تجاهل حديثها بأكمله كأنها لم تردف به من الأساس، وأعاد سؤاله عليها مرة أخرى بنبرة اكثر حدة وغضب عما كان في السابق، وضغط فوق كل حرف يتفوهه ببطءٍ
:- أنا سألت على فكرة، وأنتِ لسة مجاوبتيش الهانم رايحة فين دلوقتي؟..مستنيكي تردي لغاية دلوقتي لأن زي ما
قولتي ابن عمتك.
جذبت زراعها من بين يديه بعنف، واجابته بكبرياء ورأس مرفوعة بشموخ
:- عدي عازمني على العشا، فيها حاجة دي ولا إيه هتحبسني يا ابن عمتي كمان.
طالعته بمكر وقد اتسعت ابتسامتها الشامتة فهو لن يتوقع أن تخبره ذلك الشئ بمنتهى السلاسة التي تتحدث بها هي الآن، لكن سرعان ما تحولت عيناه الهادئة إلى أخري غاضبة، والشرر يتطاير من عينيه.
انكمشت على ذاتها بخوف، شعرت أنه سينقض عليها ويقتلها في أي وهلة من دون أن تشعر، هيئته بالفعل قد
ازدادت غضبا، وتشنجت عضلاته بغضب بادي عليه، فتمنت لوهلة لو أنها تركض وتفر هاربة من أمامه كالطفلة المذنبة التي ستهرب من عقابها.
لكنها بالطبع تراجعت عن فكرتها الحمقاء، مقررة أن تصمد أمامه وأمام غضبه، لن تسمح له أن يمنعها من الذهاب
لكي تقابا عدي…ستحاول أن تتجاهل نظراته الغاضبة التي تشير أنه في أشد مراحل غضبه، وتحديها له سيكون ليس في صالحها تلك المرة…
❈-❈-❈
في نفس الوقت وبداخل الغرفة الخاصة بتامر وفريدة.
ولج تامر الغرفة وهو غاضب بشدة، تنهد عدة مرات متتالية بغضب يبدو عليه، فأسرعت هي تعقد حاجبيها بدهشة ملحوظة عليها، وهي حتى الآن لن تستطع تفسير سبب غضبه المباغت لها.
كان يتحدث مع نفسه بغضب شديد، ويلعن ذاته كيف له أن نسي أن أمس كان يوم معرفته بـبسملة، هو منذ أن عرفها حتى بعدما رحلت من حياته لم ينسى تاريخ و ذكري ذلك اليوم.
لكنه تلك المرة قد اكتشفه بالصدفة، بالطبع يطالع فريدة بغضب وكأنها هي المذنبة، ففي نظره هي التي جعلته