أومأت له برأسها الى الأمام،وردت عليه بنبرة خافتة
:- حاضر يا تامر.
تركها ودلف صوب المرحاض يأخذ حمام بارد لعله يهدِئ من النيران المشتعلة بداخله، ويطفي من لوعة حيرته
التي ارهقته كثيرًا، وأرهقت كل شئ بداخله، لا يعلم لماذا يريد أن يبتعد بل بالاحر يهرب ولكن ليس منها بل يريد أن يهرب من العالم بأكمله، تلك هي عادته عندما يشعر أن شئ ما يزعجه، يبدأ يتهرب منه و يتركه، لكنه في ذلك الشئ تحديدا لم يستطع، لم يستطع أن يهرب ويسافر كما يريد.
وجاء كل شئ على عكس ما توقعه، فهو توقع أنه سيفرح بخبر عودة بسملة الذي ينتظره، كان يتمنى أن يراها مرة أخري، لكنه يشعر الان أن عودتها اكثر شي ساهم في ضغطه وتعبه، ربما اذا كانت لم تظهر في ذلك الوقت أفضل،
كان سيظل كما كان في السابق يتعامل مع فريدة كما يريد احيانا يعاملها بهدوء ومشاعر عتيقة خفية لن يعترف بها حتى الان، وأحيانا يعاملها بجفاف وحدة لكنه يكن لديه السبب الذي يقنع به ذاته ويبرر افعاله.
شعر فجاة أن ذلك السبب وهمي، نعم سبب وهمي يضحك به على عقله وعلى ذاته، فهي الآن ستعود وعليه ان
يختار بين حبه الذي يظنه حب حقيقي، وبين زوجته وحياته القادمه معها!..
كور قبضة يده بغضب شديد وضرب بها الحائط قبل
أت يخرج من المرحاض، حاول أن يهدئ من ذاته وغضبه لا يريد أن يفرغه بها مثل كل مرة.
ولحسن حظها بعدما خرج وجد فريدة نائمة فوق الفراش بعدما تعبت بشدة من فرط التفكير، ظل يتأمل ملامحها الهادئة المحفورة بداخل ذهنه بوضوح، ابستم ابتسامة هادئة لا يعلم ما سببها.
لكنه ما أن رأى ملامحها الهادئة البسيطة شعر بابتسامة تزين ثغره، من دون ان يعلم سبب يفسر به لذاته تلك