:- كان عندي شغل الكم يوم اللي فاتوا دول عشان كدة معرفتش اجي البيت.
لوت فمها باستهزاء، وردت عليه باقتضاب حاد وهي لازالت تشعر بالتعب
:- أنا مسألتش على فكرة، ومش مهتمة إني اعرف متشغلش بالك مش مضطر إنك تكدب على الفاضي.
قبض فوق زراعها بقوة وغضب، وهو يتمتم بحدة ويصيح باسمها بنبرة غاضبة، ويتحدث من بين أسنانه وهو
يضغط فوق كل حرف يتفوه به
:- فريدة اتعدلي أنا مش ناسي العاملة السودة اللي عملتيها من ورايا ولا من غير ما اعرف حاجة، كأن الحياة حياتك أنتِ بس.
تملصت بين قبضته في محاولة ان تجعله يتركها، ولكن محاولتها باءت بالفشل، فردت عليه بصوت خافت يملؤه التعب
:- أنا اتعدلت فعلا، وبعدين العاملة السودة اللي بتتكلم عليها دي هتيجي تنور حياتي فعلا، وأنا مغلطتش اصلا، كان
لازم اعملها من زمان، كفاية تبقي اناني عاوز تحرمني من حاجة جميلة هتسعدني وجاي بكل برود تقولي تنزليه، روح الطفل بالنسبالك لعبة مش مهمة، بجد مش مصدقة إنك كدة.
انهت حديثها وهي ترمقه بإحتقار، شعر أن نظراتها له كالسهام الحادة التي تخترق قلبه قبل ان تخترق جسده،
المته نظراتها بشدة، لكنه قرر ألا يبدي شئ عليه، وتمتم ببرود طغى على نبرته بأكملها
:- و أنتِ كدة مش انانية يا فريدة، أعتقد ان احنا الاتنين بنفس الانانية يا هانم، فبلاش تتكلمي كتير، ويلا ننام عشان