صعدت سناء تاركة إياه خلفها وتوجهت نحو غرفة آلاء؛ حتى تطمئن عليها، تفاجأت عندما وجدتها كما كانت تدفن وجهها في الوسادة بشدة، ظلت تحركها برفق فوق كتفها لتتأكد إن كانت مستيقظة، لكنها على الفور علمت أنها نائمة عندما رأت انتظام انفاسها وهدوء حركتها.
طبعت قبلة رقيقة فوق جبهتها بهدوء، وارتسم على وجهها ابتسامة آسفة حزينة، تشعر بالوجع الذي تشعر به تلك
المسكينة، تشعر أنها رأت وجع يكفيها لسنواتٍ عديدة قادمة.
تحدثت نغم تسأل عمر بلا مبالاه وعدم اهتمام، هي فقط تسأل حتى ي ترضي فضولها ليس أكثر من ذلك
:- إيه يا عمر هتسمع كلام ماما و لا هتعمل اللي عاوزه زي ما قولت؟
رد يجيبها بضيق بادي في نبرة صوته المتشددة الصارمة، و ملامح وجهه التي كانت متشنجة بغضبٍ
:- أظن أنتِ عارفة أنا أكتر حد بينفذ اللي بيقوله يا نغم، وأنا أكتر حد أدرى بمصلحتي و مصلحة الكل.
تمتم جملته وصعد هو الآخر متوجهًا نحو غرفته بوجه مكهفر غاضب.
ظلت فريدة تفرك في يديها بتوتر، لكنها لم تستكع ان تصمت أكثر من ذلك، فأردفت بخفوت، وتوتر تسأل نغم التي لم تجد سواها و هي تحاول تنسى ذلك الحديث الذي كان يخص زوجها
:- نـ… نغم هو حد اجبر تامر على ايه ممكن تفهميني؟
ضحكت بسخرية وإستهزاء بدلًا من أن تجيب اياها، لكنها اردت عليها بسخرية شديدة، وهي تنهض من مجلسها
:- تبقي غبية جدًا لو لسة مفهمتيش، أنا قولت فهمتي من بدري زي أي حد طبيعي.
أكملت حديثها ببراءة مزيفة وهي تلوح لها من بعيد وتضحك بعدم تصديق
:- جود نايت يا بيبي استخدمي عقلك شوية عشان تبقي ذكية.
شحب وجه فريدة بشدة، ظلت تلعن ذاتها فبدلا من أن تسأل أحد ليريح قلبها، سألت أكثر شخص خطأر فبالطبع نغم لن تريحها ابدًا منذُ متى وهي تتعامل بهدوء معها؟
بدات تحاول تشغيل عقلها الذي لم يتوصل إلى تفسير لهذا الحديث غير الذي فهمته هي منذ البداية.
تحاول أن تكذب عقلها وفكرها؛ حتى لا تصل إلى هذة الحقيقة، حركت رأسها عدة مرات متتالية نافية بعدم تصديق
وحزن شديد.
تشعر أن النيران تمسك في كل أنش بقلبها، تريد أن تطفئ تلك النيران ولو بإجابة كاذبة تضحك بها على عقلها وقلبها المجروحان جرح كبير لا تعلم كيف تداويهم؟!!