نهض من مكانه يقترب منها ولكن استوقفته والدته “سناء” التي تمتمت بنبرة هادىة منخفضة تصل إلى مسامعه
:- اهدي يا عمر عشان خاطري خليك هادي، وبلاش تتعصب عليها وتتخانقوا زي كل مرة.
انهت حديثها وهي تطالعه برجاء حتى يهدأ ولم يحدث مثلما يحدث بينهما كل مرة.
اوما لها برأسه إلى الأمام، واقترب منها بضع خطوات حتى وصل نحوها مباشرة، عقد زراعيه امام صدره وعيناه كانت ترسل لها رسائل مشفرة غاضبة تعلن مدى غضبه، ثم تحدث بنبرة حادة يتخللها البرود بعض الشئ
:- الهانم كانت فين لغاية دلوقتي، إيه كنتِ ناوية تباتي برة ومتجيش ما أنا مش فاهم
زفرت بضيق، وردت تجيبه بتذمر، وهي تعقد زراعيها هي الاخري أمام صدرها وتطالعه بعدم رضا
؛- كنت في الشغل عادي، وبعدها روحت مع عدى عزمني على العشا انهاردة كمان، وأظن أن أنا كبيرة كفاية وبعرف اخد قراراتي لوحدي، وعارفة ايه اللي يهمني وينفعني وإيه لأ، ثم إنك قولت آخر مرة لو تفتكر إنك مش هتتدخل في
أي حاجة تخصني تاني، ولا هي كانت كلمة وخلاص.
رفع حاجبه إلى أعلى وظل يطالعها ببرود من اعلاها إلى أدناها، يخفي خلف نظراته الباردة نيران غاضبة متاهبة تزداد اشتعالا مع كل كلمة تتفوه بها، لكنه اخفي غضبه بداخله بمهارة، ورد عليها ببرود حاد
:- الشغل ماشي مليش فيه ومتدخلتش فيه، لكن إيه حوار العشا اللي بقي كل شوية دة مش فاهم، وبعدين مش معنى إني قولت إني مش هتدخل في اي حاجة تخصك، إني اسيبك كدة براحتك تعملي اللي تعمليه ولا كأن