ثم قتربت منه وتناولت القليل منه ولكنها توقفت وهي لا تشعر بالراحه وكأنه ينقصها شئ .. فتركت الطعام على الرغم من جوعها وكأن معدتها قد عقدت بإستحالة تناولها للطعام بدونه..فمنذ فتحت عينيها فى المستشفى وهى لاتذكر انها تناولت الطعام بمفردها وأخذت تتذكر طقوس الطعام التى كان يحرص عليها حتى أدمنتها كان يجلسها بحنان فوق ساقيه ويضمها اليه ويتحدث معها عن يومه ويومها وهو يطعمها بيده وكأنها طفلته ومدللته الصغيرة
وليست زوجته
تنهدت وهي تترك الطعام وتأنب نفسها بهمس قائلة :
=جرى ايه يا شمس انتى اتجننتى ..فاكرة نفسك عيلة صغيرة ومستنياه يجى يأكلك بإديه
ثم تنهدت بغضب من نفسها وقالت :
=لما اروح انام قبل مايبجى وياخد باله انا بفكر في ايه
فى هذا الوقت دخل عاصم الغرفة ووجدها تقف امام الطعام تنظر اليه دون ان تمسه فإبتسم بتفهم وهو يقول بصوت هادئ :
=واقفة تبصى للاكل كده ليه؟.. مش عاجبك؟.. تحبى اتصل اجيبلك غيره؟
إلتفتت إليه بحرج وكأنها تخشى ان يكون قد قرء افكاراها.. وقالت :
=بالعكس الاكل حلو اوى بس انا إللى حاسة انى مش مليش نفس آكل دلوقتي
ثم اتجهت للفراش وهي تتجنب النظر اليه وتقول بارتباك :
= تصبح على خير
جلس عاصم على المقعد المقابل للفراش واشار اليها بهدوء وقال
= تعالى
نظرت له بارتباك وحاولت الصعود للفراش وهي تقول بتوتر :
= انا..انا هنام والصبح نبقى نتكلم
عاصم بحزم
=شمس ..قلت تعالى
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تتجه اليه بتردد حتى سارت قريبة منه فسحبها فجأة لتقع فوق ساقيه وتلتف يده حولها
تضمها اليه وهو يدفن رأسه في عنقها وتمر عدة لحظات قبل ان يهمس لها وهو يمرر يده على جسدها بحنان
ويقول :
=مكلتيش ليه ؟