وبقولك اطلع برة اصلا مش عاوزاك في أوضتي وأعتقد إن أنا حرة.
ترك زراعها، ووقف في قبالتها، بعدما اعتلى ثغره ابتسامة خفيفة زينت محياه؛ بسبب نظراتها الغاضبة التي تحدقه بها، ثم وضع يده في جيب سترته بهدوء ولا مبالاه، كأن لم يحدث شئ، قد ازدادت فعلته من غضبها،
فصاحت به بغضب وضيق، وهي تعقد حاجبيها وتطالعه بحدة
:- عمر اطلع برة بجد، يخربيت برودك، أنتَ واقف كدة ليه، إيه جاي تتأمل الاوضة ولا لاقي نفسك فاضي للدرجة دي.
رد عليها سريعا بنبرة عاشقة حانية، نعم هو يعشقها بشدة، هي أهم ما في حياته، عشقها أصبح كالدم الذي يسير في جميع أوردته
:- تؤتؤ أنا قولت اتأملك أنتِ، بما إني بقالي كتير مشوفتكيش، ووحشتيني أوي على فكرة.
لا تعلم كيف تبخر غضبها وجمودها منه في أقل من ثانية، تلعن تقلب مزاجها السريع الذي يحدث لها بسببه، هي دائما تنسى انها أنثى ابنة حواء، مهما بدت قوية غاضبة بأقل احرف يذهب غضبها ويتبخر كأنه لم يوجد من الأساس.
هو يعلم جميع ثغراتها جيدا، حاول عقلها أن ينبهها ويذكرها بما يحدث وبجميع بقرارتها، لكن لم ينجح عقلها في محاربته لغزيرتها الانثوية، قطع شرودها وهدوءها من حديثه، وكلماته القليلة التي تؤثر عليها، دوى صوت هاتفه الذي صدح في الغرفة يقطع ذلك الصمت السائد، والحرب الدائرة بنظراتهما سويا، لكنها كانت حرب تختلف عن
الحروب الأخرى، بل كانت حرب عاشقة بينهما.
امتضعت ملامح وجهها وتحولت مرو أخري، وقد عادت كما كانت من قبل، وجميع الأنذار قد اشتغلت في عقلها، كل ذلك حدث بعدما رأت اسم نهي الذي يبدو بوضوع فوق شاشة الهاتف الخاص به.