كانت تشاهده من خلف زجاج حجرتها، وهو جالس خارج المنزل.
_تشرب نسكافية؟
كان جالسًا على المقعد أمام المنزل، ومع ضوء انعكاس الشمس كانت تظهر لون عيناه الخضراء مثل لون الزرع.
_ فيكِ عادة مني.
_ النسكافية؟
_ لا القهوة
صمت قليلًا، أنا ماشي.
شعرت بوغزة في صدرها، رعشة الأيد، وزيادة دقات القلب، وضيق التنفس، همسة.
_ ما بحبش النهاية، النهاية دائمًا مؤلمة، والفراق وحش؛ فراق الأهل، والأم، والأب، والحبيب… أنا حبيته لا، آه، لا لا محبتهوش، بس أنا مش عاوزاة يمشي، اتعودت على وجوده، وزعيقه، ونزفزته، ابتسامته.
ذهبت لعالم الأحلام، وظلام الأوهام، كل ما نريده أن نعيشه، المواجهة، المواجهة مؤلمة في بعض الأحيان.
فُزع من هيئتها؛ فحملها وذهب إلى غرفتها، ووضعها على الفراش، واضعًا غطاءها عليها وخرج.
_ أول مرة أشوفها كده، دائمًا واقفة جنبي، أو بتتظاهر قدامي إنها قوية، ولكن بحس بحزن، وفقدان، وخزلان في نظرة عينيها.
أفاقه من شروده رنين الهاتف، واسم اللواء يتوسط الشاشة، فأجابه فورًا…
_ العربية هتوصل ياحضرة الظابط بكرة بعد العصر.
_ تمام يا فندم.
_ جهز نفسك!
_ حاضر يا فندم.
_ أحسن؟
_ بكتير، صمتت قليلًا، هتمشي؟
_ آه، وشكرًا.
_ على إيه؟
_ على حسن الضيافة، حد غيرك مكنش هيقبل إني أستقر معاه شوية، وأنتِ بنت.
ابتسمت:” عارفة إني بنت بس بيميت راجل.
_” كنتِ بتسألي عن شغلي؟
_ آه بس إيه اللي جد؟