لكنها حتى الآن لم تعلم سبب معاملته الحادة معها، سارت نحو عرفتها بخطوات بطيئة وهي لازالت شاردة الذهن مُشتتة بشدة، حتى دلفت غرفتها وأعلقت الباب خلفها بهدوء، على عكس النيران المتأهبة المشتعلة داخل قلبها وعقلها، تشعر أن روحها في النهاية ستتحول لرماد أثر احتراق كل ما بداخلها.
فكرت في الإتصال عليه حتى تطمىن عليه وتسأله عن موعد رجوعه لكنها تراجعت فهو بالطبع لن يرد عليها مثل
كل مرة، تعلم موعد رجوعه من والدته الذي يتحدث معها يوميًا، بينما هي لم يفكر في الاطمئنان عليها ولو لمرة واحدة فقط.
قلبها يصرخ بصرخات مرتفعة من فرط الألم الذي تشعر به، صرخات مكتومة لم يستمع إليها سواها، أغمضت
عينيها بوهن بعدما جلست أرضا وضمت ساقيها تشعر بآنين قوي يجتاح كل ذرة بداخلها، تشعر أن السعادة لم تُخلق لها، وكأنها حُرمت من نصيبها في هذا الشئ هو الآخر مثلما حُرمت من اشياء كثيرة في حياتها..
وقف عمر أمام غرفة آلاء لعدة ثوانٍ متوتر بشدة كالطفل الخائف، يريد أن يتراجع ويعود لغرفته كما كان، لكنه حسم أمره ودق فوق الباب بخفة وصوت منخفض عندما لم يأتيه الرد ولج الغرفة بقلق شديد خوفًا من أن يكون قد
أصابها شئ، أغلق الباب خلفه ابتسم براحة عندما وجدها نائمة، قام بالإقتراب منها و هو يقوم بلغي عقله تمامًا، يشعر أنها كالمغناطيس الذي يجذبه نحوه، لا يعلم كيف وصل نحوها وكيف جلس بحانبها؟
وضع يده فوق شعرها وبدأ يمسد فوقه بحنان واشتياق شديد، اشتاق لها على الرغم من وجودها أمامه كل يوم، اشتاق لعلاقتهما الذي حُرم منها، يريد أن يضمها ويدخلها بين ضلوعه يخفيها في قلبه ولكن ذلك الشئ قد حُرم