_ ولا حاجة هي نفس الإجابة.
كانت تجلس وبجانبها مجموعتها المفضلة من الكتب والروايات، تتذكر جيدًا كل مرةٍ أتى والدها بـكتابٍ، أو روايةٍ مفاجأةٍ لها، فإنه يعلم أنها عاشقة للكتب والروايات، وكان يستغل المعلومة في مُهاداتها بأبسط المناسبات عيد ميلادها، ورأس السنة، وفي عيدَي الفطر والأضحى، وحتى في عيد تحرير سيناء، والسادس من أكتوبر…
أفاقها من شرودها صوت صريخ في الخارج، لم تحتج لسماع كلمة أخرى حتى تركت كل شيءٍ بيدها، وهرولت سريعًا للخارج بعدما وضعت الحجاب على رأسها بلفة عشوائية مبعثرة، وما إن سابقت الدرجات للأسفل حتى صادفها رجل أمام المنزل
_ لانتِ لازم تمشى من هنا يا تتـ… دفنى…
قالها أحد رجال سوهاج
_ أنت بتقول إيه؟
أنا مش همشي من هنا ده بيت أبويا!
واحد أخر: أبوكِ الله يرحمه كان كويس، واحمدي ربنا إنه مـ…ات قبل ما يشوفك قاعدة أنتِ وعشـ…يقك في بيت واحد من غير جواز.
_ أنت بتقول إيه؟
أنا أشرف منكم كلكم، بقالي أربع سنين قاعدة هنا لوحدي محدش شاف مني حاجة وحشة، وجايين دلوقتي تقوليلي أمشي!
_ تحدث أحد الرجال: جبتلنا العـ…ار من ساعة ما أهلك مـ…اتوا، يا تمشي من هنا، يا تتدفني جنب أبوكِ، مش على أخر الزمن واحدة رخيـ…ة زيك هتحط وشنا في التراب.
_ أخرك معانا لغاية الفجرية، ولو طلع عليكِ صباح وأنتِ موجودة هنا مش هتشوفي النور تاني.
جالت الأفكار برأسها عِند وصولها لتلك النقطة الصادمة، أيعقل أن يكونوا يرونها بهذا الشكل؟
قاطع نُواحها وصراعاته مع ذاتها صوت، لم تنسَ هذا الصوت يردد في أُذنها مثل الموسيقى .
_ بس أنا مش عشـ …يقـها!
تحدث أحد الرجال بغضب: وليك عين تيجي بعد عملتك المنيلة؟
تحدث منفعلًا: أنا جوزها.
فتحت أعينها بصدمة وهمس: اللحظة دي مكنتش متخيلها، قد إيه كان وحشني صوته، ونظرة عيونه، وريحة برفانه.
_ أنت؟
_ تتجوزيني، من أول يوم شوفتك فيه وأنا مبطلتش تفكير غير فيكِ، ووقوفك جنبي، حتى وأنتِ متعرفنيش، كان غصب عنى إن اسيبك، آه أنا مشيت، بس قلبي وروحي كانوا معاكِ، اخدتيهم من أول نظرة ليكِ.
ابتسمت بدموع فرحة:” الشُوق غَلاب، غَلاب أوي يا سيدنا حتىٰ الست قالت:”خُد مِن عُمري، عُمري كُله إلَّا ثوانِي أشُوفَك فيها”
ثواني أشوفَك فيهم وأمَّلي عِنيا منَك، ثواني وبس ألمحَك وخُد قصادهُم كُل عُمري وفوق عُمري عُمر إذا حبيت، وبس أشوفك.
متأسفه جداً عن عدم نزولي للفصل الجديد بس أنا عندي ظـ.. روف مش عارفه أكتب بسببها بس إن شاءلله الفصل العاشر من رواية في ظلال الذائب هتنزل بكره
يتبع…
ياسر: أقلـ.. عي
ضمت ملابسها برعب: أنت بتقول أي لا طبعاً
ياسر نظر إلى صد.. رها الظاهر من الملابس: هدومك متـ..قطعة أقلـ..عي اللبس دا وإلبسي حاجة تانية أنا جبتلك هدوم في الحمام، أنتي دلوقتي بقيتي مراتي ومسؤلة مني أنا هسيبك النهاردة بس. سحبها من شعرها. أياكي تيجي في يوم وأطلبك وترفضي .. تركها بحدة اه تخيلي كدا لو جدتك عرفت إنك أتجوزتي عـ.. رفي يا حرمي المصون