قررت أن تبدأ أولى خطواتها في بناء شخصية جديدة لها متأقلمة مع تلك الحياة التي اصبحت تعيشها الآن، وتترك حل شئ خلفها.
غفت وهي لا تعلم كيف؟!…فقد كان عقلها مازال مستمر في التفكير وتحليل ما حولها، بينما قلبها قد تعب بسبب كل ما حدث له حتى الآن، فعليه أن يرتب ما بداخله و بعدها يقرر هو الاخر مثل عقلها.
❈-❈-❈
استيقظت في الصباح بوجه مكهفر عابس وملامح شاحبة حزينة، لم تليق بملامح وجهها الهادئة دائما الدالة على رقتها، توجهت نحو الجزء المخصص بالملابس لتبدأ في اختيار زي مناسب ترتديه، وبدأت تهندم من هيئتها بدون اهتمام وفقدان رغبة وشغف.
فهي جاليا تعيش حياة مليئة بالصدمات والحزن، لكنها في ذلك الوقت تحديدا تشعر أنها كالتائهة التي لا تعلم ماذا تفعل، وماذا سيحدث لها في حياتها القادمة، قررت أن تخوض طريقة أخرى غير مألوفة في حياتها، ستجري تجربة غير معتادة لاجل جمع ذاتها وإنهاء تشتت عقلها، ستترك قلبها وحبه وماضيها وكل شئ خلفها، لتعطِ ذاتها فرصة
للبدء من جديد واتخاذ خطوات جديدة غير مألوفة، ستفعل كل شئ لإيجاد حياتها.
في ذلك الوقت خرجت من غرفتها متجهة إلى أسفل حيث يجلسون جميعا، وجدت عمر يجلس بجانب تامر الذي كان يبدو على ملامح وجهه القلق وعدم الإرتياح، لكنهما كانا يتحدثان سويا في عدة امور من الواضح أنها خاصة
بالعمل والشركة، تجاهلت عمر تماما وكانها لم تراه، وأردفت سؤالها الذي كان مُوجه إلى تامر، وهي تتطلع صوبه وابتسامتها المشرقة تزين ثغرها، لكن ابتسامتها لم تتخط شفتيها، كانت ابتسماتها زائفة غير حقيقية
:- فين فريدة يا تامر عاوزة اتكلم معاها شوية؟