وقف عاصم خارج الحمام يستند بجهبته فوق اطار باب الحمام المغلق يستمع الى تهأوتها المتألمة من الداخل بينما الجميع ملتفين حوله ما بين قلق وغير مهتم وفضولى
ليصرخ فجاءة يدق الباب بغضب
= هما قافلين الباب ليه مس عاوزنى معاها ليه
اقترب منه عبد الحميد بضعف قائلا بهمس
= ماهو يا بنى مايصحش لينظر نظرة ذات مغزى الى شهيرة ونادين وثريا والوافقات يكاد الفضول والتساؤل ان يقفز من عينيهم قفزا ليكمل بهدوء
= وبعدين انا كلمت سيف يطلب الدكتور وزمانه جاى فى السكة متقلقش كده
زفر عاصم بقوة بنفاذ صبر لكنه ماان سمع تأوه اخر منها يصل الى مسامعه يضرب اخر حصونه من الصبر ليهتف
= لا انا مش هفضل واقف مكانى كده
فتح الباب على اتساعه لتتسمر قدميه برعب وهو يراها تركع على ارضيه الحمام تفرغ كل ما فى جوفها فى الحمام تجاورها والدتها والدته تحاول التهوين عليها لتسرع قدميه اليها يركع هو الاخر بجوارها يراقبها بقلة حيلة حتى انتهت نوبة غثينها تتأوه بضعف فاخذها بين ذراعيه يضم جسدها الضعيف اليه راسها يستريح فوق صدره بينما اخذ هو يزيح خصلات شعرها عن وجهها المتعرق بشدة يهمس لها محاولا التهوين عليها
تقدم عبد الحميد اليهم قائلا بقلق
= اطلع بيها يا عاصم على جناحكم لحد ما الدكتور يجى ويقولنا نعمل ايه
هز عاصم راسه بالموافقة يقبل جبهتها بحنان وهو يرفعها بين ذراعيه تضع راسها فوق كتفه باعياء مغادر يتبعهم الجميع معاد تلاثى الشر
والتى هتفت نادين فور مغادرتهم تتابع بغل قائلة
= شوفتوا مرعوب عليها ازاى وكان هيموت علشانها من خوفه عليها
التمعت عينى شهيرة بشر قائلة
=هو ده بس اللى اخدتى بالك ومختيش بالك من المصيبة التانية
التفتت اليها نادين بتساؤل تهتف
= مصيبة ايه انا مخدتش بالى من حاجة غير سى عاصم ولهفته عليها
لم تعيرها شهيرة انتباهاتضيق عينيها بتفكير وشرود لتتلتفت نادين الى والدتها تراها شاحبة شاردة هى الاخرى لتسألها بفضول وقلق
= عمتو بتقصد ايه ياماما مصيبة ايه اللى حصلت
اجابتها ثريا بتوجس وخشية وهى مازالت تنظر امامها بشرود