كان صوتها كالفاصل لهما الذي أعادهما إلى الواقع، يفصل حبل افكارهما، ابتلعت آلاء تلك الغصة القوية التي تشكلت في حلقها بمرارة، تشعر أنها قد استعادت كل ما حدث معها، تذكرت ما حدث في الحفلة، لن تشعر بذاتها سوى وهي تقوم بالصراخ عليهم جميعًا بصوت عالٍ، وهي لا تشعر بذاتها تتمنى أن تنهض، و تجلبها من شعرها
تضربها بغل، لكنها نفضت تلك الفكرة، وظلت تصرخ عليهم بصوتها باكمله، تريدهم أن يذهبوا ويتركونها بمفردها
:- اطلعوا برة، برة كلكم، عاوزة ابقي لوحدي.
تشنجت جميع ملامح عمر بضيق، وهو يرى هيئتها بهذا الشكل، اقترب منها يحاول أن يجعلها تهدأ، لكن ازداد صوت صرخاتها، فأسرعت الممرضة تدلف الغرفة وتقترب منها، قامت بحقنها ببعض المهدء؛ حتى تجعلها تتوقف عن
الصراخ، والتفتت إليهم وجدتهم جميعهم يتطلعون نحو آلاء بقلق شديد، فتمتمت بهدوء، وارتباك بعدما لاحظت نظرات عمر الحادة
:- لو سمحت اتفضلوا برة عشان راحة المريضة.
خرج الجميع من الغرفة كما قالت الممرضة،اقترب عمر من نهى والشرر يتطاير من كلتا عينيه، قام بجذبها من
زراعها بقوة شديدة يسحبها خلفه بعيد عن الجميع حتى لا يراهما أحد، وتحدث بعدها بصوت غاضب ونبرة صارمة حادة
:- مش هتقولي عملتي إيه مع آلاء وصلها للحالة دي، أنتِ اخر واحدة قابلتيها يا نهى، وكنتِ معاها دي آخر مرة هسألك فيها بعد كدة هتشوفي اللي عمرك ما تخيلتيه.
كان يتحدث وهو يضغط بفضب فوق زراعها، حتى شعرت هي انه سينكسر اسفل قبضة يده، حركت رأسها نافية، وتمتمت تجيبه بخوف وتلعثم، وهي تبتلع ريقها الجاف بقلق
:- م..معرفش يا عمر، معرفش أنا قولتلك معملتش حاجة، ولا اتكلمت معاها في أي حاجة ممكن تهدى شوية.
تلعن غباءها و تصرفها المتسرع دون تركيز، فهي قد أخبرتها عن علاقتها هي وعمر، وتركتها بعدها بمفردها تحت تأثير الصدمة، تخشى ان يتراجع عمر في قرار زواجهما.