كانت جواهر تشرب سيجارتها الرابعة وتقول:
-أنا خايفة …بحاول أبين لماما أن الموضوع سهل وهيعدي …بقولها أنها هتخف بس انا ذات نفسي مش مصدقة
الكلام ده …أنا عارفة أن الموضوع مجرد وقت …
صمتت جواهر وفشلت في محاربة دموعها التي تدفقت بقوة من عينيها …مسحتها بسرعة عندما رأت نظرات عبير المشفقة وقالت مبتسمة بحزن:
-للاسف الكانسر دخل في المرحلة التالتة ..رغم العلاج الكيماوي بس للاسف مش قادرين نسيطر عليه والمشكلة
أن جسمها مش متحمل…وانا ..أنا مش عارفة أعمل ايه ..مش قادرة أتقبل فكرة أني أخسرها …
انسابت.دموع عبير وهي تشعر بألمها …ألم الخوف من الفقدان …هي تعرف شعور عدم وجود الأم وجواهر تخاف من هذا الشعور ..نعم إنه مؤلم ..مؤلم للغاية…فهي منذ فقدت والدتها وهي ضائعة حرفيا …تحاول أن تتجاوز الأمر ولكنه مؤلم ..
مؤ.لم للغاية…هي تعرف أن لا أحد علي الاطلاق سوف يعوض فقدان والدتها …لا أحد سوف يشغل مكانها …لا أحد سوف يشعرها بالآمان كما فعلت والدتها …تعرف هذا ومتأكده منه مليون بالمائة….
ابتسمت جواهر بإنكسار وقالت:
-امي قالتلي أن جدتي ما.تت بنفس المرض …علي الأغلب المرض لعنة العيلة يعني أنا كمان معرضة اتصاب بيه …
نظرت إلي سيجارتها وابتسمت قائلة:
-واهو أنا بحاول أسهل علي نفسي الموضوع …يمكن أودع بدري وارتاح …
-متقوليش كده بعيد الشر عليكي يا جواهر…
أغمضت جواهر عينيها بتعب وقالت :
-العذاب الحقيقي ليا يا بيري أني اعيش من غير ماما …انا مليش غيرها ….أبويا اتخلي عني …ومليش أصحاب غيرك