا اول لها ولا اخر، نسير بمحاذاة التلال ولن نضل طريقنا قلت ذلك وانا اتقدمهم، لكن حتي بعد مضي ثلاثة أيام متواصلة من السير بالنهار والتخييم بالليل لم نجد ارض سهله تصلنا بالساحل!

 

اليوم السادس عندما انطلقنا كان كل منا يفكر كما تقول المخطوطة، تبقي يوم واحد حتي نصل الميناء حيث تنقلنا سفينه لتلك المدينة الغامضة، مدينة أبناء الساعة.
لكن كما هو واضح ان التلال تزداد ارتفاع كلما تقدمنا بالسير ولا اي شخص عاقل يتصور انه من الممكن أن يتسلق

 

تلك الصخور الوعرة المسننة.
انها محاوله فاشله ستؤدي للموت دون شك.
كان اليوم السادس اوشك علي نهايته عندما لاحظنا ضباب خفيف يسبح حولنا وكلما تقدمنا كان الضباب يزداد

 

كثافه لكن لا يحجب الرؤية.
انه ضباب البحر يا احمد لا تقلق!
ولماذا لم يظهر ذلك الضباب إلا الأن فقط سألت فريده؟
ليخفف عنا لسعات الشمس قلت بنبره مبتسمه.

 

انا متشائم قال أحمد عبد الهادي وهو يحك حاجبه وكانت اول كلماته منذ مده طويله!
قلت بنبره وديه، منذ متي وانت غير متشائم يا احمد؟ انه مجرد ضباب لن يلبس ان يزول فور شروق الشمس، اقسم بحلول الغد سيتبدد الضباب وتلسع الشمس مؤخرتك السخينة ويتعرق ابطك وتصبح رائحتك كريهة لا

 

تطاق!
بدرت ابتسامه قلقه من أحمد عبد الهادي بينما لاذت فريده بالصمت، ليس من عادة فريده ان تصمت؟
صمتها، شرودها ينبأني بمصيبه وشيكه لكن شكوكي سرعان ما تبخرت مثل بخار مياه الصيف!
ألم يلحظ احدكم اي شيء غريب؟ سألت فريده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top