الشرطي: احنا هنعمل اللازم انها تتعالج في المصحه، لأن المصحة افضل ليها من هنا.
مشي بعيد عنهم ويُمنى وقعت على الاريكة وكانت بتبكي حسن الارض مكانتش شيلاه وبصلها من الشباك ودمعته نزلت وقال: أنا معاكِ يا نور، ومش هتخلى عنك ابدًا مهما كانت الظروف إيه ووعد مني اني هجبلك حقك، يا حبيبة
حسن.
الشرطي اخد رُكن ورن على احدهُما وقال: تم يا بيه هما هيوقعوا على المصحة بنفسهم.
ضحك أحمد وقتها وكان شكله مخيف لأنه أعور وقال بإبتسامه هو وبيقفل التيلفون: هتروحوا فين من أنياب الذئب يا اولاد العشماوي أنا جهنم ليكُم، وهوصلكم للقاع بتاعها بإيدي.
………………………..
(في الطيارة)
يُسر كانت مِسهمه ومرام مسكت ايدها وقالت: مالك يا يُسر احكيلي انتِ بخير؟!
يُسر بدموع بكيت هي وباصة ليها: نفسي اكون بخير من وقت ما اتولدت نفسي اتنفس نَفس ارتياح ولو لمره واحده في حياتي، هكون بخير ازاي وأنا مش عارفه انا مين، حياتي اتغيرت في يوم وليلة يا ريتني ما قابلت أسد وقتها ولا عرفت عنكم حاجه، كان زماني هبقى بخير أنا اللي وصلت علي للسجن وأسد وأيان ونور للمستشفى
دمرت عيلتكم جميعا، فرقت الأصحاب لأنهم حبوني وخطيبي القديم اذاهم كلهم لأنه عايز ينتقم مني سمّ دماغ علي وأنا المذنبة، تقدري تقوليلي لو مدخلتش حياتكم كان حصل ده كله اكيد لا.
مرام بدموع: اهدي.
يُسر بدموع: اوقات الإنسان بتمر عليه فترة مُرعبة كده بتزعزع كل اللي جواه وفي دماغنا الف فِكرة وفكرة، تحسي إنك من كتر التفكير تتمنى لو تنسي اه تنسي بس ازاي انسى عيلتي فاهمه انسى ازاي جبل الخديوي لما كان يسرح ليا شعري ويضحك هو ويقول: شعرك طويل سايح سِيح يا حفيدة قصر الخديوي.
كنت احس بحنان وهو بيناكف ويقول مش عارف اعمل ضفيره وحسيبه تقول: عنك يبيه.
وهو يعاند ويصر أنه يعملها وليلى واقفه بتنادي عليه وتزعق وهو يروح ليها علشان ميتخانقوش قدامي ويراضيها علشان زعلي، وأنا حسيبه تحضني من جبروت أمي عليا، انسى ازاي السرايا اوضتي اللِي كبرت فيها الجنينة الخدم وحسيبه وكل رُكن في الأوضة، وفاطمه صحبتي اللي كبرنا انا وهي سوا فاطمه اللي كانت اختي وكل ماليا، علاقتي
بـ فاطمه إني قابلتها لما كنت خمس سنين كانت يتيمه الأم والأب وكانت هي وقتها 8 سنين ابويا رباها في السرايا وكانت واحده من الخدم قبل ما تبقى من الخدم كانت اختي وكل ما ليا ولما كبرت جوزها بابا لأكبر رئيس في البلدية وجابت منه بنوته شبها، في لحظات حلوه مش عايزه انسها لكن نفسي انسى يا مرام تعبت وانا عايشه بتراكُمات الماضي كُل شوية احس بنغزه في قلبي تدمرني من جوه
وكملت هي وباصه لـ مرام: انسى ازاي أسد العشماوي اللي حبيته من قسوته زرع فيا الحُب
مرام بصدمه: بتحبي أسد؟!
يُسر بدموع: اكدب عليكِ لو قُولت محبتوش، انا حبيته من كل قلبي، لكن خايفه من الحب خايفه اواجهه بعد ما اتعالج اتعب انا خايفه يا مرام والله خايفه اتكسر للمره التاني علشان المرء لما بيوقع مرتين استحالة يقوم في المره التانية، حبيته بعيونه الديقه السودا كإنها مِتكحلة شعره الاسود شبيه الليل انفه شبية السيف بشرته
الخمرية طُوله يا مرام، ملامح عينيه لما بيبصلي كإنها فيها عِتاب وحُب وإنتقام اختلاط من شخصيته انا لا في عُمري حبيت قد ما حبيت أسد العشماوي، نظراته ليا، يوم ما اقول بكرهه بضحك غلى نفسي فاهمه من جوايا مستحيل احب غيره، بكل قسوته جبروته أنا حفيدة الخديوي عشقت النقيب أسد العشماوي، عشقت الأسد.
ماذا تَعِرفون عَن الحُب؟
_إنه جرحٌ خطير لكنَّه لا يُؤلم، بَل يَذل.
مرام بدموع حضنتها وكانت بتطبطب عليها وقالت: كله يهون يا يُسر، فترة وهتعدي هنعيش وهتقابلي ايام سعيده وهترجعوا انتِ وأسد وهيحبك وهتشوفي عيالك وهترجعي انتِ وفاطمه اخوات وتجتمعوا مع اولادكم في السرايا بتاعتكم وتحكيلهم عن طفولتكم سوا.
يُسر بدموع: يارب يا مرام يارب
كانت باصه لـ رجليها بدموع وقالت: هنشوف ايام حلوه، وهنعيش.
مرام هي وبتبوس راسها: هنعيش يا نور عيني.
…………………….
(في المساء-قصر حميد الشمندوري)
فاطمه كانت بتنيم حور وتغني ليها نامت حور وهي باستها وقالت: هنهرب من هنا يا حور اوعدك اننا هنمشي من هنا.
رجلها الشمال كانت بترتعش قامت بتحدي وعفصت عليها وقالت: هنعافر يا حميد وهتشوف.
طلعت من الأوضة ودخلت اوضتها شافت حميد قاعد على السرير وقالت: مراتي.
قفلت الباب فاطمه وقالت: حضرتُهم، لليلة إنهارده يا حميد.
حميد هو وبيدوس على زِر: حضرتهم يا مراتي العزيزه مش انهارده الخميس برضو.
اتفتح باب وهو على شكل حيطه وكانت الدنيا ضلمه وفي نور موجه على الكرسي فقط، قعدت فاطمه على الكرسي وهي بصتله بخوف وحط الاسلاك لرجلها ولإيدها وراح عند رقبتها حط سلكتين لزقهم ومسك مقص وهي
باصه قدامها وشغل الاسلاك مع الموسيقى بتاعته المُضله لـ عذاب فاطمه، وحط ايده على بُقها كانت بتتنفض وتتكهرب ومع كل صراخ منها يقص ليها شعرها وداس على الزر كانت بتتكهرب وهو حاطط إيده على بُقها وهي دموعها بتنزل على إيديه وقال: عايزه تهربي وتحرميني من حور، عايزه تحرميني من نفسي يا فاطمه.
كان بيكهرب فيها ورجليها وجسمها بيرتعش وصرخ: اصرخي.
صرخت لما فصل الازرار فجأة حور صحيت اتخضت وهو شافها في الشاشه عِنده طلعها من المكان ده وفاطمه كانت بتصرخ وهو بيقص ليها شعرها حور كانت حاطه المخده على راسها بدموع وبتبكي مع صراخ فاطمه، حميد لما شاف حور قامت قفل الباب وخلى فاطمه ماسكه المقص هي ومش دارية بنفسها طلعت من الأوضة حور