في حياتها..
أسفل حيث يجتمع الجميع، جلس عمر معهم، وعيناه تدور بحثا عنها على أمل ان تكون جالسة معهم، لكنه كان يعلم أنها لن تجلس معهم، يعلم كم هي عنيدة، هو يعلم جميع تفاصيلها وكل شئ تقوم بفعله، جميع أفكارها التي
ستفعلها يكون على دراية بها، ظل يتحدث معهم قليلا، ثم صعد نحو الطابق العلوي متحججا أنه يريد أن يرتاح قليلا.
لكنه في الحقيقة قرر أن يدلف اليها ويراها، يملئ قلبه وعينيه من رؤيتها، هو لن يستطع أن يرتاح من دون أن يراها ويُطَمْئِن قلبه عليها…قلبه الذي يحترق بداخل صدره بنيران الإشتياق المتأهبة التي تتآكله، فهو يشتاق إليها في كل
ثانية، يتمنى أن يأخذها ويضعها بداخل قلبه ثم يغلقه عليها هي فقط، قلبه لن يحتاج سواها؛ حتى تظل معه دائما في كل مكان وكل ثانية، من الممكن وقتها أن تهدأ نيران اشتياقه بذلك الحل الوهمي الذي لم يحدث أبدا.
وهذا يعني أن تلك النيران التي توجد بداخله لن تهدأ، ولن تنطفأ ابدا، مادام قلبه يدق وينبض في تلك الحياة، حبها
مستحوذ على كل ذرة في قلبه وعقله وحياته بأكملها.
وقف أمام باب غرفتها يشعر بالتردد بعض الشي، صراع كبير يحدث بداخله، عقله يحثه الا يدلف اليها فهو لن يستفاد شئ ويعلم طريقتها كيف ستكون معه؟!..لكن قلبه يعترض بالطبع، لن يقدر على استحمال تلك النيران
المشتاقة إليها، يريد أن يراها من الممكن ان تهدأ بعض الشي، فقام بإلغاء عقله تماما، منذُ متى وهو يتعامل معها بعقله؟! دائما قلبه هو الذي ينتصر.
دلف الغرفة على الفور، فعندما يتعلق الامر بها هي تحديدا لن يكن لعقله مكان بل قلبه هو الذي يقوم بكل ما
يخصها، عقد حاجبيه بدهشة، عندما لم يجدها في البداية، لكنه انتبه عندما رآها تقف في الشرفة الخاصة بغرفتها، تتطلع من خلالها على اللا شئ وهي شاردة الذهن، عقلها ليس معها أصبحت تشعر انها لم تفهم شئ في الحياة، ولا تعلم ما الذي يجب عليها فعله، كالطفلة التي تنتظر والدها يمسك يدها برفق وحنو و طيرشدها نحو الطريق