حاولت أن تبث في ذاتها الطاقة، نعم هي لن تتخلى عن طفلها مهما حدث؛ لذلك ردت عليه بضيق ونبرة حادة غاضبة بعض الشئ
:-نـعـم!!..هو مين دة اللي ينزل، تامر أنتَ أكيد بتهزر صح، دة ابننا يمكن أنتَ مش عاوز لكن ربنا عاوز كدة، وأنا
استحالة أعمل حاجة زي كدة، لأ طبعا مش هيحصل اللي بتقوله.
وصل إلى مسامعها صوت صك اسنانه معا الذي ضغط هو عليهم بقوة حادة، وعقد زراعيه أمام صدره بغضب جامح مهما تحدث ليوصفه لن يستطع وصفه أو وصف حزء بسيط منه، شعر أن بخبر حملها سيعود مرة أخري
الي الطريق المسدود الذي كان يتمنى ألا يعود إليه مرة أخري.
تحدث بنبرة غاضبة بشدة حيث شعرت هي أن كل حرف يخرج من فمه كالنيران المشتعلة التي ستحرقها
:- ربنا اللي عاوز إيه، لا دة أنتِ اللي عاوزة يا فريدة هانم، بتحطيني قدام الأمر الواقع يعني ولا إيه مش فاهم، مفكرتيش في حياة الطفل دة اما يجي هيعمل إيه ويعيش ازاي ما بينا احنا الاتنين، واحنا حياتنا بايظة كدة، اوعي تكوني فاكرة إني كنت مانعك من حوار الحمل عشان أعاقبك مثلا، لأ أنا عشان عاقل وواعي كويس فعامل حساب إننا منظلمش طفل برئ ملوش ذنب بينا، حياتنا منـ’يلة بنـ’يلة وشبه منفصلة بنعيش يوم حلو ومية لأ؛ ودة لأننا
ببساطة مش لبعض وفي يوم من الأيام انا واثق اننا هننفصل، الطفل دة بقى هيعيش ازاي، أنتِ مفكرتيش في اي حاحة غير نفسك، عاوزة تبقي أم وبس على حساب حياة ابنك او بنتك اللي جايين، حقيقي أنتِ أكتر انسانة أنانية شفتها في حياتي.
ضغط بحديثه فوق جرحها أكثر وأكثر حتى تسبب في نزيفه، تشعر بـ ألم قوي يعصف بداخلها، شعرت أنه جلب خنجر وغرزه في متتصف قلبها بمنتهى البرود واللا مبالاه والقسوة، كيف له أن يصفها
بـ “الأنانية” وبأي حق يقول لها ذلك.
هل هي انانية لأنها صبرت عليه وتحملت معاملته لها رغما عنها، معاملته التي بالرغم من قسوتها وحدتها تراها أفضل من العيش مع زوجة والدها على الرغم من قسوته وبروده معها، تحملت كل شئ وهي صامتة لم تستطع أن تتحدث وتبوح لأحد عن النيران المشتعلة المتأهبة بداخلها طوال الوقت، ولكنها تمنت أت تكن مثل أي انسانة