التبغ وشعرها يرفرف فوق عنقها الطويل، لوحت لها قلت لحظه واحده وأعود!
تركت السيارة وكنت أشعر ببعض الانشراح فمشيت بسرعه عائدا تجاه الأريكة التي تجلس عليها كارمه، همست ليس الأن، لا تنطق بكلمه واحده وقرصتني في يدي!
حملقت بنرجس والقيت عليها التحية فأومأت برأسها وجلست بجوار كارما، سأغادر الان اتبعني بعد دقيقه نحو
غرفتي.
بدأت أشعر بالقلق والارتباك، تصرفات كارما غير المعتادة، السرية التي تتبعها، هناك مصيبه قلت!
بغرفتها بعد أن اوصدت الباب أخرجت كارما ورقة من تحت سريرها، حملقت بوجهي دون أن يرف لها جفن، تفضل، قالت رساله من والدتك!
لكن علي حد علمي والدتي لم تعرف القراءة والكتابة!؟
لأنك لا تعرفها حق المعرفة يا احمد، والدتك تعلمت الكتابة منذ فتره بعيده عندما كانت تراقبنا ونحن نتلقى دروسنا علي يد معلم اللغة العربية!
الرسالة كانت مكتوبه بالدم علي مقعد السائق، كتبتها عندما كنت تقود السيارة قبل موتها، نقلت الرسالة ثم
مسحت الدم!
رسالة بالدم؟
فتحت الرسالة ورغم انني لا اقراء جيدا الا انني قرأت، مصطفي، كارما، اخوتك يا احمد لا تتخلي عنهم، لم الشمل واجعلني استريح في قبري!
يتبع….
ماذا يعني ذلك سألتها؟
وكيف لي أن اعلم ردت كارما!
والدتي كانت تعتبركم أبنائها ربما لذلك كتبت اخوتك، قلت محاولا ان اجد تبرير!
فكر، قالت كارما وهي تضع اصبعها علي رأسها، شخص يلفظ أنفاسه الأخيرة لماذا قد يكتب رساله بلا فائدة؟
اننا نتذكر ونكتب اهم الأشياء بحياتنا عندما نشعر بالاقتراب من الموت!
تذكرت والدتي، لحظاتها الأخيرة عندما كنت اسمع يدها تلطخ ظهر مقعدي!
سحقا لا أفهم قلت وانا أحدق بالرسالة!
كيف انتم اخوتي؟
دق باب الغرفة ودلف منه مصطفي وأغلق الباب خلفه، حملقت بكارما استفهم، قالت مصطفي يعلم كل شيء!
جلسنا علي السرير ثلاثتنا بصمت نفكر، قلت ربما مجرد نصيحه، والدتي كانت تحبكم!
لا أظن ذلك، قال مصطفي، هناك سر علينا أن نفتش عنه، الشخص الوحيد القادر علي توضيح الأمور والدتي
نرجس!
وهل تتخيل انها ستقول ببساطة، اجل انتم لستم ابنائي، انا امرأة كاذبة!
لن يتم الأمر هكذا قالت كارما، والدتي لن تعترف الا اذا كانت بخانة ال يك انا اعرفها، ثم وجهت كلامها لمصطفي، اذا بكت والدتنا، انتحبت، من فضلك لا تتدخل!
قلت لدي خطه!
نظرت كارما ومصطفي نحوي، هيا قل! طالبوني!
اذا توصلنا لكوثر ستخبرنا بالحقيقة!
وكيف سيحدث ذلك أن شاء الله، سألتني كارما!
لدي شكوك بخصوص نرجس، هي الوحيدة التي كانت تعرف نيتي بقتل كوثر واعتقد انها شخصيا من قامت بتبليغ
كوثر عن خطتي لذلك رحلوا قبل أن اصل إليهم!
ماذا تقصد
قالت نرجس بنبره اندفاعيه وهي تدلف من الباب!
أنت السبب في مقتل والدتي قلت بنبرة صارمة!
كيف تتجرء وتقول ذلك، انت نسيت نفسك؟
قلت يا روح ما بعدك روح واخرجت المسدس المحشو بالرصاص من تحت ملابسي!
اذا لم تقولي الحقيقة سأقتل هاذين ولوحت بالمسدس في وجه مصطفي وكارما!
انت مجنون؟ سأبلغ الشرطة! صرخت نرجس!
سأقتلك انت ايضا، اغلقت الباب ووضعته خلف ظهري والمسدس بيدي!
هذا جزائي بعد ما فعلته معك من خير؟
قلت لك اذا لم تخبريني الحقيقة سأقتل هذه وصوبت المسدس علي صدر كارما الصامتة وغمزت لها فراحت ترتعش وتنتحب!
ابتعد عنها صرخ مصطفي مدافعا عن اخته!
اصمت انت وضربته بعظم المسدس، شججت رأسه، سقط مصطفي علي الارض يتلوى من الوجع!
هذه اخرة من يطعم كلب مؤكد انه سيقضمه زعقت نرجس بهلع!
تركت كارما وغرست المسدس في فروة رأس نرجس، قولي الحقيقة صرخت!
حملقت نرجس بأبنها الغارق في دمائه، ابنتها المنتحبة، عيوني التي تشع شرر.
كنت مرغمه قالت، لم يكن هناك حل آخر!
اتفقتي مع كوثر علي قتل والدتي؟
لم أفعل والله، كنت ادافع عن ابنائي، لم اتوقع انها ستقتل والدتك!
انت السبب ولوحت بمسدسي بغضب، سأقتلك!
اقتلني لكن اتركهم، ليس لهم ذنب!
سأقتل الجميع صرخت وصوبت تجاه كارما وأطلقت رصاصه بالجدار جعلت كل من في الغرفة يجفل!
الرصاصة القادمة في صدرها!
ستقتل اخواتك يا احمد، انهم اخواتك!
انهرت علي الأرض وتركت المسدس، كانت صادقه، انتم اخواتي قلت وانا أضع رأسي بين يدي!
توقفت كارمه عن النحيب، مصطفي الذي كان يتلوي علي الأرض انتصب بمكانه، اقترب مني واحتضنني بقوه وتبعته كارمه، تركت نفسي بين احضانهم وغرقت في انتحاب طويل ومقيت!