نهضت بالفعل من مكانها أولته ظهرها وسارت من أمامه، لكنها التفتت تطالعه مرة أخرى، وتمتمت ببرود ونبرة مغزية تخبره عما حدث في الصباح لعلها تهدي من ذروة الشك التي لازالت تجتاحها وازدادت بعد حديث تلك الفتاة
:- على فكرة الصبح في واحدة اسمها بسملة اتصلت بيك بتقول ان بينكم شغل من نوع تاني يا تامر ولما بقولها
اني مراتك ضحكت وقالت هي عارفة كويس، يا ترى بقي السنيورة بتاعتك عارفة إيه عني يا تامر.
شحبت ملامح بقلق ملحوظ، لكنه سرعان ما حاول أن يخفيها بمهارة، ورد عليها وهو يدعي اللامبالاه على عكس القلق الذي ينهش في قلبه
:- هتعرف إيه يعني عادي يا فريدة وبينا فعلا شغل عادي بس بعيد عن الشركة وكدة هو أي تحقيق وشك كدة وخلاص، واحدة عادية مفيش حاجة.
ازداد الشك بداخلها بسبب هييته الغير مريحة، وردت عليه بضيق وهي تبتسم بسخرية
:- اه صح أنا بشك على الفاضي وبسملة دي زي الفل مفيش بينها وبينك حاجة كدة أنا هصدق عادي مش كدة، شوف يا تامر انا واثفة وعارفة ان البت دي مش عادية تلاقيك كمان حاكي ليها عني وعن معاملتك ليا بس براحتك برضو.
ازداد شعور التوتر لديه، وحاول أن يجد رد مناسب يرد به عليها، يعلم أنه اذا لم يرد عليها سيزداد شكها في الامر وتتأكد من صحة حديثها؛ لذلك رد عليها بتوتر جلي على جميع ملامحه
:- اللي بقوله هو الحقيقة عاوزة بقي تكدبي وتصدقي نفسك أنتِ حرة، وبعدين هحكي ايه، روحي اجهزي احسن عشان نلحق.
طالعته بنظرات مغزية واومأت برأسها إلى الأمام ثم سارت بغضب من أمامه، بينما تامر حاول أن يفهم معنى نظراتها لكنه فشل ظل يلعن بسملة وحديثها الذي تفوهت به معها..