لقد مللت القشدة والجبن يا أختي , ماذا يمكتنى أن أصنع غير ذلك
ياقحية ؟ أنا أرى أبعاء الجيزان يأكلون طعاماً #ميراً ومتحلقاً .
أخبرتك اكثر من مرة يا تحية أننا لانستجدى شفقة أحد , كم مرة
علي أن أذكرك أننا أيتام , لا أحد يهتم بنا , نحن من علينا أن نصنع
خبزنا وطعامنا , بعد شهور قليلة سنجمع المحصول ثم نبيعه
ونشتري ما نريد والآن هيا لم تعودي صغيرة تحية , ربط كلاً منهما
مئزره فوق وسطه وانطلقو خلف المواشي , قيدوها بالمراعي ثم
توجهو تجاه أرضهم ,
رواية ام البنات كاملة جميع الفصول من الفصل الأول إلى الأخير
بعد شهرين من وفاة والدها تقدم أحد الرجال لخطبة الأخت الكبرى
, لكنها رفضت , أنا لن أتزوج مرة أخرى , بعد رحيله
فكرت كثيراً فى ذلك الحاضر بقلبها الغائب عن ناظرها ,ذلك الشاب
الذي ما برحت تفكر به ,
هل كان كل ذلك مجرد كلام , هل حقا المطلقات لا يتزوجون في
تلك البلدة , شعرت بضيق , امتصت ريقها بطعم التراب ,
لقد رحل ولن يأتي مرة أخرى , الرجال يخدعوننا دائما , بمواقف ,
بكلمات , بحركات .
هناك أشياء أخرى أشد قهراً من اليتم , نظرات الطمع والاغتصاب
بأعين الرجال لسيدة مطلقة , نظرات أخرى موازية من اعينالسيدات , نكران وازدراء ,
أصبحت الفتيات حديث القرية العتيقة , لقد أصبحن أضحوكة بين
القرى , كيف لسيدة مطلقة ويتيمة لا رجل لها أن تتبختر كل صباح
نحو المراعي , أن تسير منفردة بين حقول الذرة بأغصانها المرتفعة ,
أيه الشيخ نحن نطالبك بإخماد هذه الفضيحة التي وصمتنا بالعار ,
لقد تقدم لخطبتها أكثر من رجل , لسترها ورعاية أخوتها الأيتام
,لكنها ترفض بتعنت , منذ طلاقها ونحن نعلم بأن وراء تلك الفتاة
سراًء
إنها تستغفلنا , تسير على حل شعرها , نحن لن نسمح بذلك ,
ردهم الشيخ بلطف على وعد بإيجاد حل مرضي , أنا أعرف أولئك
الفتيات , إنهم ملتزمون , يصلون , يدعون الله ؛,
مالك شاردة يا أختي ؟
مابك ؟
لا شيء , هموم.
لا هناك شيء.
تحية ليس هناك شيء.
سأدعو الله من أجلك ولن يتركنا.