أم حسن: يُسر ترجع بخير وأنا هسيب القصر ونعيش بعيد عن هنا.
عم سعدي: ونمشي وناخد بيت غير ده يا أم حسن، الواحد عضم جسمه واجعه مِن الحزن أكتر مِن الشقا.
هزت راسها وقالت: كفايانا عاد اكتفينا.
_إِنْ كُنتَ تُحبيّ يَومًا، فَلَا تُحبنيّ عَامًا كَامِلًا لِقسوةَ قَلبك.
………………………….
(في السِجن)
كانت ليلى لابسه البدلة الحمراء وبتصلي ولافه طرحة ودموعها على سجادة الصلاة وقالت بدموع: السلام عليكم ورحمة الله.
وبصت تجاه الرُكن الشمال: السلام عليكم ورحمة الله.
رفعت إيدها وقالت: يارب سامحني ساعات وهقابلك مش عارفه أقابلك بوشي إزاي وأنا صحيفة أعمالي كُلها ذنوب وكُره وقـ. ـتل يارب اكتفيت والله اكتفيت سامحني يارب، يارب لو سامعني دلوقتي بقولك إنا تُوبت والله، الرجوع ليك حلو أوي والله لذة حلاوته جميلة يارب، ساعات وهتكفن وهتلف في الكفن الأبيض مش عارفه القبر هيضيق
عليا ولا هيتسع طالبة رحمتك يا أرحم الراحمين، أنا عارفه إني ظلمت ناس كتيره بس والله قبل ما أظلم شِبعت ظُلم من عِبادك، ظلموني وضغطوا عليا وذلوني خلوني إنسانة متوحشة عايزه تنـ. ـهش فيهم وتنـ. ـتقم من ناس مأذتهاش، مش كان من حقي أعيش ويا إبني يارب لو كان عايش كنت شيفاه وسط عروسته هو وعريس، فراق
الضنا صعب بيكسر ويذل والله يارب ما كنت وحشة هما اللي خلوني شبهم.
كانت بتبكي ووقفت قدام الباب مسحت دموعها وخبطت على باب الزنزانة: يا شرطي.
_عايزه إيه.