في قَصر حميد الشمندوري..) ”
كانت قاعده فاطمه في الأرض وحور طالعه على ضهرها ولابسين طرابيش وبتقول: تُوت تُوت تُوت تُوت تُوت تُوت تُوت تُوت، تُوت تُوت قطر صغنطوط، تُوت تُوت تُوت بالليل بيفوت.
كانوا بيغنوا سوا ورن الجرس فتحت الخدامه كان أيان وشافهم هما بيغنوا وخلع نضارتُه قامت حور وجريت عليه: عمو أيان.
حضنته وقال بإبتسامه هو وبيبوس راسها: فُستق.
فاطمه قامت وكانت مبتسمه وأيان نزل لمستواها: جبتلك هدية يا فُستق.
حور: أنا.
أيان: وفي غيرك يا فُستق!
طلعها وكانت كبيره أوي مُغلفة وقال: تعالي نفتحها سوا.
فاطمه: تعبت نفسك يا أيان.
أيان: ولا تعب ولا حاجه.
كانت حور بتفتح فيها هي وأيان وصرخت بفرحه: تلسكوب؟!
حضنت أيان بفرحه وقالت: أنا بحبك أوي أوي أوي أوي.
ضحك هو وقال: وأنا أوي أوي أوي أوي.
أيان بإبتسامة: يلا اطلعي مع الداده العبوا في الجنينة واتفرجي عليه.
حور: طيب مفيش نجوم دلوقتي.
أيان: بليل يا فُستق نشوف النجوم سوا.
حور هي وبتمد أصباعها الخُنصر: وعد هتجي!؟
أيان هز راسها ومد أصباعُه وقال: وعد.
ضحكت وكانت فرحانه وطلعت حور هي والشغالة.
فاطمه: شكرا.
أيان: العفو على إيه.
فاطمه: تعالى اتفضل.
قعدوا سوا في الصالون وقال أيان: انتوا بخير دلوقتي يا فاطمه حالتك اتحسنت أنتِ وحور؟
فاطمه بهدوء بصتله وهو كان شارد معاها واتكلمت: حور بخير نفسيتها كويسه وأنا كمان، بس بعد محكمة حميد هسافر أنا مش مرتاحة هنا كُل رُكن في القصر ليه ذكرى وِحشة وضرب وتعذيب وكل يوم كابوس شكل بتصعب عليا نفسي إني إزاي استحملت كُل ده المُشكلة إني كُنت فاكره الجواز راحه لأي بنت، وأنا كَ بنت كنت صغيره وأنا
بخدم في قصر الخديوي اتكسرت كل احلامي، جبل الخديوي مقصرش في جوازتي مكنش يعرف خلفية صورة حميد البشعة، المشكلة إن في ناس بتحب المظاهر بتجوز بناتها لواحد رُتبه بيقبض بالكُوم وعايش في قصر ودخله كويس واخلاق وادب بيبقى كامل من جميعة إلا اخلاقه الحقيقة اللِي بتبان بمجرد قِفل باب قصره بالمفتاح طبعه الزفت، مش باصيين لـ الراحة القُبول؛ عِشّ واوضه وعيشه مرتاحه مع اللِي بنحبهم تغنيك عن قصر بحاله.
مسحت دموعها وقالت: أنا عِشت الحياة مرتين مره في قصر الخديوي، ومره في القصر ده وهِنا كانت بداية اللعنة
زي ما بيقولوا ختمت نهاية قصتي بـ حور، القصر ده اللِي شايفه جِدرانه من جوا سودا من الظُلم، جُدرانه لو اتكلمت هيتزعزع العالم بأكمله، أنا مش ضعيفة لا أنا ببين كنت عايشه في إيه قصر وخدمات ونضافة وفلوس تعد فيها متخلصش بس كل يوم كنت بكتم صرخاتي كل ليلة تدق الساعة اتناشر وابقى جاهزه للضرب واداوي جروحي واستعد لجلسات الكهرباء لكن دلوقتي لو واجهته قِدامي حميد مش هخاف ولا رِمش عيني ينزل الأرض.
أيان هز راسه وقال: وأنا معاكِ ولا حد في الكون هيقدر يلمس شعره منك ولا من حور ولو خرج حميد بكرا بعده بعد سنه هيلّف على المصحات مصحه، مصحه.
طلع من جيب بدلته ورق كتير وقال هو وبيحطهم قدامها: ده كشف طبي إنه عنده كهرباء زايده، ده كشف إنه بيتعاطي مُخدرات، دَه كشف إنه عنده مرض نفسي.
دول مش مزورين دول فعلًا.
وكمل بإبتسامة: وبكده لو انشقت السماء مش هيقدر ياخد وصية حُور.
فاطمه كانت باصه للتقارير بإبتسامة وهزت راسها: شكرا ليك بجد.
دمعتها نزلت وقالت: هو محكمته أمتى؟!
أيان: بعد يُومين.
هزت راسها وقالت: يوووه نسيت، يُسر نازلة النهارده.
أيان: أكيد سمعت بزواج أسد.
فاطمه: هو إزاي قدر يعمل فيها كده؟!
أيان جه يتكلم سمع صوت أمه وزهره.
أمينة من برا هو وماسكها الحارس: اطلع يواد كمان رايحلها عند بيتها برجلك أياااااان.
أيان: نهار أسود.
طلع يجري برا القصر وزعقت أمينة: أنت إيه اللِي جابك هنا.
فاطمه حور جريت عليها وقالت للخدامه تطلعها فوق.
أيان: انتوا إيه اللِي جابكم هنا.
زهره: ماما أصرت إني اجيبها هنا و…
أمينة: اسمعي يا سِت أنتِ كفاياكِ جري ورا ابني مكفاكيش اخد رصاصة في بطنه بسببك أنتِ معاكِ بنت وعارفه إيه يعني الضنا غالي.
أيان بزعيق: يا أمي اهدي.
زهره: ماما مش كده.
فاطمه: أنا آسفه.
أيان بغضب: متتأسفيش.
أمينة بغضب: معاكِ زوجك زي الورد رمياه في الحبس وحرمتيه من بنته، اتقي الله يبنتي وابعدي عن ابني كفاية بقى كفاية.
فاطمه عينيها دمعت وأيان زعق وقال: أمي على العربية يلاااا.
طلعت قدامه هي وزهره وقال أيان هو وباصص ليها: فاطمه متزعليش و…
فاطمه: أيان مامتك عندها حق.
دخلت القصر وقفلت الباب في وش أيان ودموعها نزلت.
أيان هو وقريب من الباب وقال بصوت واطي هو وبيلمس على الباب: فاطمه حقك عليا.
كانت سانده على الباب وبتبكي وهو ضرب بغضب برجله على الباب ومشي بعربيته.
أمينة: اطلع هنا تعالى يوااااد.
أيان تجاهلهم وساق عربيته واصدرت احتكاكه بصوت عالي.
مشي السواق بـ زهره وامه وكملت: ابني زي الورد شاب لسه ما دخل الدنيا جديد ومن دي لـ دي ست يُسر والست صاحبتها لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
زهره بغضب: كفاية يماما كفاية اوف.
………………………