أمامه بشموخ وكبرياء، سارت وتركته خلفها يطالع أثرها بذهول.
يلعن طريقتها المتمردة التي تتغير حتى الآن، هو ظنَّ لوهلة أنه يستطيع السيطرة عليها كما يفعل دائما مع أي واحدة، لكنه نسى أنها ذات شخصية قوية تمتردة فريدة غير أي واحدة أخرى، هي من الصعب السيطرة عليها
والغاء شخصيتها، ظل يلعن تسرعه في تغيير طريقته معها بتلك السرعة، كيف له أن ينسى طبيعة شخصيتها؟!…لكنه سيصلح الأمر ويعيد الأمور بينهما كما كانت من قبل…
❈-❈-❈
في المساء…
اجتمعت جميع أفراد العائلة في الفيلا لأستقبال عمر بعد سفره الذي دام لشهر متواصل، كانت سناء في ذلك الشهر على تواصل معه عبر الهاتف حتى تطمئن عليه، وكان دائما هو يطمئن على آلاء من الحارس الشخصي الذي
عيَّنه هو لها باختياره، ويعطيه عدة اوامر مشددة لحمياتها، على الرغم من عدم معرفتها أنه يتابع ما يحدث معها، يتابع علاقتها بعدي التي اصبحت أكثر تطور، وهو يشعر أن ودجه سينفجر غضبا مما يعلمه.
كان الجميع يجلس معه ماعدا آلاء التي كانت ملتزمة غرفتها حتى الآن قررت ألا تنزل اسفل وتجلس معهم، تقنع ذاتها وقلبها أنه أصبح شخص غير مهم لا يعنيها، ولا تريد أن تهتم به وبأمره.
في نفس الوقت
كانت تجلس أمام الحاسوب الخاص بها تعمل بعدم تركيز، لكنها قطعت ما كانت تفعله عندما استمعت إلى رنين هاتفها الذي صدح في الغرفة للمرة التي لم تعلم عددها، تنهدت بضيق ثم ابتسمت بانتصار وسعادة عندما رأت أن
عدى هو مَن يقوم بالإتصال بها تلك المرة، فقد اتصل عدة مرات حتى الآن، وهي تقوم بغلق المكالمة، من دون أن ترد عليه، فعلت ذلك أيضا تلك المرة، استمعت إلى صوت مكابح السيارة الخاصة بعمر معلنة عن وصوله المنزل، لكنها قررت ألا تهتم وألا تعيره أي اهتمام، ستتجاهل وجوده تماما، وجوده الذي تتمنى ان يصبح يوما ما مثل عدمه