الحركة , زوجته منزوية بجوار الجدار تبكي »
حملن والدهن وأرقدنه على السرير , لم يكن قادراً على الكلام ولا
الحركة ,
احتضنت تحية أختها الكبرى سألت بعيون دامعة هل سيموت
والدنا ؟
لا اعلم تحية , علينا أن نحضر طبيب الوحدة ,
ركضت الأخت الكبرى بالطريق نحو الوحدة القاطنة بأخر القرية ,
كان الليل قد أسدل سعره والطرقات خالية من المارة ,
اعترض طريقها الشاب الذى قابلته قبل ذلك ,
سألها ماذا هناك ؟والدي مريض جداً يجب أن أحضر له الطبيب , لم يعرض عليها
المساعدة , قال بنبرة آمرة , ارجعى لمنزلك , سأقوم أنا باحضاره ,
عادت مرة أخرى دون أن تتكلم , بطريق عودتها استغربت صنيعها ؛
كيف استجابت لطلبه دون نقاش , ما تلك السلطة المطلقة التى
تحدث بها , أنا التي كنت مند لحظات أكره كل الرجال كيف
استجبت له بتلك السهولة , تبدل قلقها لراحة , شعرت بطمأنينة ,
وجدت نفسها تتأمل هيأته, شكله , وجهه , نسيت والدها تماماً ولم
تدرى بنفسها الا عندما دخلت المنزل ,
أين الطبيب سألتها تحية ؟
سيحضره احد الرجال.
ربما يتأخر؟
لن يتأخر.
لما كل تلك الفقة ؟
لا أدري لكنه لن يتأخر.
لم يمر وقت كبير حتى حضر الشاب من خلفه الطبيب.
دلف للداخل بعد أن استأذن نحو غرفة والدها ء
تفقد الطبيب والدهم ثم شخص الحالة بجلطة شديدة ,
الوضع خطير لا أخفي عليكم , لا أستطيع أن أقرر شيئا الآن ,
كتب الدواء وطلب إحضارة.
لم يكنَ يمتلكن أية نقود , الصيدلية فى مكان بعيد , صمت الجميع
ولم يرد , سأحضره أنا قال الشاب ,
انطلق من فوره نحو الصيدلية , أحضر الدواء بطريق عودته عندما
اقترب من المنزل سمع صراخاً وعويلاً.
وصل المنزل كان الكل يصرخ , مات والدهم من فوره ؛
تعهد الشاب بالدفن ومتطلباته , اشترى الكفن ودفع النقود المطلوبة
دفنوا والدهم صباح اليوم التالي , بعد أن ودعوه انتابهم شعور الهم
والضيق,
كانت الأخت الكبرى شاردة تندب حظها , تفكر بقادم الأيام
لأن الأيام لا تاتي في العادة إلا بكل قاسي وخشن ,
قشين قعزة الحداد متزويات بمنزلهن. لم يخرجن ولأ مرة واحدة,
صبيحة يوم مشرق جزّت الأخت الكبرى المواشي نحو المراعي ,
يجب أن نعمل من أجل طعامنا ؛
لن نستجدي الشفقة من أحد , سنساعدك ردت أخواتها
#أم_البنات
#اسماعيل_موسى_مونت_كارلو